مقدمة النشرة المسائية - عون في الشوف و جنبلاط يصاب بالصداع
  • 3 years ago
بين دير القمر وبيت الدين تنقّلتِ الدولة مُحتفيةً ببلوغِ مصالحةِ الجبل ذِكراها السادسةَ عَشْرة ومن بابِ المصالحة دخل رئيسُ الجمهورية إلى الشوف وشقَّ طريقَه إلى كنيسة سيدة التلة وهناك عَلَتِ الهُتافاتُ المؤيدة وارتَفعتِ اللافتاتُ المرحّبة حيث حَضرَ عون حَضرَ الوكيل وحين غابَ عون حَضرَ الأصيل. حرارةُ الاستقبال أَصابت النائب وليد جنبلاط بالصُداع وإنْ قالَ في مقابلةٍ حصرية مع الجديد إنّه لم يَحضُرْ قدّاسَ سيدة التلة ليس تفادياً للقاءِ عون بل لأنّه غيرُ مُرتاح ويعاني صُداعاً شديداً لكنّ جنبلاط وبشفاعةِ سيدة التلة شُفِيَ من صُداعِه فزارَ الكنيسة وقدَّمَ واجبَ الاعتذار وهناك حيثُ وَقفَ وحيداً وجَّهَ تحيةً عبِر الجديد إلى باني المصالحة البطريرك صفير وإلى الراحل سمير فرنجية. عَزَّ اللقاءُ في دير القمر لكنْ وعلى مقياسِ تقلّباتِ جنبلاط المعهودة قد نراهُ يقومُ بزيارة "ردّ الرِجل" إلى بعبدا على قاعدة "قد أتاكَ يَعتذرُ لا تَسَلْهُ ما الخبرُ". المصالحةُ التي تمّت منذُ ستةَ عَشَرَ عاماً لم تُكرَّس بعودةِ المهجرين إلى قُراهم والاحتفاليةُ تحوّلت إلى ما يُشبهُ الفولكلورَ السنويّ وفي عِظته وَضعَ الراعي الإصبعَ على جُرحِ المؤسساتِ النازفة هَدراً وفساداً وسَدّدَ خُطى رئيسِ الجمهورية الذي سَبقَهُ إلى الشكوى من "كبير الفاسدين". والفسادُ بالفسادِ يُذكر فمِن دارةِ الرئيس عصام فارس في عكار قال وزيرُ الدفاع يعقوب الصراف عن حقوقِ العسكريين في سلسلةِ الرُتبِ والرواتب: لو أَمكنني تجييرُ أموالِ الهدرِ إلى الجيش سأكونُ مسروراً وإذا أَمكنني إعطاءُ الضعفِ إلى المتقاعد وأَسحبُهم من أحدِ حيتانِ المال أو الفاسدين فلن أُقصِّر كذلكَ دعا إلى عدمِ الضغطِ على الجيشِ اللبناني من خلالِ توجيهِ الانتقاداتِ والتوجيهات وقال: دَعُوا الجيشَ يقومُ بمهماتِه ويُقرِّرُ ما يريدُ عملَهُ فالقرارُ السياسيّ اتُخذ في الحكومة أما القرارُ التنفيذيّ فيَعودُ إلى قيادةِ الجيش. كلامُ الصراف تزامنَ واستمرارَ المعركةِ غيرِ المعلنة على جبهةِ رأس بعلبك وجُرود القاع وهناكَ كانت مِدفعيةُ الجيش تَدُكُّ مواقعَ إرهابيي داعش تُصيبُها إصاباتٍ مباشرة وتُوقِعُ القتلى والجرحى في صُفوفِهم ويَستعيدُ جنودُهُ مواقعَ كانت تحتَ سيطرةِ التنظيم الذي أصبحَ مُطوقاً من كلِ الجهات عندَ حدودِنا وما وراءَ حدودِنا حيث عادتِ السُخنة في البادية السورية نظامية ومعَها أصبحت محافظةُ حِمص "صِفر إرهاب. التطورُ المَيداني قابله تغييرٌ استراتيجي في سياسةِ الدعمِ العسكري الذي تُقدِّمه الولاياتُ المتحدة إلى المعارضة وهي رَبطتْ مواصلةَ دعمِ الجيش السوريّ الحر بعدمِ استخدامِه السلاحَ الأميركي ضِدَّ النظامِ السوري ورقةُ شرطٍ جديدة عَرّتْ معارضةَ الفنادق التي تخلّى عنها حلفاؤُها لكنّها في الأصل خانتْ نفسَها بنفسِها.
Recommended