Skip to playerSkip to main contentSkip to footer
  • yesterday
علم اجتماع

Category

📚
Learning
Transcript
00:00علم الكلام هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة
00:15وسر هذه العقائد الإيمانية هو التوحيد
00:20المعتبر في هذا التوحيد ليس هو الإيمان فقط الذي هو تصديق حكمي
00:28فإن ذلك من حديث النفس وإنما الكمال فيه حصول صفة منه تتكيف بها النفس
00:36كما أن المطلوب من الأعمال والعبادات أيضا حصول ملكة الطاعة والانقياد وتفريغ القلب عن شواغ لما سوى المعبود حتى ينقلب المريد السالك ربانيا
00:51فقد تبين لك من جميع ما قررناه أن المطلوب في التكاليف كلها حصول ملكة راسخة في النفس ينشأ عنها علم الطراري للنفس
01:03للنفس هو التوحيد وهو العقيدة الإيمانية وهو الذي تحصل به السعادة وأن ذلك سواء في التكاليف القلبية والبدنية وتفهم منه أن الإيمان الذي هو أصل التكاليف كلها وينبوعها
01:22هو بهذه المثابة وأنه ذو مراتب أولها التصديق القلبي الموافق لللسان وأعلاها حصول كيفية من ذلك الاعتقاد القلبي وما يتبعه من العمل مستولية على القلب فيستتبع الجوارح
01:38وتندرج في طاعتها جميع التصرفات حتى تنخرط لفعال كلها في طاعة ذلك التصديق الإيماني وهذا أرفع مراتب الإيمان وهو الإيمان الكامل الذي لا يقارف المؤمن معه صغيرة ولا كبيرة
01:56إذ حصول الملكة ورسوخها مانع من الانحراف عن مناهجه طرفة عين قال صلى الله عليه وسلم لا يزني الزان حين يزني وهو مؤمن
02:10وفي حديثه رقل لما سأل أبا سفيان بن حرب عن النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله فقال في أصحابه هل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قال لا
02:28قال وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب ومعناه أن ملكة الإيمان إذا استقرت عسر على النفس مخالفتها
02:40الشأن الملكات إذا استقرت فإنها تحصل بمثابة الجبلة والفطرة وهذه هي المرتبة العالية من الإيمان وهي في المرتبة الثانية من العصمة
02:53لأن العصمة الواجبة للأنبياء وجوبا سابقا وهذه حاصلة للمؤمنين حصولا تابعة لأعمالهم وتصديقهم
03:02فبهذه الملكة ورسوخها يقع التفاوت في الإيمان كالذي يتلى عليك من أقاويل السلف
03:11وفي تراجم البخاري في باب الإيمان كثير منه مثله أن الإيمان قول وعمل وأنه يزيد وينقص
03:20وأن الصلاة والصيام من الإيمان وأن تطوع رمضان من الإيمان والحياء من الإيمان
03:27والمراد بهذا كله الإيمان الكامل الذي أشرنا إليه وإلى حصول ملكته وهو فعلي
03:37واعلم أن الشارع وصف لنا هذا الإيمان الذي في المرتبة الأولى
03:42الذي هو تصديق وعين أمورا مخصوصة كلفنا التصديق بها بقلوبنا واعتقادها في أنفسنا
03:52مع الإقرار بألسنتنا وهي العقائد التي تقررت في الدين
03:56قال صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الإيمان فقال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
04:06وتؤمن بالقدر خيره وشره
04:09وهذه هي العقائد الإيمانية المقررة في علم الكلام
04:14والنشر إليها مجملة لتتبين لك حقيقة هذا الفن وكيفية حدوثه
04:22فنقول أعلم أن الشارع لما أمرنا بالإيمان بهذا الخالق الذي رد الأفعال كلها إليه وأفرده به كما قدمناه
04:33وعرفنا أن في هذا الإيمان نجاتنا عند الموت إذا حضارنا
04:40لم يعرفنا بكنه حقيقة هذا الخالق المعبود
04:44إذ ذاك متعذر على إدراكنا من فوق طورنا
04:48فكلفنا أولا اعتقاد تنزيهه في ذاته عن مشابهة المخلوقين
04:55وإلا لما صح أنه خالق لهم لعدم الفارق على هذا التقدير
05:00ثم تنزيهه عن صفات النقص وإلا لشابه المخلوقين
05:07ثم توحيده بالإيجاد وإلا لم يتم الخلق للتمانع
05:11ثم اعتقاد أنه عالم قادر فبذلك تتم الأفعال شاهد قضيته لكمال الإيجاد والخلق
05:21ومريد وإلا لم يتخصص شيء من المخلوقات
05:26ومقدر لكل كائن وإلا فالإرادة حادثة
05:30ومن أراد إدخال الرد على الفلاسفة في عقائده
05:36فعليه بكتب الغزال والإمام بن الخطيب
05:39فإنها وإن وقع فيها مخالفة للإصطلاح القديم
05:43فليس فيها من الاختلاط في المسائل والالتباس في الموضوع
05:48ما في طريقة هؤلاء المتأخرين من بعدهم
05:51وعلى الجملة فينبغي أن يعلم أن هذا العلم الذي هو علم الكلام غير ضروري لهذا العهد على طالب العلم
06:00إذ الملحدة والمبتدعة قد انقرضوا والآئمة من أهل السنة كفونا شأنهم فيما كتبوا ودونوا
06:09والأدلة العقلية إنما احتاجوا إليها حين دافعوا ونصروا
06:14وأما الآن فلم يبق منها إلا كلام تنزه البارئ عن كثير إيهاماته وإطلاقه
06:22ولقد سئل الجنيد رحمه الله عن قوم مر بهم من المتكلمين يوفيضون فيه
06:31فقال ما هؤلاء
06:33فقيل قوم ينزهون الله بالأدلة عن صفات الحدوث وسمات النقص
06:40فقال نفي العيب حيث يستحيل العيب عيب
06:45لكن فائدته في أحد الناس وطلبة العلم فائدة معتبر
06:52إذ لا يحسن بحامل السنة الجهل بالحجج النظرية على عقائدها والله ولي المؤمنين

Recommended