مقدمة النشرة المسائية - " وديني لاقطع عنك المصروف"

  • 3 years ago
المقدمة:
تكسّر كعبُها العالي عندَ أدراجِ الجمعيةِ العمومية للأممِ المتحدة نيكي هايلي التي قالت مرةً إنّ كعبَها هذا ليسَ للموضة بل لرفسِ المعارضينَ لها وصَلت إلى الجمعيةِ العموميةِ اليومَ حافيةَ القدَمينِ وعاريةً مِن أيِّ دعمٍ للقرارِ الأميركي وَجدت أميركا نفسَها معزولةً عن التأييد وحدَها معَ إسرائيلَ وبضع ِدولٍ غيرِ مرئيةٍ على خريطةِ العالم ولم يكتشفْ أحدٌ اسمَها إلا عندما تصوّتُ عكسَ الاتجاهِ الدَّوليّ ولمصلحةِ إسرائيلَ كميكرونيزيا وجُزُر سليمان والمارشال والسامواي وللمرةِ الأولى تحيطُ بأمريكا هذهِ القُوى الرافضةُ مِن كلِّ الدولِ المنضويةِ تحتَ الجمعيةِ العموميةِ شرقاً وغربًا ما دَفعَ واشنطن الى استخدامِ آخرِ أوراقِها وترهيبِ الدولِ وتهديدِها بحجبِ المساعداتِ على طريقةِ العبارةِ المِصريةِ الشهيرة "وديني لاقطع عنك المصروف" وقد أسندت أميركا مُهمةَ التهديد إلى نيكي هايلي مندوبتِها الأمميةِ التي استلهمت فوقيتَها منَ الرئيس دونالد ترامب فلم تهدّدِ الدولَ فحسْب إنما أعلنت أنّ بلادَها ستتذكّرُ هذا اليومَ جيدًا عندما يأتي موعِدُ ميزانيةِ الأممِ المتحدة علماً أنّ أميركا لا تلتزمُ دفعَ ما عليها مِن مُستحقاتٍ سنويةٍ للمُنظّمةِ الدَّولية. لهجةُ المندوبةِ الأميركية تخطّت التنّمرَ على الدول وذهبت الى ابتزازِ مَن يصوّتُ لمصلحةِ القرارِ ببضعةِ أموالٍ تقدّمُها الولاياتُ المتحدةُ على شكلِ مساعدات وما هي إلا نَذْرٌ قليلةٌ مِن أموالٍ نهبتْها أميركا مِن هذه الدولِ عَبرَ مصادرةِ قرارِها السياسيِّ ومواردِها الأوليةِ والتحكّمِ بميزانِها التجاريّ وسيكونُ مِن المُفيدِ التذكيرُ أنّ ما تقدّمُه أميركا الى كلٍّ مِن دولِ جَنوب الصحراء هو ثلاثةَ عَشَرَ مليارَ دولارٍ ولآسيا وأوقيانيا والمحيط الهادي تقدّمُ ما لا يتجاوزُ مِلياراً وستَمئةِ مِليونِ دولار أي إنها تريدُ أن تشتريَ العالَمَ بأربعةَ عَشَرَ مِليارَ دولارٍ فقط لا غير فيما يتمكّنُ دونالد ترامب بزيارةٍ واحدةٍ للخليجِ مِن نَهبِ أربعِمئةٍ وثمانينَ مِليارَ دولارٍ عداً ونقدًا وعلى الرَّغم مِن صواريخِ التهديدِ الأميركية فإنّ الجمعيةَ العموميةَ للأممِ المحتدة خرَجت بتأييدِ مئةٍ وثمانيةٍ وعِشرينَ صوتاً في مقابلِ تسعةِ أصواتٍ مناهضة فيما امتنعت عن التصويت خمسٌ وثلاثونَ دولة واعداءُ القدس هم: غواتيمالا هندرواس جزُر مارشال مكيرونيزيا ناورو بالاو توغو إلى جانبِ الولاياتِ المتحدةِ وإسرائيل. القدسُ عاصمةً أبدية لفِلَسطين وبتوقيعِ غالبيةٍ ساحقة من الجمعيةِ العمومية للأمم المتحدة التي خرَجت اليومَ عن هيمنةِ أميركا وكرّست قرارًا سيشكلُ ضربةً دبلوماسيةً سياسية على مستوى الهزيمة للولاياتِ المتحدة نيكي هايلي ستنتعلُ كَعبا ً جديدا ً ودونالد ترامب بات في مواجهة دولِ العالم التي قرّرت أن تقولَ له لا مدوية تحت سقف الامم.

Recommended