كيف ساهمت سياسات ترامب في تقوية الصين اقتصادياً واستراتيجياً؟ منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض، تبنّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسات تهدف نظريًا إلى تقوية الاقتصاد الأميركي، لكن نتائج تلك السياسات داخلياً وخارجياً أعطت دفعاً للاقتصاد الصيني. في الداخل، تسببت قرارات ترامب بزعزعة الثقة في الأسواق الأميركية. استطلاع لـCNN أظهر أن غالبية الأميركيين لم يوافقوا على طريقة إدارته للبلاد خلال أول 100 يوم من ولايته، وهي أدنى نسبة تأييد لرئيس أميركي في هذه المرحلة منذ أكثر من 70 عاماً. كما تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوياته. أما على الصعيد الدولي، فقد أدى تشديده على السياسات الحمائية وفرض رسوم جمركية على عدد من الدول إلى تآكل الثقة العالمية بالدور الأميركي. في الوقت نفسه، استفادت الصين من ارتفاع أسعار الذهب الناتج عن حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي التي سببها ترامب لترفع أرباح احتياطاتها بـ230 مليار دولار في الربع الأول من 2025. كما استغلت تراجع أسعار النفط لمضاعفة احتياطاتها بأسعار مخفّضة، كونها أكبر مستورد للنفط في العالم. بالمحصلة، وبينما كانت واشنطن تتراجع في ثقة الأسواق وتحالفاتها التقليدية، عززت بكين موقعها الاقتصادي والاستراتيجي بفعل قرارات جاءت من قلب العاصمة الأميركية.
