التحقيق الجنائي
Category
📚
LearningTranscript
00:00سر الجثة القديمة وتفاصيل الخيانة
00:05الفصل الأول خيط من الماضي يكشف المستور
00:10بعد الإدانة المدوية للمحقق السابق عماد
00:15بتهمة التواطئ والفساد
00:18وعرقلة العدالة في قضية خالد
00:21وتضييق الخناق على شبكة عادل الإجرامية
00:26التي بدأت تتفكك أواصرها
00:29سادت فترة من العمل الدؤوب في هيئة التحقيق
00:34لم يكتفي المحقق حامد بنصر قضية مستودع
00:38بل بدأ مع فريقه في عملية ضخمة لمراجعة شاملة
00:43لجميع القضايا السابقة التي أشرف عليها عماد
00:47كانوا يبحثون عن أي نقاط غامضة
00:51أي تحقيقات أغلقت بشكل مريب
00:55أو أي بلاغات لم يتم التعامل معها بالجدية الكافية
00:59كانت العملية تشبه نبش الماضي
01:04لجمع ما يمكن أن يدين عماد أكثر
01:07أو يكشف عن جرائم أوسع لعادل وعصابته
01:12كانت إخدى هذه القضايا ملف شخص مفقود
01:17تاريخها لخمس سنوات مضت يعود
01:20تشير إلى اختفاء رجل أعمال يدعى فيصل
01:24معروف بعلاقاته المتشعبة في أوساط تجارية مشبوهة
01:30القضية كانت قد اغلقت لعدم كفاية الأدلة
01:34مع اتهام ضمني لفيصل نفسه بالفرار بسبب ديونه
01:40عماد كان هو المحقق المسؤول عن هذا الملث
01:44بمراجعة دقيقة لسجلات التحقيق في قضية فيصل
01:50لحظ حامد وفريقه نقاطا حمراء عديدة
01:53كان هناك تجاهل متعمد لبعض البلاغات
01:57وإغفال تفاصيل جوهرية في محاضر التحقيق
02:03وعدم متابعة خيوط واضحة كانت تشير إلى تهديدات
02:09تلقاها فيصل من جهات غير معروفة
02:13وأخيرا تبرير غير منطقي لغلق الملف
02:17علاوة على ذلك أظهرت تحليلات الاتصالات والتحويلات المالية لعماد
02:23وجود اتصالات مكثفة ومشروعات مالية غامضة
02:29بينه وبين عادل أو أطراف تابعة لشبكته
02:34تزامنت مع فترة اختفاء فيصل وإغلاق القضية
02:38في خضم هذه المراجعة وصل طلب رسمي من أقارب فيصل المفقود
02:45الذين بعد أن علموا بسقوط عماد وعلاقته بشبكة عادل
02:51طالبوا بإعادة فتح التحقيق في قضية اختفاء فيصل
02:56لقد أيقنوا أن ما حدث لعماد قد يكون له صلة باختفاء قريبهم
03:03هذا الطلب أعطى حامد الدافع القانوني والمبرر الأخلاقي للغوص أعمق في القضية
03:12توجه حامد وفريقه فورا إلى استجواب عماد مرة أخرى
03:18ليس كشاهد بل كمشتبه به في قضية التستر على اختفاء فيصل
03:24كانت هذه المرة وبمواجهة عماد بالأدلة القاطعة لفساده السابق في قضية خالد
03:33والتحويلات المالية المشبوهة المتزامنة مع إغلاقه لملف فيصل
03:38وسجلاته التي أظهرت إهمالا متعمدا للخيوط الواضحة
03:45ومع تقنيات الاستجواب المتخصصة التي استخدمها حامد في إثارة القلق لديه والضغط النفسي
03:52انهار عماد جزئية لم يعترف بالمكان صراحة لكنه قدم تلميحات مبهمة عن منطقة مهجورة خلف غابة
04:03حيث كانت هناك صفقة لم تتم وشخص تم إسكاته
04:08بناء على هذه التلميحات الجديدة بالإضافة إلى الأدلة التي جمعها حامد من المراجعة الأولية
04:17تم استدعاء أيمن الصديق السابق لفيصل والذي كان آخر من رآه في الاستجواب الأولي القديم الذي أجراه عماد
04:28لم يقدم أيمن معلومات ذات قيمة بل بدت شهادته مترددة وغامضة
04:35لكن تحت ضغط حامد المنهجي وبأسلوب استجواب يركز على الحقائق المادية الملموسة التي بدأت تتكشف
04:45وتقانية التأنيب الأخلاقي بدأ أيمن ينهار
04:51اعترف أيمن أنه لم يقتل فيصل لكنه كان مرسولا من العصابة لاستدراجه إلى مكان اللقاء
05:01وهو بالفعل منطقة مهجورة خلف غابة صغيرة
05:06شهد أيمن على أن عادل نفسه أرسل أربعة من رجاله المعروفين في الحي
05:13وهم مجرمون ذو سوابق لإنهاء الأمر
05:18ذكر أيمن أسماءهم صالح بدر فهد وجاسم
05:24ثم وصف كيف أن هؤلاء الرجال قاموا بتصفية فيصل أمامه
05:30ثم أجبروه على المغادرة وهددوه إذا ما تفوه بكلمة
05:36بناء على هذه المعلومات الحيوية وبأمر قضائي استصدر من القاضي الشيخ عبد الرحمن
05:45الذي كان يثق تماما بحدث حامد ودقته في تتبع خيوط الفساد
05:51انطلق فريق من المحققين وخبراء الأدلة الجنائية إلى المنطقة المحددة
05:57بدأ الفريق بالمسح الجيوفيزيائي باستخدام جهاز الرادار المخترق للأرض
06:04لم يمضي وقت طويل حتى أظهر الجهاز أنماطا غير طبيعية تحت التراب
06:11تشير إلى وجود جسم غريب مطمور على عمق ليس بالكبير
06:17يطابق حجم جسم بشري
06:20هنا صاح أحد الخبراء مشيرا إلى نقطة معينة على الشاشة
06:28هناك شيء كبير هنا على عمق مترين تقريبا
06:33يبدو أن له شكلا بيضاويا
06:37بدأ فريق من المتخصصين في علم الآثار الجنائي
06:42العمل بعناية فائقة
06:44كانت عملية تنقيب دقيقة للحفاظ على سياق الدليل
06:50بعد ساعات من العمل الشاق
06:52ظهرت بقايا رفاة بشرية
06:55متحللة جزئية
06:57مغطاة بالتراب
06:59وبعض بقايا لقمشة القديمة
07:02وأثناء التنقيب
07:03لاحظ خبير علم الحشرات الجنائي
07:06وجود أنواع معينة من يرقات الحشرات
07:11وبقايا يرقات جافة متحولة
07:14قام بجمع عينات بعناية بالغة
07:18فالحشرات هي بمثابة ساعة طبيعية
07:21يمكن أن تحدد بشكل دقيق جدا
07:24الفاصل الزمني بعد الوفاة
07:27نظر حامد إلى الرفاة المكتشفة
07:30ثم إلى عماد
07:32الذي كان قد أحضر إلى الموقع بناء على طلب حامد
07:37ليرى بنفسه ما فعله فساده
07:40كان عماد شاحب الوجه ترتسم على ملامحه
07:45علامات الخوف والندم
07:47لقد بدأت الأرض تخرج أسرارها
07:51التي حاول دفنها
07:53تذكر حامد كيف أن عماد قد تعمد إضاعة وإطلاف العديد من الأدلة
08:02في التحقيق الأولي لقضية فيصل
08:05خاصة تلك التي كانت تشير إلى وجود سيارة معينة
08:10أو شهود كانوا قد رأوا فيصل مع أفراد مشبوهين
08:15الآن مع هذه الجثة
08:18باتت أفعاله واضحة وإدانته
08:22بتهمة التستر والتلاعب بالعدالة لا مفر منها
08:26الفصل الثاني
08:29العظام تحكي حكاياها وإدانة عماد
08:33بعد عملية التنقيب الدقيقة التي حافظت على كل ذرة تراب وسياق الدليل
08:40نقلت الرفاة البشرية والقطع الأثرية المحيطة بها إلى المختبر الجنائي
08:48هنا سيقوم خبراء علم الطب الشرعي
08:52وعلم الإنسان الجنائي بتحليلها بدقة لفك ألغازها
08:57كان المحقق حامد يتابع كل خطوة عن كثب
09:01مدركا أن كل قطعة عظم أو حشرة قديمة تحمل مفتاحا لعدالة طال انتظارها
09:11بدأ فريق علم الإنسان الجنائي عمله بفخص الرفاة المكتشفة
09:17كانت المهمة الأولى هي تخديد ملف تعريف بيولوجي تقريبي للضحية
09:25قام الخبراء بتحديد الجنس من خلال التحليل عظام الحوض والجمجمة
09:30التي تظهر اختلافات واضحة بين الذكور والإناث
09:34تأكدوا أن الرفاة تعود لذكر
09:37تقدير العمر
09:39فحصوا عظام الفخذ والأثنان والتحام الغضاريف
09:44مما أشار إلى أن الضحية كان في منتصف العمر
09:48حوالي الأربعينات إلى أوائل الخمسينات
09:53تقدير الطول باستخدام معادلات رياضية معقدة
09:59تعتمد على قياس طول العظام الطويلة
10:02مثل عظم الفخذ والضنبوب
10:05تمكنوا من تقدير طول الضحية بحوالي 175 إلى 180 سنتيمتر
10:13تحديد السمات العرقية والأصول
10:17من خلال دراسة سمات الجمجمة وعظام الوجه
10:21أشار التحليل إلى أصول قوقازية أو شرق أوسطية
10:27مما كان متسقا مع ملف فيصل المفقود
10:31تزامنا مع هذا كان خبير علم الحشرات الجنائي
10:35يحلل عينات الحشرات التي تم جمعها من موقع الدفن
10:40من خلال تحديد الأنواع المختلفة من اليارقات والبالغات
10:46ومعرفة دورة حياة هذه الحشرات وعوامل البيئة المحلية
10:52درجة الحرارة الرطوبة
10:55تمكن من تحديد الفاصل الزمني بعد الوفاء
11:01بدقة مدهشة
11:03الوفاة حدثت قبل حوالي خمس سنوات وثلاثة أشهر
11:09مع هامش خطأ بسيط جدا
11:11هكذا جاء التقرير الأولي
11:14وهي فترة تتطابق تماما مع تاريخ اختفاء فيصل
11:19ثم جاء دور خبراء الطب الشرعي بفحص دقيق للهيكل العظمي
11:25بما في ذلك أي علامات صدمة أو إصابة
11:30على الرغم من التحلل
11:31كشفت بعض العظام عن كسور قديمة أو آثار لإصابات لم تلتأم بشكل طبيعي قبل الوفاء
11:40الأهم من ذلك عثروا على شضايا صغيرة
11:44من معدن غريب منغرسة في عظمة الترقوة للضحية
11:49لم تكن هذه الشضايا عظمية
11:52بل معدنية
11:53بعد تحليل دقيق باستخدام المجهر الإلكتروني الماسح
11:59تبين أنها بقايا صغيرة
12:02صغيرة جدا من رصاصة تحطمت عند اختراقها الجسم
12:08يبدو أن الضحية تلقى طلقة نارية أدت إلى وفاته
12:14حتى لو لم نجد الطلقة الكاملة
12:17أوضح الطبيب الشرعي
12:19للتأكد من هوية الجثة بشكل قاطع
12:23استخدم طريق حامد تقنية التحليل الحمض النووي من الرفات
12:29وبما أن عمادة قد أهمل أو أخفى عينات لفيصل
12:36كانت في حفزته سابقة
12:39فقد اضطروا للحصول على عينة دي ان اي من قارب فيصل المباشرين
12:46والديه أو أبنائه
12:48جاءت نتيجة قاطعة تطابق كامل
12:53مما يؤكد أن الرفات تعود لفيصل المفقود
12:58هذا الدليل وحده كان كافيا لتأكيد أن عمادة قد تلاعب بالعدالة حين أصر على أن فيصل هرب
13:07بجمع هذه الأدلة نتائج تحليل الحمض النووي القاطعة التي كشفت هوية فيصل
13:14رغم إهمال عماد المتعمد لأدلة الحمض النووي التي كانت في حوزته وقت التحقيق الأصلي
13:23وتحليل الاتصالات المالية التي تثبت تلقيه رشاوا ضخمة
13:29مقابل هذا الإهمال والتستر وسجلاته المخفية والمتجاهلة
13:36واعترافه النهائي بعد انهياره بأن عادلة هو من أمره بالتستر على الجريمة وإغلاق الملف
13:45وشهادة أيمن التي كشفت تفاصيل الجريمة وموقع الدفن
13:51أصبحت إدانة عماد بتهمة التستر على جريمة قتل والمشاركة في عرقلة العدالة وإساءة استخدام السلطة
14:03لا تقبل الشك لم تكن الجثة وحدها هي من أدانت عماد
14:09بل الكشف عن نمط فصاده الممنهج في إخطاء جريمة سابقة
14:16الفصل الثالث خيوط متشابكة تحكم إدانة عادل ودماء جديدة
14:24بعد أن تأكد حامد من هوية جثة فيصل ومن تورط عماد في التستر عليها
14:33تحول تركيز التحقيق بالكامل نحو عادل
14:37لم يكن عادل مجرد زعيم عصابة عادية
14:41بل كان رجلا يحرص على إخفاء بصماته بعناية فائقة
14:45محاطا بشبكة معقدة من الشركات الوهمية والأفراد الموالين
14:51لكن جريمة فيصل كانت أقدم
14:55مما قد يعني أخطاء لم يتداركها في حينه
15:00أو آثارا كان يظن أنها قد محيت بمرور الزمن وفساد عماد
15:07بدأ حامد عملية تثبع الأصول والتحليل المالي المتقدم لعادل وشبكته
15:15لم يقتصر الأمر على التحويلات التي ربطت عماد بعادل
15:20بل امتد ليشمل عقودا قديمة وشركات تجارية وهمية
15:26وسجلات مالية أخفيت بعناية
15:30كشف هذا التحليل أن فيصل لم يكن مجرد رجل أعمال فقد
15:35بل كان شريكا سابقا في بعض المشاريع غير المشروعة
15:40لعادل في مرحلة مبكرة من صعود الأخير
15:43كانت هناك خلافات مالية كبيرة نشأت بينهما
15:49تحديدا حول صفقة تهريب ضخمة لم تكلل بالنجاح
15:54حيث اتهم عادل فيصل بسرقة حصته
15:58أو التسبب في خسائر فادحة
16:03كانت تلك الخلافات هي الدافع الأول لعادل
16:07للتخلص من فيصل
16:09لتعزيز هذه الفرضية
16:12استخدم حامد سلوب تحليل بصمات الاتصالات
16:17بمراجعة سجلات الاتصالات القديمة جدة
16:21التي كانت تعد شبه مستحيلة التتبع
16:25تمكن خبراء الأدلة الرقمية من استعادة سلسلة
16:29من المكالمات المباشرة والمشفرة بين فيصل وعادل
16:33في الفترة التي سبقت اختفاء فيصل مباشرة
16:38أظهرت هذه المكالمات توترا متزايدا وتحديدا
16:42مكالمة أخيرة طويلة
16:45تشير إلى لقاء وشيك في مكان وصفه فيصل
16:49بأنه مكان مهجور على أطراف المدينة
16:54وهو الوصف الذي تطابق تماما مع موقع اكتشاف الجثة
16:59ومع شهادة أيمن
17:01الآن وبعد كل هذه الأدلة
17:04أصبح عادل على وشك مواجهة العدالة
17:08مرة أخرى بتهمة القتل العمد
17:11الذي ظن أنه دفن مع جثة فيصل إلى الأبد
17:16وقام حامد بإصدار أوامر بالقبض على الرجال الأربعة
17:21الذين ذكرهم أيمن
17:22صالح
17:23بدر فهد وجاسم
17:25هؤلاء الأربعة كانوا معروفين بثوابقهم الإجرامية
17:30وولائهم الأعمال عادل
17:33تم القبض على الرجال الأربعة
17:36لكنهم كما هو متوقع من مجرمين محترفين
17:40رفضوا الاعتراف أو الإدلاء بأي معلومات
17:44واجههم حامد بشهادة أيمن
17:47وبالأدلة المادية التي تم جمعها
17:51لكنهم التزموا الصمت التام
17:53مراهنين على عدم وجود دليل مادي مباشر
17:57يربطهم بالجثة
17:59بعد كل هذه السنوات
18:01وعلى عدم وجود دليل يربط عادل
18:05بهم في تلك الجريمة القديمة بشكل مباشر
18:09خلافا لقضية خالد
18:11بينما كان حامد يستعد لمرحلة الاستجواب المكثف لهؤلاء الأربعة
18:17وبينما كان أيمن تحت الحماية المشددة كشاهد رئيسي
18:22جاءت الصدمة
18:25اغتيل أيمن داخل منزله الآمن
18:28بأسلوب احترافي
18:30لم يترك أي أثر واضح للمنفذين
18:34كان ذلك بمثابة إعلان حرب من العصابة
18:38إنها رسالة واضحة
18:40لا مكان للخونة
18:43مقتل أيمن دفع حامد
18:46إلى أقصى درجات الغضب والتصميم
18:49لم يعد الأمر
18:52يتعلق فقط بتحقيق العدالة لفيصل
18:55بل أصبح يتعلق بكسر شوكة هذه العصابة
18:59التي لا تتورع عن أي شيء بقرار حاسم من القاضي الشيخ عبد الرحمن
19:08الذي رأى في هذا الاغتيال
19:11تحديا مباشرا لسلطة القانون
19:14أطلقت حملة استخباراتية قوية وغير مسبوقة
19:21لتعقب كل خيط في شبكة عادل وأسامة
19:26الذي بدأ اسمه يتردد في كواليث التحقيقات كزعيم جديد للعصابة
19:35تلتها حملات مداهمة واسعة نطاق
19:39لأوكار العصابة المعروفة وغير المعروفة
19:42ولم يترك حامد حجرا إلا وقلبه بحثا عن أي دليل
19:48أي اتصال
19:49أي معلومات تقودهم إلى من أمر بقتل أيمن
19:53ومن هو هذا الزعيم الجديد
19:57الذي يمتلك هذه الجرأة
20:00كانت حربا شاملة
20:02وأصبح حامد في قلب عاصفتها
20:05موسيقى