Skip to player
Skip to main content
Skip to footer
Search
Connect
Watch fullscreen
Like
Comments
Bookmark
Share
Add to Playlist
Report
مقدمة ابن خلدون (56)
عابرسبيلا
Follow
5/29/2025
علم اجتماع
Category
📚
Learning
Transcript
Display full video transcript
00:00
في أن المدن العظيمة والهياكل المرتفعة إنما يشيدها الملك الكثير
00:07
قد قدمنا ذلك في آثار الدولة من المباني وغيرها وأنها تكون على نسبتها
00:14
وذلك أن تشيد المدن إنما يحصل بجتماع الفعلة وكثرتهم وتعاونهم
00:20
فإذا كانت الدولة عظيمة متسعة الممالك حشر الفعلة من أقاطارها
00:26
وجمعت أيديهم على عملها
00:30
وربما استعين في ذلك في أكثر الأمر بالهندام الذي يضاعف القوى
00:36
والقدر في حمل أثقال البناء لعجز القوة البشرية وضعفها عن ذلك
00:44
كالمحال وغيره
00:48
وربما يتواهم كثير من الناس إذا نظر إلى آثار الأقدمين ومصانعهم العظيمة
00:56
مثل إيوان كسرى وأهرام مصر وحنايا المعلقة وشرشالة بالمغرب
01:04
أنها كانت بقدرتهم متفرقين أو مجتمعين
01:08
فيتخيل لهم أجساما تناسب ذلك أعظم من هذه بكثير في طولها وقدرها
01:15
لتناسب بينها وبين القدر التي صدرت تلك المباني عنها
01:24
ويغفل عن شأن الهندام والمحال وما قدرته في ذلك الصناعة الهندسية
01:30
وكثير من المتغلبين في البلاد يعاين في شأن البناء واستعمال الحيل في نقل الأجرام
01:37
عند أهل الدولة المعتنين بذلك من العجم
01:40
ما يشهد له بما قلناه عيانا
01:44
وأكثر آثار لقدمين لهذا العهد تسميها العامة عادية نسبة إلى قوم عاد
01:52
لتوهمهم أن مباني عاد ومصانعهم إنما عظمت لعظم أجسامهم وتضاعف قدرهم
02:04
وليس كذلك فقد نجد آثارا كثيرة من آثار الذين تعرف مقادير أجسامهم من الأمم
02:14
وهي في مثل ذلك العظم أو أعظم
02:16
كأيوان كسرى ومباني العبيديين من الشيعة بإفريقيا والصنهاجيين
02:23
وأثرهم باد إلى اليوم في صومعة قلعة بني حماد
02:29
وكذلك بناء الأغالبة في جامع القيروان
02:34
وبناء الموحدين في رباط الفتح
02:37
ورباط السلطان أبي سعيد لعهد أربعين سنة في المنصورة بإزاء تلمسان
02:44
وكذلك الحناية التي جلب إليها أهل قرطاجنة الماء في القناة الراكبة عليها مائلة أيضا لهذا العهد
02:58
وغير ذلك من المباني والهياكل التي نقلت إلينا أخبار أهلها
03:05
قريبا وبعيدا وتيقلنا أنهم لم يكونوا بإفراط في مقادير أجسامهم
03:12
وإنما هذا رأي ولع به القصاص عن قوم عاد وثمود والعمالقة
03:18
ونجد بيوت ثمود في الحجر منحوتة إلى هذا العهد
03:23
وقد ثبت في الحديث الصحيح أنها بيوتهم يمر بها الركب الحجازي أكثر السنين
03:31
وسيشاهدونها لا تزيد في جوها ومساحتها وسمكها على المتعاهد
03:37
وإنهم لا يبالغون فيما يعتقدون من ذلك
03:42
فآثار الدولة على نسبة قوتها في أصلها
03:47
والله يخلق ما يشاء ويحكم ما يريد
03:50
في أن الهياكل العظيمة جدا لا تستقل ببنائها الدولة الواحدة
03:56
والسبب في ذلك ما ذكرناه من حاجة البناء إلى التعاون ومضاعفة القدر البشرية
04:02
وقد تكون المباني في عظمها أكثر من القدر المفردة أو مضاعفة
04:08
بالهندام كما قلناه فيحتاج إلى معاودة قدر أخرى مثلها
04:14
في أزمنة متعاقبة إلى أن تتم
04:18
فيبتدئ الأول منهم بالبناء ويعقبه الثاني والثالث
04:24
وكل واحد منهم قد استكمل شأنه في حشر الفعلة وجمع الأيدي
04:29
حتى يتم القصد من ذلك ويكمل ويكون ماثلا للعيان
04:35
يظنه من يراه من الآخرين أنه بناء دولة واحدة
04:40
وانظر في ذلك ما نقله المؤرخون في بناء سد مأرب
04:44
وأن الذي بناه سبأ بن يشجب وساق إليه سبعين واديا
04:50
وعاقه الموت عن إتمامه فأتمه ملوك حمير من بعده
04:56
ومثل هذا ما نقل في بناء قرطى جنة وقناتها الراكبة على الحناية العادية
05:05
وأكثر المباني العظيمة في الغالب هذا شأنها
05:08
ويشهد لذلك أن المباني العظيمة لعهدنا
05:12
نجد الملك الواحد يشرع في اختطاطها وتأسيسها
05:17
فإذا لم يتبع أثره من بعده من الملوك في إتمامها
05:23
بقيت بحالها ولم يكمل القصد فيها
05:26
ويشهد ذلك أيضا
05:28
أن نجد آثارا كثيرة من المباني العظيمة
05:33
تعجز الدول عن هدمها وتخريبها
05:35
مع أن الهدم أيسر من البناء بكثير
05:39
لأن الهدم رجوع إلى الأصل الذي هو العدم
05:43
والبناء على خلاف الأصل
05:45
فإذا وجدنا بناء تضعف قوتنا البشرية عن هدمه
05:51
مع سهولة الهدم
05:53
علمنا أن القدرة التي أسسته مفرطة القوة
05:57
وأنها ليست أثر دولة واحدة
06:01
وهذا مثل ما وقع للعرب في إيوان كسرى
06:05
لما اعتزم الرشيد على هدمه
06:07
وبعث إلى يحيى بن خالد
06:09
وهو في محبسه يستشيره في ذلك
06:13
فقال يا أمير المؤمنين لا تفعل وتركه ماثلا
06:17
يستدل به على عظم ملك آبائك
06:21
الذين سلبوا الملك لأهل ذلك الهيكل
06:24
فاتهمه في النصيحة
06:27
وقال أخذته النعرة للعجم
06:30
والله لا أصر عنه
06:32
وشرع في هدمه وجمع الأيدي عليه
06:35
واتخذ لذلك الفؤوس وحماه بالنار
06:39
وصب عليه الخل
06:41
حتى إذا أدركه العجز
06:44
بعد ذلك كله وخاف الفضيحة
06:46
بعث إلى يحيى
06:48
يستشيره ثانيا في التجافي عن الهدم
06:51
فقال يا أمير المؤمنين لا تفعل
06:54
واستمر على ذلك
06:56
لألا يقال عجز أمير المؤمنين
06:59
وملك العرب
07:01
عن هدم مصنع من مصانع العجم
07:03
فعرفها الرشيد وأقصر عن هدمه
07:06
وكذلك اتفق للمؤمن في هدم الأهرام
07:10
التي بمصر وجمع الفعلة
07:13
لهدمها
07:15
فلم يحل بطائل
07:17
وشرعوا في نقبه
07:18
فانتهوا إلى جو بين الحائط الظاهر
07:22
وما بعده من الحيطان
07:24
وهناك كان منتهى هدمهم
07:27
وهو إلى اليوم فيما يقال منفذ ظاهر
07:31
ويزعم الزاعمون أنه وجد ركازا بين تلك الحيطان
07:37
والله أعلم
Recommended
7:16
|
Up next
مقدمة ابن خلدون (57)
عابرسبيلا
5/30/2025
6:34
مقدمة ابن خلدون (59)
عابرسبيلا
6/3/2025
3:49
مقدمة ابن خلدون (68)
عابرسبيلا
6/12/2025
14:59
مقدمة ابن خلدون (44)
عابرسبيلا
5/10/2025
7:08
مقدمة ابن خلدون ( 6 )
عابرسبيلا
2/16/2025
7:43
مقدمة ابن خلدون (73)
عابرسبيلا
yesterday
43:23
مقدمة ابن خلدون (42)
عابرسبيلا
5/7/2025
6:49
مقدمة ابن خلدون (32)
عابرسبيلا
4/11/2025
8:33
مقدمة ابن خلدون (26)
عابرسبيلا
4/2/2025
9:27
مقدمة ابن خلدون (60)
عابرسبيلا
6/4/2025
9:30
مقدمة ابن خلدون (35)
عابرسبيلا
4/24/2025
4:01
مقدمة ابن خلدون ( 2 )
عابرسبيلا
2/16/2025
5:46
مقدمة ابن خلدون (18)
عابرسبيلا
3/19/2025
6:25
مقدمة ابن خلدون (27)
عابرسبيلا
4/3/2025
3:50
مقدمة ابن خلدون ( 5 )
عابرسبيلا
2/16/2025
8:29
مقدمة ابن خلدون ( 3 )
عابرسبيلا
2/16/2025
33:02
مقدمة ابن خلدون (8)
عابرسبيلا
2/21/2025
6:49
مقدمة ابن خلدون (15)
عابرسبيلا
3/13/2025
9:22
مقدمة ابن خلدون ٧
عابرسبيلا
2/19/2025
9:29
مقدمة ابن خلدون (41)
عابرسبيلا
5/6/2025
6:16
مقدمة ابن خلدون (70)
عابرسبيلا
5 days ago
7:23
مقدمة ابن خلدون (72)
عابرسبيلا
2 days ago
10:55
مقدمة ابن خلدون ( 4 )
عابرسبيلا
2/16/2025
17:33
الجغطائية التركية القديمة چغتایچه چغتاي تيلي مقارنة فروق لهجات تركية
عابرسبيلا
today
3:11
الفارسية ١٩ أدوات الاستفهام
عابرسبيلا
yesterday