Skip to player
Skip to main content
Skip to footer
Search
Connect
Watch fullscreen
Like
Comments
Bookmark
Share
Add to Playlist
Report
مقدمة ابن خلدون (77)
عابرسبيلا
Follow
yesterday
علم اجتماع
Category
📚
Learning
Transcript
Display full video transcript
00:00
في من حصلت له ملكة في صناعة فقل أن يجيد بعدها ملكة في أخرى
00:08
ومثل ذلك الخياط إذا أجاد ملكة الخياطة وأحكمها ورسخت في نفسه فلا يجيد من بعدها ملكة النجارة أو البناء
00:19
إلا أن تكون الأولى لم تستحكم بعد ولم ترسخ صبغتها
00:24
والسبب في ذلك أن الملكات صفات للنفس وألوان فلا تزدحم دفعة
00:31
ومن كان على الفطرة كان أسهل لقبول الملكة وأحسن استعدادا لحصولها
00:39
فإذا تلونت النفس بالملكة الأخرى وخرجت عن الفطرة ضعف فيها الاستعداد باللون الحاصل من هذه الملكة
00:48
فكان قبولها للملكة الأخرى أضعف
00:51
وهذا بيّن يشهد له الوجود
00:54
فقل أن تجد صاحب صناعة يحكمها ثم يحكم من بعدها أخرى
01:01
ويكون فيها معا على رتبة واحدة من الإجادة
01:05
حتى أهل العلم الذين ملكتهم فكرية فهم بهذه المثابة
01:12
ومن حصل منهم على ملكة علم من العلوم وأجادها في الغاية
01:17
فقل أن يجيد ملكة علم آخر على نسبته
01:21
بل يكون مقصرا فيه إن طلبه
01:24
إلا في الأقل النادر من الأحوال
01:27
ومبنى سببه على ما ذكرناه من الاستعداد وتلونه بلون الملكة الحاصلة في النفس
01:33
والله سبحانه وتعالى أعلم وبه التوفيق لا رب سواه
01:39
في الإشارة إلى أمهات الصنائع
01:42
اعلم أن الصنائع في النوع الإنساني كثيرة لكثرة الأعمال المتداولة في العمران
01:48
فهي بحيث تشذ عن الحصر ولا يأخذها العد
01:51
إلا أن منها ما هو ضروري في العمران أو شريف بالموضوع
01:56
فنخصها بالذكر ونترك ما سواه
01:59
فأما الضروري فالفلاحة والبناء والخياطة والنجارة والحياكة
02:04
وأما الشريفة بالموضوع فكالتوليد والكتابة والوراقة والغناء والطب
02:10
فأما التوليد فإنها ضرورية في العمران وعامة البلوى
02:15
إذ بها تحصل حياة المولود وتتم غالبا
02:19
وموضوعها مع ذلك المولودون وأمهاتهم
02:23
وأما الطب فهو حفظ صحة الإنسان
02:26
ودفع المرض عنه ويتفرع عن علم الطبيعة
02:30
وموضوعه مع ذلك بدن الإنسان
02:33
وأما الكتابة وما يتبعها من الوراقة
02:36
فهي حافظة على الإنسان حاجته
02:38
ومقيدة لها عن النسيان
02:42
ومبلغة ضمائر النفس إلى البعيد الغائب
02:46
ومخلدة نتائج الفكر والعلوم في الصحف
02:50
ورافعة الرتب الوجود للمعاني
02:53
وأما الغناء فهو نسب الأصوات
02:56
فهو نسب الأصوات ومظهر جمالها للأسماع
03:01
وكل هذه الصنائع الثلاث
03:03
داع إلى مخالطة الملوك الأعظم في خلواتهم ومجالس أنسهم
03:09
فلها بذلك شرف ليس لغيرها
03:12
وما سوى ذلك من الصنائع فتابعة وممتهنة في الغالب
03:18
وقد يختلف ذلك باختلاف الأغراض والدواعي
03:21
والله أعلم بالصواب
03:24
في صناعة الفلاحة هذه صناعة ثمرتها
03:28
اتخاذ الأقوات والحبوب
03:30
بالقيام على إثارة الأرض لها
03:33
وازدراعها وعلاج نباتها
03:35
وتعهده بالسقي والتنمية إلى بلوغ غايته
03:39
ثم حصاد سنبله واستخراج حبه من غلافه
03:44
وإحكام الأعمال لذلك
03:46
وتحصيل أسبابه ودواعيه
03:49
وهي أقدم الصنائع لما أنها محصلة للقوت المكمل للحياة الإنسان غالبة
03:57
إذ يمكن وجوده من دون جميع الأشياء إلا من دون القوت
04:02
ولهذا اختصت هذه الصناعة بالبدو
04:05
وإذ قدمنا أنه أقدم من الحضر
04:09
وسابق عليه
04:10
فكانت هذه الصناعة لذلك بدوية
04:13
لا يقوم عليها الحضر ولا يعرفونها
04:17
لأن أحوالهم كلها ثانية على البداوة
04:21
فصنائعهم ثانية عن صنائعها
04:24
وتابعة لها
04:26
والله سبحانه وتعالى مقيم العباد فيما أراد
04:30
في صناعة البناء
04:32
هذه الصناعة أول صنائع العمران الحضري وأقدمها
04:37
وهي معرفة العمل في اتخاذ البيوت والمنازل
04:40
للكن والمأوى للبدان في المدن
04:43
وذلك أن الإنسان لما جبل عليه من الفكر في عواقب أحواله
04:50
لا بد أن يفكر فيما يدفع عنه الأذى من الحر والبرد
04:54
كاتخاذ البيوت المكتنفة بالسقف والحيطان من سائر جهاتها
04:59
ثم المعتدلون المتخذون للمأوى قد يتكاثرون في البسيط الواحد
05:05
بحيث يتناكرون ولا يتعارفون
05:08
فيخشون طروق بعضهم بعضا
05:11
فيحتاجون إلى حفظ مجتمعهم بإدارة ماء أو أسوار تحوطهم
05:17
ويصير جميعا مدينة واحدة ومصر واحدة
05:21
ويحوطهم الحكام من داخل يدفع بعضهم عن بعض
05:28
وقد يحتاجون إلى الانتصاف ويتخذون المعاقل والحصون لهم
05:33
ولمن تحت أيديهم مثل الملوك ومن في معناهم من الأمراء وكبار القبائل في المدن
05:40
كل مدينة على ما يتعارفون ويصطلحون عليه
05:46
ويتناسب مزاج هوائهم واختلاف أحوالهم في الغنى والفقر
05:53
وكذا حال أهل المدينة الواحدة
05:55
فمنهم من يتخذ القصور والمصانع العظيمة الساحة المجتملة
06:01
على عدة الدور والبيوت والغرف الكبيرة لكثرة ولده
06:07
وحشمه وعياله وتابعه
06:10
ويهيئ مع ذلك الأسراب والمطامير للاختزان لأقواته والاستبلات
06:18
لربط مقرباته إذا كان من أهل الجنود
06:22
وكثرة التابع والحاشية كالأمراء ومن في معناهم
06:27
ومنهم من يبني الدويرة والبييت لنفسه وسكنه وولده
06:33
لا يبتغي ما وراء ذلك لقصور حاله عنه وقتصاره على الكن الطبيعي للبشر
06:40
وبين ذلك مراتب غير منحصرة
06:44
وقد يحتاج لهذه الصناعة أيضا
06:48
عند تأسيس الملوك وأهل الدول المدن العظيمة الهياكل المرتفعة
06:56
ويبالغون في إتقان الأوضاع وعلو الجرام مع الإحكام
07:01
لتبلغ الصناعة مبالغها
07:04
وهذه الصناعة هي التي تحصل الدواعي لذلك
07:10
ولذلك عندما تكون الدولة بدوية في أول أمرها
07:14
تفتقل في أمر البناء إلى غير قطرها
07:17
كما وقع للوليد بن عبد الملك حين أجمع على بناء مسجد المدينة والقدس
07:24
ومسجده بالشام
07:25
فبعث إلى ملك الروم بالقسطنطينية
07:29
في الفعلة المهارة في البناء
07:31
فبعث إليه من حصل له غرضه من تلك المساجد
07:35
ترجمة نانسي قنقر
Recommended
7:43
|
Up next
مقدمة ابن خلدون (73)
عابرسبيلا
6/19/2025
5:23
مقدمة ابن خلدون (74)
عابرسبيلا
6/20/2025
5:28
مقدمة ابن خلدون (76)
عابرسبيلا
6 days ago
7:23
مقدمة ابن خلدون (72)
عابرسبيلا
6/18/2025
3:49
مقدمة ابن خلدون (68)
عابرسبيلا
6/12/2025
7:16
مقدمة ابن خلدون (57)
عابرسبيلا
5/30/2025
7:40
مقدمة ابن خلدون (56)
عابرسبيلا
5/29/2025
7:08
مقدمة ابن خلدون ( 6 )
عابرسبيلا
2/16/2025
6:49
مقدمة ابن خلدون (32)
عابرسبيلا
4/11/2025
5:18
مقدمة ابن خلدون (75)
عابرسبيلا
6/21/2025
6:25
مقدمة ابن خلدون (27)
عابرسبيلا
4/3/2025
9:30
مقدمة ابن خلدون (35)
عابرسبيلا
4/24/2025
33:02
مقدمة ابن خلدون (8)
عابرسبيلا
2/21/2025
8:33
مقدمة ابن خلدون (26)
عابرسبيلا
4/2/2025
6:16
مقدمة ابن خلدون (70)
عابرسبيلا
6/15/2025
4:01
مقدمة ابن خلدون ( 2 )
عابرسبيلا
2/16/2025
8:29
مقدمة ابن خلدون ( 3 )
عابرسبيلا
2/16/2025
43:23
مقدمة ابن خلدون (42)
عابرسبيلا
5/7/2025
5:46
مقدمة ابن خلدون (18)
عابرسبيلا
3/19/2025
14:59
مقدمة ابن خلدون (44)
عابرسبيلا
5/10/2025
6:50
مقدمة ابن خلدون (12)
عابرسبيلا
3/7/2025
6:34
مقدمة ابن خلدون (59)
عابرسبيلا
6/3/2025
9:22
مقدمة ابن خلدون ٧
عابرسبيلا
2/19/2025
6:49
مقدمة ابن خلدون (15)
عابرسبيلا
3/13/2025
7:20
مقدمة ابن خلدون (9)
عابرسبيلا
2/25/2025