- 6/5/2025
القران الكريم تلاوات
Category
📚
LearningTranscript
00:00مرحبا بكم في قناتنا حكايات الزمن الجميل
00:04خير ما نبدأ به قصتنا اليوم
00:06هي الصلاة والسلام على رسول الله
00:09صلى الله عليه وسلم
00:11قصة الفتاتين اليتيمتين
00:16وزوجة الأب الماكرة
00:18في قرية صغيرة تحيط بها الحقول الخضراء
00:22عاشت فتاتان صغيرتان تدعيان ليلى وسلمة
00:26كانت ليلى في السابعة من عمرها
00:28وسلمة في الخامسة
00:30فقدت الفتاتان والدتهما بعد مرض طويل
00:33وتركت لهما فراغا كبيرا في حياتهما
00:36كان والدهما حسن رجلا فقيرا يعمل في الحقول
00:40منذ شروق الشمس حتى مغيبها
00:42لتوفير لقمة العيش لهما
00:44كان منزلهم متواضعا مصنوعا من الطوب الطيني
00:48وسقفه من القش
00:49رغم فقرهم كان حسن يبذل قصار جهده
00:53ليمنح ابنتيه إحساسا بالأمان
00:55اعتاد أن يستيقظ كل صباح قبل بزوغ الفجر
00:59ليعد لهما طعاما بسيطا
01:01غالبا من خبز الشعير وبعض الزيتون
01:04بعد ذلك كان يتجه إلى الحقل
01:07بينما تبقى ليلى وسلمة في المنزل
01:09ليلى برغم صغر سنها
01:11كانت تتحمل مسئولية كبيرة
01:13كانت تعتني بأختها الصغرى
01:15تغسل لها وجهها وتصفف شعرها
01:18وتحكي لها القصص لتسليتها
01:21أما سلمة فكانت طفلة مرحة رغم ألم فقدان والدتها
01:25كانت تجمع الزهور من حول المنزل
01:28لتزين بها المكان
01:30وكأنها تحاول أن تعيد البهجة إلى حياتهم
01:33حسن كان يعمل بجد
01:35لكنه لم يكن يكسب سوى القليل
01:37كان يحفر الأرض بيديه
01:39يزرع البذور
01:40ويحصد الثمار عندما يحين وقتها
01:42كان يتمنى أن يوفر حياة أفضل لابنتيه
01:45لكنه كان يعلم أن الفقر يحاصره من كل جانب
01:49في المساء كان يعود منهكا
01:51ولكنه لا ينسى أن يجلس مع ليلة وسلمة
01:54يحكي لهما قصصا عن الأمل والصبر
01:57ويغني لهما أغاني قديمة
01:59قد تعلمها من والده
02:01في أحد الأيام
02:02بينما كان حسن يعمل في الحقل
02:05مرت قافلة تجارية بالقرب من القرية
02:08توقف أحد التجار ليسأله عن الطريق
02:12ولاحظ وجه حسن الشاحب من التعب
02:14سأله التاجر عن حياته
02:16فحكى له حسن عن وفاة زوجته ومعاناته في تربية ابنتيه
02:20تأثر التاجر بقصته وقرر أن يساعده
02:23فوعده بالعودة قريبا
02:25بجزء من محصول القافلة لمساعدته
02:28في هذه الأثناء
02:30كانت ليلة وسلمة تلعبان بالقرب من الحقل
02:32وكانوا يضحكون بصوت عالي
02:34مما جعل حسن يشعر أن تعبه يهون
02:37أمام رؤية سعادتهما
02:39لكن داخله كان يحمل قلقا كبيرا
02:42إذ كان الشتاء يقترب والمخزون الذي لديه من الطعام لا يكفي
02:46لأكثر من أسبوعين
02:48ذات ليلة وبينما كان الثلاثة يجلسون حول مصباح زيت صغير
02:53قالت سلمة
02:54يا أبي لماذا لا نملك دجاجة مثل جيراننا
02:57يمكن أن تعطينا بيضا
02:59ابتسم حسن وأجابها بلطف
03:01سنحصل على دجاجة يوما ما يا صغيرتي
03:04علينا فقط أن نصبر ونعمل
03:06كانت الكلمات بسيطة لكنها حملت وعدا خفيا
03:10بأن الأمور قد تتحسن يوما
03:12مع مرور الأيام
03:14بدأت ليلة تظهر براعة في الحياكة
03:17تعلمت من والدتها قبل وفاتها
03:19كيف تصنع أشياء صغيرة من القماش
03:22بدأت تخيط حقائب صغيرة وتبيعها لجيرانهم
03:26مما ساعدهم قليلا في توفير بعض النقود
03:29أما سلمة
03:30فكانت تملأ المنزل بالأغاني
03:33وكأن صوتها يحمل النور إلى قلوبهم المرهقة
03:36كان حسن فخورا بابنتيه
03:38لكنه كان يعلم أن الحياة لن تكون سهلة عليهما
03:42لذلك كان دائما يحاول أن يعلمهما دروسا عن الحياة
03:46كان يقول لهما
03:47القوة ليست في المال بل في القلب
03:50إذا كنتم شجاعات وتحبون بعضكم
03:53يمكنكم التغلب على أي صعوبة
03:55مرت الأيام ببطء
03:57وبدأت ليلى تشعر بمسؤولية أكبر تجاه أختها ووالدها
04:01كانت تحلم بأن تصبح يوما ما
04:03معلمة لتساعد الأطفال الفقراء مثلها
04:06أما سلمة
04:07فكانت تحلم بأن تصبح رسامة
04:09إذ كانت تقضي وقتها
04:11ترسم صورا للحقول والطيور باستخدام الفحم
04:14وفي أحد الأيام
04:15وبينما كانوا جالسين يتناولون عشاء بسيطا من العدس
04:19قال حسن
04:21لا تخاف يا بناتي
04:22هناك دائما أمل في الغد
04:24ربما لا نملك الكثير الآن
04:26لكننا نملك حبنا لبعضنا
04:29مع مرور الأيام
04:31بدأ حسن يشعر بثقة للمسؤولية على عاتقه
04:34رغم حبه الكبير لابنتيه
04:36كان يشعر أن العمل الشاق في الحقول
04:38ورعاية الفتاتين أمر يفوق طاقته
04:41كانت ليلة تساعده بما تستطيع
04:44لكن عمرها الصغير
04:45لم يسمح لها بتحمل الأعباء الكاملة
04:48أما سلمة
04:49فكانت تظل طفلة تحتاج إلى العناية والاهتمام
04:52كان حسن يبيت الليالي يفكر في مستقبلهم
04:55حتى قرر أخيرا أن يتزوج
04:57ليجد من يساعده في تربية ليلة وسلمة
05:01كان هذا القرار صعبا عليه
05:02فقد كان يخشى أن تكون زوجته القادمة
05:05قاسية على الفتاتين
05:07لذا أمضى وقتا طويلا يستشير جيرانه وأقرباءه
05:11بحثا عن امرأة طيبة القلب
05:13تقبل مشاركة حياته
05:15وتحب ابنتيه
05:17كأنهم ابنتيها
05:18بعد فترة
05:19عرفته إحدى جيرانه على امرأة تدعى أمينة
05:23أرملة شابة تعيش في قرية قريبة
05:26معروفة بطيبتها وحبها للأطفال
05:29عندما التقى حسن بأمينة
05:31تحدث معها عن حياته وعن الفتاتين
05:34أخبرها بصراحة أنه لا يبحث فقط عن زوجة له
05:37بل عن أم تعوض ليلة وسلمة
05:40عن الحنان الذي فقدوه
05:42تأثرت أمينة بكلامه
05:44ووافقت على الزواج منه
05:46بعد أن زارت البيت
05:48والتقت بالفتاتين
05:50في يوم زواجهما
05:51كانت ليلة وسلمة مترددتين بعض الشيء
05:55كانت ليلة تشعر بمزيج من القلق والخوف
05:57بينما كانت سلمة الصغيرة
05:59أكثر فضولا وفرحا
06:01بفكرة وجود امرأة جديدة في حياتهما
06:05عندما دخلت أمينة المنزل بعد الزواج
06:07أحضرت معهما هدايا صغيرة
06:10لعبة لسلمة
06:11وشال مطرز لليلة
06:13بابتسامة دافئة
06:15قالت لهما
06:16أعلم أنني لن أكون مثل أمكما
06:19لكنها كانت امرأة رائعة
06:21سأفعل ما بوسعي لأجعلكما سعداء
06:24مرت الأيام
06:25وبدأت الفتاتان تشعران بالراحة مع أمينة
06:28كانت تعامل ليلى كفتاة ناضجة
06:31وتطلب مساعدتها في الطبخ والحياكة
06:34مما جعل ليلى تشعر بالاعتزاز والثقة
06:37أما سلمة
06:38فكانت تجد في أمينة مصدرا للحب والدلال
06:42كانت أمينة تغني لها قبل النوم
06:44وتحكي لها قصصا ممتعة
06:46بدأت حياة حسن تتحسن تدريجيا
06:49بوجود أمينة في المنزل
06:51أصبح بإمكانه التركيز على عمله في الحقل
06:54دون القلق على الفتاتين
06:56كان يعود إلى البيت كل مساء
06:59ليجد وجبة دافئة وابتسامات عائلته تنتظره
07:03بدأت أمينة تزرع بعض الخضروات في حديقة المنزل الصغيرة
07:08مما ساعدهم على تحسين معيشتهم
07:10كانت ليلى تشعر بالسعادة لرؤية والدها مرتاحا لأول مرة منذ وفاة والدتها
07:17أما أنها بدأت تتعلم الخياطة
07:19بشكل أفضل بفضل أمينة
07:22التي كانت بارعة في هذا الفن
07:24أما سلمة فكانت تقضي وقتها مع أمينة في المطبخ أو الحديقة
07:28ترسم الزهور وتلعب
07:30ذات يوم قررت أمينة أن تعطي ليلى وسلمة مفاجأة
07:34أخبرتهم أنها وفرت بعض المال
07:37واشترت دجاجتين لتربيهما في الحديقة
07:40شعرت الفتاتين بالسعادة الغامرة
07:43وكانوا يعتنوا بالدجاجتين بحب
07:45يجمعوا البيض كل صباح
07:47ويعتنوا بهما كأنهم جزء من العائلة
07:50مرت الأشهر وأصبحت العائلة أكثر تماسكا
07:54كانت أمينة تعلم ليلى
07:55كيف تخيط الملابس وتبيعها في السوق المحلي
07:59بينما كانت تشجع سلمة
08:01على تطوير موهبتها في الرسم
08:03ذات مرة صنعت سلمة لوحة جميلة للحقول
08:07وعلقتها أمينة بفخر على جدار المنزل
08:10مع كل يوم يمر
08:12كان حسن يشعر بالامتنان لاختياره
08:14أصبحت أمينة جزءا لا يتجزأ من حياتهم
08:18وعوضت الفتاتين عن جزء كبير من الحنان الذي فقدوه
08:21كانت الحياة في منزلهم مليئة بالدفء والبساطة
08:25وكل فرد منهم
08:27كان يقدم ما يستطيع لإسعاد الآخرين
08:30رغم صعوبة الحياة
08:32كان حسن دائما يذكر عائلته
08:34بأن السعادة ليست في المال أو المظاهر
08:38بل في الحب والتعاون
08:40كانت أمينة تردد نفس الكلمات
08:43وهي تحكي للفتاتين قبل النوم
08:45الحياة مليئة بالتحديات
08:47لكن الحب الحقيقي يجعل كل شيء أسهل
08:52بعد تسعة أشهر من زواج حسن بأمينة
08:55حملت أمينة وأنجبت طفلا ذكرا وأسموه يوسف
09:00كان حسن سعيدا جدا بولادة ابنه
09:03وشعر أن عائلته أصبحت أكثر اكتمالا
09:06في البداية كان كل شيء يبدو طبيعيا
09:09وكانت أمينة تعامل ليلة وسلمة بحب
09:12لكن شيئا فشيئا تغيرت الأمور
09:15مع ولادة يوسف
09:16بدأ اهتمام أمينة يتحول بالكامل نحو طفلها
09:20كانت تقضي معظم وقتها معه
09:22وتدلله بشكل واضح
09:24لم تكن المشكلة في حبها ليوسف
09:26بل في تغير معاملتها لليلة وسلمة
09:29أصبحت أكثر قسوة معهما
09:32تطلب منهم القيامة بكل الأعمال المنزلية
09:34بينما تكتفي هي بالجلوس والاعتناء بيوسف
09:37كانت توبخهما على أقل الأخطاء
09:40وتطلب منهم أن يبقوا صامتين
09:42حيال ذلك أمام والدهم
09:44في البداية حاولت ليلى أن تتجاهل قسوة زوجة أبيها
09:49من أجل مصلحة العائلة
09:51لكنها بدأت تلاحظ أن الأمور تزداد سوءا
09:54كانت أمينة تمنع عنهما الطعام الجيد
09:57وتكتفي بإعطائهما بقايا الطعام
09:59بعد أن يشبع يوسف
10:01أما الملابس الجديدة
10:03التي كانت أمينة تشتريها
10:05فكانت تذهب ليوسف فقط بينما تضطر ليلى وسلمة
10:09لارتداء الملابس القديمة أو المرقعة
10:11سلمة الصغيرة لم تفهم سبب هذا التغير المفاجئ
10:15كانت تحاول أن تلعب مع يوسف
10:18لكن أمينة كانت تنهرها وتقول
10:20لا تقترب من أخيك
10:22أنت لا تعرفين كيف تتعاملين مع طفل صغير
10:25أما ليلى
10:26فكانت تحاول حماية أختها بكل ما تستطيع
10:29لكنها كانت تشعر بالعجز أمام قسوة أمينة
10:33مع مرور الأيام أصبحت حياة الفتاتين في المنزل أشبه بالجحيم
10:38كانت أمينة تجبرهما
10:40على القيام بجميع الأعمال المنزلية الشاقة
10:43من تنظيف المنزل إلى غسل الملابس
10:45بينما كانت تتفرغ لرعاية يوسف
10:48في بعض الأحيان
10:49كانت تعاقبهما بشكل مبالغ فيه على أشياء تافهة
10:53وتقول لهما بلهجة قاسية
10:55لا تظنوا أنني سأعاملكما كابنتي
10:57أنتما مجرد عبء هنا
10:59ورغم كل ذلك
11:00كانت ليلى وسلمة
11:02تخفيان كل ما يحدث عن والدهما
11:04كانوا يخافون من تهديدات أمينة
11:06التي كانت تقول لهما
11:08إذا أخبرتما والدكما بأي شيء
11:11سأجعلكم تندمون
11:12كانت الفتاتان ترتجفان خوفا من هذه التهديدات
11:15وقرروا أن يتحملوا كل شيء بصمت
11:18في إحدى الليالي
11:20بينما كان حسن جالسا مع العائلة
11:22لاحظ أن ليلى تبدو شاحبة ومتعبة
11:24بشكل غير عادي
11:26سألها
11:27ما بك يا ليلى
11:28هل أنت مريضة؟
11:30لكنها أجابت بخوف
11:31لا يا أبي أنا بخير
11:33كانت تخاف أن تتحدث
11:34بينما كانت أمينة تراقبها بنظرة تحذير
11:37أما سلمة
11:39فقد أصبحت أكثر انطواء وحزنا
11:41كانت تبكي بصمت في الليل
11:43وتحلم بعودة أيام والدتها
11:45حيث كانت تشعر بالأمان والحب
11:47حاولت التحدث إلى ليلى ذات مرة وقالت لها
11:51لماذا تعاملنا هكذا؟
11:53هل فعلنا شيئا خطأ؟
11:55لكن ليلى رغم صغر سنها
11:57حاولت تهدئتها وقالت
11:59علينا أن نصبر يا سلمة
12:01الأمور ستتحسن يوما ما
12:03كانت أمينة تستغل غياب حسن في الحقول
12:06لتزيد من قسوتها
12:07في أحد الأيام
12:09أجبرت الفتاتين على تنظيف الحظيرة بمفردهم
12:12وهددتهم بأنها لن تسمح لهما بتناول الطعام
12:16إذا لم ينجزوا العمل بسرعة
12:18عملت ليلى وسلمة بجد حتى أنهكهما التعب
12:21وعندما انتهوا لم يحصلوا إلا على قطع صغيرة من الخبز اليابس
12:27في الليل كان حسن يعود منهكا ولا يلاحظ ما يجري
12:32كان أمينة يعتقد أن كل شيء على ما يرام
12:35خاصة أن الفتاتين لم يشتكوا يوما
12:37أما أمينة
12:39فكانت تلعب دور الزوجة المثالية أمامه
12:41وتتظاهر بأنها تهتم بالفتاتين كما تهتم بيوسف
12:45ذات مرة
12:46بينما كانت أمينة خارج المنزل
12:49قررت ليلى أن تكتب رسالة لوالدتها الراحلة
12:52كانت الرسالة مليئة بالدموع والآلام
12:55كتبت فيها
12:56أمي لو كنت هنا لما حدث لنا هذا
12:59نحن نتألم كثيرا
13:01ولا نعرف ماذا نفعل
13:03أرجوك إحمين من السماء
13:05أخفت ليلى الرسالة في مكان سري
13:07وكأنها كانت تخشى أن تكتشفها أمينة
13:10مرت الأيام
13:12وبدأ حسن يلاحظ تغيرا في شخصية ابنتيه
13:16لاحظ أن سلمة لم تعد تضحك كالسابق
13:19وأن ليلى أصبحت أكثر جدية
13:21وكأنها تحمل هموم الكبار
13:23لكنه كان يظن أن ذلك جزء من نموهما
13:27ولم يدرك حجم المعاناة التي يعيشونها
13:30مع مرور الأيام
13:32ازدادت قسوة أمينة على ليلى وسلمة
13:35كانت تجبرهما على القيام بأعمال شاقة
13:37لا تناسب أعمارهم الصغيرة
13:40كانت تطلب منهما إحضار الماء من البئر البعيد
13:43وغسل الحصيرة الثقيلة التي تحتاج مجهودا كبيرا
13:47وتنظيف المنزل بأكمله
13:49بينما تجلس هي مع طفلها يوسف
13:51تدلله وتعتني به
13:53لم تكن تترك لهما فرصة للراحة أو اللعب
13:56وكلما اشتكوا
13:58كانت توبخهما بحدة وتقول
14:00هذا بيتكما
14:01وعليكم تحمل مسؤولياتكم
14:04ذات يوم
14:05طلبت أمينة من ليلة
14:07أن تحمل كيسا ثقيلا من القمح
14:09إلى المخزن الخلفي
14:10كان الكيس ثقيلا جدا على طفلة في عمرها
14:13لكنها لم تجرؤ على الاعتراض
14:15حاولت رفعه
14:17لكن ساقيها لم تتحملا
14:19فسقطت على الأرض
14:20عندما رأت أمينة ذلك
14:22بدلا من أن تساعدها
14:24صرخت فيها قائلة
14:25أنت ضعيفة وعديمة الفائدة
14:28أما سلمة
14:29فكانت تشاهد الموقف بعينيها البريئتين
14:31لكنها لم تستطع فعل شيء سوى البكاء بصمت
14:35في إحدى الليالي
14:36بعد يوم طويل من العمل الشاق
14:38جلست ليلى وسلمة في زاوية صغيرة من المنزل
14:41تتحدثان بصوت خافت
14:43قالت ليلى
14:44لا يمكننا العيش هكذا بعد الآن
14:46سلمة
14:47هذا ليس عدلا
14:48أجابت سلمة بخوف
14:50لكن ماذا يمكننا أن نفعل
14:52إذا حاولنا الهرب
14:53ستعاقبنا
14:54فكرت ليلى قليلا
14:56ثم قالت
14:57علينا الذهاب إلى خالتنا
14:58إنها الوحيدة التي يمكنها مساعدتنا
15:01كانت خالتهما أمل
15:03أخت والدتهما الراحلة
15:05تعيش في قرية قريبة
15:06كانت تزورهما أحيانا قبل وفاة والدتهما
15:10لكنها لم تأتي منذ زواج والدهم
15:12كانت ليلى تتذكر كيف كانت خالتها طيبة
15:16وتحبها هي وسلمة كثيرا
15:18قررت الفتاتان أن يهربوا إليها
15:20لكنهم كانوا يعرفون أن الأمر لن يكون سهلا
15:24في تلك الليلة انتظرت الفتاتان
15:27حتى تأكدوا من أن أمينة وحسن قد ناموا
15:30جمعت ليلى بعض الأشياء البسيطة
15:32مثل قطعة خبز قديمة
15:34وزجاجة ماء صغيرة
15:36وخرجوا من المنزل بهدوء
15:38كانت القرية مظلمة
15:40ولم يكن هناك سوى ضوء القمر لإرشادهما
15:42كانت سلمة خائفة وتتشبث بيد أختها
15:46بينما كانت ليلى تحاول أن تبدو شجاعة
15:49رغم خوفها الداخلي
15:50صارت الفتاتان مسافة طويلة
15:53على الطريق الترابي المؤدي إلى قرية خالتهما
15:55كانت سلمة تبكي أحيانا من التعب
15:59لكن ليلى كانت تشجعها وتقول
16:01سنصل قريبا لا تقلقي
16:03بعد ساعات من المشي
16:05وصلوا أخيرا إلى بيت خالتهما
16:06خالتهما طرقت ليلى الباب بخوف
16:09وعندما فتحت أمل الباب ورأتهما
16:11صدمت
16:12قالت بقلق
16:13ليلى
16:14سلمة
16:15ماذا تفعلان هنا في هذا الوقت
16:17دخلت الفتاتان إلى البيت
16:19وانهاروا في حضن خالتهما
16:21بكوا بحرقة
16:22وأخبروها بكل ما حدث منذ زواج والدهم
16:25حكوا لها عن قسوة أمينة
16:27وعن الأعمال الشاقة
16:29التي كانت تجبرهما على القيام بها
16:31وعن التهديدات التي كانت تطلقها
16:34إذا تحدثوا لوالدهما
16:36كانت أمل تستمع إليهما بذهول وحزن عميق
16:39احتضنتهما وقالت
16:41لا تقلقوا
16:42أنتما الآن بأمان هنا
16:44لن أسمح لأحد بأن يؤذيكما بعد الآن
16:47قررت أمل أن تبقي الفتاتين معها لبعض الوقت
16:50لكنها قررت أيضا أن تتصرف بحكمة
16:54كانت تعرف أن مواجهة حسن مباشرة
16:56قد تؤدي إلى عواقب غير محسوبة
16:59خاصة إذا لم يكن يعلم بما يحدث في منزله
17:02قالت لنفسها
17:03سأفكر جيدا قبل أن أخبره
17:06يجب أن أعرف كيف أحمي الفتاتين
17:08وأجعله يرى الحقيقة
17:10في تلك الليلة
17:12حاولت أمل أن تعوض ليلة وسلمة
17:14عن المعاناة التي عاشوها
17:16قدمت لهما الطعام الجيد
17:18وجهزت لهما مكانا مريحا للنوم
17:21بدأت سلمة تضحك لأول مرة منذ شهور
17:24وبدأت ليلة تشعر بشيء من الراحة
17:26كانت أمل تقول لهما
17:29أنتما مثل بناتي
17:30ولن أسمح لأحد بأن يعاملكما بسوء
17:34لكن أمل كانت تعرف أن هذه ليست نهاية المشكلة
17:37في صباح اليوم التالي
17:39استيقظ حسن مبكرا كعادته
17:41ليستعد للعمل في الحقول
17:43مر على غرفة ليلة وسلمة ليتفقدهما
17:46لكنه لم يجدهم
17:48شعر بالقلق
17:49وبدأ ينادي عليهما في أنحاء المنزل
17:51لكن لم يأتي أي رد
17:53سأل زوجته أمينة
17:54أين ليلة وسلمة
17:56فردت ببرود
17:57لا أعلم
17:58ربما خرجوا للعب
18:00لم يقتنع حسن بإجابتها
18:01وبدأ يشعر أن هناك أمرا مريبا
18:04خرج إلى القرية وسأل الجيران
18:06هل رأيتم ليلة وسلمة
18:08لكن الجميع أجابوه بالنفي
18:10زادت حيرته وقلقه
18:12وأخذ يبحث في كل مكان يمكن أن يذهب إليه
18:15من الحقول إلى أطراف القرية
18:17لكنه لم يجد أي أثر لهما
18:19بدأ يشعر بثقل في قلبه
18:22وهو يتساءل
18:23أين يمكن أن يذهبوا
18:24ولماذا لم يخبروني بشيء
18:27بعد يومين من البحث المستمر
18:29خطر بباله أن يسأل خالتهم أمل
18:31أخت والدتهم الراحلة
18:33كان يعلم
18:34أن العلاقة بين الفتاتين وخالتهم كانت قوية
18:38وربما ذهبوا إليها
18:39عندما وصل إلى بيت أمل
18:41طرق الباب بقوة
18:43وعندما فتحت له
18:44سألها بلهفة
18:46أمل
18:47هل ليلة وسلمة هنا؟
18:49لكن أمل
18:49التي كانت قد قررت أن تحمي الفتاتين
18:52حتى تجد الوقت المناسب للحديث
18:55أنكرت وجودهما وقالت
18:56لا
18:57لم أرهما
18:58عاد حسن إلى منزله في حيرة وقلق
19:01وأخذ يفكر طوال الليل فيما حدث
19:03كان يشعر أن هناك شيئا ما يخفيه الجميع عنه
19:07لكنه لم يكن يعلم ما هو
19:08أما أمينة فكانت تتظاهر بالقلق
19:11لكنها كانت تخفي شعورا بالراحة
19:14لأنها ظنت أن الفتاتين لن يعودوا
19:17مر أسبوع كامل
19:18وحسن ما زال في حالة من الضياع
19:21لم يعد بإمكانه التركيز في عمله
19:23وكان قلبه يثقل أكثر مع كل يوم يمر
19:26دون أن يعرف مصير ابنتيه
19:29في النهاية قررت أمل أن الوقت قد حان لكشف الحقيقة
19:33شعرت أن حسن يستحق أن يعرف ما حدث
19:36وألا يبقى في هذه الحيرة
19:37ذات صباح جاء حسن مرة أخرى إلى بيت أمل
19:41ليسأل عن أي أخبار
19:43هذه المرة فتحت له الباب وأخبرته
19:46نعم ليلى وسلم هنا
19:49اندهش حسن وقال
19:51لماذا لم تخبريني من قبل
19:52ماذا حدث
19:53أدخلته أمل إلى المنزل وأجلسته
19:56ثم استدعت ليلى وسلم
19:58عندما رأى حسن ابنتيه
20:00احتضنهما بحرارة
20:02وكانت دموعه تنهمر دون توقف
20:04قال لهم
20:05لماذا تركتم المنزل دون أن تخبروني
20:07ماذا حدث
20:08كانت ليلى تنظر إلى الأرض بصمت
20:11بينما بدأت سلمة تبكي وتتشبث بيد أختها
20:14هنا تدخلت أمل وقالت
20:16أخي يجب أن تعرف الحقيقة
20:19زوجتك أمينة كانت تعامل الفتاتين بقسوة شديدة
20:23لم تكن تحبهم أو تعاملهم كأمهما
20:26كانت تجبرهم على القيام بأعمال شاقة
20:28وتهددهم إذا فكروا في إخبارك
20:31صدم حسن من كلام أمل
20:33لكنه لم يستوعب الأمر بالكامل
20:35حتى بدأت ليلى تتحدث
20:37قالت بصوت متردد وملئ بالألم
20:40أبي كنا نخاف أن نخبرك
20:42كانت تقول إنها ستعاقبنا
20:44إذا قلنا لك أي شيء
20:46كانت تجعلنا نعمل طوال اليوم
20:48ولم تكن تعتني بنا
20:50حتى الطعام
20:51كنا نحصل على بقايا ما يأكله يوسف
20:53انفجرت سلمة بالبكاء وأكملت
20:56أبي كنا نتمنى أن تحمينا
20:58لكننا كنا نخاف
21:00لم نعرف ماذا نفعل
21:01لذلك هربنا إلى خالتي
21:03كان حسن يستمع إليهما
21:05وكأن الأرض قد زلزلت تحت قدميه
21:08لم يكن يتخيل أن زوجته أمينة
21:11التي ظن أنها ستعوض الفتاتين
21:13عن فقدان والدتهما
21:15كانت السبب في كل هذه المعاناة
21:17شعر بالذنب لأنه لم يلاحظ شيئا طوال هذه الفترة
21:21قال حسن بصوت مكسور
21:23لماذا لم تخبروني
21:25لماذا لم أشعر بأي شيء
21:27أجابت ليلى
21:28كنا نخاف يا أبي
21:29لم نكن نريد أن نسبب مشاكل
21:31نظرت أمل إلى حسن وقالت بحزم
21:34أخي الفتاتان عانوا كثيرا
21:37وأنت لم تكن تعلم
21:38لكن الآن عليك أن تواجه الحقيقة
21:40وتقرر ما ستفعله
21:42لا يمكن أن تستمر حياتهما بهذه الطريقة
21:45جلس حسن صامتا للحظات
21:48يحاول استيعاب كل ما سمعه
21:50كانت الأفكار تتصارع في ذهنه
21:52هل يواجه أمينة
21:53هل يعيد الفتاتين إلى المنزل
21:56كيف يمكنه إصلاح ما حدث
21:58لكنه لم يكن يعرف الإجابة
22:00كل ما كان يشعر به هو الحزن والندم
22:03لأنه لم يحمي ابنتيه كما يجب
22:05ظل الصمت يلف المكان
22:08ولم تكن هناك نهاية واضحة لهذه القصة
22:12لأن قرار حسن كان سيحدد مصير الجميع
22:15بعدما علم حسن الحقيقة من خالتهم وابنتيه
22:19شعر أن عليه مواجهة أمينة بما حدث
22:22قرر أن يعود إلى المنزل ومعه ليلى وسلمة
22:25وخالتهم أمل
22:26ليضع حدا لهذه المأساة
22:29التي عاشتها الفتاتان في صمت
22:30كان قلبه مثقلا بالغضب والحزن
22:33لكنه كان مصمما على أن يحصل على إجابات
22:36عندما وصل إلى المنزل
22:38وجد أمينة تجلس مع طفلها يوسف
22:41نظرت إليه باستغراب
22:43عندما رأت ليلى وسلمة وخالتهم معه
22:45وقف حسن أمامها وقال بصوت غاضب
22:48ولكنه ثابت
22:49أمينة أريد الحقيقة
22:51لماذا كنت تعذبين ليلى وسلمة
22:54لماذا كنت تعامليهم بهذه القسوة
22:56أمينة شعرت بالصدمة من المواجهة المفاجئة
23:00لكنها حاولت أن تدافع عن نفسها
23:03قالت وهي ترفع صوتها
23:05ماذا تقول
23:06أنا لم أفعل شيئا
23:07كنت أعتني بهما كما أعتني بيوسف
23:10كل هذا كذب وافتراء
23:11لكن حسن لم يصدقها هذه المرة
23:14نظر إلى ليلى وسلمة وقال
23:16تكلمي يا ليلى
23:18قولي كل ما حدث
23:19بدأت ليلى تحكي بتفاصيل دقيقة
23:22كيف كانت أمينة تجبرهما على القيام بأعمال شاقة
23:26وكيف كانت تحرمهم من الطعام
23:28وتعاملهما بقسوة
23:30وتطلق عليهم التهديدات إذا تحدثوا
23:32أكدت سلمة كلمات أختها وهي تبكي
23:35ثم أضافت خالتهما أمل
23:37لقد جاءتني الفتاتين مرهقتين وخائفتين
23:41لا يمكن لطفلتين في عمرهما أن يختلقوا كل هذا
23:44رغم كل ذلك
23:46أصرت أمينة على الإنكار
23:48وقالت بغضب
23:49أنت تصدق كلام طفلتين ولا تصدقني
23:52لقد قدمت الكثير لهذا البيت
23:54هذا جزائي
23:55لكن حسن كان قد اتخذ قراره
23:58نظر إليها بحزم وقال
24:00أمينة أنا أصدق بناتي
24:02كنت أظن أنك ستكونين أم حنونة لهما
24:06لكنك خنت هذه الثقة
24:08لم أعد أستطيع أن أتركهما في هذا الوضع
24:11قرر حسن أن يتخذ أصعب قرار في حياته
24:14قال لها لن أسمح لبناتي
24:16بالعيش في هذا الجحيم بعد الآن
24:19سأطلقك وسأحتفظ بيوسف هو ابني
24:22وسأرعاه مع أخواته
24:24كانت أمينة مصدومة من كلماته
24:26وبدأت تتوسل قائلة
24:28لا تفعل هذا يا حسن
24:30أعطني فرصة أخرى
24:31أعيدك أنني سأكون أفضل
24:33لكن حسن لم يتراجع
24:36كان يرى أن كل فرصة قد منحت لها بالفعل
24:39لكنها لم تستغلها
24:40انتشرت القصة في القرية بسرعة
24:43البعض قال إن حسن اتخذ القرار الصائب
24:46لأنه كان عليه أن يحمي ابنتيه
24:48من المزيد من المعاناة
24:50أخرون رأوا أنه كان يجب
24:52أن يعطي أمينة فرصة أخرى
24:54لتصلح ما فعلته
24:55لكن حسن كان يعلم في داخله
24:58أن قراره
24:59كان من أجل حماية أسرته
25:01حتى لو كان مؤلما
25:03عاد حسن مع أطفاله الثلاثة إلى المنزل
25:06كان يوسف صغيرا ولا يدرك ما يجري
25:08لكن ليلى وسلمة
25:11شعروا لأول مرة منذ سنوات بالأمان
25:13كان حسن يعلم أن الطريق أمامه
25:16لن يكون سهلا
25:17لكنه كان مستعدا لتحمل المسئولية كاملة
25:20لأنه أدرك أخيرا
25:22أن الحب والعدل هما
25:24ما يجعلان الأسرة حقيقية
25:26وهكذا انتهت القصة
25:28بمزيج من الألم والقرار الحاسم
25:31كانت حياة حسن وأطفاله
25:33على وشك أن تبدأ من جديد
25:36بعيدا عن الظلم
25:37تحت ظل الحب والأمان
25:39الذي غاب لفترة طويلة
25:41شاركنا برأيك
25:43هل كان قرار حسن بطلاق أمينة
25:46صائبا أم خاطئا
25:48وفي النهاية لا تنسى دعمنا
25:50حتى نستمر بنشر المزيد إن شاء الله
Recommended
21:01
|
Up next
23:40
22:46
9:07
29:59
12:19
1:07
2:59
21:15
24:34
40:05
9:42
22:00
29:20
10:09
29:34
29:58
20:32