مقدمة النشرة المسائية 26-10-2019
  • 3 years ago
مقدمة النشرة المسائية 26-10-2019
على توقيتٍ شَتْويٍّ يبدأُ الليلة فإنّ عقاربَ الساعةِ في لبنان لن تعودَ إلى الوراء فالشارعُ صار حاكماً والدولةُ تلتفُّ عليه وليس حولَه وعلى مَسافةِ العاشرِ مِن التظاهر أجرتِ السُّلطةُ اختبارًا أمنيًا لفتحِ الطُّرُقات فاجتمعت الأجهزةُ الأمنيةُ صباحاً في اليرزة لإجراءِ التجرِبة وجرى التباحثُ في تسهيلِ حريةِ تنقّلِ المواطنينَ على الطُّرُقِ الحَيَوية، وحِفظِ أمنِ المتظاهرينَ وسلامتِهم لكنَّ التنفيذَ اصطدمَ بعوائقَ بشريةٍ في عددٍ منَ المناطق والسياسيونَ الذينَ طلبوا إلى الأجهزةِ الأمنيةِ الإشرافَ على استتبابِ الوضع هُم أنفسُهم عادوا وأجرَوا اتصالاتٍ بقائدِ الجيش وتمنَّوا عليه ومانوا وطلبوا وهذهِ التمنياتُ النقّالةُ بُعثت إثْرَ تصادمِ البداوي بينَ الجيشِ ومجموعةٍ منَ المعتصمينَ في الطريق وفيما أدلى المعتصمون بتصريحاتٍ تؤكّدُ تعرّضَهم لإطلاقِ نار قالت روايةُ الجيشِ إنه تدخّلَ لفضِّ إشكالٍ فتعرّضَ لرَشقٍ بالحجارةِ ورميِ مُفرقعات وعندئذٍ عَمَدتِ القوةُ إلى إطلاقِ قنابلَ مسيِّلةٍ للدموعِ لتفريقِ المواطنين واضْطُرّت لاحقاً بسببِ تطوّرِ الإشكالِ إلى إطلاقِ النارِ في الهواءِ والرّصاصِ المطاطيِّ لكنَّ التوترَ مِن صوبِ الشَّمالِ لم يُطفئْ وَهْجَ طرابلس حيثُ انطلقَت حَمَلاتُ التضامنِ معَ الجرحى مِن كلا طرَفَي الجيشِ والمدنيين تحتَ شعار "نداوي البداوي" وهو الشعارُ الذي رفعتْه ساحاتُ وَسَطِ بيروتَ مِن الشهداءِ إلى رياض الصلح حيثُ احتَشدَ المتظاهرونَ هذا المساء وكانوا الصورةَ البهيّةَ التي تُعبِّرُ عن مطالبِها من دونِ تدخّلاتٍ حزبية وتجاوزَ المتظاهرونَ إساءاتٍ تعرّضوا لها وبعضُهم على قناعةٍ بأنّ مَن حمَى لبنان ومَن صواريخُه ما زالت تَهُزُّ إسرائيل ومَن هزَمَ داعشَ والنصرة عندَ حدودِ الوطن ومَن أوقفَ عدوَّه على "إجر ونص" ومنعَه منذُ ثلاثةَ عَشَرَ عاماً مِن الاعتداءِ على الوطن لن يكونَ اليومَ في حاجةٍ إلى إرسالِ بضعةِ مناصرينَ لتخريبِ تظاهرة وستكونُ التظاهراتُ الثائرةُ اليومَ فرصةً لحزبِ الله بهدفِ البَدءِ بضربِ الفاسدين لا الاكتفاءِ بشعارِ محاربةِ الفساد لكنْ لكي يبدأَ الحزب وَجَبَ أن يتحرّكَ رئيسُ الحكومةِ سعد الحريري ويَنزِلَ عن مِنصةِ تدويرِ الزوايا ومساعيه في توفيرِ الرضا للقُوى السياسية فالحريري اليومَ محصّنٌ بقوةِ اللهِ وحِزبِه واسمُه صار "يُحلفُ به" في شوارعِ الممانعة لذلك فهو اعتلى صمودا ًاستثنائيًا لكنْ الى متى؟ فالشارعُ يريدُ التغيير وفيما الحكومةُ والعهد وكلُّ مكوّناتِ السلطة لا تبدو عليها أيُّ اشارةٍ لتقديمِ التضحيات سقوط ُالحكومة غيرُ وارد التعديلُ حتى الساعةِ مُستبعد والأمنُ يتقدّم والاثنين لناظرِه قريب.
Recommended