مقدمة النشرة المسائية - خذ يا ترامب لترضى

  • 3 years ago
المقدمة: خذ يا ترامب لترضى

أقامَ دونالد ترامب صلاةَ الفُرقةِ على أرضِ العرب زَرَع فحصد وكان أولُ الغيثِ قطر .
هبّت عاصفةُ الصحراء وبأقلَّ مِن أربعٍ وعِشرينَ ساعةً فُرضَ الحصارُ على قطر دبلوماسياً واقتصادياً ورفعت سبعُ دولٍ سيفَ المقاطعة والآتي قد يكونُ أعظم. وهو الزمنُ الذي وقّتَ الزَّلزالَ العربيَّ على ساعةِ النَّكسةِ وتاريخِ الخامسِ مِن حَزِيرانَ سبعةٍ وستين , فبعد خمسينَ سنةً على هزيمةِ العرب حضرَ مَن يَهزِمُهم بسيفِهم ويسوق بعضَهم الى بيتِ الطاعةِ الأمريكيّ . خمسونَ عاماً على الهزيمةِ ولم تُبادرْ دولةٌ عربيةٌ إلى قطعِ العَلاقاتِ بإسرائيل لا بلِ استحضرتْها إلى اتفاقيّاتِ سلامٍ مُذلةٍ ومَن لم يوقّعْ في العلن استضاف إسرائيلَ في السرّ. نصفُ قرنٍ والعربُ يَمُدّونَ جسورًا نحوَ تل ابيب لكنّهم بأربعٍ وعِشرينَ ساعةً يقرّرونَ قَطعَ العَلاقاتِ بقطر ويُجرّمونها على خرقٍ قد يكونُ مِن صنعِهم
وبيومٍ واحدٍ صَدر أمرُ المقاطعة : السُّعوديةُ أولًا لأنها صاحبةُ القرار الإماراتُ ثانياً علماً أنّ لها أكبرَ ميزانٍ تجاريٍّ معَ إيران مِصرُ ثالثاً "مكرهٌ أخاك لا بطل" ولديها ما يَكفي من العَداءِ للإخوان ليبيا رابعاً لأنّ حكومةَ حفتر مقرّبةٌ الى مِصر اليمن خامسًا لأنّ رئيسَها هادىء جداً وربما كان في سُباتٍ عميقٍ في الرياض في أثناءِ مباغتتِه بصدورِ قرارِ المقاطعة وسادسُهم البحرين الموصولُ قرارُها بالسُّعودية .
أما الدولةُ السابعةُ فهي المالدييف الواقعةُ في نِصفِ المحيط الهنديّ والتي تحتاجُ الى استثماراتِ الخليج وقد جىء بها من المحيط الى الخليج .
فماذا يريدُ ترامب أبهى مِن هذه الصورةِ المفتتةِ عربياً أوقعَ الخلافَ سنةً وشيعة ويستكملُه سنةً بسنة وحيَّ على الوحدةِ ومجلسِ التعاونِ والوساطاتِ التي انهارَت في أرضِها .
فما يريدُه الاميركيُّ في الخطوةِ التاليةِ هو أن تستعمِلَ هذه الدولُ السلاحَ الذي بِيع لها بمئاتِ ملياراتِ الدولاراتِ على الأرضِ العربية وأن يصرخَ الضعيفُ منها طالباً اللجوءَ السياسيَّ إلى الحمايةِ الأميركيةِ وعندئذٍ تدفعُ قطر ما أغدقتْه السعوديةُ من مليارات ٍثمناً لهذهِ الحماية .
أما نواةُ الناتو العربيِّ الذي أُعلنَ في قِممِ الرياض والمُنشأِ لمواجهةِ إيران فيجري استعمالُه في الداخل فكيف للعربيِّ أن يحاربَ الجُمهوريةَ الاسلاميةَ ببيتٍ مُصدَّع ؟
على أنّ أكثرَ مَن يُقهقهُ الآنَ هو إسرائيل التي لا بد أنها تحتفلُ بالنكسةِ العربيةِ الثانية بعد نِصفِ قرنٍ على الأولى .

Recommended