مقدمة النشرة المسائية - عون ..قلب الأسد
  • 3 years ago
لَحِقَ التسمُّم باللبنانيين إلى حيثُ صَلاتُهم وزياراتُهم المقدسة ففي ميدغوريية خَلْفَ الحبّات الوادِعات حيث تَزهو الجَنّات زائرونَ إليها يَترُكونَ قلوبَهم في ظِلالِ مريم ويُؤمنونَ أنَ القلبَ المُلقى في الأحزان يَلقى الحنان لكنّ حالاتِ الإيمان انقلبت حالاتِ تسمُّم نتيجةَ جُرثومةٍ نَقلت عدواها إلى الزوّار اللبنانيين الذين أُصيبوا بالتسمّم وتعثّرت عودتُهم إلى بيروت وأُلغيت رِحْلتُهم في انتظارِ مواعيدَ جديدة يُعمَلُ عليها حالياً وفي المعلوماتِ الواردة من وفدِ الزوّار اللبنانيين إلى ميدغورييه أنّ معظمَ المصابين يتماثلون للشفاء لكنّ السلطات فَصَلتْ فيما بينهم منعاً لانتقال العدوى إلى آخرين أما السلطاتُ هنا فقد رأت أنّ طائرةَ العائدين موبوءة غيرَ أنّ ذلكَ لم يمنعْ رئيسَ المطار فادي الحسن من التأكيد عبْرَ الجديد على وصولِ الطائرة في وقتٍ متأخر من هذه الليلة، وأنْ لا شيءَ سيَمنعُ عودتَهم ولم تُسجِّلِ الدولةُ اللبنانية أنّ هؤلاء الزائرين قد لجأوا إلى السيدة العذراء في أرضِ البوسنة والهرسك بعدما كَفَرُوا بهذه الأرض وبيئتِها الموبوءة قلباً وقالباً حكومياً وبمطارِها المزدحم المخنوق الذي تَكُمُّه دستةٌ من الأجهزةِ الأمنية المتنافرة وتنقطعُ عنه محركاتُ الهواء والانقطاعُ ينسحبُ أيضاً على الهواءِ الحكوميّ الذي كان يتنفّسُ صناعياً قبل أن "يُخفي النَفَس كلياً" وتحتجبُ الأنباءُ عن التأليف، باستثناء وعدِ أيلول الذي أطلقه رئيسُ الجمهورية وبغيابِ تواصُل التأليف حَضرتِ الخطوطُ الساخنة مع دمشق وأُعيد تفعيلُ خطّ بعبدا الشام على مستوىً رئاسي ما أَضنى المستقبل وأَرهقَ عناقيدَه الزُرق تخوفاً من رفْعِ درجةِ الاتصال وأمامَ حالةِ الذُعر التي انتابت فريقاً من اللبنانيين، فإنّ أولَ ما عليهم أنْ يستحضروه هو: نِصفُهم الذي يعيشُ معَهم يُشارِكُهم أرضَهم ورِزقَهم من نازحين ما زالوا نازحين وإنْ تأمّنت عودةُ بعضِهم هؤلاء إلى جانبِ إقفالِ بواباتِ تصريفِ الإنتاج واستبعادِ لبنان من إعادةِ إعمارِ سوريا وفتْحِ المنافذ للسياحة كلُ ذلكَ لا يَكفيه اتصالٌ بالرئيس بشار الأسد فحسْب، بل ولتَكُن زيارةٌ من رئيسِ الجمهورية العماد ميشال عون إلى الرئيس الأسد وليكُن أولَ المبادرين وفي العلن في زمنٍ بدأ عددٌ من الدول إرسالَ إشاراتٍ إلى الدولةِ السورية بالسِرّ فمن ينادي بلبنان اولا هذا لبنان اولاً وهذه مصالحه عبر النوافذ السورية حيث لا المواقف السياسية ستعيد البضائع والشاحنات الى معبر نصيب الحدودي ولا تراكم تسجيل البطولات سوف تؤمن عودة النازحين ولا المكابرة سوف تجعل من لبنان منصة لاعادة اعمار سوريا في وقت تسن فيه العديد من الدول اسنان معاولها لنهضة بلد دمرته بادواتها .
Recommended