- yesterday
4- Blindness تلخيص وقراءة وتحليل لرواية العمي للروائي خوسيه ساراماجو هل الجهل سبب انهيار الأخلاق؟
المحاضرة رقم ٤ بتاريخ ٢١ نوفمبر ٢٠١٩
سلسلة الأدب العالمي (البرتغال)
المحاضرة رقم ٤ بتاريخ ٢١ نوفمبر ٢٠١٩
سلسلة الأدب العالمي (البرتغال)
Category
📚
LearningTranscript
00:00:00.
00:00:02.
00:00:04.
00:00:06.
00:00:08.
00:00:10.
00:00:12.
00:00:14.
00:00:16.
00:00:18.
00:00:20.
00:00:22.
00:00:24.
00:00:26.
00:00:28.
00:00:30.
00:00:32.
00:00:34.
00:00:36.
00:00:38.
00:00:40.
00:00:42.
00:00:44.
00:00:46.
00:00:48.
00:00:50.
00:00:52.
00:00:54.
00:00:56.
00:00:58.
00:01:00.
00:01:02.
00:01:04.
00:01:06.
00:01:08.
00:01:10.
00:01:12.
00:01:14.
00:01:16.
00:01:18.
00:01:20.
00:01:22.
00:01:24.
00:01:26.
00:01:28.
00:01:30.
00:01:32.
00:01:34.
00:01:36.
00:01:38.
00:01:40.
00:01:42.
00:01:44.
00:01:46.
00:01:48.
00:01:50.
00:01:52.
00:02:00.
00:02:14.
00:02:16And how can the Nobel Prize be for communist?
00:02:22Until the last time he was communist, he was a communist communist.
00:02:30The year I was 15 years old, in 2004.
00:02:36I wrote a book for this year.
00:02:39So I'm not going to say that I'm not going to say that I'm going to say that I'm going to listen to this book.
00:02:49After the book, I'm going to show you the book and the book and the book and the book and the book.
00:03:07Of course, the book is not just a book or a book, but there is a letter in every book.
00:03:19After listening to this book, I'll show you the book as I learned.
00:03:27I'll see you later.
00:03:29I'll see you later.
00:03:31I'll see you later.
00:03:33I'll see you later.
00:03:35I'll see you later.
00:03:37I'll see you later.
00:03:39In the book, I'll see you later.
00:03:42I'll see you later.
00:03:43There is the book and the book on the book.
00:03:47توقف في إشارة المرور حين رأى الضوء الأحمر
00:03:51كان في أول الصف ومن ورائه صف طويل من السيارات المنتظرة
00:03:57أن يتحول هذا الضوء الأحمر إلى الأخضر
00:04:00وفجأة وجد نفسه غارقا في بحر من اللبن
00:04:06كل شيء حوله أبيض اللون
00:04:09لم يعد يرى إلا اللون الأبيض
00:04:12تحولت الإشارة إلى الضوء الأخضر
00:04:15وبدأت السيارات خلفه في إطلاق أبواقها
00:04:18تستحثه على المضي
00:04:20ولكن أنا له أن يقود سيارته وقد أصيب بالعمى
00:04:25العمى؟ العمى الأبيض؟
00:04:29أخرج يده من نافذة سيارته
00:04:32مشيرا إلى أنه يطلب المساعدة
00:04:35اقترب منه شخص ما فقال له في هلع
00:04:38لقد أصبت بالعمى فجأة أنا لا أرى
00:04:41ساعده هذا الشخص على الخروج من السيارة
00:04:45وقف على الرصيف يكاد أن يبكي
00:04:47والتف حوله الناس يهدئون من روعه
00:04:50أخبره الشخص الذي جاء لمساعدته
00:04:54أنه سيقف سيارته في شارع جانبي
00:04:57حتى لا يعطل المرور
00:04:59وبعد أن فعل ساعده وأوصله لبيته
00:05:02وساعده في الصعود لشقته
00:05:04وبعدها انصرف تاركا إياه وحيدا في شقته
00:05:08ينعي حظه وينتظر عودة زوجته من العمل
00:05:12فحسست طريقه فارتتمت يده بمزهرية على المائدة
00:05:16لم يكن هذا مكانها ولكن يبدو أن زوجته
00:05:20وضعتها هنا هذا الصباح فوقعت على الأرض وتناثرت أشلاؤها
00:05:25انحنى ليجمع ما تناثر فانغرست قطعة من الزجاج في أصبعه
00:05:30فرخ متألما وأخرج منديلا من جيبه
00:05:34وربط جرحه ثم جلس على أريكة في الصالة
00:05:38حين عادت زوجته عنفته على إهماله وكسله في تنظيف ما فعل
00:05:43أخبرها بأنه أصب بالعمى
00:05:46احتضنته باكية واتصلت بأخصائي عيون
00:05:50وطلبت محادثة الطبيب الذي أخبرته بحادثة زوجها الغريبة
00:05:55وطلب منها الطبيب الحضور فورا
00:05:58ساعدت زوجها في النزول وتركته في بهو العمارة
00:06:03ريثما تحضر السيارة من الشارع الجانبي القريب
00:06:06قالت له تصرف بشكل طبيعي إن ظهر أحد الجيران
00:06:11إن عينيك تبدوان طبيعيتين جدا
00:06:14غابت دقائق ثم عادت لتؤكد أن السيارة قد اختفت
00:06:19قال أكيد أن الرجل الذي ساعدني قد استغل عماي وصرق سيارتي
00:06:25يا له من خسيس
00:06:26وصل للعيادة فدخل فورا بناء على أوامر الطبيب
00:06:31فتذمر من كانوا ينتظرون دورهم
00:06:34فحصه الطبيب واكتشف أن عينيه سليمتان تماما
00:06:39ما تفسير هذا العمى إذن؟
00:06:41لا جواب لدى الطبيب الذي طلب منه أن يعود لزيارته لاحقا
00:06:46ليفحصه ثانية مع زملائه الأطباء
00:06:50لم يكن في نية الرجل الذي ساعده أن يصرقه
00:06:53رغم أنه لصا محترف بل كانت مساعدة خالصة
00:06:58ولكن حين وجد المفاتيح في يده والسيارة تنتظره
00:07:03وصاحبها قد أصيب بالعمى
00:07:05فلن يستطيع قيادتها ثانية
00:07:08وتته فكرة أن يصرقها ففعل
00:07:11بعد أن قاضها بعيدا توقف في شارع جانبي هادئ
00:07:15وخرج منها ليتمشى قليلا
00:07:18فوجد نفسه فجأة غارقا في اللون الأبيض
00:07:21أخذ يصرخ لقد أصبت بالعمى
00:07:24جاءه شرطي لا ليقبض عليه كلص هذه المرة
00:07:29بل ليساعده في محنته
00:07:31كان الطبيب يقلب في مراجعه
00:07:33محاولا أن يجد تفسيرا لهذا العمى الأبيض
00:07:37حين فجأة رأى الأشياء من حوله
00:07:40قد صبغت باللون الأبيض
00:07:42لم يخبر زوجته ليلتها
00:07:45ونام آملا أن يفتح عينيه في الصباح
00:07:49فيعود بصيرا
00:07:50ولكن في الصباح تأكد من أنه قد أصيب بالعمى
00:07:54فأخبر زوجته
00:07:56وطلب منها أن تتصل له بوزارة الصحة
00:07:59رفض الموظف في الوزارة أن يجعله
00:08:02يحادث مسؤولا في الوزارة
00:08:05فاضطر أن يتصل بمدير المستشفى التي يعمل فيها
00:08:08وأخبره بما حدث له أن استنتاجه أنها حالة معدية
00:08:13طلب منه المدير أن لا يتحرك أن سيارة إسعاف
00:08:17ستأتي فورا لأخذه
00:08:18طلب الطبيب من زوجته أن لا تقترب منه حتى لا تصاب بالعمى
00:08:24هي الأخرى
00:08:25فأبت إلا أن ترافقه حين تأتي سيارة الإسعاف
00:08:28واضطرت أن تتظاهر بالعمى لتركب سيارة الإسعاف مع زوجها
00:08:34كانت هناك فتاة جميلة ترتدي نظارة سوداء من داء في عينيها من بين المنتظرين دورها حين زار العيادة
00:08:44أول رجل يصاب بالعمى
00:08:46مرت على صيدلية واشترت دواء لعينيها فغازلها الصيدلي سائلا إياها
00:08:52لماذا تغطي عينيها الجميلتين
00:08:55كانت على موعد مع زبون في أحد الفنادة
00:08:59واشترت عليه ألا تخلع نظارتها فلم يعطرب
00:09:03بينما هما في الغرفة وبعد أن انتهي من ممارسة الجنس
00:09:08فجأة لم تر شيئا إلا اللون الأبيض
00:09:10أخذ التصرخ في حالة هستيرية
00:09:14ارتدى الرجل ملابسه بسرعة وهربها العم
00:09:17بعد قليل جاء شرطي وأخذها من الفندق
00:09:21قررت الحكومة وضع كل من أصيب بالعمى الأبيض تحت الحجر الصحي في عنبر منعزل
00:09:29يجاوره عنبر آخر
00:09:31يوضع فيه كل من اتصل بهم
00:09:34ولما يصب العمى بعد
00:09:36كان المكان كله تحرسه قوة عسكرية من الجيش
00:09:40ولها أوامر بإطلاق النار على كل من يحاول الغرب
00:09:44أو الخروج من العمبر
00:09:46جهة البوابة
00:09:48كانوا ستة من العميان معا
00:09:50الطبيب وزوجته
00:09:52أول شخص يصاب بالعمى
00:09:55والشخص الذي ساعده ثم سرقه
00:09:57والفتاة ذات النظارة السوداء
00:10:00وطفل أحوال كان في العيادة في ذلك اليوم
00:10:04منتظرا دوره
00:10:05والذي ظل يسأل عن أمه ومتى تعود
00:10:08فكانت الفتاة ذات النظارة السوداء
00:10:11تحتضنه وتخبره
00:10:12بأنها آتية قريبا
00:10:15بالمصادفة اكتشف أول شخص يصاب بالعمى
00:10:18أن الرجل الذي سرق سيارته معه
00:10:23فعنفه فوبخه الأخير
00:10:25قائلا له
00:10:26إن كنت أنا قد سرقت سيارتك
00:10:29فأنت قد سرقت بصري
00:10:31اندلعت مشاجرات بينهما
00:10:33تبادل فيها اللكمات
00:10:35التي كان الحظ الأوفر منها
00:10:37نصيب أول رجل يصاب بالعمى
00:10:41بالنسبة لزوجة الطبيب
00:10:43التي أخفت عن الجميع
00:10:44إلا عن زوجها
00:10:45حقيقة أنها مبصرة
00:10:47فقد أسرت لزوجها
00:10:50رغبتها في أن تكاشف من معهم
00:10:52بأنها مبصرة
00:10:53فحضرها من ذلك
00:10:55حيث أن كل واحد منهم
00:10:57سيستخدمها لمساعدته
00:10:59وستصبح خادمة للجميع
00:11:02فآثرت الصمت والكتمان
00:11:05وشرعت تساعدهم في العثور
00:11:07على دورة المياه
00:11:08كانوا يسيرون صفا
00:11:10يضع كل منهم يديه
00:11:12على كتف من أمامه
00:11:13وطبعا زوجة الطبيب في المقدمة
00:11:16وضع سارق السيارة
00:11:18الذي كان بملابسه الداخلية
00:11:21يديه على كتف الفتاة
00:11:23ذات النظارة السوداء
00:11:24وفجأة تحسس رقبتها بيد
00:11:27وباليد الأخرى أمسك نهدها
00:11:29فركلته ركلة خلفية في فخده الأيمن
00:11:32كانت الركلة قوية
00:11:34فجعلته يصرخ ألما
00:11:36ونعل حدائها
00:11:38تسبب له في جرح غائر في فخده
00:11:41لم تجد زوجة الطبيب شيئا
00:11:43لترقوته به
00:11:44سوى قطعة قماش لتنظيف الأرضية
00:11:48طلب من الجنرال
00:11:49إعطاءهم أية أدوية
00:11:51أو أربطة صحية
00:11:52فرفض لأنها لم تأته بعد
00:11:55وحتى ذلك الحين فعليهم
00:11:57التزام الهدوء
00:11:59واتباع الأوامر
00:12:00أخذ الجرح في التلوث
00:12:03وأصيب الرجل بالحمة
00:12:05حين كانت زوجة الطبيب تمسح
00:12:07العرق عن جبينه
00:12:09أمسك يدها وهمس لها
00:12:11أنا أعرف أنك مبصرة
00:12:13أليس كذلك؟
00:12:14أجيبيني
00:12:15أخبرته بأنها ستقول له غدا
00:12:18وعليه أن ينام الآن
00:12:20في الغد كانت الحمة قد ازدادت عليه
00:12:23فزحف للخارج والآخرون
00:12:26نيام آملا أن يأخذه الجنود
00:12:28لمستشفى لعلاجه
00:12:30ولكن جندي الحراسة
00:12:32حين رآه زاحفا
00:12:34ناحية البوابة
00:12:35أصيب بالهلع من أن يصاب بالعدوى
00:12:38وأطلق عليه رصاصة في الوجه
00:12:40أردته قتيلا
00:12:41ظل ممددا عند الباب
00:12:43إلى أن قام زملائه العميان
00:12:45بحفر حفرة له
00:12:47في الساحة الخلفية للجناح
00:12:49الذي ينزلون فيه
00:12:50بدأت العدوى في الانتشار
00:12:54وبدأ عدد العميان
00:12:56يتزايد على العنبر
00:12:57وكذلك حالات القتل
00:12:59حيث أطلق الجنود النار
00:13:01على مجموعة من العميان
00:13:03كانوا يتلمسون طريقهم
00:13:05ويتدافعون لأخذ كراتين الطعام
00:13:08التي تركها لهم الجنود
00:13:10في أول البهو المؤدي لعنبرهم
00:13:13ظن الجنود أنهم يحاولون
00:13:15الخروج من العنبر
00:13:16تجاههم
00:13:17فأطلقوا عليهم النار
00:13:19ومرة ثانية
00:13:20قام زملائهم بحفر حفرة لهم
00:13:23ودفنهم
00:13:24انتشرت العدوى في البلد
00:13:27بشكل مفضع
00:13:28وذات يوم جاء للعنبر
00:13:30ماءتان
00:13:31ملأوا كل الأسرة
00:13:32في العنابر الأربعة
00:13:34الموزعة
00:13:34على جناحين
00:13:35وشاركوا المبصرين عنبرهم
00:13:38فأصيبوا جميعا بالعمى
00:13:40شكل نزلاء العنبر الثالث
00:13:42في الجناح الأيسر
00:13:43قوة مسلحة بقطبان الأسرة الحديد
00:13:46وبالعص الخشبية
00:13:48وبمسدس كان في حوزة أحدهم
00:13:51فاستولوا على كراتين الطعام
00:13:53التي تأتي ثلاث مرات يوميا
00:13:55قصرا مجبرين نزلاء العنبر
00:13:58العنابر الأخرى
00:14:00على شراء نصيبهم من الطعام
00:14:02نقدا وذهبا
00:14:03وبكل ما له قيمة
00:14:05على أن يكون الدفع مقدما
00:14:07واشترتوا عليهم
00:14:10دفع كل ما لديهم
00:14:12دون إخفاء شيء
00:14:14وإلا لن ينالوا أي طعام
00:14:16اضطروا نزلاء العنابر الأخرى
00:14:18للردوخ لتعسف
00:14:19هذه الجماعة المسلحة
00:14:21وحين جمعهم
00:14:23كل مقتنياتهم وأموالهم
00:14:25قامت زوجة الطبيب
00:14:27التي ما زالت مبصرة
00:14:29بأخذ مقص حاد الطرفين
00:14:32وعلقته على مسمار
00:14:33مثبت في الحائط
00:14:35قام كل عنبر
00:14:36بتسليم هذه المقتنيات
00:14:38للجماعة المسلحة
00:14:40في عنبرهم رقم ثلاثة
00:14:42حين كان يسلم
00:14:44مقتنيات
00:14:45نزلاء عنبره
00:14:46مع أول رجل يصاب بالعمى
00:14:48سمع الطبيب الرجل
00:14:50الذي يحمل مسدسا
00:14:52يقول لشخص معه
00:14:53دو ما نستلم
00:14:55هل من بينهم مبصر؟
00:14:57ربما يكون أعمى
00:14:59منذ زمن وجيء به هنا بالخطأ
00:15:01وله طريقة ما
00:15:03في تدوين هذه الأشياء
00:15:05إذن فإن عندهم محاسبا أعمى
00:15:08هذا ما فكر فيه الطبيب
00:15:10يا لهم من محظوظين
00:15:12حين استلم ثلاثة كراتين للطعام
00:15:16اعترض الطبيب حيث أنهم كانوا يستلمون أربعة كراتين في السابق
00:15:21فوضع الرجل المسلح
00:15:23أو فوهة المسدس على رقبته
00:15:26وهدده أنه في كل مرة يعترض ستنقص كرتونة
00:15:31فقبل الطبيب على مضب
00:15:33كان من بين مقتنيات عنبر رقم واحد
00:15:36راديو صغير
00:15:37يعمل ببطارية
00:15:39رفض صاحبه ذو العصابة السوداء على عينه
00:15:43تسليمه لأنه وسيلته في معرفة الأخبار في الخارج
00:15:48كان يستمع كل يوم للأخبار وهو يغطي رأسه تحت البطانية
00:15:53حتى يكتم الصوت الراديو
00:15:56وبعد استماعه لنشرة الأخبار
00:15:59كان يقص على زملائه موجزها
00:16:01ذات يوم هو يستمع للنشرة
00:16:04إذ بالمذيع يصرخ
00:16:06أنا أعمى
00:16:07حدثت جلبة حوله وانقطع الإرسال
00:16:11يا إلهي حتى المذيع أصيب بالعمى
00:16:14ما من أحد في البلد كله بمأمن الآن
00:16:18كان هناك حالة اكتفاء ذاتي
00:16:20في إشباع الرغبات الجنسية في العنب الرقم واحد
00:16:24فإلى جانب الطبيب وزوجته
00:16:27وأول رجل يصاب بالعمى وزوجته
00:16:29كان هناك الفتاة ذات نظارة السوداء
00:16:33والكهلوذ العصابة السوداء على عينه
00:16:36وكانت تلك الفتاة قد انسلت في سرير الأخير مرة ونامت معه
00:16:42زوجة الطبيب كانت الوحيدة التي ترى كل هذا
00:16:46وكان الآخرون يحسون فقط بما يدور حولهم من سماعهم لبعض الآخات أحيانا
00:16:52ذات مرة غادرت زوجة الطبيب سريرها
00:16:56ووقفت جانبه في آخر العنبر تفكر فيما يحدث لهم وأين النجاح
00:17:01فجأة قام زوجها من السرير والتجه لسرير الفتاة ذات العصابة السوداء
00:17:08اندس تحت القطاء ومارس معها الجنس أمام زوجته
00:17:13التي ربما ظن أنها خارج العنبر تستكشف رضوهات الجناح كعادتها
00:17:18سمعته يتأسف للفتاة قائلا لها إنه لا يدري لماذا فعل هذا
00:17:24لم تكن زوجته تشعر بالحنق أو الغيرة وهي تراه بل بالأسى لهما ولنفسها
00:17:31وأثناء قيامه من سرير الفتاة لمغادرته
00:17:36أوقفته زوجته وطلبت منه أن ينام مع الفتاة إن أراد
00:17:41وحضنت الفتاة وهمست في أذنها أنا مبصرة
00:17:46فقالت الفتاة كان لدي شك وأنت أكدته الآن
00:17:51بعد أن سلبت الجماعة المسلحة مقتنيات وأموال العميان
00:17:56الذين في العنابر الأخرى طالبوا بمطلب جديد
00:18:00وإلا لن يوزع عليهم كراتين الطعام
00:18:03وهو أن تأتي لهم نساء كل عنبر ليقدمن أجسادهن ثمنا لطعامهن وطعام الآخرين
00:18:12رفض الرجال في كل عنبر ودار جدال طويل
00:18:16انتهى بقبولهم رغما عنهم
00:18:18فطوعت النساء لهذه المهمة بدلا من الموت جوعا
00:18:23وخرجت من العنبر الأول سبع سيدات
00:18:26لتموت واحدة منهن عند الصباح متأثرة بجراحها
00:18:31قررت زوجة الطبيب الانتقام من زعيم هذه الجماعة
00:18:36كانت دور على نساء العنبر الثاني
00:18:38وأثناء قيام رجال العنبر الثالث باختصابهن
00:18:43تناولت زوجة الطبيب المقص وتسللت على أطراف أصابعها
00:18:48إلى آخر سرير في العنبر حيث كان الزعيم غارقا في متعته
00:18:53وغرست المقص في رقبته فأردته قتيلا
00:18:57انتبه العميان على صرخة المرأة التي كانت مع الزعيم حين قتله
00:19:02فاندفعوا ناحية الصوت
00:19:04واكتشف المحاسب الأعماء موت الزعيم
00:19:07فأعلن نبأ الآخرين
00:19:09واستولى على المسدس من جيب القتيل
00:19:12وأعلن نفسه زعيما
00:19:14بأن أطلق رصاصة في السقف
00:19:16من شأنها أن أثارت حالة من الفزع بين العميان
00:19:20انتهزت النساء الفرصة وخربنا
00:19:23قبل هروبها توعدت زوجة الطبيب العميان بمزيد من القتل
00:19:29فهددها المحاسب الذي أصبح زعيما
00:19:32بأنه عرف صوتها وسوف ينتقم منها
00:19:35فهددته بالقتل
00:19:37وقتل كل من يخرج من العنبر لأخذ كاراتين الطعام
00:19:41ساد الهلع بين صفوف العميان
00:19:44فأغلقوا على أنفسهم العنبر
00:19:46مرت ثلاثة أيام
00:19:48لم يحضر فيها الجيش لهم أي طعام
00:19:51كان الجوع يفتك بنزلاء العنابر الأخرى
00:19:56فطالبوا بمعرفة قاتلة الزعيم
00:19:58لتسليمها لعنبر رقم ثلاثة
00:20:01حتى يستطيعوا أن يأخذوا طعاما مما اختزنوه
00:20:05رفض الرجل ذو العصابة السوداء
00:20:07ذلك قائلا إنه من الأكرم لهم أن يواجهوا هذه العصابة
00:20:12ويقاتلوا من أجل قوت يومهم
00:20:14في اليوم التالي وفي نفس الوقت من كل يوم
00:20:17كان صوت الجنرال المسجل على شريط يقرأ التعليمات
00:20:21التي يجب على العميان اتباعها
00:20:23وفجأة انقطع الصوت وخيم الصمت على المكان
00:20:28انقطعت الكهرباء بدون سبب معروف
00:20:32ولم يكن هذا ليحدث أي فرق للعميان
00:20:36باستثناء زوجة الطبيع
00:20:38فقام الرجل ذو العصابة السوداء
00:20:41بتنظيم لزلاء العنابر الثلاثة
00:20:44وجمع قطبان حديدية من الأسرة
00:20:47ثم توجهوا نحو عنبر الجماعة المسلحة في الجناح الأنسر
00:20:51ففوجئوا بأنهم وضعوا أربعة أسرة
00:20:55لسد مدخل العنبر
00:20:57حاولوا إزاحة الأسرة لكن دون جدوى
00:21:00لأن الآخرين كانوا يدفعون في الاتجاه المعاكس
00:21:04هنا أطلق المحاسب الأعمى ثلاثة رصاصات
00:21:07فأصيب رجلان وسقط في بركة من الدماء
00:21:11قام زملائهما بسحبهما بعيدا عن خط النار
00:21:15وفشلت خطة الهجوم فعادوا لعنابرهم
00:21:19دخلت سيدة عنبرها رقم اثنين
00:21:22وأخذت تفتش في حاجياتها
00:21:24إلى أن عثرت على ولاعة صغيرة سارعت بإخفائها في كف يدها
00:21:30كأن نجاتها فيها خرجت متسللة إلى العنبر رقم ثلاثة
00:21:36حيث كان العميان بالداخل يتناولون طعامهم بمرح محتفلين بانتصارهم
00:21:42تحسست المرأة الأسرة الأربعة
00:21:44وسحبت برفق طرف الملاءة من كل سرير
00:21:49ثم بدأت بإشعال النار في الواحدة تلو الأخرى
00:21:53وخوفا من أن يطفئ العميان النار بما لديهم من ماء هبطت تحت السرير
00:21:58وأشعلت النار في المرتبة
00:22:00شم العميان رائحة الدخان
00:22:03فهبوا يلقون ما لديهم من ماء قليل على النار دون جدوى
00:22:08فقد اشتدت النار وامتدت من سرير لسرير
00:22:12وحاصرت العميان الذين تخبطوا هنا وهناك لا يدرون أين المفر
00:22:18رائحة الدخان نبهت نزلاء العنابر الأخرى
00:22:22فخرجوا ليستكشفوا الأمر
00:22:24ولكن كانت النار تنتشر بسرعة هائلة من مكان لآخر ومن عنبر لآخر
00:22:29تدافعوا جميعا طلبا للهرب
00:22:32ولكن أين يهربون والجنود في الخارج ينتظرون
00:22:36ولن يتورعوا عن إطلاق النار على كل من يجرؤ على الخروج من الباب
00:22:41قررت زوجة الطبيب أن تحاول أن تثير فيهم الجانب الإنساني
00:22:47ليسمحوا لهم بالخروج من المبنى قبل أن يحترقوا أحياء
00:22:52خرجت على حذر وكان الظلام دامسا منذ انقطاع الكهرباء
00:22:56أخذت تنادي عليهم ولكن دون رد من أحد
00:22:59تقدمت بحذر خطوتين ثم خطوتين
00:23:03حتى اكتشفت أنه لم يعد هناك أثر للجنود
00:23:06لقد رحلوا جميعا أو ربما أصيبوا بالعمى جميعا
00:23:10فصاحت برفاقها المتدافعين في الخلف طلبا للنجدة
00:23:13فقد أصبحنا أحرارا في نفس اللحظة سقط سقف العنبر متأثرا بالحريق الذي ضمره
00:23:20فانتفع اللهب في كل مكان
00:23:22فدافع العميان للخروج للردهة
00:23:25فمنهم من وقع تحت أقذامهم
00:23:28ومنهم من حوصر في ركن لا يعرف منه الفكاك
00:23:32واستهاد الزحام وأخذت النار تقترب
00:23:35خرج من المبنى من استطاع الخروج مجهدا منحكا لا يقوى على الوقوف
00:23:40إن همرت الأمطار بشدة ومع ذلك ظلوا يسيرون
00:23:45سقط واحد منهم تحت وضأة الإعياء ولم يستطع الوقوف ثانية
00:23:50فقد كانت سقطة الموت
00:23:52صار نزلاء العنبر رقم واحد السبعة
00:23:55تجاه المدينة تقودهم زوجة الطبيب
00:23:58والتي علم الجميع الآن أنها مبصرة
00:24:01استمروا في السير إلى أن بدأت معالم المدينة تظهر
00:24:05ولكن كانت الشوارع خالية تماما وامتلأت بالقاضرات والفضلات والبراز في كل مكان
00:24:12بعض المحال كانت مفتوحة الأبواب ولكنها خاوية من الداخل
00:24:17طلبت منهم زوجة الطبيب أن يجلسوا في أحدها إلى أن تعثر على طعام
00:24:23تذكرت رقم المحل واسم الشارع
00:24:25ثم مضت فرأت حركة في أحد المحال فاقتربت فرأت ناسا ينامون على الأرضية
00:24:31حادثت أحدهم ومنه عرفت أن المدينة كلها
00:24:35فلوى البلد كلها قد أصيبت بالعما
00:24:38ولم يعد أحد يستطيع أن يعود لشقته حيث فاجأهم العما وهم بالخارج
00:24:44أصبح معظم الناس يعيشون في المحلات والسيارات
00:24:48لأنها أسهل من الصعود على السلالم للسكن في شقة خاوية لا طعام فيها
00:24:54قام الرجل ومن معه من جماعة وأخذوا يجوبون الشوارع بحثا عن طعام في المحلات الخاوية
00:25:01وبين القمامة المتناثرة
00:25:03عادت زوجة الطبيب وأحضرت رفاقها وطلبت منهم أن ينتظروا في هذا المحل الخاوي
00:25:09واستمرت بمفردها تبحث عن الطعام
00:25:12أتت على سوبر ماركت لكنه كان مديئا بالعميان الباحثين عن أي شيء يؤكد
00:25:18لم تجد أي شيء أمامها فقد ملأ العميان كل ركن وقلبوا كل شيء رأسا على عقب
00:25:25ولم يدعوا شيئا إلا وفتشوه
00:25:27طرأت على ذهنها فكرة برقت لها عيناها
00:25:31يوجد في كل سوبر ماركت بدغوم لتخزين البضائع
00:25:35لابد وأن به بعض المعلبات والأطعمة
00:25:38بحثت عن أكياس لتعبئها بما تجده من أطعمة
00:25:43وأخذت تبحث عن مسعد أو سلم حتى رأت مسعد بضائع
00:25:48وبجانبه باب جرار شدته
00:25:51فصر صريرا خافت أن يلفت انتباه العميان الذين معها في السوبر ماركت
00:25:57دلفت منه للداخل فرأت سلم يؤدي إلى البدروم
00:26:01أغلقت الباب خلفها فغمر الظلام المكان
00:26:05ولم تعد أحسن حالا من باقي العميان
00:26:08الفرق الوحيد هو أنه يرون كل شيء أبيض اللون
00:26:12وهي تراه أسود اللون
00:26:14أخذت تهبت السلم بحضر بالغ وخوف من أن يكون المكان مليئا بعميان آخرين
00:26:20نائمين على الأرضية
00:26:22أو ربما يكون هناك عفريت يخطفها لمكان بعيد حيث لا شيء إلا الموت الأبدي
00:26:28أو ربما يكون هناك تنين بأنياب ومخالب
00:26:35هاجمتها الحواجز لكن غريزة الجوع كانت أقوى من أي خوف تشعر به
00:26:41أخذت تتحسس طريقها وهي تحبو على أربع لتأمن أن لا تنزلق قدماها إن وقفت
00:26:49اصطدمت يدها بشيء معدني أملس تبينت أنه رفت
00:26:54وقفت وأخذت تتحسسه وعلمت أنها قريبة من مكان تخزين الطعام
00:27:00وفعلا لمست يدها بعض العلب والزجاجات
00:27:03فشرعت تملأ بها الأكياس التي معها دون أن تعرف ما هي هذه الأشياء
00:27:08أثناء بحثها ارتطمت يدها بعلب صغيرة وسمعت صوت ارتطامها بالأرض
00:27:14كده قلبها أن يتوقف من الهلعة
00:27:16صوت خشخشة هذه العلب ذكرها بعلب الكبريت
00:27:20فتهلل وجهها فرحا وأخذت تبحث عنها فوق الأرضية
00:27:25إنها فعلا علا علب كبريت
00:27:27يا لعناية السماء
00:27:29أشعلت عودا وطلعت ما ملأت به الحقائب البلاستيك التي معها
00:27:34فأفرغت محتويات الحقيبة الأولى ونصف الحقيبة الثانية من كل ما لا يؤكل
00:27:40ملأت ستة أكياس حملت ثلاثة في كل يد
00:27:43وبمساعدة عيدان الكبريت استطاعت أن تهتدي لمكان السلم الذي جلست عليه
00:27:49والتهمت كيسا من السجق لتعطي لنفسها الطاقة كي تستطيع العودة لرفاقها
00:27:55حاملة هذه المؤن
00:27:57صعدت السلم وأغلقت الباب خلفها
00:28:00فرأى على بالها أن تصيح في العميان بأن هناك طعاما في البدرو
00:28:06ولكنها عدلت عنها إذ أنهم سوف يتدافعون ويسقطون من على السلم
00:28:12ويدهس بعضهم بعضا فيموت منهم من يموت
00:28:15الأفضل أن تحتفظ بهذا السر
00:28:17وحين ينفذ ما معها من طعام تعود لأخذ المزيد
00:28:21حين صعدت للسوبرماركت انتبه خوف من أن تنبه رائحة السجق المنبعثة من فمها باقي العميان
00:28:30إلا أن معها طعاما
00:28:31وبينما كانت تسير جهة الباب في حضر من أن تلمس أو تصدم بأي شخص منهم
00:28:38صاح أحدهم من فيكم يأكل سجقا
00:28:41أخذت تجري جهة الباب صادمة ودافعة كل من كان يقف في طريقها
00:28:47حين خرجت للشارع وكانت السماء تمتر سيولا لكنها واصلت المسير
00:28:53التفت حولها كلاب الشارع الجائعة بعد أن شمت رائحة السجق من فمها
00:28:59نظرت حولها فشعرت أنها ظلت الطريق ولم تعد تعرف أي طريق تسلك
00:29:04جلست على رصيف تبكي والكلاب من حولها تتشمم الأكياس
00:29:08وحين أدركت أنها علب وزجاجات لن تستطيع أكلها انصرفت عنها
00:29:13سوى من كلب أخذ يلعق دموعها الجارية على خديها
00:29:17ربتت على ظهري وواصلت بكاءها
00:29:20ومرة أخرى تدخلت العناية الإلهية لإنطادها
00:29:24فقد رأت على مرمى بصرها خريطة للمدينة من تلك التي يطعها
00:29:29مجلس المدينة خصيصا للسائحين
00:29:32بمساعدة الخريطة استطاعت أن تعود للمحل الذي تركت فيه رفاقها
00:29:37الذين كانوا راقدين بلا حراك كالحجارة
00:29:40نادت عليهم وأخبرتهم حامسة بأن معها طعاما
00:29:44ثم أغلقت الباب حتى لا يدخل عليهم أحد
00:29:47قصت عليهم المغامرة التي قامت بها
00:29:50وتناول الطعام لأول مرة منذ أربعة أيام
00:29:54والآن كيف يعودون لشقتهم
00:29:58ترى ما حالتها الآن ومن يسكن فيها
00:30:02وهل سيستطيعون دخولها أم لا
00:30:04خاصة أنه لم يعد معهم المفاتيح
00:30:07كانت أقرب شقة في طريقهم هي شقة الفتاة ذات النظارة السوداء
00:30:12حملوا ما معهم من أكياس طعام ومضوا في طريقهم يتبعهم الكلب
00:30:18كانت القاضرات تملأ كل مكان في البنوك والمتاحف والمكتبات
00:30:23التي أصبحت كلها خاوية فلم يعد أحد يرى لينظر إلى الأعمال الفنية أو ليقرأ كتابا
00:30:31في الطريق رأت زوجة الطبيب جثة رجل ومن حولها الكلاب تنهشها
00:30:37والغربان تحوم حولها
00:30:39فتقيأت ثلاثا من حول ما رأت
00:30:42رائحة الموت والعفن غزت كل مكان وتسللت من خصاص نوافذ مغلقة
00:30:49وتسربت بين شكوك الجدران
00:30:52أصبحت المدينة بلا تهرباء ولا ماء بعد أن أصيب الجميع بالعمل
00:30:56أما عاد أحد يستطيع أن يصلح الأعطال لتعود الكهرباء والمياه للشقة
00:31:03بعد أن وصلوا لشقة الفتاة ذات النظارة السوداء في الدول الثاني
00:31:08كانت الشقة مغلقة ولا يوجد أحد في المبنى كله سوى عجوز في الطابق السفلي
00:31:15فتحت الباب حين ترقت الفتاة سألتها عن أبويها
00:31:21فقالت إنه تم أخذها مع الآخرين
00:31:24سألتها زوجة الطبيب لماذا لم يأخذوها هم هي الأخرى
00:31:29وكيف استطاعت الحياة بمفردها
00:31:32أجابت العجوز بأنها اختفت حين جاءه لأخذ سكان العمارة
00:31:38في شقة الفتاة ذات النظارة السوداء
00:31:40بأن تسلقت سلم الحريق الخلفي وكسرت زجاج النافذة
00:31:45وانسلت للداخل ومن يومها وهي تعيش على الخضروات التي تنمو في الساحة الخلفية للبيت
00:31:51وعلى بعض الدجاج والأرانب التي تربيها هناك
00:31:55رأت زوجة الطبيب على أرضية الشقة بعض جلود الأرانب وريش الدجاج
00:32:00حين دخلت مع الفتاة لتسلق سلم الحريق لدخول الشقة
00:32:05حين دخلت شقتها أخذت الفتاة تتحسس الحوائط والأثاثة
00:32:09ثم جلست على سريرها وتذكرت كيف كانت تجلس عليه باسترخاء
00:32:14وأخذت تبكي وستها زوجة الطبيب
00:32:17فما معنى الدموع في عالم أصبح كل ما فيه نقيض العقل
00:32:21عالم أعمى يموت موتا بطيئا
00:32:24كانت الشقة خاوية من أي شيء يمكن أن يؤكل أو يشرب
00:32:28حتى الحمام كان في حالة بشعة ولا يمكن استخدامه ثانية
00:32:33حاله مثل حال كل حمامات مبنى
00:32:37باتوا ليلتهم في الشقة وأعطوا العجوز بعض الطعام مرتين
00:32:42في اليوم التال قضى الكلب على دجاجة والتهمها في الساحة الخلفية
00:32:47رأته زوجة الطبيب فكأنه شعر بالخزي
00:32:51فحفر حفرة ودفن فيها بقايا الدجاجة
00:32:55لألا تدرك العجوز فقدانها
00:32:57حين استعدوا للرحيل تركوا مع المرأة العجوز مفتاح الشقة
00:33:02لحين عودت الفتاة مرة أخرى
00:33:05وواصلوا المسيرة حتى وصلوا لشقة الطبيب فوجدوها مغلقة
00:33:10أخرج الطبيب المفتاح من جيبه الصغير ومد يده به لزوجته لتأخذه وتفتح الباب
00:33:16فأمسكت بيده وقربتها من ثقب المفتاح
00:33:21كانت الشقة نظيفة من الداخل عكس المدينة بالخارج
00:33:26ولم يكن عليها سوى طبقة من الغبار
00:33:29أحس الأخرون ذلك من رائحة الشقة النظيفة
00:33:33فخجلوا أن يدخلوا بأحذيتهم وملابسهم القدرة
00:33:36طلبت منهم زوجة الطبيب أن يخلعوا أحذيتهم ويتركوها خارج الشقة
00:33:42ففعلوا حين دخلوا ظلوا واقفين مدركين أنهم لو جلسوا سيتركون قدارتهم في المكان
00:33:48طلبت منهم زوجة الطبيب أن يخلعوا ملابسهم
00:33:52ووضعتها في الشرفة ثم بحتت في الدلاب
00:33:55واستطاعت أن توفر لهم ملابس نظيفة من بين ملابسها وملابس زوجها
00:34:00كان في الشقة غرفة نوم خصصة للطبيب وزوجته
00:34:06وأول رجل يصاب بالعمى وزوجته
00:34:09أما عن الرجل ذي العصابة السوداء والفتاة ذات النظارة السوداء
00:34:15والطفل الأحوال الذي لم يعد يسأل عن أمه
00:34:18فقد ناموا فوق ثلاث أرائك كانت في الصالة الكبيرة
00:34:22حين هبط الظلام على المدينة أعدت لهم زوجة الطبيب عشاء بسيطا
00:34:28ولم يحاول الكلب الذي اعتاد على الجوع أن يستدر عطفهم بعد أن التهم دجاجة هذا الصباح
00:34:35بعد العشاء أعرب الطفل عن عطشه الشديد ولكن لم يكن هناك ماء
00:34:40فكرت زوجة الطبيب قليلا ثم ذهبت للحمام ورفعت غطاء خزان المياه المخصص لصرف البراز
00:34:48وملأت كوبا وأعطته للطفل ليشرب
00:34:51سألها زوجها من أين أتت بالماء فأخبرته
00:34:55ذكرها بأنه كان هناك بعض زجاجات المياه قبل تركهم الشقة
00:35:01هتفت فرحا وطلبت من الطفل ألا يشرب
00:35:04دخلت المطبخ وأحضرت أفضل ما لديها من أكواب كريستال
00:35:08وضعتها على المائدة وأتت بزجاجات المياه قائلة لهم بكل فخر وسعادة
00:35:14والآن ستشربون ماء طبيعيا
00:35:17صبت لهم الماء بعناية وكأنها تؤدي تقوصا دينية
00:35:22وأخذوا يشربون الماء ببطء كما طلبت منهم زوجة الطبيب
00:35:26حتى تستفيد المعدة أكبر استفادة ممكنة
00:35:30كانوا يشربون بمتعة شاعرين بقيمة كوب الماء الذي يشربونه
00:35:35ويتمنون لو عرف العالم قيمة قطرة الماء المهضرة
00:35:39ناموا ليلتهم وحين بزغ الفجر كانت الأمثار تغمر المدينة بسيولها
00:35:45وتترك على النوافذ الزجاجية والشرفة كأنها توقظهم
00:35:50نهض الزوجة الطبيب فأحضرت كل ما في الشقة من أوان وأحواض يمكن ملؤها بالماء
00:35:57استيقظ الزوجة أول رجل يصاب بالعمى والفتاة ذات النظارة السوداء
00:36:03فطلبت منهم المساعدة في غسيل الملابس والأحذية القادرة
00:36:07خلعنا ملابسهن حتى لا تبتل وأخذنا يخسلنا تحت سيول الأمطار التي انهمرت بلا توقف
00:36:15بعد أن انتهينا من غسيل الملابس والأحذية هبطنا إلى الشارع وأخذنا قطعا من الصابون
00:36:21واستحممنا تحت المطر في مرح كأنهن ثلاث صبيات يلعبن
00:36:26حين صعبنا للشقة كان الكهل ذو العصابة السوداء قد استيقظ فطلب أن يستحم هو الآخر ولكن في الحمام
00:36:34ساعدته زوجة الطبيب على حمل حوض الماء لداخل الحمام وعطته قطعة صابون جديدة
00:36:40وقالت استخدمها كلها إن أرد فربما يخلو السوب الماركت من الأطعمة
00:36:45لكنه لن يخلو بالتأكيد من مستلزمات التنظيف
00:36:50لم يكن الماء وافرا في الحوض
00:36:53اعترف الكهل ذو العصابة السوداء غرفة بيديه ورش الماء على صدره
00:36:59فسرت في جسده رعدة برد
00:37:02فساءل ألم يكن من الأفضل أن يستحم تحت الماء المنحمل بوفرة من السماء
00:37:08كما فعلت السيدات الثلاث
00:37:10حكك كل جزء في جسده بقطعة الصابون جيدا
00:37:14أراد أن يخسل شعره أيضا ففك العصابة السوداء
00:37:18وطرأ على ذهنه أن يخسلها
00:37:20فألقاه في قاع الحوض
00:37:22بلل شعره وغسله بالصابون جيدا
00:37:25فأصبح رجلا من الرغاو الصابونية البيضاء
00:37:29بينما هو ينظف نفسه
00:37:31سمع باب الحمام يفتح بهدوء
00:37:33ثم شعر بيد امرأة تلامس ظهره
00:37:36ثم جعلت تحكه له
00:37:38كاد أن يسألها من هي لكنهم تنعى وهي لم تعلن عن نفسها
00:37:43بعد أن فرغت من تنظيفه
00:37:46فتحت باب الحمام وانصرفت بهدوء
00:37:49ترى من كانت
00:37:50أهي زوجة الطبيب؟
00:37:52أم زوجة أول رجل يصاب بالعمى؟
00:37:54أم الفتاة ذات النظارة السوداء؟
00:37:57المنطق يقول بأنها زوجة الطبيب
00:38:00لأنها المبصرة الوحيدة
00:38:02ولكن منذ متى يؤمن بالمنطق؟
00:38:04بعد أن انتهى من استحمامه
00:38:06ارتدى البيجامة التي أعطته إياها زوجة الطبيب
00:38:10وخرج عليهم نظيفا معطرا
00:38:13قالت زوجة الطبيب
00:38:14ها هو أول رجل نظيف بيننا
00:38:17ثم أكملت وكأنها تذكرت شيئا
00:38:20ولكن للأسف لم يكن هناك من يحق لك ظهرا
00:38:23لم يرد
00:38:25ولكن صدق حدثه
00:38:27فأنه لا يجب أن يؤمن بالمنطق
00:38:29بعد تناولهم إفطارا مكونا من بعض البسكويت والمربى
00:38:34التي كانت موجودة في مطبخ زوجة الطبيب
00:38:37حين ظادرت شقتها
00:38:38أخبرتهم أنه يتعين عليهم أن يخرجوا للبحث عن طعام جديد
00:38:43فعرض عليها أول رجل يصاب بالعمى
00:38:46وزوجته بالذهاب معها للمرور على شقتهما
00:38:50ومعرفة ما حدث لها
00:38:52انطلق ثلاثتهم
00:38:54فبدأ الشارع لهم أكثر قذارة
00:38:56لأنهم أصبحوا أكثر نظافة
00:38:59كان العميان في كل شارع يبحثون عن الطعام
00:39:02وكانت الكلاب تنبش في كل كومة من القاذرات
00:39:06وغالبا ما كانت تجد طعامها مخفيا تحت هذه الأخوام
00:39:10حين وصلوا لشقة أول رجل يصاب بالعمى
00:39:14كان الباب مغلقا
00:39:15فتركه عدة طرقات
00:39:18ففتح الباب رجل كهل سأل عما يريدون
00:39:21فقال أول رجل يصاب بالعمى إنها شقة
00:39:25سأله الرجل وما دليله
00:39:26فقالت زوجة أول رجل يصاب بالعمى
00:39:29إنها تستطيع أن تصف الشقة بالتفصيل
00:39:33دعاهم الرجل للدخول
00:39:35ومنه عرفوا أنه كاتب وأنه يعيش مع زوجته
00:39:39وابنتيه اللائي خرجنا بحثا عن الطعام
00:39:42سألوه عن اسمه فقال ليس مهم من اسمه
00:39:45فأنا صوتي
00:39:46عندما علم بأنهم كانوا في الحجر الصحي
00:39:49سألهم كيف كانت الأمور هناك
00:39:51لأنه يريد أن يكتب كتابا عن هذه الفترة
00:39:55دهشوا عندما علموا أنه ما زال يكتب
00:39:57سألوه كيف
00:39:58فقال بأنه يكتب بالقلم الجاف الذي يتره
00:40:01أثرا على الورقة
00:40:03تمكنه بالدمس من أن يعرف
00:40:06أين توقف في الكتابة آخر مرة
00:40:08ثم أراهم عشرين ورقة كتبها سابقا
00:40:11أخبرته زوجة الطبيب أن بعض الصطور مكتوبة على بعضها
00:40:15تحجب حين عرف أنها مبصرة
00:40:18وأخذ يسألها كيف استعادت بصرها
00:40:21أخبرته أنها لم تصب بالعمى
00:40:23فطالب منها أن تحافظ على نفسها
00:40:26أبدى الكاتب استعداده لإعادة الشقة لصاحبها
00:40:29فقال له أول رجل نصاب بالعمى لا داعي
00:40:32فنحن الآن نعيش مع صديقتنا في شقتها
00:40:35ولكن سنعود من وقت آخر للإطمئنان على الشقة
00:40:39فرحب الكاتب بهذه الفكرة
00:40:41بعد يومين طلب الطبيب من زوجته أن تأخذه لزيارة عيادتها الضبية
00:40:46لمعرفة ما حدث لها
00:40:48فطلبت الفتاة ذات النظارة السوداء أن تذهب معهما
00:40:53لتتفقد شقتها الواقعة بالقرب من عيادة الطبيب
00:40:57في الطريق كانت تقص معتدلا
00:41:00فعلق الطبيب قائلا كيف سنحيا حين تشتد حرارة الجو
00:41:04لابد لنا من نظام يحكمنا
00:41:07فأي مجتمع مثل الجسد الذي يسير وفقا لنظام ضقيق
00:41:12ولكن كيف لمجتمع من العميان بأن ينظم نفسه
00:41:16إننا نموت كلنا سنموت يوما ما
00:41:19ولكننا نموت لأننا عميان
00:41:21العمى هو سبب موتنا
00:41:23حين وصلوا للعيادة كانت الفوضى تعم أرجاء المكان
00:41:28الأدراج مفتوحة والأوراق مبعثرة
00:41:31ولكن ظلت الأجهزة بحالة جيدة أخذ الطبيب وتحسس جهاز الأبثالوموسكوب
00:41:38وقال في هذا المكان كنت أصنع المعجزات
00:41:42ولكن هاء أنا الآن قد فقدت قدرتي على صنع أي معجزة
00:41:46خرجوا من العيادة وواصلوا سيرهم لشقة الفتاة ذات النظارة السوداء
00:41:50وفي الطريق رأوا جماعات من العميان ملتفين حول أفراد كل منهم يلقي خطبة عن انتهاء الحياة على الأرض
00:42:00وقرب مجيء الملاك وتصادم الأفلاك
00:42:03كان العميان يخطبون كأنهم مبصرون
00:42:06وكان المستمعون ينصتون كأنهم كذلك أيضا
00:42:10وصلوا المسيرة فرأت زوجة الطبيب جثثا أكثر مما قبل
00:42:14حين وصلوا لبيت الفتاة كانت هناك جثة مرأة التهمت الحيوانات الضالة نصفها راقدة أمام الباب
00:42:23تبينوا أنها المرأة التي تقتن في الدور الأول
00:42:27وفي كف يدها رأت زوجة الطبيب مفتاحا التقطته وعرفت أنه مفتاح شقة الفتاة
00:42:35ربما أحست العجوز بقرب موتها فأرادت أن تغادر شقتها ومعها المفتاح
00:42:41حتى تتركه للفتاة أو ربما ملت من وحدتها وقررت أن تنهي حياتها
00:42:47كان لابد من دفنها فسحبوا الجثة المتيبسة إلى شقتها
00:42:53ثم هبطوا بها للساحة الخلفية عبر سلم الحريق
00:42:57عادت زوجة الطبيب لشقة الفتاة بحثا عن ملاءة لتلف بها الجثة
00:43:03ثم بحثت عن جاروف حتى وجدت واحدا فجعلت تحفر حتى تصبب العرق منها
00:43:09وآلمها ظهرها
00:43:11فجأة صاحت لجماعة من العميان ظهروا في شرفة
00:43:16بعد أن استرع انتباههم صوت الحفر إنها ستنهض ثانية
00:43:21إن تابهم الفزع فدخلوا شقتهم
00:43:24انتهت من حفر الحفرة وبمعاونة زوجها والفتاة ذات النظارة السوداء
00:43:30قامت بدفن المرأة العجوز ثم قطعت غصنا من شجيرة وقرستها عند رأس القبر
00:43:36سألتها الفتاة ذات النظارة السوداء هل ستنهض ثانية
00:43:40أجابتها زوجة الطبيب لا
00:43:42ولكن هناك كثيرين من العميان الأحياء
00:43:45الذين يحتاجون إلى النهوض بأنفسهم ولكنهم لا يفعلون
00:43:50علق الطبيب قائلا إننا نصف أموات
00:43:54فقالت زوجته إننا نصف أحياء أيضا
00:43:58أرادت الفتاة ذات النظارة السوداء أن تترك شيئا لأبويها
00:44:03يذكرهما بها حين يعودان ولم تدري ماذا تترك
00:44:07عادت زوجة الطبيب للشقة وأتت بمقص قصت به خصلة من شعر الفتاة
00:44:13وعققتها ثم علقتها على أكرة باب الشقة
00:44:17أكيد أن أبويها سيعرفان أن هذا هو شعر بنتهما
00:44:22حين عادوا لشقة الطبيب جلسوا في المساء حول لمبة الجاز
00:44:27تقرأ لهم زوجة الطبيب من كتاب
00:44:30حين انتهت من القراءة قال الكهل ذو العصابة السوداء
00:44:34أرجو أن تظل زوجة الطبيب بصيرة فهي التي تربطنا معا
00:44:40ولولاها لن فرط عقدنا ولا افترقنا
00:44:43قالت الفتاة ذات النظارة السوداء إنها ستظل تحلم وتأمل أن تعود لأبويها
00:44:49وأن يعود الطفل الأحول لأمه
00:44:52قال الكهل ذو العصابة السوداء بأنه يخشى أن يأمل في استرداد البصر
00:44:57سألته الفتاة لماذا فامتنع عن الرد
00:45:00وحين أصرت قال لها لكي نحيا كما نحن
00:45:04سألته تقصد جميعا أم أنت وأنا
00:45:07قال لأن الرجل الذي في داخلي يحب المرأة التي في داخلك
00:45:12وفي سن هذا يكون المرء سخيفا حين يعلن عن حبه
00:45:17أنت لست سخيفا إن كنت تريد أن تعيش معي فأنا أيضا أريد أن أعيش معك
00:45:23أنت لا تحبينني أنا لم أحب أحدا قد في حياتي
00:45:27ولكن أحبك بالقدر الذي يجعلني أوافق على الحياة معك
00:45:32ربما يكون لك رأي آخر لو تقابلنا في ظروف أخرى
00:45:36فما أنا إلا كهل بعصابة سوداء وشعر أبيض تساقط نصفه
00:45:41ربما ولكن المرأة التي في داخلي الآن تريدك
00:45:45سنرى ماذا ستريد المرأة التي في داخلك غدا
00:45:49أتختبرني لا ولكنها الحياة هي التي تقرر هذه الأشياء
00:45:55وهي الآن قد اتخذت قرارا واحدا فقط
00:45:58وضعت زوجة الطبيب عدة وسائد على الأرض بشكل يصلح لأن يكون سريرا
00:46:05وقالت للطفل الأحوال من الآن فصاعدا ستنام هنا
00:46:09لم يعد لدى الكهل للعصابة السوداء
00:46:12أدنى شك في من حك فهره حين كان يستحم
00:46:17في اليوم التالي خرج الطبيب مع زوجته إلى بدروم السوبر ماركت بحثا عن المزيد من الطعام
00:46:23كانت حالة الشوارع تزداد سوءا يوما بعد يوم
00:46:27حين وصل للسوبر ماركت كان خاليا من العميان الأمر الذي تعجبت منه زوجة الطبيب
00:46:33حين اقتربت من سلم البدروم انبعثت رائحة كريهة وطلبت من زوجها الانتظار
00:46:39ريثما تستكشف الأمر
00:46:41حين نزلت البدروم يتبعها كلبها واصلت سيرها رغم رائحة العفنة
00:46:47سمعها زوجها تتقيأ وتكح وسمع الكلب ينبح فهرع لهما
00:46:53وكانت رائحة الموت تفوح في المكان
00:46:56ساعدها زوجها على الخروج للشارع
00:46:58وبعد أن هدأت قليلا قالت له إن العميان ماتوا في البدروم
00:47:02وتحلت فثثهم
00:47:04يبدو أنهم علموا أن هناك طعاما حين شموا رائحة السجق في المرة السابقة
00:47:10وظلوا يبحثون حتى وجدوا البدروم ودهسوا بعضهم بعضا
00:47:14فتحول البدروم إلى قبر كبير لهم
00:47:17بعد أن أغلق العميان الآخرون الباب عليهم
00:47:20حبما دون قصد
00:47:22كانت هناك كنيسة أمامهم فطلبت زوجة الطبيب الذهاب إليها
00:47:26عند دخولها كانت مزدحمة عن آخرها بالعميان
00:47:30لم يكن هناك موضع لقدم
00:47:32فنبح الكلب وتفرق العميان قليلا
00:47:36مما أتاح للطبيب وزوجته الفرصة للتقدم للأمام
00:47:39ظنت زوجة الطبيب أنها تتخيل
00:47:42ولكن تأكدت من حقيقة ما ترى
00:47:44حين رأت صورة رجل مصنوب وعلى عينيه عصابة بيضاء
00:47:50وصورة امرأة مغروس في قلبها سبعة سيوف
00:47:55وعلى عينيها عصابة بيضاء أيضا
00:47:59أخذت زوجة الطبيب تنظر للرسومات على الحوائط والسقف
00:48:04فرأت كل شخص معصوبا بعصابة بيضاء
00:48:08فأخبرت زوجها بهذا
00:48:10قال يبدو أن قصيس الكنيسة فعل هذا حين انتشرت العدوى
00:48:16سمع العميان المجاورون لهما الحديث
00:48:19فانتقل الخبر من واحد لآخر
00:48:22حتى علم به كل من في الكنيسة
00:48:24ملكهم الفزع
00:48:26فهرعوا يجرون للخارج تاركين خلفهم بعض الأطعمة
00:48:30التي أخذها الطبيب وزوجته
00:48:32وعاد لشقتهما
00:48:34بعد أن تناول هذا الطعام القليل
00:48:37اقترحت عليهم زوجة الطبيب أن يذهبوا للريف
00:48:41فهناك الطعام أوفر وأفيت للصحة
00:48:44ويمكن أن يحلبوا البقرة والماعز
00:48:47كان الليل قد أسدل ستاره
00:48:49حين بدأت زوجة الطبيب تقرأ لهم على ضوء لمبة الجاز
00:48:53نام من نام وهو جالس في مكانه
00:48:56إلا أول رجل يصاب بالعمى
00:48:58الذي ظل مستيقذا
00:49:00يفكر في أمر الذهاب إلى الريف
00:49:02وكيف سيترك شقته
00:49:04بدأ جفناه ينزلان على عينيه بالثقل
00:49:08فاكتست الدنيا بالسواد في عينيه
00:49:10ظن بأنه ينام ولكن لا
00:49:13إنه ليس بنائم
00:49:14ها هو مستيقظ يستمع لقراءة زوجة الطبيب
00:49:18وها هما عيناه مفتوحتان
00:49:20فما باله يرى اللون الأسود بدلا من الأبيض
00:49:23سرت في جسده رعدة
00:49:25فسألته زوجته عما به
00:49:27أنا أعمى
00:49:28نعم يا عزيزي كلنا عميان
00:49:30لا أنا أرى اللون الأسود بدلا من الأبيض
00:49:33بعد قليل صاح الرجل بفرح
00:49:37أنا أرى لقد استعدت بصري
00:49:39جار الرجل وحدة سوجته التي أخذت تبكي فرحا
00:49:43ثم جرى ليحظن زوجة الطبيب التي عرفها رغم أنه لم يراها من قبل
00:49:47سأله الطبيب هل ترى كما كنت من قبل لأن تصاب بالعمى
00:49:51أم أن هناك أثرا لللون الأبيض
00:49:53أنا أرى جيدا كما كنت من قبل بل وربما أفضل
00:49:57إذن هي مسألة وقت قبل أن نستعيد جميعنا بصرنا
00:50:02وما علينا سوى الانتظار
00:50:04إن خرطت زوجة الطبيب في البكاء
00:50:06كما لو أن كل مقاومتها العقلية طيلة هذه الفترة السابقة
00:50:11قد انهارت فجأة
00:50:13فبكت بكاء طفل وليد يرى الحياة لأول مرة
00:50:17أخذ الكلب يلعق دموعها
00:50:20فاحضط نطع باكية
00:50:22ظلت الفتاة ذات النظارة السوداء
00:50:24مستيقظة بعينين مفتوحتين
00:50:27كأن بصرها سيدخل لهما من الخارج
00:50:30لا سينبع من الداخل
00:50:32وفجأة قالت
00:50:33أظن أنني أرى
00:50:34قامت واحتضنت زوجة الطبيب
00:50:37وأخذت تبكيان
00:50:39والكلب لاعق الدموع
00:50:40لا يدري أي دموع يلعقها أولا
00:50:43كان الشخص الثاني الذي احتضنته
00:50:46هو الكهل ذا العصابة السوداء
00:50:49وكانت هذه أول مرة تراه
00:50:52ها هو بعصابة سوداء على عينه
00:50:55وقد بيض شعره الذي سقط نصفه
00:50:58ترى هل ستستمر معه بعد أن تغيرت الظروف
00:51:02إن التجاعيد هي التجاعيد
00:51:04والصلع هو الصلع
00:51:06أما الانسجام الزائف والمشاعر المثالية
00:51:09فلا مكان لها الآن
00:51:11انظري ليه
00:51:12هذا هو الرجل الذي قلت إنك ستعيشين معه
00:51:16أدري أنك الرجل الذي أعيش معه
00:51:19قالتها واحتضنته
00:51:21في الصباح استعاد الطبيب بصره
00:51:24وبعد قليل صاح رجل في الشارع
00:51:26أنا أرى
00:51:27كان إفطار هذا الصباح وليمة
00:51:29ليس لكثرته بل لسعادتهم البالغة
00:51:33قالت الفتاة ذات النظارة السوداء
00:51:36أريد أن أعود لشقتي وأترك ورقة على الباب
00:51:40لأبوي أكتب فيها أني أسكن هنا
00:51:43عرض الرجل ذو العصابة السوداء أن يذهب معها
00:51:46قال الرجل
00:51:47الذي كان أول من يصاب بالعمى لزوجته
00:51:51يجب أن نعود لشقتنا
00:51:53ربما يكون الكاتب قد استعاد بصره
00:51:55ويريد العودة لشقته
00:51:57بعد قليل كان الطبيب يجلس مع زوجته
00:52:00بعد أن انصرف الجميع
00:52:02سوى من الطفل الأحوال
00:52:03الذي كان نائما في الركن يحلم
00:52:05بأنه يحادث أمه قائلا
00:52:07هل ترينني؟
00:52:09قال الطبيب سيستعيد بصره حين يستيقظ
00:52:12وهذا حال الآخرين
00:52:14ولكن الرجل ذا العصابة السوداء
00:52:17قد يتعرض لصدمة لأن عينه المصابة
00:52:20ربما ازدادت سوءا
00:52:21بعد توقف العلاج
00:52:23سألته الزوجة هل سيصاب بالعمى؟
00:52:25لا
00:52:26فحين تعود الحياة لطبيعتها
00:52:29سأعود للعمل ثانية
00:52:31لماذا أصبنا بالعمى؟
00:52:33لا أدري
00:52:34ربما نعرف يوما ما
00:52:36قالت زوجته لا أعتقد أننا أصبنا بالعمى
00:52:39أعتقد أننا عميان
00:52:41عميان
00:52:42ولكننا نرى
00:52:44عميان
00:52:45يستطيعون الرؤية
00:52:47لكنهم لا يريدون
00:52:48قامت زوجة الطبيب
00:52:50واتجهت للنافذة تنظر للمدينة
00:52:53فرأت الناس يصيحون ويغنون مبتهجين
00:52:58فرضعت بصرها للسماء
00:53:00فرأت كل شيء أبيض اللون
00:53:03إنه دوري
00:53:04الخوف جعلها تخفض من بصرها بسرعة
00:53:08فرأت المدينة ما زالت هناك
00:53:11قبل ما أتعرض لرسالة القصة من وجهة نظري أنا
00:53:16أتكلم عن بعض خصائص كتابة خسيه سراماجو
00:53:22لأنه كتابته مميزة جدا
00:53:24ومش عادية غير عادية
00:53:28يعني مثلا سنجد بعض خصائص اسلوبه
00:53:33إنه بيستخدم جمل طويلة جدا
00:53:37أحيانا جملة واحدة تكون أكثر من صفحة
00:53:41ولا يستخدم نقطة في نهاية الجملة
00:53:46لا يستخدم نقطة نادرا ما يستخدم النقط دي
00:53:50وأحيانا بيستخدم بدل النقط دي عبارات طويلة
00:53:54وتتخللها بعض الفاصلات
00:53:58وبيستخدم فقرات كثيرة تمتد للصفحات دون أي حوار
00:54:03نادرا أو قليلا ما يستخدم حوارات
00:54:06ولما بيستخدم حوارات
00:54:08ما بيضعش الحوار بين علامة أي تنصيص
00:54:11أو أي شيء يدل إن فيه كل جملة حوار منفصلة
00:54:16لا الحوار سايح كله على بعضه
00:54:18ولكن بيبدأ
00:54:20لما بيكون فيه شخص آخر هو اللي بيتكلم
00:54:23بيبدأ أول حرف في أول كلمة بحرف كابيتل
00:54:28يعني الحرف كثير
00:54:30في رواية العامة بالذات لم يستخدم أي اسم
00:54:36يعني الشخصيات الرئيسية للقصة
00:54:40يشير لهم بصفتهم
00:54:44يعني أول شخص أصيب بالعمة
00:54:47زوجة أول شخص أصيب بالعمة
00:54:50الطبيب
00:54:51زوجة الطبيب
00:54:53الفتاة ذات النظارة السوداء
00:54:55الكهلذ العصابة على عينه
00:54:58الطفل الأحول
00:55:00وهكذا
00:55:01لم يسمي أيا منهم بأي اسم
00:55:05وده لي معنى
00:55:08لي معنى لأنه مش عاوز يدي
00:55:10معنى للإسم أو يدي لكل شخصية منهم
00:55:14يخلق كل شخصية منهم
00:55:16يعني دي لفرديتها وذاتيتها
00:55:20لأن كل واحد فيهم هو واحد مننا
00:55:23كل واحد فيهم بيمثلنا إحنا
00:55:26وده يقودنا إلى معنى الرواية
00:55:35معنى الرواية
00:55:38فتلخص في جملة في نهاية الرواية
00:55:42قالتها زوجة الطبيب
00:55:46قالت كلنا عميان
00:55:49كلنا عميان
00:55:51أنا أحاول أقرأ الجملة دي فقط
00:55:53مش أرى أي حاجة تاني
00:55:55إنما أقرأ الجملة دي في شرحي
00:55:58لأنها جملة قوية جدا جدا
00:56:00ويتلخص معنى القصة
00:56:04زوجها بيقول لماذا أصبنا بالعمى
00:56:07لا أدري
00:56:08ربما نعرف يوما ما
00:56:10قالت زوجته
00:56:11لا أعتقد أننا أصبنا بالعمى
00:56:13أعتقد أننا عميان
00:56:15عميان ولكننا نرى
00:56:17عميان يستطيعون الرؤية
00:56:20لكنهم لا يريدون
00:56:22الجملة دي من وجهة نظرة هي
00:56:25مفتاح الرواية
00:56:27هي اللي بتلخص
00:56:29القصة كلها
00:56:30وبتلخص المغزى والرسالة
00:56:32وده في الحقيقة في الواقع
00:56:34فعلا نجد أننا
00:56:36عميان عن رؤية أشياء كثيرة
00:56:39هي أوضح من أن
00:56:41من أن نشير إليها
00:56:43أوضح من أن
00:56:44من أن يشير إليها شخص أخر
00:56:46من أن يشرحها لنا أي شخص أخر
00:56:49في أمور كثيرة في حياتنا
00:56:51أمورنا
00:56:52في حياتنا الاجتماعية
00:56:53والثقافية
00:56:54والسياسية
00:56:55وكل شيء
00:56:56كل شيء في أمور كثيرة وضحة جدا
00:56:58وضحة جدا
00:56:59إنما في ناس كثيرة جدا
00:57:01مش عايزين يشوفوها
00:57:03وعميان عن أن يروها
00:57:06هي دي
00:57:07ده في الموجة نظري
00:57:11ملخص القصة أو مغزى القصة
00:57:14كما قالت زوجة الطبيب
00:57:17لا أعتقد أننا أصبنا بالعمى
00:57:20أعتقد أننا عميان
00:57:22عميان ولكننا نرى
00:57:24عميان يستطيعون الرؤية لكنهم لا يردونه
00:57:26يعني سبحان الله زي القرآن الكريم بيقول
00:57:29إنها لا تعمل أبصار
00:57:31ولكن تعمل قلوب التي في الصدور
00:57:35بفرق بين البصر وبين البصيرة
00:57:39لما انطبقها على مجتمعتنا
00:57:42طبق الرسالة دي على مجتمعتنا
00:57:44مش لازم نكون عميان البصر
00:57:47لكن عميان البصيرة
00:57:49اللي من برضو نتيجة لها
00:57:51المجتمع سيتفسخ
00:57:52ويتحلل أخلاقيا
00:57:54وتشيع الجريمة والفاحشة
00:57:56في الرواية أيضا
00:57:58هناك بعض الأشياء التي استوقفتني
00:58:00يعني أولها طبعا
00:58:02إن زوجة الطبيب
00:58:03كانت هي الوحيدة المبصرة
00:58:05فيهم
00:58:06ولذلك كانت هي الوحيدة
00:58:08اللي قادرة تشوف
00:58:09كل عيوبهم
00:58:10وكل لحظات ضعفهم
00:58:12وهوانهم
00:58:13وخزيهم
00:58:14يعني على سبيل المثال
00:58:16لما زوجها كان بيظن إن هي خارج العنبر
00:58:20وهي كانت وقتها على قرب من السرير
00:58:23بتفكر في زي تخلصوا من الورطة اللهم فيهم
00:58:26ورأت زوجها بيذهب إلى سرير البنت ذات النظار السوداء
00:58:31وفي موقف آخر
00:58:34يعني شافت جزهة في لحظة ضعف ولحظة هوان
00:58:38وفي موقف آخر
00:58:40في بداية القصة
00:58:42لما كانوا في العيادة الطبيب
00:58:44وكلهم أصيبوا بالعمى
00:58:46لما فيهم زوجها
00:58:48استثناءها
00:58:49وذهبوا إلى دورة المياه
00:58:52ودورة المياه عملوا صفت كده
00:58:54وكانت هي بتقود الصف ده
00:58:55عشان تذهب يوم تبحث عن دورة المياه
00:58:58وكان في أول سائق السيارة
00:59:01أو أول من سرق السيارة
00:59:03من أول رجل يصاب بالعمى
00:59:05وتحرش بالبنت ذات النظار السوداء
00:59:09فضربته بنجليها
00:59:11فأحدثت جرح في فاخده الأيمن
00:59:14لم تجد أي شيء تربط به هذا الجرح
00:59:17إلا قطعة قماش قدرة
00:59:21ينظفون بها الأرضية
00:59:23فطرت أن تربط الجرح بهذه القطعة القادرة
00:59:28وفي اليوم التالي أصيب بالحمى
00:59:33ومات
00:59:34يعني أحد أطلب حين حاول أن يهرب
00:59:37ويقترب من الجنود
00:59:40ليأخذوه إلى أي مستشفى
00:59:42أطلقوا عليه النار
00:59:43ولذلك بسبب
00:59:46يعني في البداية
00:59:49سرق سيارة الأول شخص يصاب بالعمى
00:59:53وتحرش جنسيا بتلك البنت
00:59:55فكان
00:59:56يعني خاطئته ديت أو دمبه ده
00:59:59أو سوء سلوكه
01:00:01أو همجيته ديت
01:00:03كانوا سبب بأنه موته
01:00:05موت مبكر يعني
01:00:07أه
01:00:09في حاجات تانية
01:00:11استوقفتني في القصة
01:00:13يعني على سبيل المثال
01:00:15أنا دونت بعض منها يعني
01:00:17لما كانوا في العنبر
01:00:19كانوا كلهم محتاجين
01:00:21الطعام من
01:00:23وكان في جهة يعني
01:00:25مجموعة مسلحة هي
01:00:26اللي بتستولي على كاراتين
01:00:27الطعام
01:00:28وبتعطيهم
01:00:29عدد معين من الكاراتين
01:00:30مقابل فلوس
01:00:31يخدوها منهم
01:00:32وبعد ذلك
01:00:33بدأوا يطلبوا منهم خدمات أخرى
01:00:35إن السيدات
01:00:36اللي هناك تقدمهم خدمات أخرى
01:00:38في البداية
01:00:40الرجال طبعاً
01:00:41هيرفضوا
01:00:42ولكن
01:00:43في النهاية
01:00:44إنهم يوفقوا
01:00:45حتى إنهم يرسلوا زوجتهم
01:00:47علشان يحصلوا على الطعام
01:00:50يعني
01:00:51بسبب العمى اللي هم فيه
01:00:55وصلوا لأحط مستوى
01:00:58ممكن الإنسان يتخيلوا
01:01:00هم أنفسهم
01:01:01ما كانوش يدخلوا
01:01:02إنهم ممكن يوصلوا لهذا المستوى من الألحفاظ
01:01:08بدون ما يكونوا عينياناً
01:01:10فيه مثلاً
01:01:13نلاقي إن الكاتب
01:01:15يعني
01:01:16بيعلي من شأن الحيوانات في الرواية
01:01:19الحيوانات هو الكلب
01:01:20يعني
01:01:21كان هو فيش إلا الكلب في الرواية
01:01:23فكان فيه كلب وافي جداً
01:01:25في نهاية القصة
01:01:27كانت الكلاب كلها
01:01:28لا بعد يما خرجت من السباب المارجب
01:01:31ومعها السجوء
01:01:32والكلاب التفكح حواليها
01:01:34ولما لقوا إن كلها معلبات
01:01:36مش يعرفوا يكلوها
01:01:37وانصرفوا عنها
01:01:38إلا كلب واحد لازمها
01:01:39وكان يلعق دمعها
01:01:42وكل محد يبكي في الرواية
01:01:44كان الكلب ده هو اللي بيلعق
01:01:47دموع الإنسان اللي بيبكي
01:01:48فهو ده كلب كان وافي
01:01:51كان مخلص ليهم
01:01:52يعني مخلص أكثر من بعض الشخصيات
01:01:55البني أدمين في الرواية
01:01:57الحاجة التانية
01:01:59المتاحف
01:02:01لما خرجوا من العنابر
01:02:03وتجوروا في المدينة
01:02:04ووجدوها خالية تماماً
01:02:05وجدوا المتاحف خاوية تماماً
01:02:07وجدوا المكاتب
01:02:10المكتبات خاوية تماماً
01:02:12لأن
01:02:14الناس كلها أصبحت عميان
01:02:16مين محتاج يروح مدحف يتفرج على ثنون جميلة
01:02:20وعلى مكتوحة
01:02:22ومين محتاج يروح مكتبة يقرأ كتب
01:02:23ما ده أيضاً
01:02:25يعني إسقاط جميل جداً
01:02:27وإسقاط قوي
01:02:29إن الإنسان الأعمى
01:02:31لا هو هيقدر يتذوق أي فن جميل
01:02:34ولا هيقدر يقرأ أي كتب ويثقف نفسه
01:02:38بسبب إن الإنسان ده أعمى البصيرة
01:02:41أستاذي يكون طبعاً أعمى النظر يعني
01:02:45آآ
01:02:46في حاجات تانية يعني
01:02:51آآ
01:02:53آآ
01:02:55آآ
01:02:56خسي سراميجو كان شيوعي
01:03:00ما كانش مؤمن لا برب ولا بأخراع ولا
01:03:04ففي آآ موقفين في القصة
01:03:08لما دخلوا كنيسة بعدما خرجوا من العنابر برضو
01:03:12وتجولوا في المدينة ودخلوا كنيسة
01:03:14وجدوا رجل مصنوب
01:03:16وعيناه مغطاتين بعصابة بيضاء
01:03:21وجدوا مرأة أيضاً معصوبة العينين
01:03:27فطبعاً واضح إن الرجل هنا مقصود بالمسيح عليه السلام
01:03:31والمرأة المقصود بها مريم عليها السلام
01:03:34وطبعاً في المسيحية
01:03:37يعني هم مراضف للإله
01:03:40فالعايز يقوله إن في محنة الإنسان
01:03:44هايز يقوله يعني
01:03:46محنة الإنسان على الأرض
01:03:48الرب يعني استخرى
01:03:52يعني الرب يعني لا ينظر ولا يهتم بمعاناتنا على الأرض
01:03:57ولا يحاول أن يحل مشاكلنا
01:04:04ولذلك في مشهدين تانيين بيؤكدوا النقطة دي
01:04:11بيؤكدوا اتجاه فكرة
01:04:14مشهد تاني هم ماشيين أيضاً
01:04:17لقوا جماعة من العميان
01:04:20كل واحد بيخطب في مجموعة من العميان أيضاً
01:04:25وبيخطب بيكلمهم عن قرب انتهاء الحقيقة على الأرض
01:04:29وعن قرب مجيء الملاك
01:04:31الملاك هنا المقصود بيه قرب عودة المسيح طبعاً
01:04:33فهو يعني بأعمى يعقوده أعمى
01:04:40زي يقوله بالإنجليش يعني
01:04:43أعمى بيعقود أعمى
01:04:45لأنه هو واضح أن سراماجو مش مؤمن بالأخراق
01:04:49موقف تاني برضو في نهاية القصة خالص
01:04:52لما زوجة الطبيب رفعت رأسها للسماء
01:04:56ورأت كل شيء أبيض
01:04:58فقالت هذا دوري
01:05:00قالت انها كمان هتصاب بالعمل
01:05:03فخافت وبصت
01:05:05يعني اخفضت رأسها بسرعة
01:05:08ورأت المدينة ما زالت هناك
01:05:10يعني لما بصت للأرض
01:05:12لقيت المدينة ما زالت هناك
01:05:15وإن أنا لما تبص للسماء
01:05:18مش هتشوف حاجة غير العمل
01:05:20ما تبتظرش نجدة من السماء
01:05:22يعني ذلك في كلمة إنجليزية جملة
01:05:25عم تقول
01:05:29ربنا بيساعد هؤلاء اللي بيساعدوا نفسهم
01:05:33الملحدين طبعاً
01:05:35احنا كمؤمنين ممكن نفهم منها
01:05:37يعني ازاي بنقول اسعى يا عبد وأنا سعى معك
01:05:40ابزل كل جهدك وربنا يوفاك
01:05:41إنما الملحدين بيفهموها طبعاً بالمعنى آخر
01:05:45إنه مفيش ربنا أصلاً اللي هيساعدك
01:05:47انت وبس
01:05:49الدنيا وبس
01:05:51هو ده
01:05:53هو ده
01:05:57المعنى بتاع المشهد دوت
01:05:59إنها لو طلبت النجدة من السماء
01:06:01مش هتتجد شيء إلا العماء
01:06:05ولكن في الأرض
01:06:06لما أخفضت رأسها وبسط على الناس
01:06:09لأت المدينة مزالت مغموطة
01:06:12من الجمل الجميلة في القصة
01:06:16هو مداش أي اسم أي شخصية أي اسم
01:06:21لذلك لما دخلوا على شقة واحد منهم
01:06:25ولقوا إنها مسكونة
01:06:26أو الرجل يصاب بالعامة تقريباً شقته سكنات كاتب سكن فيها
01:06:32لما سألوا عن اسم وقال لهم ليس مهماً اسمي فأنا صوتي
01:06:37ولذلك لو مداش أي شخصية اسم ليس مهماً اسمي فأنا صوتي
01:06:41بعض المكتفات بقى في الحوارات بتاعتهم
01:06:48مثلاً في كمناتقول هناك الكثير هي زوجة الطبيب
01:06:54لما السيدة العجوز الكلاب أكلتها
01:06:58وهي دفنتها
01:06:59ففي ناس من الجلان خاربوا فأنا صرخت فيهم وأتظم إنها ستصحى مرة أخرى
01:07:09فهم خافوا فجدت البنت ذات النظرة السوداء وسألتها
01:07:14هل هي فعلاً هتصحى مرة ثانية؟
01:07:16قالت لها
01:07:18إنما هناك الكثير من العميان الأحياء
01:07:22الذين يحتاجون للنهوض بأنفسهم
01:07:25ولكنهم لا يفعلون
01:07:27وفي نهاية القصة بتقول على أنفسهم
01:07:31عميان إننا عميان
01:07:33يستطيعون الرؤية لكنهم لا يهدون
01:07:36في النقاش برضو
01:07:41الطبيب كان يقول
01:07:44في نهاية القصة يقول
01:07:46عميان إنما يحتاجين ننظم نفسنا
01:07:49ما فيش مجتمع
01:07:53عايش من غير نظام
01:07:54يقول كيف لمجتمع من العميان أن ينظم نفسه
01:07:59إننا نموت
01:08:01واحد يقول له
01:08:03إننا نموت
01:08:05كلنا سنموت يوماً ما
01:08:08لكننا نموت بسبب
01:08:11أننا عميان
01:08:13العمى هو سبب موتنا
01:08:15العمى هو سبب موتنا
01:08:18جملة قوية
01:08:21وفي مشهد ثاني برضو
01:08:24كل عالم أعمى يموت موتاً بطيئاً
01:08:28عالم أعمى يموت موتاً بطيئاً
01:08:31طبعاً العمى هنا
01:08:34العمى يعني
01:08:36الجهل
01:08:38نوبة نظر يعني
01:08:39العمى هو الجهل
01:08:41عدم رؤية الأشياء
01:08:44رؤية صحيحة
01:08:46للسياق
01:08:48وراء
01:08:50سواء خزعبلات
01:08:52أطماع
01:08:54أكاديب
01:08:56أوهام
01:08:57أي شيء من شأن أن يحيد بك عن الحقيقة
01:09:01وعن رؤية الحق
01:09:03وعن قول الحق
01:09:05فالعمى هنا هو الجهل
01:09:07هذا الجهل هو سبب في تفسخ المجتمع
01:09:10في انحطاط القيم
01:09:12لأنهم لما أصيبوا بالعمى
01:09:14يحولوا إلى همج ووحوش
01:09:16والقادرات ملأة الشوارع
01:09:18وبدأ يقتلوا في بعض ويحرقوا في بعض
01:09:22كل هذا بسبب العمى
01:09:25اللي هو الجهل
01:09:28الجهل
01:09:30رواية قوية
01:09:31ورواية جميلة
01:09:33أتمنى أن تكونوا استمتعتم
01:09:35بتلقصها
01:09:37وبعرضها
01:09:39ورحلها
01:09:41وأراكم في عمل أخر
01:09:43سلام عليكم
01:09:55فكر في واجبك
01:09:58كما تفكر في حقك
01:10:01وعمل طلبا للإتقان
01:10:04لا طلبا للشهرة والجزاء
01:10:07ولا تنتظر من الناس أكثر مما يحق للناس أن ينتظروه منك
01:10:12تنتظروه منك
01:10:13تنتظروه منك
Recommended
0:46
2:11
11:13
1:00
2:50