مقدمة النشرة المسائية - السلطة "المسرطنة"

  • 3 years ago
ستفاق التصريفُ منَ الغيبوبة ساعةً منَ الوقت قبلَ أن يعودَ إلى أجهزةِ التنفّسِ الصناعيّ مجدّدًا ويَفقِدَ التأليفُ وعيَه.
وفي فترةِ الصّحوةِ طَرحَ الرئيس سعد الحريري على القواتِ اللبنانية أربعَ وِزارات اثنتانِ منها قنابلُ دُخانية أو بالحدِّ الأدني فراغية فغادر وفدُ القوات ولم يَعُدْ
وفي حال أعطت معراب ردَّها بالرفض تصبحُ هي الجهةَ المعطلة.
فأيَّ تأليفٍ كُلِّفَ الحريري؟ أإنجازَ التشكيلةِ الحكومية فعلاً أم تأليفَ العقباتِ المعطِلةِ والمضادةِ للحكومات؟ اليومَ تُرمى العُقدةُ في ملعبِ القوات بالأمس كانت اشتراكيةً بوزيرَين أو ثلاثة قبلَه في الصلاحيات وحِصةِ الرئيستلتْها عُقدةُ الأحدَ عَشَرَ وزيرًا للتيار والثُلثِ المعطل ثُم عرّجت على حصةِ السنة من خارجِ المستقبل
فما المُهمةُ المُسنَدةُ إلى رئيسِ حكومةِ الغيبوبة على وجهِ التحديد؟ وهل نَقلُ العُقدةِ مِن مكانٍ إلى آخرَ يشكّلُ مَطلباً خارجيًا أم هو مجردُ نكدٍ محليِّ الصنع؟
واللبنانيونَ من صَنفِ المسؤولين يستفيقونَ على نكد ويبيتونَ على قهرٍ ذاتيّ لا تنعكِسُ أضرارُه إلا على الناس لكنّ هذا الضرَرَ تحوّلَ إلى مرضٍ عُضالٍ ومُستعصٍ في الداءِ والدواءِ معاً. فالسلطةُ التي ساهَمَت في رفعِ دولتِنا الى قِمةِ الدولِ المصابةِ بأمراضٍ سرطانيةٍ لم تَستَحِ من أفعالِها الباعثةِ على التلوّثِ فتسبّبت بالأمراض ثُم استكتَرت على اللبنانين تشريعًا هو الضرورةُ بحدِّ ذاتِه ويتعلّقُ بتوفيرِ اعتماداتٍ ماليةٍ لمرضى لا يملِكونَ سوى التمسّكِ بأملِ البقاء
وفي لحظةِ تشريعٍ تُشبهُ لبنانَ الحِصة هُرعت الكُتلُ إلى انتشالِ ما يلائمُها من قوانينَ وقروضٍ ماليةٍ حتى إنّ تغييرَ اسمِ قريةِ بتشليدا صار أولويةً على مشاريعَ تُنقِذُ أرواحَ الناس وتَضُخُّ في اجسادِهم جُرعةَ حياة وللإشارة فإنّ أصحابَ الحالاتِ المستعصيةِ مِن مرضى طلابٍ للدواء لم يُقدّموا طلباتِ انتسابٍ الى القواتِ اللبنانية وليسوا بالضرورةِ مِن عشاقِ معراب و بزيارةٍ واحدةٍ لمركَزِ الكارنتينا نَجدُهم بالمئاتِ مِن المصابينَ بالهيموفيليا والتلاسيميا والسيدا والسرطان على انواعهِ والأمراضِ العصبيةِ التي ورِثوها عن دولةٍ مُهتزة. هذا هو انتماؤُهم وحزبُهم يقفونَ طلباً للشفاء. لكنّهم وجدوا أنّ سلطتَهم على أنواعِها: المصروفةُ منها والتشريعيةُ والقضائية كلُّها مصابةٌ بأمراضٍ أكثرَ خَطراً ولو أننا في بلادٍ تَحترمُ نفسَها لَكانت هذه السلطةُ قد وافتْها المنية فهل نقتلُ المرضى نِكايةً بوزيرِ الصِّحة؟ وأيُّ ضميرٍ سمَحَ لمجلسِ النوابِ بتطييرِ ميزانيةِ الأمراضِ المستعصيةِ لمجردِ أنّ المشروعَ ليس على جدولِ الأعمال علمًا أنّ الاعتماداتِ المطلوبة سبق وطُرِحت في أربعِ جَلَساتٍ لمجلسِ الوزراء وكان يجري تأجيلُها. وبعد ممارسةِ تعذيبِ المرضى لم تعد رواية " سيمنز " مستغربة فنحن في سلطةٍ قادرةٍ على التهشيلِ والتطييرِ والتطنيش وما يعادلُ هذه العباراتِ مِن إهمالٍ رسميّ وقد بيّنت المراسلاتُ التويتريةُ بينَ الوزير سيزار ابي خليل ومسؤولِ شرِكةِ سمينز أنّ الوزيرَ الحاصلَ على شهادةِ السفيرِ الأول للطاقةِ في العالَم لم يَستنفِدْ كلَّ طاقتِه لإبرامِ اتفاقٍ معَ الشركةِ الألمانية وبالمراسلةِ عن بُعد بين سيمنز وابي خليل تظهرُ براءةُ النا