مقدمة النشرة المسائية - " حلّوا عن سما الاسلام"

  • 3 years ago
خرَجَ الإرهابُ من الحدود ودَخَلَ القلوب وعلى زمنِ احتفالِ لبنانَ بمرورِ عامٍ على تحريرِه مِن داعش والنُّصرة شَهرَ الإرهابُ ساطورَه باسمِ الدين في الضنية وتولّى شيخٌ في بلدة بُرج اليهودية اقتلاعَ قلبِ ابنِ موطنِه وعائلتِه محمّد عادل الدهيبي بعدما شقّ فؤادَه واقتلع جُزءًا منه وقَطّعَ أكعابَه في جريمةٍ فاقت جرائمَ الرَّقة ومحاكمِ الإمارةِ الإسلاميةِ لداعش بين سوريا والعراق والشيخُ غيرُ الجليل ولّى نفسَه حمايةَ الذاتِ الآليهة وأقام الحدَّ على رجلٍ تَلفّظَ بعبارة "حل عن ربي" فحلّت عليه شياطينُ تدّعِي الدين وتضافرت جهودُها بقيادةِ الشيخ إمامِ الدم لتسحبَ روحَه كعِقابٍ على ما اعتبره كفراً حدث ذلك في شَماليِّ لبنان وليس في الرَّقة لا في إدلب أو سِنجار ونُفذت الجريمةُ بمِلءِ القناعة والإرادةِ حيثُ قامَ الشيخُ المزعومُ بتسليمِ نفسِه إلى الجهاتِ الأمنيةِ المُختصّةِ مَزهّوًا بجريمتِه وقد وثّق شريطُ فيديو هذا الحادثَ الأليمَ الذي يُسجَّلَ للمرةِ الأولى في لبنان وطنِ تَنوّعِ الأديان لكنّ الفاعلَ وشركاءَهُ ما زالوا عند قناعتِهم بشرعِ حدِّ السيف لكنْ مَنْ سوف يتجرّأُ على الصوتِ النقيض لتصحيحِ صورةِ إسلامِ الحقِّ والتسامحِ والقولِ لمِثلِ هذه الفئةِ من الشاردين: حلّوا عن سما الإسلام وكفى ضرباً بسيفِه. وفي قرقعةِ السيوفِ الحكومية يكادُ رئيسُ الجُمهورية ميشال عون يُقيمُ الحدَّ في مسألةِ التأليف لكنه يكتفي لليوم بمُهَلِ الحثِّ والدعوةِ الى الإسراعِ وأخذِ المبادرةِ بالتاليف وفي المقابل يَرُدُّ الرئيسُ المكلّفُ سعد الحريري بالإصرارِ والتصميمِ على عدمِ الاعتذار أوِ الجنوح الى حكومةٍ مِن الأكثرية يتحصّنُ الحريري بالدستورِ والمُهلةِ المفتوحة وبصيغتِه التي لا يريدُ تعديلَها فيما ترتفعُ التحصيناتُ على أبوابِ عينِ التينة التي استقبلتِ اليومَ رئيسَ الحِزبِ التقدّميِّ الاشتراكي وليد جنبلاط، مناصراً القواتِ اللبنانيةَ في حقِّها الوزاريّ ومعلنًا أنّ نيابةَ رئاسةِ الحكومةِ أمرٌ غيرُ موجودٍ في الأساس وأعلن جنبلاط أنه وضَعَ الرئيس نبيه بري في تفاصيلِ زيارةِ الحزبِ التقدّميِّ لموسكو آمِلاً أن يَلقى مساعدةً مِن روسيا ضمنَ الممكنِ لما لها من دورٍ كبيرٍ في المِنطقة لكنْ كيفَ اجتَمعت رؤيةُ جنبلاط المُنشَقِّ عن النظامِ السوريّ ومفاهيمَ رئيسِ مجلسِ النواب نبيه بري حليفِ حليفِ سوريا فجنبلاط يتبنّى مواقفَ معلنةً تعادي الدولةَ السوريةَ وتتّهمُها بالتعاونِ معَ داعش ويرفُضُ التطبيعَ معها ويريدُ أن يكونَ ممثلًا لدروزِ سوريا ودروزِ لبنانَ معًا ويقفُ في وجهِ انخراطِ دروزِ جبلِ العرب في الجيشِ النظاميّ وفي استخدامِهم في معركةِ إدلب وهو مِن دُعاةِ الكانتون الدُّرزيِّ في قلبِ سوريا هذهِ المواصفاتُ هل يُهمِلُها بري ليساندَ جنبلاط فقط في حصولِه على ثلاثةِ وزراءَ دروزٍ في الحكومة؟ وهل يَفصِلُ رئيسُ المجلسِ بين "الجنبلاطَيْن" جنبلاط ضِد سوريا وآخرَ حليف في لبنان؟ فإلى أين يأخذُ بري بجنبلاط؟ وكيف سينأى بنفسِه عن تاريخٍ مِن العِداءِ لسوريا ما زال زعيمُ التقدميّ يجاهرُ به على رؤوسِ الأَشهاد.

Recommended