مقدمة النشرة المسائية 14-05-2018

  • 3 years ago
مقدمة النشرة المسائية ليوم الأثنين 14-05-2018 مع جورج صليبي من قناة الجديد

على جسرٍ مِن دمٍ افتَتحت اميركا سِفارتَها في القدس .. وعلى جسورِ الصمتِ العربيّ مشى خمسون شهيدًا ويعاندُ أكثرُ من ألفي فِلَسطينيٍّ جراحَهم في مستشفياتِ غزة ففي الذكرى السبعين للنكبة .. نُكبت عاصمةُ فِلَسطين باحتلالٍ أميركيٍّ بعد الإسرائيليّ .. وبنقلِ سِفارةِ الولاياتِ المتحدة من تل أبييب إلى القدس في قرارٍ كان من المفترض أن يستفزَّ مشاعرَ العرب .. لكنّ غزة قاتلت وحدَها .. دافعت ودَفَعت .. تقدّمت ونظّمت .. تظاهرت وصرَخت .. استُشهدت وجُرحت لم تبخَلْ غزةُ على قدسِها فكانت قِطاعا ً من نارٍ وغضب قال الغزاويون كلمتَهم بقلوبٍ وُضِعت على مسيراتِ العودة .. المحفوفةِ بالأخطار . لكنْ مَن ساندهم ؟ منِ استشعر غضبَهم وتحسّسَ قلبَه وقدسَه .. قِبلةَ العرب وثالثَ الحرَمين .. مدينةَ المسيحِ وبوابة َالأقصى ؟ من المؤكّد أنّ زعماءَ عرباً صرفوا كلَّ انتباهِهم وشدّوا عضلاتِ وجوهِهم وانسدلت عيونُهم دهشة واستنفروا بكلِّ اتجاهٍ على استعراضِ ايفانكا ترامب وهي تداعبُ جدارَ السِّفارةِ بثوبِها الأبيض وتعلنُ باسمِ والدِها افتتاحَ المبنى بأُسلوبٍ يَهُزُّ البُنيانَ الجسَديَّ لعربٍ لا يَلوونَ إلا على الاستسلام. فأين همُ اليومَ مِن مسيرةِ الشهداء ؟ وماذا حقّقوا للقدسِ ردًا على نقلِ السِّفارة ؟ المؤمتنونَ منهم على المدينةِ المقدّسةِ كالأردنِّ والمغربِ اختَفَت ملامحُهم الغاضبة واكتَفَت عَمّانُ جارةُ فِلَسطينَ بتصريحاتٍ تؤكّدُ أنّ القرارَ باطل .. فيما دخَلتِ الجامعةُ العربيةُ في غيبوبةٍ رسمية وأعلنت عَبرَ مساعِد أحمد أبو الغيط أنّ القدس خطٌّ أحمر وأنّ السلطاتِ الإسرائيلية تُدخلُ المِنطقةَ في مًنحىً بالغِ الخَطر ولم تُبلّغِ الأمانةُ العامةُ للجامعةِ العربيةِ عن مستوى هذه الخطورة ولم تصرّفْها في السوقِ العربيةِ المشتركة لإعدادِ ردٍّ على إسرائيل وأميركا يرقى الى مستوى الشهادة وانتزاع الحق لا بل أقدمتِ الجامعةُ العربيةُ على التبليغ عن وزيرِ خارجيةِ تُركيا مولود جاويش أوغلو الذي تحدّث عن تراجعٍ وتردد داخلَ العالَمِ الإسلاميّ وبخاصةٍ داخلَ جامعةِ الدولِ العربية، بشأنِ قرارِ نقلِ السِّفارةِ الأمريكية إلى القدس المحتلة وأسِفَتِ الجامعةُ على استهداف الوزيرِ التركيِّ لها على نحوٍ سلبيّ ونَهجٍ استعلائيٍّ بما يَعني أنها تحرّكت فقط لسُمعتِها وصيتِها ودرايةً لمشاعرِها ولم تلتفتْ الى مشاعرِ ملايينِ المسلمين والمسيحيين على حدٍّ سواءٍ في العالمِ العربيّ الذين انتُزعت منهم قدسيةُ قدسِهم وأمام صورةِ التراجع العربي الى الخلف .. لم يكن لدى الرئيسِ الفلسطيني محمود عباس سِوى إعلانِ الحداد وهو حدادٌ على العرب ,, وجامعتِهم , وقراراتِهم .. وانقساماتِهم فيما بينَهم ووحدتِهم معَ أميركا .. ولم تكن ايفانكا ترامب وكوشنيرها اليوم وحدَهما لا بل كانا مؤلّلينِ مدعومينِ بكُومةِ عرَبٍ أهدوا لاسرائيل عيدَها السبعين .