مقدمة النشرة المسائية - جريمة ضد مجهول
  • 3 years ago
تعطلّتِ الحقائبُ الوزاريةُ فلا أقامتْها قائمة لكنَّ تعطيلَ حقائبِ الناس في مطارِ بيروت وإخضاعَهم لساعاتِ الذّلِّ فمسألةٌ تستلزمُ توضيحَ الصلاحيات وزارتا أشغالٍ وداخلية مديريةٌ عامةٌ للطيرانِ المدَنيّ قُوىً أمنيةٌ متداخلة وأجهزةٌ على مدِّ المطارِ ونظَرِه قضاءٌ واستدعاءات ومعَ ذلك فإنّ أحداً مِن كلِّ هذهِ المرجِعيات لم يقدّمْ جوابًا واضحاً للبنانيينَ والمسافرينَ منهم تحديدًا فالمواطنُ هنا لا يطلُبُ حقيبةً وزاريةً ولا يبحثُ عن حِصة وآخرُ أولوياتِه صلاحياتُ الرئاساتِ و"المحنُ" السياسيُّ المتواصل لكنَّه يَنشُدُ تسهيلَ عبورِه وانتقالاً آمناً عَبرَ مَطارِه الذي دَفَعَ من أجلِ تطويرِه مِن جيبِ خِزينتِه هو صيفٌ ملعونٌ سقَطَت كوارثُه ذَهابًا وإياباً فمِن أسابيعِ الازدحام وطوابيرِ المسافرين إلى انقطاعِ المياه وتخثّرِ دماءِ القاعات ومِن شرِكةِ الحَمرا التي لم نكشفْ سِرَّ أسعارِها إلى شرِكةِ سيتا التي حوّلت مطارَ رفيق الحريري الدَّوليَّ إلى غرَفِ مَنامة كلُّها حوادثُ غيرُ عَرَضيّة وتزامنُها يبعثُ على القلق صحيحٌ أنّ شرِكةَ سيتا تُشغّلُ أكثرَ مِن سبعينَ مَطارًا في العالم لكنّها لا تشتغلُ إلا فينا لأنّ مطاراتِ العالَمِ متى وقعت كارثةٌ من هذا النوع لن تتردّدَ في المحاسبةِ والتعويض وإذا كانت خليةُ الازْمةِ قدِ اجتَمعَت في بيتِ الوسَط لبحثِ الأسبابِ فإنّ الازْمةَ ستتحوّلُ فيما بعدُ إلى خليةٍ نائمة حيثُ سُجّلَ الحادثُ ضِدَّ مجهول مِن دونِ أن يتحمّلَ وزيرُ الأشغالِ أو أيٌّ مِن الوزراءِ المختصين مسؤولياتِهم فكلٌّ نفضَ يديه ورئيسُ المطار يعلنُ أن لا شأنَ لنا في ما حصَل وأنَّ الخللَ تِقْنيّ تتحمّلُه شركةُ سيتا أما الشرِكةُ فليست على السَّمْعِ إعلاميًا فمن يتحمّلُ ولو مرةً واحدةً مسؤوليةَ الفوضى؟ وهل هي فوضى وتعطّلُ ماكينةٍ فحسْب أم وراءَ "المكنة" ما وراءَها؟ ولماذا يهّدئُ الوزير يوسف فنيانوس من روعِ الأزْمةِ لدى كلِّ كارثة ويصنّفُها في الاطارِ العاديّ الذي يحدثُ في كلِّ مطاراتِ العالم؟ وافتراضاً: ماذا لو كان جبران باسيل وزيراً للأشغالِ العامة لَكان "تلبّسَها" وقضى نحبَه السياسيَّ على أيدي المستطرين غضباً اليوم طيّرَ المطارُ السيرةَ الذاتيةَ للحقائبِ الوزارية وتحوّلتِ الأنظارُ إلى التحقيقاتِ التي سيباشرُها غداً التفتيش ُالمركزيّ بطلبٍ مِن وزيرِ العدل سليم جريصاتي لكنه ليس من المستبعدِ أن تَخلُصَ التحقيقاتُ الى تحميلِ المسافرين مسؤولية الحمولةِ الزائدةِ على سبيلِ التهرّبِ مِن المسؤوليات وفي التهرّبِ الابعدِ مدىً والمتصلِ بأزْمةِ المِنطقة وبوابةِ إدلب تمكّنت تُركيا مِن تأجيلِ الحلِّ العَسكريِّ في أكثرِ المناطقِ المِناطقِ إيواءً للإرهاب واستقرّت قِمةُ بوتين أردوغان روحاني على بيانٍ يؤكّدُ أنّ الصراعَ السوريّ لا يمكنُ أن ينتهىَ إلا بعمليةِ تفاوضٍ سياسيةٍ وليس بوسائلَ عسكرية ولم يكُن متوقعاً أن يؤيّدَ رجب طيب اردوغان سحقَ داعش والنصرة بلغةِ النارِ لكونِه أحدَ صنّاعِهم والجهةَ التي عمِلت على تنشِئَتِهم ودعِمهم وتدريبهِم على الأراضي التركية فإذا قرّر إلغاءَهم اليومَ بالحلِّ العسكريّ سوف يكشِفونَ أوراقَه وبدلاً من أن يدحرَهم سوف يدحرونه ويفضحونَ أسرارَه واتصالاً بالازْمةِ السورية من محرّكاتِ?
Recommended