- 6/11/2025
عالم الانهار والتماسح
اعداد شبكة كوبرا كنك الوثائقية
وقتا ممتعا لرجوه لكم
اعداد شبكة كوبرا كنك الوثائقية
وقتا ممتعا لرجوه لكم
Category
📚
LearningTranscript
00:00في قلب الامازون الزمرودي الكثيف تنتشر الغابة المغمورة بالمياه
00:06هنا على المخلوقات ان تتأقلم مع الحياة في الماء وان تحضر المخاطر المخبأة
00:12انها مملكة واحد من اكثر الحيوانات اكلات اللحوم غموضا على وجه الارض
00:19حيوان تكونت شهيته في مياه كهذه على مدى مئتين مليون سنة
00:25انه التمساح الاستوائي الاسود شبح داكن في الغابة المغمورة بالمياه
00:30وهو من التماسيح غير المعروفة كثيرا
00:34لكن عندما يحل موسم الجفاف ينسحب التمساح الاستوائي
00:39يروي السكان المحليون ان هناك بحيرة سرية تتجمع عندها تلك الحيوانات المفترسة
00:46وهي مكان معزول حيث تختبئ المئات منها وتنمو لتبلغ احجاما تفوق الخيال
00:53انها رحلة خطيرة بالنسبة الى الحيوانات الصغيرة كما الى العجوزة
00:59رحلة الى العرين السري لزواحف الامازون العملاق
01:05يغبط الليل على الامازون وسط الجو المتلبي
01:07يغبط الليل على الامازون وسط الجو المتلبي
01:11يغبط الليل على الامازون وسط الجو المتلبي
01:35يغبط الليل على الامازون وسط الجو المتلبي
01:37التمساح الاستوائي يربض منتظرا انه شبح غير معروف كثيرا في الغابة المطرية
01:52تستعد علمة الاحياء سونيا كانتو لخوض مهمة
02:03قلة من الناس قاموا باختبارها من قبل
02:07انها كشف اسرار هذه السلالة من التماسيح
02:11ولتنفيذ هذه المهمة عليها ان تقبض على هذا الزاحف الماكر
02:17تريد سونيا ان تطمن الحفاظ على هذا المخلوق اللافت
02:31اسطيدت هذه الحيوانات وكادت تبلغ حتى الانقراض
02:35وهي الان تتكاثر وتنمو
02:37لكنها مزالت بحاجة الى المزيد من الدراسة والبحث
02:40مع تقدم سونيا وفريقها في مياه النهر صعودا
02:45ترتفع درجة التوتر
02:47ومع ان هذه التماسيح نادرا ما تهاجم البشر
02:52الا انها تفعل ذلك عندما تغضب
02:54ان العثور على صياد ماكر اسود في مياه مظلمة
02:59يبدو مهمة شفة مستحيلة
03:01لكن لهذا التمساح الاستوائي
03:04وعلى غرار التماسيح الاخرى
03:06عينان تلمعان وتشعان تحت ضوء المصباح
03:10هنا تنمو التماسيح الاستوائية السوداء وتتكاثر
03:21في هذه المحمية النائية
03:23فتتلاسق ويضيق بها المكان
03:26يعتمد الفريق على لمعاني الاعين
03:29لكي يقوم بتعدادها خلال الليل
03:32لكن تحديد حجم الحيوان وجنسه
03:34يتطلب الاقتراب منه اكثر
03:37موسيقى
03:47الان تبدأ المعاركة
03:50ينطلقون بالقارب باتجاه الخلف
03:53محاولين ارهاق الحيوان
03:55انها رقصة خطرة
04:00حركة واحدة خاطئة
04:02قد تؤدي بالحيوان الى اسقاط
04:04احد اعضاء الفريق من القارب
04:06بحركة خاطفة من فكيه
04:08وضربة من ديله
04:10وقوته الهائلة
04:11اخيرا بدأ الحيوان يتعب
04:35لكنه لن يتوقف عن القتال
04:38بحركة خطرة
05:08سونيا لا تريد المخاطرة
05:11مع طلوع الفجر تمكنوا من سحب الحيوان المرهق إلى اليابسة
05:27قد يبلغ وزن هذا الحيوان أكثر من 360 كيلو جراما
05:32طوله أربعة أمتار وعشرون سنتيمترا
05:40تبين من خلال الفحص أنه ذكر أملاق
05:45معظم الإناث البالغة يتراوح طولها بين متر وثمانين سنتيمترا ومترين وأربعين سنتيمترا
05:53إن عملية تحديد جنس الحيوان وحجمه وحالاته الصحية وإعادته إلى الماء
06:02تستغرق حوالى 15 دقيقة
06:04هذه المعلومات وحدها هي التي ستمكن سونيا من مراقبة وضع الحيوانات الصحية
06:11يدفع التمساح بخفة سيعود إلى موطنه
06:15إن التمساح الاستوائي الأسود غير المعروف كثيرا
06:29يعيش فقط في حوض نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية
06:33ينبع نهر الأمازون من جبال الأنديز الشاهقة في البرو
06:37ليصب في المحيط الأطلسي عند ساحر البرازيل
06:41ويبلغ طوله 6440 كيلو مترا
06:46خلال موسم الجفاف تكون كمية المياه في حوض النهر هذا
06:50أوفر من أي نهر آخر على وجه الأرض
06:54موسيقى
07:23ينهمر المطر فوق الأمازون من يناير حتى يونيو
07:28كل عام يصل معدل المطر هنا إلى أكثر من مترين فاصل أربع
07:36وخلال موسم المطر تنغمر المنطقة بالمياه كل يوم تقريبا
07:41موسيقى
07:47تبدو المخلوقات البرية مستسلمة للمطر المنهمر بغزارة
07:53على غيرار الكسلان ذي الثلاثة أصابع
07:56وهو مخلوق يشتهر بكسله وببطء حركته
08:00موسيقى
08:05مع ارتفاع مستوى المياه يفيد النهر فتتشكل الفارزية
08:10أو الغابة المغمورة بالمياه موسميا
08:13وهي مملكة التمساح الاستوائي الأسود
08:16موسيقى
08:23يراقب هذا الحيوان كل من يحاول دخول منطقته
08:28موسيقى
08:32يصل طول التمساح الاستوائي الأسود إلى أربعة أمتار وثنانين سنتمترا
08:40ووزنه إلى أربعمائة وثلاثة وخمسين كيلو جراما
08:44وأحافير الأسلاف في عهد ديناصرات لم يختلف شكلها كثيرا عنه الآن
08:49لم يكن بحاجة إلى أن يتغير
08:52إذ إنه يتمتع بقدرة مثالية على القتل
08:56أسنانه المتشابكة التي يبلغ عددها سبعين سنا
09:01هي الموت المحتوم لكل مخلوق يعلق بينها بين الفكين الجبارين
09:07يتمتع هذا المفترس الذي يكمن لفريسته بقدرة على التنكر في المياه
09:14فتدرج لونه الداكن وشكله يختلطان مع انعكاسات سطح الماء
09:20إن جسمه الداكن الأسود يساعده في التخفي عندما يغوص عميقا في الماء
09:26لكن الجمال الداكن لهذا التمساح الاستوائي قد تحول إلى لعنة حلت به
09:31خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي تحول جلد التماسيح إلى الذهب الأسود الجديد
09:39لقد قام الصيادون بقتل أعداد هائلة من هذه الزواحف
09:43وجرى تصدير حوال ثمانية ملايين جلد تمساح
09:47ماتريز أو البداية بالبرتغالية هي أطول بثلاثة أمثار من معدل طول إينات التماسيح
09:55حجمها يعني أنها عاشت طويلا وتمتعت بالكثير من الحكمة
10:00لقد كانت بحاجة إلى الكثير من الحكمة لكي تنجو خلال موسم الجفاف القاسي
10:06ولكي تعيش وتحضن بيوضا ربما لآخر مرة في حياتها
10:12الآن بدأ تمطار الأمازون بالانحسار
10:24لكن الغابة لا تزال مغمورة بالمياه
10:27ماتريز أنثى التمساح الاستوائي السوداء
10:31مازالت تجوب المكان بحثا عن طعام
10:34هنا على كل مخلوق أن يتكيف مع الحياة فوق المياه وتحتها
10:42من الغريب أن تعيش قطة كبيرة في الماء
10:45لكن الفهود الصيادة هذه تتمتع بشراسة قتالية هائلة بحيث لا تستهدفها ماتريز
10:53قد يتحول تمساح استوائي صغير إلى فريسة بين فكي فهد صياد جائع
10:59إن تحول المفترس إلى فريسة هو ميزة تطبع الحياة المأساوية
11:05التي تعيشها المخلوقات في الأمازون
11:07الكسلان هو أيضا لديه ميل غريب للسباحة
11:14لكن عليه أن يحضر السنوريات كما يحضر التماسيح
11:18ها هو الكسلان يعود ببطء إلى الشجرة إلى حيث ولد وحيث يشعر بالأمان
11:34ويبدو أن هذا الفهد يطمح للوصول إلى مكان مرتفع جدا
11:38لكن سلحفاتا قد تفي بالغرض
11:43إن ماتريز والفهد ليسا المفترسين الوحيدين في هذا العالم المائي
12:00قد يصل طول سمكة البيراروكو
12:05آكلت اللحوم إلى مترين تقريبا
12:08مما يجعل منها أضخم أسماك المياه العذبة في العالم
12:11ثم تأتي بعدها سمكة البيرانا السيئة السمعة
12:25لدى هذه الأسماك المفترسة الرائعة أسنان حادة بما يكفي لقطع سلك فلادي
12:31نادرا ما تهاجم وحدها
12:37لكنها عندما تتجمع رفوفا لتشن هجومها
12:41يكون الهروب شبه مستحيل
12:44البيرانا لا تخيك التماسيح الاستوائية
12:52بل تشكل بالنسبة إليها لقمة لذيذة
12:56لكن عندما يأتي تمساح صغير فقد تنقلب المعادلة
13:00أما الآن وبعد ستة أشهر من المطر الغزير
13:06توقف الطفان ليحل مكانه موسم الجفاف
13:10ويلقي بظله على مخلوقات الأمازون
13:13على الفور تبدأ المياه بالتراجع نحو ضفاف الأنهر ومجاريها
13:21وبعضها أيضا قد يتبخر
13:23على متريز أن تبحث عن موطن جديد لها
13:32وبصفتها مخلوقا من ذوي الدم البارد
13:35فهي بحاجة إلى الماء لتبريد جسمها في المناخ الاستوائي الحار
13:40خلال أسابيع يتغير المشهد بشكل مأسوي
13:45تنضم متريز إلى مخلوقات ضخمة أخرى في هجرة جماعية
13:51تنطلق ملايين الأسماك المختبئة بين الأشجار
13:59وتتوجه نحو المياه العميقة
14:05الثديات النهرية ترحل هي أيضا
14:15خروف النهر أضخم ثدي نهري يعيش في حوض نهر الأمازون
14:22قد يبلغ وزنه أربعمائة وثلاثة وخمسين كيلو جراما
14:26وطوله ثلاثة أمتار وسبعين سنتيمترا
14:29كما أن أضخم ثعالب الماء في العالم
14:38تجوب هذه المياه أيضا
14:41يطلق البعض على هذه المجموعات الصيادة دئاب النهر
14:45الدلفين النهري الوردي وعلى غرار خروف النهر وتعلب الماء
14:56يلجأ إلى الأنهار الغزيرة بما فيها الأمازون والأنهر الأخرى المتفرعة منه
15:01تجنبا لخطر الوقوع في مياه ضحلة
15:05لقد بدأت رحلة ماتريز للدو
15:08عليها أن تسابق الشمس والحر والصيادين غير الشرعيين
15:12لكي تصل إلى ملجأ آمن حيث تتزاوج وتبني عشها
15:17موسيقى
15:31ومع تقدم موسم الجفاف يتراجع نهر الأمازون
15:34وتتراجع معه الأنهار المتفرعة منه
15:37موسيقى
15:39فتتحول الأنهار والجداول الأكثر عمقا إلى ملاجئ آمنة عبر الغابة المطرية
15:46موسيقى
15:49أخيرا قد يختفي بعضها ويتوارى عن الأنظار
15:53على المخلوقات التي لا تستطيع العيش من دون ماء
15:57أن تسابق تراجع المياه وإلا فستموت
16:01موسيقى
16:08اليوم على ماتريز أن تواجه مفترسا منافسا
16:12إنه الإنسان
16:15المستوطنون الذين يعتمدون على وفرة الأسماك
16:20قد بنوا منازلهم على امتداد الأنهر المتعذر بلوغها
16:24يبدو أن ماتريز تنظر إلى البشر بفضول أكثر مما تنظر إليهم بخوف
16:34وهذا شعور متبادل
16:36بعض التماسيح يختار العيش في محيط هذه البيوت العائمة
16:41ليقتاتب النفايات الملقات في الماء
16:44وبعضها يعيش في الجوار وقد أعطي أسماء وألقابا
16:48كما أن بعضها فضولي بما يكفي لكي يحاول معرفة ما إن كانت الأكياس صالحة للأكل
16:59لكن العيش مع هذه التماسيح الاستوائية السوداء لا يخلو من المخاطر
17:06هنا الإنسان والتمساح على حد سواء يعتمدان على الأسماء
17:11وعندما يطارد الاثنان فريسة واحدة
17:15يكون الفوز من نصيب التمساح الذي يزن نصفة
17:19إن مهاجمة التمساح الاستوائي للبشر هو أمر نادر جدا
17:32لكنه مروع وخطر
17:35لا أحد يعرف عن هذا الأمر أكثر من سيباستياو جونسالفز
17:39الذي وجد نفسه فجأة عندما كان في الثامنة من عمره أمام تمساح استوائي كاد يقتله
17:46كنت أصطاد مع والدي وكنا عائدين إلى المنزل
17:52لم يكن على علم بأن حياة سيباستياو ستتغير فجأة
17:57أصابت تمساح المجداف
18:01فأمسك بفخذي وسحبني إلى الماء
18:04ثم رحل
18:08سيباستياو فقد ساقه
18:13لكن أمرا كهذا لم يحدث إلا بضع مرات قليلة جدا
18:17وفي كل مرة كان يحدث أثناء مهاجمة التمساح لسمكة
18:22يحاول أحدهم أن يصطادها
18:24أو أثناء اقتراب أحدهم كثيرا من العش حيث البيوض
18:28أما بالنسبة إلى متريز الأنثى الضخمة
18:34فالأمومة باتت الآن من الأولويات
18:37سيبدأ موسم التزاوج عما قريب
18:40ستتمكن من التكاثر بنجاح
18:42فقط إذا وجدت ذكرا مناسبا وملجأا آمنا لعشها
18:47نحن الآن في شهر يوليو
18:53وماتريز تحقق تقدما لافدا
18:56تنطلق أبعد من مجموعة البيوت العائمة
19:00وتختار طريقها من جدول إلى آخر
19:03قريبا ستصل إلى تقاطع طرق
19:15حيث تلتقي المياه السوداء بتلك الرمادية
19:18المياه الرمادية يعكرها على الأرجح
19:23تدفق المياه إليها من الأنهار
19:26أما المياه الصافية والمظلمة
19:28فتتدفق على الأرجح من مكان أكثر هدوءا
19:32ربما من بحيرة
19:33هناك زحمة سير عند التقاطع
19:48وهي فرصة لا يمكن للتمساح الاستوائي أن يفوتها
19:53يتجمع أيضا عند التقاطع حيث تلتقي المجاري السريعة تلك البطيئة
20:00عدد هائل من الأسماك التي تبحث يائسة عن مياه لا تنقص
20:05على ماتريز الآن أن تأكل جيدا
20:08تتزاوج إناث التماسيح الاستوائية السوداء مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات فقط
20:15لكنها إذا تزاوجت بنجاح فسيكون لديها وقت أقل لكي تصطاد
20:21إذ إن عليها حراسة عشها
20:23عليها أن تأتي إلى المكان المناسب لكي تجد الغذاء
20:27تتمدد وتمد أنفها نحو الضفة وتنتظر بصبر
20:32مستخدمة جسمها لتوجيه الفريسة نحو فكيها
20:35تتنافس الإناث فيما بينها على أفضل أحواض الصيد الصغيرة
20:40وتدافع عنها بكل شراسة
20:43لماتريز امتياز خاص بها
20:46إذ إن حجمها كأنثى ضخم بشكل لافت
20:49يتحول معظم التماسيح الاستوائية الآن إلى أمور أكثر إلحاحا
20:56وهي إيجاد شريك مناسب
20:58يجب أن يتم التزاوج الآن بينما يكشف موسم الجفاف اليابسة
21:04وإلا فلن يكون للأمهات مكان تضع فيه بيوضها
21:09يبدو أن الذكور بدأت تستعرض نفسها
21:12عادة تقوم الصفايح العظمية التي تحت الجلد السميك لدى التمساح الاستوائي الأسود
21:19بحمايته من هجمات أخصامه
21:21لكن هنا يبدو أن هذه التماسيح الضخمة تستعرض ظهورها للترويج لحجمها
21:27هذا بالتزامن مع تخويف الخصم والتأثير في شريكة محتملة
21:35تقوم متريز بمراقبة الذكر وهو يهمهم ويحدث الفقاعات في الماء
21:44هذه ليست مفاجئة إذ إن كل ذكور التماسيح تقوم بهذه الحركات الإغرائية
21:54للفت انتباه الأنثى
21:56أما التماسيح الاستوائية فنادرا ما صورت في مشاهدك هذه
22:00مع أن التمساح الاستوائي الأسود هو حيوان ضخم ومخيف
22:15إلا أنه يغازل شريكته بلطف وحنان لافتين
22:19لقد التقت متريز أحد الذكور وسترافقه خلال الرحلة
22:31على طول الطريق ترافق الطيور هذه الهجرة الجماعية نحو المياه التي لا تنقص
22:44تبدأ كلها بالتوجه معا صعودا في مجرى المياه لتلحق برفوف الأسماك
22:50وعندما ينهي التزاوج يلحق التمساح الاستوائي بالتماسيح الأخرى
22:55فيسير صعودا بسرعة في مجرى النهر
22:58كثير منها يصل إلى بحيرة التماسيح الأسطورية
23:03التي قلة من البشر تمكن من رؤيتها
23:06يعرف عنها أنها جنة التماسيح الاستوائي
23:12يعيد أنها تؤمن الحماية للزواحف خلال أسوأ مواسم الجفاف
23:16كما تؤمن للجيل القادم فرصة للبقاء على قيد الحياة في الظروف القاهرة
23:22أخيرا تصل الهجرة التي فرضها موسم الجفاف إلى نهايتها
23:40لقد وصلت التماسيح الاستوائية إلى جنتها المائية
23:47بعد كيلو مترات عديدة ومنهكة
23:54وصلت ماتريز ضمن أول مجموعة من التماسيح المهاجرة
23:58ودخلت الملجأ السري
24:01يتحول هذا المكان إلى مهرجان للتماسيح خلال موسم الجفاف
24:11إلى تجمع قبلي يكتمل بوليمة كبيرة
24:15إنه مكان بعيد يصعب على الغرباء بلوغه
24:21حتى الصيادون غير الشرعيين نادرا ما يغامرون ويدخلونه
24:27تشكل البحيرة ملجأا كما تشكل وفرة في الحياة البرية
24:37لقد بدأت هذه المياه تنخفض منذ أن توقفه طول الأمطار
24:48فعلقت أسماك لا تحصى في مكان تتضاءل مساحته شيئا فشيئا
24:53الطعام الآن متوافر بكثرة
25:03وخطر الصيادين غير الشرعيين ضئيل جدا
25:07فأمام هذه التماسيح الاستوائية فرصة جيدة لكي تنمو وتكبر
25:12ويصبح حجمها ضخما
25:14قد تربض في هذا المكان زواحف ذات أحجام تحطم الأرقام القياسية
25:22وقد يحطم بعض الذكور أرقاما قياسية سابقة
25:26وينمو ليبلغ طوله ستة أمتار
25:29ووزنه أربعمائة وثلاثة وخمسين كيلو جراما
25:33على غرار التماسيح الأخرى
25:38يستطيع التمساح الاستوائي الأسود
25:40أن يمضي أشهرا من دون طعام وفير
25:43قد يكون الصيد أصعب
25:45مع انتشار الأسماك المباثرة عبر الغابة
25:48التي يضربها موسم الجفاف
25:50بعد أن كانت مغمورة بالمياه
25:53لكن مع حر الظهيرة
26:02حتى أكثر الصيادين جشعا
26:04يحتاج إلى أن يتوقف
26:06ويأخذ قيلولة تحت أشعات الشمس
26:10بقيت البحيرة لأسابيع عدة مصدرا غنيا بالأسماك
26:25أما الآن وبينما تنهمك ذكور التماسيح وصغارها بالأكل
26:31تنسحب متريز والإنات الأخرى بعيدا عن الولينة
26:35فمنذ وصولها إلى بحيرة التماسيح الاستوائية
26:40أكلت كل ما استطاعت أكله استعدادا لإلقاء بيوضها
26:44وهي الآن مستعدة
26:46على متريز أن تجد مكانا منعزلا لا تلقي فيه بيوضها
26:59بعيدا عن الحيوانات المفترسة
27:01وعن بعض التماسيح التي تأكل بني جنسها
27:05إنها تتفحص خليجا صغيرا بمحاذاة البحيرة
27:09مهمتها إيجاد مكان آمن قريب من الشاطئ
27:18حيث تتوافر المواد اللازمة لبناء العش
27:21إن النباتات المتعفنة تحمي البيوض من الحر الشديد خلال النهار
27:26كما تؤمن لها الدفء في الليل
27:28لأن الحرارة هي التي تحدد الجنس الصغير
27:31وهذا سيحافظ على التوازن بين أعداد الذكور والإناء
27:36تضع أنفى التمساح الاستوائي الأسود بيوضا
28:02قد يصل عددها إلى 35 بيضة
28:05فوق كومة بعرض مترين
28:07وتبنيها من أوراق النباتات المتعفنة والعدان
28:11ثم تقوم بتغطيتها بدقة شديدة
28:14ثم تعود إلى المياه وتبقى قريبة من الموقع
28:22ما إن وضعت متريز بيوضها حتى بدأ العمل الجاد
28:31أمامها ثلاثة أشهر من الحراسة الدائمة والطعام المحدود
28:35لن تبتعد خلالها كثيرا عن العش
28:38فهي تعرف بواسطة غريزتها أن هناك دائما عيونا تراقب
28:44نصوص البيض بوجوه مختلفة يجبون الغابة
28:52لكن للحراسة ثمنها
28:57الدباب النهي ممصاص الدماء يلسع الزواحف
29:02لا تستطيع الحشرات أن تخرق جلد التمساح المصفح
29:13فتتحول نحو أهداف أخرى ضعيفة
29:16يلتهب الجلد الحساس حول عيني متريز بسرعة
29:20ويصبح جافا
29:21فتغطس تحت الماء لتبريده
29:24حيث لا يستطيع الذباب أن يلحق بها
29:27لكنها لن تبقى طويلا
29:31لأن العش بحاجة إلى الحراسة الدائمة
29:35تقوم متريز بحراسة بيوضها في المكان المعزول
29:44بينما تستمر الذكور والتماسيح الفتية
29:46بتناول الطعام خلال ساعات الليل
29:49لا حاجة إلى التنافس
29:55فالبياة مليئة بالأسماك المتحركة
30:01الطعام متوافر بكثرة
30:15والتماسيح تحتشد في المكان
30:17دون أن تتنافس فيما بينها
30:19حتى إن احتكاكا بالغنوف بين التماسيح
30:23نادرا ما يؤدي إلى قتال
30:25يحجب الليل صيادا آخر نادرا ما يرى
30:30إنه طائر البلشون أبو القارب
30:34وهو الآن أيضا عرضة لهجوم التمساح
30:38تشكل هذه الكوكبة من العيون المشعة
30:54دليلا على وجود المئات من الزواحف المحتشدة في البحيرة
30:58التي بدأت تتقلص
31:00لقد مضى خمسة وثمانون يوما من الحر الشديد
31:17وماتريز لا تزال تجوب الضفة
31:20حيث عشها الثمين الذي يحتوي على البيود
31:23لم يغب نظرها عن العش طوال هذه المدة
31:27قريبا ستفقس البيود
31:30لكن الخطر ما زال محدقا بها
31:36تشتهر سحليات تاكو بسرقتها للبيود
31:40حتى إن سحلية صغيرة قد تشكل خطرا كبيرا
31:44تدرك ماتريز بسرعة أن الخطر ليس بعيدا
31:48تتوجه بسرعة نحو الضفة
31:50فتتصرف سحلية تاكو بحكمة
31:54وتنسحب
31:55تتحمل الأم عذاب الدباب
32:03الذي لا يعرف الرحمة
32:05إلى أن تتأكد أن الخطر قد زال
32:07ومن ثم تعود إلى الماء
32:10يوما بعد يوم تتضاءل المياه بفعل الحر الشديد
32:21فيبتعد موقع حراسة الأم شيئا فشيئا عن عشها ثمين
32:26الآن سنتيمترات قليلة قد تشكل فرقا كبيرا
32:32في مكان آخر من غابة الأمازون المطرية
32:41يطير مهاجم أعشاش آخر فوق مجرى المياه
32:45بحثا عن مخابه بيود التماسيح
32:48إن علمة الأحياء سونيا كانتو
32:50ومعها فريقها
32:52يعرفون جيدا أن عشاش التماسيح
32:54الاستوائية السوداء
32:56قد ترسم مستقبل هذه الزواحف
32:58هنا في محمية مامي راوة
33:02وهي أكبر منطقة ربط في البرازيل
33:05تحت الحماية
33:05تزدير التماسيح الاستوائية السوداء
33:08وتنمو على الرغم من بلوغها
33:11حد الانقراض منذ بضعة عقود
33:13يتطلب العمل أعصابا فولادية
33:24نظرا لوجود الأم في الجوار
33:26وهي تقوم بحراسة بيوضها بكل شراسة
33:30إن تعداد البيود يعطي سونيا
33:36فكرة عن وضع الإناث الصحي
33:38وعن مدى نجاح عملية التكاثر
33:41يحتوي هذا العش على أكثر من ست وثلاثين بيضة
33:52وهو عدد ممتاز
33:53يبدو أن الأمة تخاف من البشر
33:56فتبقى في الماء
33:58تقوم سونيا بإحداث صوت البيود
34:07بحك بعضها ببعض
34:09وهو صوت له تأثير معين
34:17ينتهي الباحثون بسرعة من عملية التعداد
34:28لقد حان الوقت لتركها بسلام
34:44في هذه المحمية قد تكون أعشاش التماسيح آمنة من ناحية البشر
34:53لكنها غير آمنة أمام مخلوقات أخرى
34:56إن الفهد الصياد هو من الحيوانات التي تغير على الأعشاش
35:01في الحر المستعر خلال موسم الجفاف الاستوائي
35:15تنخفض رغبته في الصياد وقتل فريسة كبيرة الحجم
35:19وهذه السنوريات تعرف أن الطعام السهل المنال متوافر الآن بكثرة
35:25تشكل أعشاش التماسيح الاستوائية السوداء مصدر طعام لها
35:30عندما لا تكون الأم في الجوار
35:33أو عندما تكون صغيرة غير قادرة على مواجهة هذا المفترس الرائع
35:38الفهود تشكل خطرا كبيرا على أعشاش التماسيح الاستوائية
35:43يقوم القرد السنجابي بمراقبة العش بحذر
35:47وكذلك يفعل القرد البني الرأس
35:50يجذب العش المكشوف لصوصا كهذه
35:54لكنها مسألة دقيقة
35:57إذ إن مالكة العش قد تعود في أي لحظة
36:01لقد حصل على جائزته
36:12لكن الاستفادة الكاملة من العش هي أمر آخر
36:20إن التهديد الأكبر الذي تواجهه أعشاش التماسيح الاستوائية السوداء
36:28المنتشرة عبر الغابة يأتي من قلة خبرة الأم
36:31لقد قامت هذه الأنثى الصغيرة ببناء عشها عاليا جدا عند الضفة
36:39دون أن تحسب حسابا للمياه التي تنقص وتتراجع
36:44عادة تراقب الأمهات أعشاشها وهي في الماء
36:47لكن هذه الأنثى قد تكون الآن بعيدة
36:50بحيث لن تستطيع حماية صغارها من الغزات
36:54لم تعد قريبة بما يكفي لكي تراقب العش وتحميه بفعالية
37:00الكواتي بخرطومه الطويل وحاسة الشم القوية التي يتمتع بها
37:05يستطيع أن يجتم رائحة وجبة محتملة
37:09تهرع أنثى التمساح الاستوائي للدفاع عن بيوتها
37:22لكنها تأخرت
37:30تمكنت ماتريز حتى الآن من حماية عشها عند ضفة البحيرة من كل الحيوانات المفترسة
37:56إنها تتمتع بالحجم وبالمهارة
38:02قد تفقص بيوتها في أي وقت الآن
38:06لكن ما إن تفقص البيوت حتى يبدأ العمل الجاد المرهق
38:12إن صغار التماسيح الاستوائية هي ضعيفة خارج البيوت أكثر مما هي في داخلها
38:19أسماك البيرانة وثعالب الماء العملاقة وحتى التماسيح الاستوائية الأخرى الجائعة
38:25كلها تنتظر قدوم الصغار
38:28يوما بعد يوم تستمر بحيرة التماسيح بالتقلص تحت أشعة الشمس الاستوائية
38:35إن الأسماك والزواحف العالقة في هذه البحيرة المتقلصة قد دخلت في مرحلة حريشة
38:44ولا شيء يدل على قربه طول المطر الذي سينقض هذه المخلوقات
38:53في المياه الضحلة ينخفض منسوب الأكسجان
39:05مع تراجع مستوى المياه تصبح حياة الأسماك في خطر
39:12لقد تحولت البحيرة إلى مائدة لآكلات القمامة
39:19تتوافد النصور من مسافات بعيدة نحو مائدة مليئة بالأسماك الميتة والأخرى المنازعة
39:29عرفت التماسيح بقدوم النصور
39:40فقرر تمساح استوائي أسود ضخم أن يسرق طعامها
39:45بعد أن كان قد أكل الكثير من الأسماك العالقة
39:49الطيور كلها تنحني أمام قوته الهائلة
40:00البحيرة مليئة بالأسماك المنازعة وتلك الميتة فلا داعي للعجل
40:23لدى النصور ما يكفي من الوقت لكي تنتظر وتأخذ حماما
40:29إن الريشة المبتلة لا يساعدها على الطيران
40:36لكن دقائق قليلة تحت أشعة الشمس الحارقة تكفي لتجفيف أجنحتها
40:43بات الوقت الآن حساسا جدا بالنسبة إلى كل المقيمين في البحيرة
40:53وبشكل خاص بالنسبة إلى الأمهات التي تنتظر تفقيص بيوضها
40:59عند ضفة الخليج بدأ عشو متريز يتحرك فاستجابت له
41:05منذ ثلاثة أشهر وضعت أكثر من ثلاثين بيضة تحت كومة من الأعشاب المتعفنة
41:14ثم قامت بمراقبتها وحراستها ودافعت عنها في وجه كل الحيوانات المفترسة
41:20وسهرت على حمايتها
41:22بدأ الصغار الآن بمنادات الأم حتى من داخل البيوت
41:27لقد أعلنت التماسيح الصغيرة عن قدومها
41:32وعلى الأم أن تحررها من العش وإلا فستموت
41:37تبدأ أنثى التمساح الاستوائي الأسود الضخمة بالحفر لنجش كنزها في المساء البارد
42:02وخلال الليل تقوم بإرشاد فراخها الصغيرة إلى الماء
42:19وتحملها أحيانا بواسطة فكيها
42:23مع طلوع الفجر لم يبقى في العش سوى بضعة فراخ
42:47تراقب ماتريز الفراخ الصغيرة المتجمعة في الخليج
42:53وتنتظر تلك المتأخرة في الوصول
42:56وتستمر بالحراسة حتى يصل آخر الفراخ بأمان ويربض في جوارها
43:03بعد عناء التفقيس والرحلة إلى الماء
43:09ترتاح صغار التمساح الاستوائي في مكان آمن بين القصب
43:14تحت حراسة أمها
43:16تواجه الفراخ أشياء غريبة مبهمة
43:24وربما ينجو من الفراخ خمسة بالمئة فقط ليعيش حتى سن البلوغ
43:28لكن ماتريز تعرف البحيرة جيدا
43:35سوف تقوم بحماية صغارها من كل المخاطر على مدى الأشهر العديدة القادمة
43:42تنتشر فوق ضفاف البحيرة فراخ تماسيح أقل حظا من فراخ متريز
44:03يفترس ثعلب الماء العملاق عددا كبيرا من صغار التماسيح الاستوائية
44:10وهي تتخبط عند المياه الضحلة
44:12هذا التمساح الصغير يخوض معركة غير متكافية
44:36لكنه يدافع عن نفسه بشراسة
44:38تشكل سمكة الفيرانة المنازعة وجبة أفضل
44:47فيهرب التمساح الصغير وينجو بنفسه
44:51لكن الفراخ الأخرى قد لا يحالفها الحظ
44:55فراخ كثيرة تنتهي بين فكي الفيرانة سمكة الأمازون المرعبة
45:07إن صغار التماسيح الاستوائية السوداء التي تنجو
45:29وبعد مضي سنة طويلة محفوفة بالمخاطر
45:33تصبح قوية تصعب مهاجمتها
45:36كما يصبح باستطاعاتها التعرف إلى صغار حيوانات
45:40تنافسها في الغابة المطرية دون خوف
45:43سوف يتعلم صغير الفهد هذا الفضولي السادج درسا لن ينساه
45:49في بحيرة التماسيح الاستوائية تشكل السماء مصدر خطر
46:08لكن المطر لم يأتي بعد
46:10لقد تشاركت الزواحف في هذا المكان بصبر على مدى خمسة أشهر
46:15لكن مع تقلص البحيرة فوجود الكثير من الحيوانات المفترسة في مائها
46:21يولد العنف
46:22موسيقى
46:40أصبح الوضع الآن لا يطاق
46:42تستمر البحيرة بالتقلص تحت أشعة الشمس الحارقة
46:52معظمها تحول إلى مياه ضحلة موحلة
46:56معظم الأسماك ماتت
46:59والتماسيح الاستوائية بدأت تشعر بالتوتر
47:02موسيقى
47:14بعضها يتراجع نحو وسط البحيرة
47:17حيث الحشد أقل والمياه أعمق
47:20موسيقى
47:24لكن ماتريز تلازم الحافة الضحلة للبحيرة
47:28من أجل سلامة صغارها
47:30موسيقى
47:34أخيرا يلمع البرق الواعد في سماء الأمازون
47:38موسيقى
47:42خلال ساعات يبدأ المطر بالغطول
47:45موسيقى
47:49موسيقى
47:51تبدأ بحيرة التناسيح الاستوائية بالتوسع تدريجيا
47:55ثم تفيض المياه فوق ضفافها
47:58فتعود الغابة لتغرق في المياه من جديد
48:02موسيقى
48:04ثم تنطلق المخلوقات نحو الأماكن الآمنة هربا من الطفان
48:12الأمر الذي يأتي مرة جديدة
48:15بنمط حياة مختلف إلى غابة الأمازون
48:18موسيقى
48:26موسيقى
48:28لقد نجحت مطريز أنثى التمساح الاستوائي الأسود بإحضار تماسيح صغيرة سليمة إلى هذا العالم العائم
48:36موسيقى
48:38موسيقى
48:40موسيقى
48:42موسيقى
48:44موسيقى
48:46موسيقى
48:48موسيقى
48:50هذه الفراخ الصغيرة بالوصول إلى بحيرة التماسيح الاستوائية
48:54وقد تصبح هي أيضا تماسيح عملاقة
48:58موسيقى
49:12موسيقى
49:16خط مياه الطفان تختفي أشباح الغابة المغمورة بالمياه
49:21لتلتحق من جديد لصفوف أكثر الحيوانات الصيادة خطورة
49:27التي تعيش في أعظم نهرٍ في العالم
49:31موسيقى
49:33موسيقى
49:36موسيقى
Recommended
0:51
|
Up next
0:46
2:11
3:25
0:59