- 6/13/2025
القران الكريم تلاوات
Category
📚
LearningTranscript
00:00اهلا ومرحبا بحضراتكم متابعي قناة نفحة
00:48فما هو هذا الابتلاء وكيف سيتعامل معه نبي الله ابراهيم وولده اسماعيل والسيدة هاجر عليهم السلام
00:57وما هي البشر التي سيرسلها الله عز وجل الى نبيه عليه السلام لدرجة ان السيدة سارة عليها السلام ستتعجب منها
01:07وكيف سيبني نبي الله ابراهيم عليه السلام الكعبة المشرفة ومن سيعينه على ذلك
01:15وكيف سيتوفى الله عز وجل نبيه وخليله ابراهيم عليه السلام
01:20كل هذا واكثر سنعرفه في حلقة اليوم ان شاء الله من قناة نفحة
01:26لكن قبل ان نبدأ لا تنسى الاشتراك في القناة ودعم الفيديو بزر اللايك
01:31ومشاركته في كل مكان لتساعدنا في انتشار هذا الفيديو ليعرف ابناؤنا واخواننا بعضا من اخبار القرآن
01:40وانبياء الله عليهم السلام
01:43ولتشاركنا بهذا الاجر والثواب ان شاء الله فالدال على الخير كفاعله
01:49والان هيا لنبدأ
01:51بعدما رجع نبي الله ابراهيم عليه السلام من زيارته الى ابنه اسماعيل عليه السلام
01:59والذي كان يحبه حبا شديدا وكان قلبه متعلقا به كيف لا
02:04وهو الابن الاول والوحيد الذي جاءه على كبر
02:08لكن ابراهيم عليه السلام كان خليل الله عز وجل
02:12والخلة منزلة عظيمة
02:15لا بد ان يكون فيها القلب خاليا من حب اي شيء واي احد
02:20الا من حب الله عز وجل
02:23لهذا اراد الله تبارك وتعالى اختبار عبده ونبيه ابراهيم عليه السلام
02:29في صدق محبته لله تبارك وتعالى
02:32واي حب في قلبه اكبر
02:34وتلك رحمة من الله عز وجل وحكمه
02:37وذلك لينال ابراهيم عليه السلام الثواب الذي يستحق من ربه عز وجل
02:44او الذي جعله الله تبارك وتعالى له وكتبه له
02:48وبينما ابراهيم عليه السلام نائم في ليلة من الليالي
02:53راوده حلم غريب وصادم
02:55فقد رأى في منامه بانه يذبح ابنه الوحيد سيدنا اسماعيل عليه السلام
03:01وهو الذي جاءه على كبر بعد طول صبر وانتظار
03:06فاستيقظ ابراهيم عليه السلام خائفا من نومه مفزوعا مما رأى
03:11ففزع عليه السلام الى الصلاة
03:13واخذ يسبح الله تعالى ويدعوه وظن انه مجرد حلم او كابوس
03:19ثم عاد للنوم مرة اخرى فرأى الحلم ذاته مرة اخرى
03:24فاستيقظ خائفا وبدأ يستغفر الله تعالى ويسبحه
03:28ثم صلى لله عز وجل ثم نام مرة اخرى
03:32فرأى نفسه يذبح اسماعيل عليه السلام للمرة الثالثة
03:36فعلم انها رؤية من الله عز وجل وليس بحلمه
03:41وان الله تعالى يأمره بان يذبح ولده الوحيد اسماعيل
03:45ورؤيا الانبياء وحي وحق
03:48فان اي نبي اذا نام ورأى رؤيا في منامه
03:52فانها رؤية حق وامر من الله تعالى يجب تنفيذه
03:57وهكذا امر الله عز وجل نبيه ابراهيم عليه السلام
04:01في منامه بذبح ولده الوحيد
04:04الولد الذي هو احب ما لديه في هذه الحياة الدنيا
04:08وكان ذلك اكبر بلاء واختبار من الله تعالى
04:12لابراهيم عليه السلام
04:14ولكن الخليل ابراهيم عليه السلام
04:17لم يتردد في قبول وتنفيذ امر الله تعالى
04:21في ذبح ابنه فبدأ اولا يفكر ماذا سيفعل
04:26وكيف سينقل هذا الخبر المؤلم لابنه وزوجته
04:30هل يخبر ابنه بمنامه
04:32ام ينفذ امر الله تعالى به دون ان يشعر
04:35ويا ترى ماذا سيفعل اسماعيل عليه السلام
04:39عندما يعلم بما امر الله تعالى والده به
04:42هل سيهرب الى بلد اخرى
04:45ام سيكفر بالله والعياذ بالله
04:47ام انه سيرضخ لامر الله تعالى ويستجيبه
04:51ظلت كل هذه الاسئلة تراود ذهن ابراهيم عليه السلام
04:56الى ان هداه الله عز وجل الى ان يخبر ولده اسماعيل
05:00بما رآه في المنام
05:02وبما امره الله عز وجل به
05:05اذ كره ابراهيم عليه السلام ان يذبح ولده قهرا وغصبا
05:10وليكون الامر اهوا عليه
05:12كذا رغب ابراهيم عليه السلام ان يكون الامر باختيار اسماعيل ورغبته
05:18لينال مع ابراهيم الاجر والثواب العظيم
05:21لتسليمهما لامر الله عز وجل
05:25قال بعضهم ان ابراهيم عليه السلام ركب البراق وانطلق الى ابنه اسماعيل
05:30فوجده عند امه فاخذ بيده ومضى به بعيدا ليخبره بما اوحى الله عز وجل اليه
05:38فقال ابراهيم عليه السلام
05:40يا بني ان الله عز وجل امرني امرا امرني سبحانه ان اذبحك
05:46فما رأيك في هذا
05:48قال الله عز وجل
05:50اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
05:52بسم الله الرحمن الرحيم
05:55فلما بلغ معه السعي قال
05:59يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى
06:10وهنا نزل الكلام على اسماعيل عليه السلام كالصاعقة
06:14فهو يعلم ان اباه نبي وخليل لله تبارك وتعالى
06:18وان رؤي الانبياء حق
06:20وانه لا مفر من تنفيذ امر الله عز وجل
06:24كما ان سيدنا اسماعيل عليه السلام
06:26قد ترعرع ونشأ على طاعة الله سبحانه وتعالى
06:30وطاعة رسوله ابراهيم
06:32فهو الغلام الحكيم
06:34والابن الطائع المؤمن الموكن بامر الله تعالى
06:38وهو الذي لا يعصي اوامر الله عز وجل
06:41ولا يخالف امر والده ونبيه ابراهيم عليه السلام
06:46اذ كان طائعا طواعا مؤمنا موكنا
06:51فما كان من اسماعيل عليه السلام
06:53الابن البار المؤمن بالله العبد الصالح
06:57الا ان رفع رأسه ونظر الى والده عليه السلام
07:01وقال له صابرا راضيا مؤمنا محتسبا بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره
07:07يا ابتي اطع ونفذ امر الله تعالى
07:11فان طاعة ربك كلها خير
07:13ولا تحزن ابدا ستجدني يا ابتي ان شاء الله صابرا على بلاء الله مطيعا لك
07:21قال الله عز وجل
07:23قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين
07:37فلما سمع سيدنا ابراهيم عليه السلام هذا الكلام من ولده اسماعيل
07:43هدأ قلبه وطمأن
07:45وشكر الله تعالى الذي اعانى ولده على قبول امره وتنفيذه برضا ونفس مطمئنة
07:51الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
07:55اللهم هب لنا من لدنك ذرية صالحة
07:59اللهم ابناء وبنات صالحين وصالحات
08:03يعينون على امرك وطاعتك يا رب العالمين
08:07واجمعنا بهم في الدنيا والاخرة على ما تحب وترضى
08:11اللهم امين
08:13ثم قرر ابراهيم عليه السلام تنفيذ الامر واعد العدة لهذا
08:17ثم انطلق عليه السلام ليذبح اسماعيل
08:20فذهب اليه وقال له يا بني خذ الحبل والمدية
08:25ثم انطلق بنا الى هذا الشعب لنحتطب لأهلك
08:29فلما توجه الى الشعب
08:31جاءه عدو الله ابليس الذي لعنه الله عز وجل
08:35جاءه في صورة رجل ليصده عن تنفيذ امر الله عز وجل
08:40تقول بعض الروايات
08:42ان ابليس الذي لعنه الله
08:44جاء ابراهيم عليه السلام
08:46فقال له اين تريد ايها الشيخ
08:48فقال ابراهيم عليه السلام
08:51اريد هذا الشعب لحاجة لي فيه
08:54فقال ابليس تريد ان تذبح اسماعيل
08:57فقال ابراهيم عليه السلام
08:59ارأيت والدا يذبح ولده
09:01فقال الشيطان نعم انت
09:04فقال ابراهيم ولما
09:06قال تزعم ان الله امرك بذلك
09:09امرك بذلك
09:10واني والله لا ارى الا الشيطان قد جاءك في منامك فامرك بذبح ابنك هذا
09:16فعرفه ابراهيم عليه السلام فقال له
09:19اليك عني اي عدو الله
09:21فوالله لامضين لامر ربي فيه
09:24فرماه بسبع حصيات حتى ساخ الشيطان في الارض
09:28فتعرض له ابليس مره اخرى
09:31فرماه ابليس بسبع حصيات حتى ساخ nonetheless
09:35ثم عرض له الثالثة
09:37فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض
09:41حتى يئس عدو الله ابليس من ابراهيم عليه الصلاة والسلام
09:46وقال ابن عباس رضي الله عنهما فيهذا
09:48الشيطان ترجمون
09:50ومن've ابيكم ابراهيم تتبعون
09:54فلما يئس عدو الله من ابراهيم عليه السلام
09:57ذهب إلى إسماعيل عليه السلام وكان يمشي وراء إبراهيم
10:02فقال يا غلام أتدري أين يذهب بك أبوك
10:06فقال إسماعيل يحتطب لأهلنا من هذا الشعب
10:10قال والله ما يريد إلا ذبحك
10:12فقال إسماعيل عليه السلام وهل رأيت والدا قط يذبح ولده
10:17فقال إبليس نعم هو
10:20فقال إسماعيل ولما
10:22قال يزعم أن الله أمره بذلك
10:25فقال إسماعيل فليفعل ما أمره به ربه
10:29فسمعا وطاعة فقد أحسن حيث أطاع ربه
10:34فلما امتنع منه الغلام
10:35ذهب إلى هاجر أم إسماعيل عليه السلام وهي في منزلها
10:40فقال لها يا أم إسماعيل هل تدرين أين ذهب إبراهيم بإسماعيل
10:46قالت ذهب به ليحتطب لنا من هذا الشعب
10:50فقال لها إبليس ما ذهب إلا ليذبحه
10:54قالت وهل رأيت والدا يذبح ولده
10:57فقال إبليس نعم هو
10:59فقالت كلا هو أرحم به وأشد حبا له من ذلك
11:04فقال إبليس هو يزعم أن الله أمره بذلك
11:08فقالت إن كان الله أمره بذلك
11:11فتسليما لأمر الله
11:13فقد أحسن حيث أطاع الله
11:16فرجع عدو الله إبليس الذي لعنه الله عز وجل
11:20رجع بغيظه
11:21لم يصب من آل إبراهيم عليهم السلام شيئا مما أراد
11:26فكيف ينال منهم والله تعالى يقول
11:30إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
11:38ويطهركم تطهيرا
11:42فلما خلى إبراهيم عليه السلام بابنه عند صخرة كبيرة في شعب بالصحراء
11:48بمنا
11:49وكان ذلك بعيدا عن أمه وعن أعين الناس
11:52لتنفيذ أمر الله عز وجل
11:54قال إسماعيل لأبيه
11:56هل أعلمت أمي بذلك
11:58فقال إبراهيم لا
12:00فقال إسماعيل أصبت
12:02إني أخاف أن تحزن
12:04ثم قال يا أبتي
12:05إن أردت ذبحي فاشدد وثاقي
12:08وأحكم رباطي
12:10حتى لا أطرب من شدة الموت
12:12فيصيبك مني شيء فينقص أجري
12:16وقذفني للوجه
12:17لألا أنظر إلى الشفرة فأجزع
12:20فإن الموت شديد
12:22وإني لا آمن أن أطرب عنده
12:24إذا وجدت مسه
12:26واشحذ شفرتك
12:28حتى تجهز علي فتريحني
12:30وأسرع مر السكين على حلقي
12:33ولا تخف
12:34ليكون الموت أهوا
12:36واكفف عني ثيابك
12:38لألا يتنضح عليها شيء من الدم
12:41فتراه أمي فتحزن
12:43وإذا أنت أضجعتني لتذبحني
12:46فكبني لوجهي على جبيني
12:49ولا تضجعني لشقي
12:50فإني أخشى إن نظرت في وجهي
12:53أن تدرك كرقة تحول بينك
12:56وبين أمر الله في
12:58وإذا قربت السكين من حلقي
13:00فأعرض عني
13:01لألا تنظر إلى وجهي
13:03فترحمني
13:04فإنه أجدر أن تصبر
13:07ولا تراني
13:08وإن رأيت أن ترد قميصي على أمي
13:10فإنه عسى هذا أسلى لها عني
13:13ففعل
13:14وإذا رجعت إلى أمي
13:16فقرأ عليها السلام مني
13:18فقال إبراهيم
13:19نعم العون أنت يا بني
13:22على أمر الله
13:23فربطه كما أشار إسماعيل فأوثق
13:26ووضعه عند الصخرة ثم شحذ شفرته
13:29وتله للجبي
13:31واتقى النظر في وجهه
13:33ولما سلما أمرهما إلى الله تعالى
13:36وتشهد إسماعيل عليه السلام وأغمض عينيه
13:40وسمى إبراهيم عليه السلام بالله ليبدأ الذبح
13:44حدثت المفاجأة الكبرى
13:47حيث بدأ إبراهيم عليه السلام يمرر السكين على عنق ابنه
13:52فوجدها كليلة لا تقطع
13:54وكأنه يمررها على صفيحة من فلاذ
13:58مع أنه قد اختار شفرة قوية حادة
14:02لسرعة إنجاز المهمة
14:04لكن الله عز وجل قد عطل قانون هذه السكين
14:09عطل فيها خاصية القطع
14:11كما عطل خاصية الإحراق في النار
14:15سبحان الله العظيم
14:17هو رب كل شيء
14:18يفعل ما يشاء
14:20ويحكم ما يريد
14:22يقول للشيء كن فيكون
14:25ويتحول من أي شيء إلى مراد الله عز وجل
14:29سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
14:34وعندها نودي أن يا إبراهيم
14:38قد صدقت الرؤية
14:40وهذه ذبيحتك
14:42فداء لابنك
14:43فاذبحها دونه
14:45وقيل بل نودي قبل أن يذبح
14:47لما أسلما للأمر
14:50وتله للجبين
14:51فكان هذا بتلاء عظيما من الله عز وجل
14:56لأحد أعظم أنبيائه جل جلاله
14:59تبارك الله
15:01قال الله عز وجل
15:03فلما أسلما وتله للجبين
15:10وناديناه أن يا إبراهيم
15:17قد صدقت الرؤيا
15:20إنا كذلك نجزي المحسنين
15:27إن هذا لهو البلاء المبين
15:35فرفع إبراهيم عليه السلام يده عن عنق ابنه
15:39وألقى السكين على الأرض
15:41فإذا به يرى جبريل عليه السلام
15:44ينزل من السماء بأمر الله تعالى
15:47ومعه كبش أبيض سمين أقرا
15:50فداء من الله العظيم
15:53لابنه إسماعيل عليه السلام
15:55ومكافأة لإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام على طاعة أمر الله عز وجل
16:01والنجاح في هذا البلاء والاختبار الظاهر العظيم
16:06هنيئا لكما أيها الكريمان
16:09برضى ربكما وربنا الرحمن
16:12قال الله عز وجل
16:13وفديناه بذبح عظيم
16:19وتركنا عليه في الآخرين
16:24سلام على إبراهيم
16:29سلام على إبراهيم
16:34كذلك نجزي المحسنين
16:39إنه من عبادنا المؤمنين
16:46فأخذ سيدنا إبراهيم عليه السلام هذا الكبش الأقرا
16:51وقام بذبحه بدلا من ولده إسماعيل فداء له
16:55ثم عاد إلى زوجته هاجر عليهم السلام بهذا الذبح
16:59ووزعه على الفقراء والمساكين
17:02واحتفظ إسماعيل عليه السلام بقرني هذا الكبش
17:07فجعله في الكعبة
17:08قيل وظلت قريش تتوارثه إلى بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
17:15وقيل إنه كان كبشا قد رعى في الجنة أربعين خريفا
17:20وقيل هو الكبش الذي قربه ابن آدم عليه السلام
17:24فتقبل منه
17:25قيل وذلك المقصود في قول الله تبارك وتعالى
17:29واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا
17:37فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر
17:43قال لأقتلنك
17:47قال إنما يتقبل الله من المتقين
17:55واختلفت الروايات
17:57فيما إذا كان هذا الكبش هو نفسه الذي قدمه هابيل
18:01قربانا لله تبارك وتعالى
18:04أم إنه ليس هو
18:05ومن فضل الله عز وجل ورحمته
18:08أن جعل هذا اليوم عيدا لدى المؤمنين المسلمين
18:12يحتفلون به كل عام
18:14ذكر أبيهم إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهم السلام
18:19ظل عيدا منذ ذلك اليوم
18:21وإلى يومنا هذا
18:22وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
18:26تلك هي رحمة الله عز وجل
18:28فإن الله تبارك وتعالى علي غني عن عذاب خلقه
18:33إنما يبتليهم لينظر كيف يعملون
18:36وإن رحمة ربنا أقرب وأوسع
18:39ومغفرته أعظم
18:41وسمي بعيد الأضحى
18:43نسبة إلى الأضحية التي افتدي بها إسماعيل عليه السلام
18:47وإن التقرب إلى الله تعالى بالأضاحي
18:50هو أمر قديم
18:51بدأ مع بداية البشر
18:53وأكبر دليل على ذلك
18:55هو قصة قابيل وهبيل
18:57وهما من أول من سكن الأرض من أولاد آدم عليهم السلام
19:02وبعد هذا التسليم
19:03الذي قدمه نبي الله وبنه إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام
19:09لربهما تبارك وتعالى
19:11أراد الله عز وجل أن يكافئ إبراهيم ويجازيه أحسن الجزاء
19:16ومما رزقه سبحانه
19:19أعطاه ابنا آخر من زوجته سار
19:21تلك المرأة العجوز العقيم
19:24فقيل إنه ذات يوم
19:25أرسل الله عز وجل ثلاثة من أعظم الملائكة
19:29وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام
19:33ليوقع العذاب على قرى قوم لوط عليه السلام
19:37لما اشتد فسادهم وفحشهم وفجورهم وفسقهم وكفرهم
19:42أرسلهم تعالى كذلك ليبشروا نبي الله إبراهيم عليه السلام
19:47وزوجه الكريمة سار عليها السلام
19:51بأن الله تبارك وتعالى سيرزقهما ولدا صالحا
19:55سيجعله نبيا مباركا
19:57فمر هؤلاء الملائكة الكرام
20:00في طريقهم إلى قرى قوم لوط عليه السلام
20:03مروا على نبي الله إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام
20:07بأمر من الله سبحانه وتعالى
20:11وكانوا قد تشكلوا في صورة رجال حسان الوجوة
20:14ولما انتهوا إلى إبراهيم عليه السلام
20:17وهو في زرع له يثير الأرض
20:20كان إبراهيم عليه السلام كلما بلغ الماء إلى مسكنه من الأرض
20:24ركز مسحاته في الأرض
20:27فصلى خلفها ركعتين
20:29فنظرت الملائكة إلى إبراهيم عليه السلام
20:32فقالوا لو كان الله ينبغي أن يتخذ خليلا
20:36لاتخذ هذا العبد خليلا
20:39ويكأنهم لا يعلمون أن الله عز وجل قد اتخذ إبراهيم خليلا
20:44فقالوا لإبراهيم عليه السلام
20:47يا عبد الله هل لك أن تضيفنا؟
20:50فنظر إليهم سيدنا إبراهيم عليه السلام فلم يعرفهم
20:54وظن أنهم عابروا سبيل
20:56وكان إبراهيم عليه السلام مضيافا كريما جوادا
21:01فأدخلهم عليه السلام إلى داره
21:04ثم راغ مسرعا إلى أهله سرا
21:06وكان عليه السلام يملك من الأنعام الكثير
21:10فاختر منها أفضل ما لديه
21:12ليطعم به ضيوفه ويكرمهم
21:15قال الله تبارك وتعالى
21:17هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين
21:25إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما
21:30قال سلام قوم منكرون
21:37فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين
21:47فاختر إبراهيم عليه السلام أسمن وأثمن عجل لديه
21:52ثم أمر أهله بذبحه وشويه
21:54ثم أتى به ناضجا مشويا على الحجارة المحمى
21:58ثم وضعه أمامهم
22:00والسيدة سار عليها السلام خلفه قائمة لتخدمهم
22:05قال الله عز وجل
22:06ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى
22:13قالوا سلاما
22:15قال سلام
22:18فما لبث أن جاء بعجل حنيج
22:26ثم قام إبراهيم عليه السلام يدعوهم لتناول الطعام
22:30وقال بلطف ولي
22:32ألا تأكلون
22:33قال الله عز وجل
22:34فقربه إليهم قال ألا تأكلون
22:40ولكن الملائكة عليه السلام خلق كريم مبارك مكرمون
22:46لا يشتهون الطعام فأعرضوا عن الطعام
22:49فلما رأى نبينا إبراهيم عليه السلام أنهم لا يمدون أيديهم إلى الطعام
22:55فزع منهم وأوجس منهم خيفة أن يكون قد جاءوا إليه بسوء
23:00وذلك لأن العرب كانت إذا نزل بهم ضيف فلم يطعم من طعامهم
23:05ظنوا أنه لم يجئ بخير وأنه يحدث نفسه بشر
23:11قال الله عز وجل فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة
23:22فلما رأت الملائكة الفزع على وجه سيدنا إبراهيم عليه السلام
23:27قالوا له على الفور لا تخف
23:29إنا رسل ربك وقد جئنا إليك يا إبراهيم لنبشرك بولد لك من زوجتك سارة
23:36وأنه سيكون نبيا من الصالحين
23:39قال الله عز وجل
23:41وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين
23:49وقيل إنه لما قالوا له ذلك لم يصدق أنهم ملائكة
23:54قيل إنهم دعوا الله عز وجل فأحيى العجل الذي قربه إليهم
23:59وقيل بل إن جبريل عليه السلام مسح العجل بجناحه
24:03فقام يدرج حتى لحق بأمه وأم العجل في الدار
24:07فلما رأت ذلك السيدة سارة ضحكت وضربت يدها على وجهها من شدة الفرحة والعجب
24:14ثم قالت كيف ألد وأنا امرأة عقيم وقد طعن بي السن
24:19إن هذا لشيء عجيب
24:22قال الله عز وجل
24:23فأقبلت امرأته في صرة فسكت وجهها وقالت عجوز عقيم
24:35قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم
24:44فلما سمع ذلك منهم سيدنا إبراهيم عليه السلام تعجب من كبره وكبر زوجته
24:52فقال فبما تبشروني وقد شخت وطعنت في السن
24:56وهذه امرأة أصبحت عجوزة فمتى وكيف سنربي هذا الطفل قال الله عز وجل
25:03قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبما تبشرون
25:13فلما سمعت الملائكة ذلك ظنت أنه قد أصابه بعض اليأس من أن ينجب من زوجته سارة
25:20فقالت الملائكة إن هذا لا هو الحق من ربك يا إبراهيم
25:25وعليك ألا تيأس من رحمة الله مهما طال الأمر
25:29فقال إبراهيم عليه السلام وهو الموحد الموقن بالله تبارك وتعالى
25:35ومن ييأس من رحمة الله إنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم
25:40الذين قد أخطأوا سبيل الصواب وقنطوا من رحمة الله الوهاب
25:45قال الله عز وجل
25:47قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين
25:56قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون
26:08ثم بعد ذلك بشرتهم الملائكة بأن الله عز وجل سيرزقهم صبيا اسمه إسحاق
26:14ويأتي من وراء إسحاق يعقوب عليهم جميعا الصلاة والسلام
26:20أي إنه وزوجته سيعيشان حتى يروا حفيدهم يعقوب عليه السلام
26:24فضحكت السيدة سارة لما سمعت ذلك وتعجبت أكثر
26:29فقالت لها الملائكة لا تعجبين من أمر الله
26:33إن الله عز وجل إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
26:38فإن رحمة الله وبركاته معكم يا آل بيت خليل الرحمن
26:43قال الله عز وجل
26:45وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب
27:04قالت يا ويلة أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب
27:19قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت
27:33إنه حميد مجيد
27:39وهنا شكر سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه عز وجل على هذه النعمة العظيمة
27:46ثم أخذ يسأل الملائكة عن خبرهم وإلى أين هم ذاهبون
27:50قال الله عز وجل
27:52قال فما خطبكم أيها المرسلون
27:58فقالت الملائكة لإبراهيم عليه السلام
28:01لا تخف يا خليل الرحمن إنما نحن جئنا لنوقع العذاب على قرى قوم لوط عليه السلام
28:08قال الله عز وجل
28:10قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط
28:18فلما سمع إبراهيم عليه السلام ذلك فزع فزعا شريدا
28:23واهتم لهذا الأمر خوفا على ابن أخيه لوط عليه السلام
28:27وأخذ يجادل الملائكة لعلهم يرجعون عن هذا أو يؤخر العذاب قليلا
28:32فهو كان يرجو من قوم لوط أن يجيب نبي الله لوط عليه السلام
28:37ويسلم ويقلع عن غيهم وضلالهم وكفرهم
28:41قال الله عز وجل
28:43فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط
28:56إن إبراهيم لحليم أواهم منيب
29:04يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود
29:24فقال نبي الله إبراهيم عليه السلام
29:26أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن
29:30فقالت الملائكة لا
29:32فقال أفتهلكون قرية فيها مئة مؤمن
29:35فقالوا لا
29:36قال أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا
29:40قالوا لا
29:41قال ثلاثون
29:42قالوا لا
29:43حتى بلغ خمسة
29:45قالوا لا
29:46وحينها قال إبراهيم عليه السلام
29:48أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد أتهلكونها
29:53قالوا لا
29:54فقال إبراهيم عليه السلام حينها إن فيها لوط أي كيف تهلكون أهل القرية وفيهم هذا النبي الصالح لوط عليه السلام
30:03قال الله عز وجل
30:05ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين
30:25قال إن فيها لوطا
30:29فردت عليه الملائكة
30:31يا إبراهيم أعرض عن هذا فنحن أعلم بمن فيها
30:35ثم طمأنه
30:36طمأنته الملائكة بأنهم سينجوا لوطا وأهله من هذا العذاب الأليم
30:42إلا امرأته
30:43فقد حق على هذه العجوز عذاب الله عز وجل
30:47مثل ما يقع بقومها فإنها كانت عجوزا كافرة مثل قومها لا يؤمنون بالله عز وجل
30:55بل كانت تدافع عن هؤلاء القوم الفاسقين الفاسدين وتبرر فعلهم وكانت تشاركهم بأن تخبرهم بالضيوف الحسان
31:04قال الله عز وجل
31:06قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين
31:21وقد بيّن الله عز وجل مدى ضلال هذه المرأة الفاسقة
31:26وما ينتظرها من عذاب يوم القيامة الأليم
31:29على كفرها بالله وتكذيبها نبيها وزوجها
31:33وعلى فعلها الشنيع هذا بمشاركة أهل الفسق والفجور
31:38قال الله عز وجل
31:40ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط
31:49كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا
32:05وقيل دخل النار مع الداخلين
32:11فلما سمع نبي الله إبراهيم عليه السلام ذلك
32:15وأن الله عز وجل برحمته سينجي نبيه لوطا وابنتيه
32:20سكت إبراهيم عنهم واطمأنت نفسه
32:23ورحل الملائكة ليوقع العذاب على قوم لوط
32:26وما إن رحلت الملائكة ومضت الأيام
32:30حتى جاء وعد الله عز وجل لنبيه
32:33وحملت زوجته سارة بابنه إسحاق عليه الصلاة والسلام
32:38ففرح به عليه السلام كثيرا
32:40فالله عز وجل قد أصلح له زوجه
32:43وجعلها صالحة لأن تنجب
32:46سبحان الله العظيم
32:48يهب لمن يشاء إناثا
32:50ويهب لمن يشاء الذكور
32:53أو يزوجهم ذكرانا وإناثا
32:56ويجعل من يشاء عقيمة
32:59إنه عليم قدير
33:01وما إن مضت الأشهر القليلة
33:03حتى أنجبت السيدة سارة عليها السلام
33:06ما وعدها الله عز وجل به
33:08وهو إسحاق عليه السلام
33:11وإن وعد الله حق
33:13فلما رأاه سيدنا إبراهيم عليه السلام
33:15كان شديد الفرح به
33:17إذ جاءهم بعد شوق وطول انتظار
33:21قيل إن إبراهيم عليه السلام
33:23كان عمره في تلك الفترة
33:25قد اقترب من المئة عام
33:27فكبر إسحاق عليه السلام
33:29في كنف أبيه إبراهيم عليه السلام
33:32يرعاه ويعلمه الإسلام والإيمان والحكمة
33:36وتمر الأيام
33:37ويأمر الله عز وجل نبيه إبراهيم عليه السلام
33:41بأن يبني بيتا للناس في مكة يحجون إليه
33:45فانطلق نبي الله إبراهيم عليه السلام
33:48على الفور إلى ابنه إسماعيل عليه السلام
33:51فوجده يجلس تحت دوحة بالقرب من بئر زمزم
33:55فلما رأاه إسماعيل عليه السلام
33:58قام إليه وسلم عليه وتعانق
34:00فقد كانا مشتاقين لرؤية بعضهم
34:03إذ إنهما لم يرى بعضهما منذ مدة طويلة
34:07وجلس إبراهيم إلى إسماعيل عليه السلام
34:11ثم قال نبي الله إبراهيم
34:13يا إسماعيل إن الله عز وجل أمرني بأمر
34:16فقال إسماعيل فاصنع ما أمرك ربك يا أبتي
34:21فقال إبراهيم عليه السلام
34:23وتعينني
34:24فقال إسماعيل وأعينك
34:26فقال إبراهيم
34:27فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتا
34:31وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها
34:35وقيل بل إن الله عز وجل أرسل لهم ريحا
34:38كنست ما فوق أساس البيت
34:41وأظهرت لهم مكان البيت
34:43وقيل لا بل أرسل الله عز وجل لهم سحابة
34:47فاستقرت فوق البيت
34:48فكان ظلها على قدر مساحة البيت
34:51وقال آخرون
34:53بل إن البيت كان مبنيا منذ بداية خلق الأرض
34:57بواسطة الملائكة
34:58لكنه هدم في طوفان نبي الله نوح عليه السلام
35:02واندشر الأساس مع مرور الزمان
35:05وهذا هو المقصود بقول الله عز وجل
35:08وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت
35:14ألا تشرك بي شيئا
35:17وطهر بيتي للطائفين
35:22والقائمين والركع السجود
35:30فبدأ إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام أولا
35:34في تطهير الأرض من الأشواك والقاذرات التي كانت بها
35:38فقيل إنها كانت مربضا للخيلة
35:41ثم أخذوا يحفرون عن الأساس حتى ظهر لهما
35:45ثم بعد ذلك رفع بحول الله وقوته القواعد من البيت
35:49وكان إسماعيل عليه السلام يأتي بالحجارة
35:53فيبني إبراهيم عليه السلام
35:55وهما يدعوان الله عز وجل أن يتقبل منهما هذا العمل العظيم الجليل
36:01وأن يجعل ذرياتهما مسلمة
36:04وأن يأتي من نسلهما رسول
36:07يكون بجوار هذا البيت العظيم
36:10ليعلم الناس آيات الله عز وجل والإيمان والحكمة ويزكيهم
36:15قال الله تبارك وتعالى
36:18وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت
36:23وإسماعيل ربنا تقبل منا
36:29إنك أنت السميع العليم
36:36ربنا وجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك
36:48وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
36:59ربنا وبعث فيهم رسولا منهم
37:05يتلو عليهم آياتك
37:08يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم
37:18إنك أنت العزيز الحكيم
37:24وبهذا كان نبي الله إبراهيم عليه السلام
37:29في رأي بعض العلماء هو أول من سمى أمة محمد صلى الله عليه وسلم
37:35وقد خالف هذا القول بعض العلماء
37:39وجاء أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
37:43هو دعوة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام
37:46قال الله تبارك وتعالى
37:49وجاهدوا في الله حق جهاده
37:53هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج
38:00ملة أبيكم إبراهيم
38:06هو سمىكم المسلمين من قبل
38:13وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم
38:19وتكونوا شهداء على الناس
38:27فلما أشرف إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام على الانتهاء
38:32وبقي حجر واحد
38:33قال إبراهيم لإسماعيل اذهب وأحضر حجرا ها هنا
38:38قيل ولكن التعب قد تملك إسماعيل عليه السلام
38:42فغلبه النعاس قليلا
38:44فجاء جبريل عليه السلام إلى خليل الله عليه السلام
38:48بالحجر الأسود
38:50فوضعه إبراهيم عليه السلام
38:53والحجر الأسود هو حجر من الجنة
38:56نزل وقد كان أبيض حينما نزل
38:59ثم سود بسبب ذنوب بني آدم
39:02وذلك لقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
39:06نزل الحجر الأسود من الجنة
39:09وهو أشد بياضا من اللبن
39:11فسودته خطايا بني آدم
39:14أو كما قال صلى الله عليه وسلم
39:16ولما استيقظ إسماعيل عليه السلام
39:19قال لإبراهيم عليه السلام من أين جئت بهذا الحجر يا أبتي
39:24فقال له إبراهيم قد جاءني به من هو أنشط منك
39:28وكان سيدنا إبراهيم عليه السلام أثناء بنائه الكعبة
39:33يقف على حجر يعرف اليوم بمقام نبي الله إبراهيم عليه السلام
39:38وقد ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
39:42أنه لما طاف بالبيت صلى خلف المقام ركعتين
39:46ثم بعد ذلك أمر الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم عليه السلام
39:52أن يؤذن في الناس بالحج
39:54أي نادي في الناس يا إبراهيم داعيا لهم إلى الحج إلى هذا البيت
39:59الذي أمرناك ببنائه
40:02فقال إبراهيم عليه السلام
40:04يا رب وكيف أبلغ الناس
40:06وصوتي لا ينفذهم
40:08فجاءه النداء
40:09نادي وعلينا البلاغ
40:12فقام إبراهيم عليه السلام على مقامه
40:15وقيل على الصفا
40:17وقال يا أيها الناس
40:19إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه
40:22يقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض كلها
40:27وأسمع من في الأرحام والأصلاب
40:31وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر
40:36وقيل بل سمعه بعض من كان عنده
40:38ثم انتشر الأمر بين الناس كانتشار النار في الهشيم
40:42والله أعلم
40:43قال الله عز وجل
40:45وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا
40:52وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق
41:00فلما اجتمع الناس أخذ إبراهيم عليه السلام يعلم الناس مناسك الحج
41:06كما علمه الله عز وجل
41:08ولما أتم الناس الحج دعا نبي الله إبراهيم عليه السلام أن يؤمن ربه عز وجل هذا البيت
41:16وأن يرزق من آمن من أهل هذا البلد من الثمرات حتى لا يهجره الناس
41:22قال الله عز وجل
41:23وإذ قال إبراهيم رب جعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات
41:35وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر
41:45قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير
42:01وهكذا بنى إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام الكعبة المشرفة على أساسها القديم
42:08ذلك البيت المحرم الذي كان وما زال وسيظل بأمر الله عز وجل حرما آمنا إلى قرب قيام الساعة
42:17بوعد من الله جل وعلا وإن وعد الله حق
42:21وقد كانوا في الجاهلية على مر العصور رغم شركهم وكفرهم يقدسون البيت ويحترمونه
42:28حتى إن أحدهم لا يرى قاتل أبيه في الحرم فلا يمسه بسوء
42:34وبعد هذا العام بأربعين سنة سيأتي حفيد إبراهيم نبي الله يعقوب عليهم السلام ليبني المسجد الأقصى
42:43وهكذا أتم إبراهيم عليه السلام كلما أمره الله عز وجل
42:49ورجع مرة أخرى إلى أرض فلسطين
42:52ليستكمل إبراهيم عليه السلام في فلسطين بقية حياته
42:57في عبادة الله عز وجل وتربية ابنه إسحاق عليه السلام
43:02وكان يتردد إلى مكة المكرمة من حين لآخر
43:06ليتفقد ولده إسماعيل وأمه هاجر عليهم السلام
43:10وظل إبراهيم عليه السلام على هذه الحال إلى أن كبر ابنه إسحاق
43:16وتزوج وأنجب ابنه يعقوب عليهم جميعا الصلاة والسلام
43:21وكان إبراهيم عليه السلام دائما يوصي أبناءه
43:25ويأمرهم بإخلاص العبادة والتوحيد لله عز وجل
43:29وخضوع القلب والجوارح له تعالى وحده
43:33قال الله تبارك وتعالى في وصية إبراهيم عليه السلام
43:37ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين
43:50فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون
43:59والآن حانت لحظة الاحتضار لنبي الله إبراهيم عليه السلام
44:04وفي الحقيقة بعد البحث لم نجد دليلا صريحا من القرآن أو السنة
44:09عن طريقة وفاة نبي الله إبراهيم عليه السلام
44:13وإنما وجدنا بعض الروايات عن أهل الكتاب تخبرنا عن طريقة وفاته
44:18تلك الروايات التي أمرنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
44:23ألا نصدقها ولا نكذبها
44:26ولعل أشهر هذه الروايات التي لم نقف على صحتها أنه عندما أرسل الله تعالى ملك الموت إلى إبراهيم عليه السلام ليقبض روحه
44:36لم يعرفه إبراهيم ولكن إسحاق وسارة عرفاه
44:41فجعل يبكيان فبكى إبراهيم معهما ثم بكى ملك الموت معهم رحمة بهم وذهب عنهم
44:49تقول الرواية فأقبل إبراهيم على إسحاق وسارة عليهم السلام
44:54فقال بكيت ما حتى بكى الضيف وبكيت وذهب
44:58قال إسحاق يا أبت ليس بضيف ولكنه ملك الموت عليه السلام
45:04ولو علمت أنه يريدني أو يريد أمي ما بكيت
45:08ولكني ظننت إنما يريدك
45:10فعرج ملك الموت إلى السماء فقال أي رب جئتك من عند عبد لك ما في الأرض بعده خير
45:17لقد دعا بدعوة لأهل السماء والأرض
45:20فقال الله تبارك وتعالى أنا أعلم بعبدي
45:24اذهب فاقبض روحه
45:26تقول الرواية فنزل ملك الموت عليه السلام في هيئة شيخ كبير
45:31وكان إبراهيم عليه السلام كثير الإطعام يطعم الناس ويضيفهم
45:37فبينما هو يطعم الناس ويضيفهم
45:40إذا بملك الموت عليه السلام يأتي على صورة شيخ كبير هرم
45:45فدخل حائطا فيه عنب لسيدنا إبراهيم عليه السلام
45:49فلما أتاه قدم إليه إبراهيم عليه السلام بعض العنب
45:53فجعل الشيخ يأكل عنبا
45:56فيأخذ الحبة ويريد أن يدخلها في فيه
45:59فيدخلها في عينه مرة وفي أذنه مرة
46:03وماء العنب يسيل على لحيته
46:06فلما رأى ذلك إبراهيم عليه السلام
46:09قال للشيخ ما بالك يا شيخ تصنع هكذا
46:13فقال يا إبراهيم من الكبر
46:16فقال له إبراهيم
46:17يا عبد الله كم أتى عليك
46:20فذكر له الشيخ كذا وكذا
46:22فوجده يزيد على عمره بسنتين فقط
46:26فقال إبراهيم إنما بيني وبينك سنتان
46:30فإذا بلغت عمرك صرت مثلك
46:32فقال الشيخ نعم
46:34فاشتهى إبراهيم عليه السلام الموت
46:37فأشمه ريحانه
46:39فقبض روحه عليه السلام
46:42وكان قد بلغ عمره المائتي سنة
46:45وقيل بل مائة وخمس وسبعين سنة
46:48وفي الحقيقة قد تكون هذه الرواية فيها بعض البطلان
46:52لأن السيدة سار توفيت قبل نبي الله إبراهيم عليه السلام بسنوات
46:58وحتى لو كانت السيدة سار على قيد الحياة
47:01حينما حضرت إبراهيم عليه السلام الوفاة
47:05فكيف لها وابنها أن يعرف ملك الموت
47:08ولم يعرفه نبي الله وخليله
47:11وإنما الرواية الأكثر منطقية من هذه
47:14والتي لم نقف على صحتها أيضا
47:16هي أنه لما أراد الله عز وجل قبض روح إبراهيم عليه السلام
47:21أهبط إليه ملك الموت
47:23فلقيه الملك فقال له
47:25السلام عليك يا إبراهيم
47:27قال وعليك السلام يا ملك الموت
47:30أداع أم ناع
47:32قال بل داع يا إبراهيم
47:34فأجب
47:35فقال إبراهيم
47:36فهل رأيت خليلا يميت خليلة
47:39فقال له ملك الموت
47:41وهل الخليل لا يحب لقاء خليله
47:44فقال إبراهيم لملك الموت
47:46بلى
47:47اقبض يا ملك الموت
47:49فقبضه عليه السلام
47:51وارتقت روحه إلى الرفيق الأعلى
47:53إلى جوار ربه تبارك وتعالى عند البيت المعمور
47:57ذلك البيت الذي يدخله كل يوم سبعون ألف ملك
48:02ثم يخرجون
48:03فإذا خرجوا لا يعودون مرة أخرى إليه إلى يوم القيامة
48:08قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
48:11لما صعد إلى السماء السابعة في رحلة الإسراء والمعراج
48:15قال إنه وجد خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام
48:19مسندا ظهره إلى البيت المعمور
48:22فقيل له هذا أبوك
48:24فسلم عليه
48:26قال فسلمت عليه فرد السلام
48:28ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح
48:32وقوله أبوك
48:34لأن النبي صلى الله عليه وسلم من ذرية إبراهيم
48:38وهو أشبه الناس به
48:40قال الله عز وجل
48:42ملة أبيكم إبراهيم
48:47هو سماكم المسلمين من قبل
48:53قيل وكذلك لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم
48:57لما اجتمع بالأنبياء عليهم السلام ليلة المعراج
49:01قال رأيت نفسي في جماعة من الأنبياء
49:05وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي
49:08أشبه الناس به صاحبكم
49:11والنبي صلى الله عليه وسلم
49:13يقصد أنه هو نفسه
49:15أشبه الناس بإبراهيم عليه السلام
49:18قال فحانت الصلاة
49:20فأممتهم
49:21أما عن الوصية والرسالة التي أرسلها إبراهيم عليه السلام
49:25إلينا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم
49:29قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
49:32لقيت إبراهيم ليلة أسري بي
49:35فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام
49:39وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة
49:42عذبة الماء
49:43وأنها قيعان
49:45وأن غراسها
49:47سبحان الله
49:48والحمد لله
49:49ولا إله إلا الله
49:51والله أكبر
49:53فكانت هذه أعظم وصية من أعظم نبي مقاماً
49:57بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم
50:00ذلك النبي الكريم الذي ما زالت ذكراه حية بيننا إلى الآن
50:06عليه الصلاة والسلام
50:08وجزاك الله خيراً يا نبي الله إبراهيم
50:11عنا وعن الإسلام والمسلمين
50:14ونذكره عليه السلام ونصلي عليه في اليوم والليلة خمس مرات
50:19في كل صلاة مع نبينا محمد عليه السلام
50:22فهو النبي الوحيد الذي أقرن اسمه مع اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
50:29وأكثرهم تأثيراً في جميع الأمم من بعده
50:32فهو أبو جميع الأنبياء
50:34وما من نبي جاء بعده إلا وكان من ذريته
50:38حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء
50:43من نسل إبراهيم عليه السلام
50:46أما مكان دفن إبراهيم عليه الصلاة والسلام
50:49قيل إن أبناءه قد دفنوه في غار في بلاد الشام
50:53وتحديداً في أرض فلسطين
50:56والله أعلم
50:57وإلى هنا نكون قد انتهينا من ذكر كل ما جاء عن نبي الله خليل الرحمن
51:02إبراهيم عليه الصلاة والسلام
51:04في القرآن والسنة
51:06بما فيها من العظات والعبر
51:08فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أتباع هؤلاء الأنبياء الكرام
51:13عليهم جميعاً وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام
51:18وأن يجعلنا ممن يهتدون بهديهم ويقتدون بقدوتهم ويستنون بسنتهم
51:25فاللهم إنا نسألك يا حي يا قيوم
51:28كما حببتهم إلينا ونحن لم نرهم
51:31أن تجمعنا بهم في جنتك
51:33في الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
51:38واللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله
51:42ما علمنا منه وما لم نعلم
51:44ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله
51:47ما علمنا منه وما لم نعلم
51:50واغفر اللهم لنا ولآبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأزواجنا وذرياتنا
51:56ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
52:00الأحياء منهم والأموات
52:02عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
52:07عدد كل شيء وملأ كل شيء حتى ترضى
52:11وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد
52:15وعلى نبيك إبراهيم عليه السلام
52:17كما صليت وسلمت على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
52:22هذا والله تعالى أعلى وأعلم
52:24وما كان من توفيق فمن الله عز وجل وحده
52:28وما كان من خطأ فمنا
52:30من نفوسنا ومن الشيطان الرجيم
52:32والله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم منه براءه
52:37والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
52:40والحمد لله رب العالمين
52:43والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Recommended
29:20
1:07
2:59
22:46
29:59
5:28
3:42
21:15
29:34
9:07
9:42
33:11