Skip to playerSkip to main contentSkip to footer

Recommended

  • 2 days ago
علم اجتماع

Category

📚
Learning
Transcript
00:00في صناعة نجارة هذه صناعة من ضروريات العمران ومادتها الخشب وذلك أن الله سبحانه وتعالى جعل للآدمي في كل مكون من المكونات منافع تكمل بها ضروراته أو حاجاته
00:17وكان منها الشجر فإن له فيه من المنافع ما لا ينحصر مما هو معروف لكل أحد ومن منافعها اتخاذها خشبا إذا يبست
00:30وأول منافعه أن يكون وقودا للنيران في معاشهم وعصيا للاتكاء والذود وغيرهما من ضرورياتهم
00:41والصناعة المتكفلة بذلك المحاصلة لكل واحد من صورها هي النجارة على اختلاف رتبها
00:49والقائم على هذه الصناعة هو النجار
00:53إذا عظمت الحضارة وجاء الترف وتأنق الناس فيما يتخذونه من كل صنف من سقف أو باب أو كرسي أو معون
01:03حدث التأنق في صناعة ذلك واستجادته بغرائب من الصناعة كمالية ليست من الضروري في شيء
01:12وكذلك قد يحتاج إلى هذه الصناعة في إنشاء المراكب البحرية ذات الألواح والدسر
01:20وهي أجرام هندسية صنعت على قالب الحوت ليكون ذلك الشكل أعون لها في مصادمة الماء
01:29وجعل لها عوض الحركة الحيوانية التي للسمك تحريك الرياح
01:37وربما أعينت بحركة المجاذيف كما في الأساطيل
01:41وهذه الصناعة من أصلها محتاج إلى أصل كبير من الهندسة في جميع أصنافها
01:48لأن إخراج الصور من القوة إلى الفعل على وجه الإحكام محتاج إلى معرفة التناسب في المقادير
01:55إما عموما وإما خصوصا أو خصوصا وتناسب المقادير لا بد فيه من الرجوع إلى المهندس
02:04ولهذا كان أئمة الهندسة اليونانيون كلهم أئمة في هذه الصناعة
02:13فكان أقليدوس صاحب كتاب الأصول في الهندسة نجارا وبها كان يعرف
02:20وكذلك أبلونيوس صاحب كتاب المخروطات وميلاوش وغيرهم
02:28وفيما يقال إن معلم هذه الصناعة في الخليقة هو نوح عليه السلام
02:34وبها أنشأ سفينة النجاة التي كانت بها معجزاته عند الطفان
02:42وهذا الخبر وإن كان ممكن أعني كونه نجارا
02:50إلا أن كونه أول من علمها أو تعلمها لا يقوم دليل من النقل عليه لبعد الآماد
02:59وإنما معناه والله أعلم الإشارة إلى قدم النجارة لأنه لم يصح حكاية عنها قبل خبر نوح عليه السلام
03:09فجعل كأنه أول من تعلمها فتفهم أسرار الصناع في الخليقة والله سبحانه وتعالى أعلم
03:19في صناعة الحياكة والخياطة هاتان الصناعتان ضروريتان في العمران لما يحتاج إليه البشر من الرفع
03:31فالأولى لنسج الغزل من الصوف والكتان والقطن إسداء في الطول وإلحام في العرض
03:38وإحكاما لذلك النسج بالالتحام الشديد فيتم منها قطع مقدرة
03:45فمنها الأكسية من الصوف للاجتمال ومنها الثياب من القطن والكتان لللباس
03:51والصناعة الثانية لتقدير المنسوجات على اختلاف الأشكال والعوائد
03:56تفصل أولا بالمقراض قطعا مناسبة للأعضاء البدنية
04:01ثم تلحم تلك القطع بالخياطة المحكمة وصلا أو تنبيتا أو تفسحا على حسب نوع الصناعة
04:10وهذه الثانية مختصة بالعمران الحضري
04:14لما أن أهل البدو يستغنون عنها وإنما يشتملون لثواب اجتمالا
04:19وإنما تفصيل الثياب وتقديرها وإلحامها بالخياطة لللباس من مذاهب الحضارة وفنونها
04:27وهاتان الصنعتان قديمتان في الخليقة لما أن الدفع ضروري للبشر في العمران المعتدل
04:34وأما المنحرف إلى الحر فلا يحتاج أهله إلى دفع
04:39ولهذا يبلغنا عن أهل الإقليم الأول من السودان أنهم عرات في الغالب
04:46ولقدم هذه الصنائع ينسبها العامة إلى إدريس عليه السلام والله سبحانه وتعالى أعلم
04:55في صناعة التوليد وهي صناعة يعرف بها العمل في استخراج المولود الادمي من بطن أمه من الرفق في إخراجه من رحيمها
05:05وتهيئة أسباب ذلك ثم ما يصلحه بعد الخروج وهي مختصة بالنساء في غالب الأمر
05:14لما أنهن الظاهرات بعضهن على عورات بعض وتسمى القائمة على ذلك منهن القابلة
05:23استعير فيها معنى العطاء والقبول كأن النفساء تعطيها الجنين وكأنها تقبله
05:33وذلك أن الجنين إذا استكمل خلقه في الرحم وأطواره وبلغ إلى غايته والمدة التي قدر الله لمكثه
05:44وهي تسعة أشهر في الغالب فيطلب الخروج بما جعل الله في المولود من النزوع لذلك
05:52وتسهيل ما يصعب منه بما يمكنها وعلى ما تهتدي إلى معرفة عسره
05:58فهذه الصناعة ضرورية في العمران للنوع الإنساني لا يتم كون أشخاصه الغالب دونها

Recommended