مقدمة النشرة المسائية - جبل محسن يرفع البطاقة الحمراء لباسيل
  • 3 years ago
المقدمة
الرسمُ التشبيهيّ الذي كانَ غامضاً بالأمس تحوّلَ اليوم إلى صورةٍ بكاملِ الهُوية لدبلوماسيةٍ بريطانية انتهت سهرتُها اغتصاباً وقتلاً في ريفِ بيروت فصبيةُ السِفارةِ البريطانية العاملةُ في السِلكِ الدبلوماسيّ ريبيكا دايكس سَلكتْ طريقَها من الجميزة إلى نهر للموتِ الشنيع في حادثٍ اكتنفه التكتُّمُ منذُ ليلِ الجُمُعة وإذ تُحقِّقُ القُوى الأمنية في ملابساتِ القضية فقد التَزمتِ السِفارةُ البريطانية الصمت وأعلنت أنّها تُؤازِرُ عائلتَها وتَبقى في الوقتِ نفسِه على تواصُلٍ معَ السلطاتِ الأمنيةِ اللبنانية المختصّة بِملفِ التحقيق. مِلفٌ آخر للتحقيق فَتحَهُ جبل محسن اليوم للتيارِ الوطني الحر لمناسبة زيارة وزير الخارجية إلى الشمال والتي رَفع فيها الحزبُ العربيُ الديموقراطي البطاقةَ الحمراء لجبران باسيل كاشفاً عن أكثرَ من أربعِمئةٍ وخمسين طلباً لمنتسبين إلى التيار من جبل محسن وُعِدوا بالتوظيف وبإقرارٍ خطي وفُوجِئوا بأنّهم تعرّضوا لعمليةِ استدراج بهدفِ الانضمام إلى التيار من دونِ تحقيق وعدِ التوظيف لكنّ الوزير باسيل لم يُلْغِ الزيارة إلى جبل محسن وخَطَبَ من الريفا في أبناء الجبل وفي حقوقِ العلويين وأَطلقَ معركةَ استعادةِ حقوقهم قائلاً: "نحنا معكن ويلي بيصيبكن بيصيبنا" وقُبيلَ بلوغِه الجبل ساندته قوةٌ نيابيةٌ عَلوية من فَرع (خضر حبيب) الذي سطّر بياناً استنكرَ فيه بشدة قرارَ المجلس الإسلامي العلويّ الممثَّل في نائبِ رئيسِه ومَن سمّاهم "الأعوان"، رفْضَ استقبالِ رئيسِ التيار الوطني الحر وقالَ إنّ هذا الرفضَ للزيارة مُدانٌ وغيرُ مقبول ولا يَصُبُّ في مصلحةِ أبناءِ الطائفة. زيارةُ باسيل خَطفتِ الاضواء من المِلفات الأخرى التي لا تَقِلُّ خطفاً وأبرزُها اليوم إعلانُ الإفراج عن رئيسِ مجلس ادارةِ البنك العربي صَبيح المصري والذي أكد خبرَ اعتقالِه من خلال اشادته بالخاطف وقال المصري ان السلطات السعودية عاملته معاملةً جيدة خلال الاعتقال وانه الان موجود في منزله لكنّ منزل المحرر مكانُه السعودية والمحتجز كان سعودياً وإذا كان الملياردير الاردني من اصلٍ فلسطينيي قد صرّح بعبارتين عن ظروفِ توقيفه لدى الامن السعودي فإن التصريحَ لم يتسنَّ للرئيس سعد الحريري بعد، على الرَغمِ من تشابه ظروف الاحتجاز واسبابِها الضاغطة سياسياً ومالياً وقد تجمدت البحصة في الكُلية السياسية للحريري في انتظار أن يجري تفتيتُها او تفجيرُها بالناضور الاعلامي أما الملياردير صَبيح المصري فإن بحصَهُ ورملَه لُزِّم تفتيتُه إلى الملك الاردني عبدالله الثاني الذي جرى استدعاؤُه الى الرياض قُبيل القمة الاسلامية في اسطنبول للمساومة وحينها استَعمل صبيح المصري ورقةَ ضغطٍ وابتزاز لكونه يشكّلُ عَصَبَ الاقتصاد الاردني وطُلب إلى ملك الاردن عدمُ حضورِ قمة اسطنبول لكنه خالف الاوامرَ الملكية وشارك في قمةِ نُصرة القدس لكونِ بلادِه قيّمةً على مِلفِ المدينة المقدسة والضغطُ متواصل فالمحتجَزُ الاردني أُفرج عنه وأصبح تحت الاقامة الجبرية والاردن بلادُ البنك العربي ستُوضَعُ اليوم أمام خِياراتِ دفعِ الثمن مالياً وسياسياً ومَلِكٍ يواجِهُ مَلِكاً.
Recommended