Skip to playerSkip to main contentSkip to footer
  • 5/20/2025
القران الكريم تلاوات

Category

📚
Learning
Transcript
00:00السلام عليكم ورحمة الله
00:03أسعد الله أوقاتكم بكل خير وسعادة
00:07قصتنا اليوم بعنوان
00:10الفلاح الذكي والوغز الأميرة
00:14عاش في الزمن القديم فلاح فقير له ثلاثة أبناء
00:20وكان أكبرهم واسمه أرشد ضخم الجسم أحمر البشرة
00:26ساذجا طيب السريرة
00:29وكان أوسطهم واسمه أمجد نحيف الجسم أصفر الوجه حسودا شريرا
00:37أما أصغرهم أسعد فقد كان أبيض البشرة قصير القامة يكاد يشبه الأقزام
00:46حتى إن القوم أطلقوا عليه لقب قصير الذيل
00:51ولكنه كان على جانب كبير من الذكاء والخبث والدهاء
00:58ويوم أصبح هؤلاء الأبناء قادرين على العمل
01:02قال لهم أبوهم عليكم يا أبنائي أن تتركوا هذا الكوخ الذي ولدتم فيه
01:10وأن تضربوا في طول البلاد وعرضها سعيا وراء الرزق
01:16فالحياة في هذه القرية صعبة والعمل فيها قليل
01:21وتفق أن كان للملك في تلك الناحية قصر ريفي جميل المنظر
01:27دقيق الصنع كثير الزخرف وافر الشرفات والنوافذ
01:33فحدث في ليلة من الليالي أن انبثقت من الأرض بإزاء تلك الشرفات والنوافذ شجرة عظيمة
01:43ملتفة الغصون والأوراق حجبت نور الشمس عن القصر
01:48ولم يكن من السهل أن تطرح تلك الشجرة أرضا
01:53فما من فأس أهوابها أقوياء الحطابين على جذعها إلا تحطمت
02:01وما من غصن قطع منها إلا نبت غصنان في مكانه
02:07وكان الملك قد أعلن أنه يمنح ثلاثة أكياس من الذهب
02:13لمن ينقذه من هذه الشجرة اللعينة
02:17فما استطاع أحد أن يظفر بالجائزة
02:21فأذعن الملك لواقع الحال
02:24وأمر أن يضاء القصر في رابعة النهار
02:28وكان الملك قد أعلن أيضا أنه يمنح جائزة سنية
02:33ولقبا من الألقاب الشريفة
02:36لمن يستطيع أن يحفر في فناء القصر بئرا عميقة
02:41توفر الماء للقصر وسكانه طول العام
02:45ذلك أن الماء كان قد شح في تلك الضاحية
02:50فما كسب أحد الجائزة
02:53ولما ضاقت بالملك الحيلو عن تحقيق أمنيته الكبرى
02:59من تحطيم تلك الشجرة وحفر بئر الماء
03:04أذاع أنه يمنح يد ابنته ونصف مملكته
03:09لمن يتغلب على الشجرة
03:12فيطرحها أرضا
03:15ويقوى على الصوان
03:17فيفجر منه الماء
03:20فانهال على تلك الضاحية
03:22جمهرة من العمال الأشداء
03:25وفي يد كل منهم فأس ومعول
03:29جاءوا من مختلف البلدان
03:31يحاولون القيام بما يطلب الملك
03:35رجاء أن يشاركوه في الملك
03:38ويحصلوا على يد ابنته الجميلة
03:40وطال حديث الناس في هذا الموضوع
03:43وتساءل الإخوة الثلاثة
03:46ماذا لو رضي أبوهم
03:48وذهبوا يجربونهم أيضا حظهم السعيد
03:52والحق أنهما كانوا يطمحون
03:55إلى ما يطمح إليه الآخرون
03:58وإنما كان كل همهم
04:00أن يجدوا في القصر
04:02عملا يزاولونه
04:04ويدر عليهم بربح جزيل
04:09فوافق الوالد على مطلب أبنائه
04:12فذهبوا يجدون في السير
04:14إلى قصر الملك
04:16وبعد قليل
04:18توغلوا في غابة من الصنوبر
04:21كانت تكسو جبلا من الجبال
04:24فطرق أسماعهم صوت فأس
04:27يعقبه أصوات أغصان تتساقط
04:30فقال الصغير
04:32أسعد يدهشني أن يحطم القوم
04:35الأشجار في رؤوس الجبال
04:38فقال له
04:40أم جد بلهجة جافة
04:42يدهشني أن لا تدهش أنت من كل شيء
04:46فالجاهل يرى كل شيء أمرا عجبا
04:50فلم يحف الأسعد بهذا القول
04:53واندفع يصعد في الجبل
04:55ويجري إلى مصدر الصوت
04:58فلما وصل إلى رأس الجبل
05:01فماذا تظنون أنه وجد
05:04وجد فأسا مسحورة
05:06تعلو وتهبط على شجرة من الأشجار الضخمة
05:10فقال يخاطبها
05:12صباح الخير يا سيدتي الفأس
05:15ألا يضايقك أن تهوي وحدك على هذه الشجرة
05:20فقالت الفأس
05:22لقد مضت علي سنون طويلة
05:25وأنا أنتظرك يا ولدي
05:28ها أنا ذا يا سيدتي
05:31وتناول الفأس
05:33ووضعها في كيس كبير من الجلد
05:36كان يحمله
05:38وهبط من الجبل إلى إخوته
05:41فرحا مسرورا
05:43فبادره أخوه أمجد
05:45قائلا في شيء من الاحتقار
05:48ماذا رأيت هناك أيها المتعجب
05:52فقال أسعد
05:54لقد كان ما سمعناه صوت فأس لا غير
05:58واستأنف الإخوة السير
06:01فبلغوا طريقا تحف به الصخور
06:05وسمعوا صوتا ينحدر إليهم من عل
06:09كأنه صوت قطعة من الحديد
06:12تضرب قطعة من الصخر
06:15فقال
06:16أسعد
06:17يدهشني أن يحطم القوم هناك صخرة من الصخور
06:24ومضى على الفور يتسلق الصخرة
06:27ويسحف عليه بيديه وقدميه
06:31في حين كان أرشد وأمجد يشبعانه هزا وسخرية
06:37فلما وصل إلى رأس الجبل
06:40فماذا تظنون أنه وجد
06:43وجد معولا مسحورا
06:45يحفر حسب ما يحلوله
06:48صخرة كأنها أرض طرية
06:51فقال قصير الذيل
06:53صباح الخير يا سيدي المعول
06:57ألا يضايقك أن تحفر وحدك هذه الصخرة القديمة
07:02فقال المعول
07:04لقد مضت علي سنون طويلة
07:07وأنا أنتظرك يا ولدي
07:10ها أنا ذا يا سيدي
07:13وتناول المعول
07:15وفك منه المقبض
07:17ووضع القطعتين في كيسه الجلدي
07:21وهبط من الجبل إلى إخوته مبتهجا
07:25فبادره أخوه الأوسط قائلا في شيء من الوقاحة
07:30ماذا رأيت هناك يا سيدي المتعجب
07:35لقد كان ما سمعناه صوت معول لا غير
07:39ولم يزد
07:41ثم استأنف الإخوة الثلاثة سيرهم
07:44فوصلوا بعد قليل إلى جدول ماء بارد صاف
07:50فأقبلوا عليه يشربون بأكفهم
07:53ويروون عطشهم
07:55فقال قصير الذيل
07:57يدهشوني أن يكون هذا الماء الغزير في واد غير عميق
08:03ويهمني أن أعرف من أين يخرج هذا الجدول
08:07واندفع يمشي في محاذاة الجدول
08:11وصراخ أخويه به يتوالى عليه
08:15فلما بلغ نهايته فماذا تظنون أنه وجد
08:21وجد قشرة جوزة ينبع منها الماء صافيا لماعا
08:26فقال صباح الخير يا سيدي النبع
08:31ألا يضايقك أن تنبثق وحدك من هذا الركن الصغير
08:36فقالت قشرة الجوزة
08:39لقد مضت علي سنون طويلة
08:42وأنا أنتظرك يا ولدي
08:45ها أنا ذا يا سيدي النبع
08:49وتناول قشرة الجوزة وغطاها ببعض الأعشاب
08:53حتى لا يتدفق منها الماء
08:56ووضعها في كيسه الجلدي
08:59وعاد إلى إخوته
09:01والفرح يملأ صدره
09:04فلما لمحه أخوه الأكبر مقبلا من بعيد
09:08صاح فيه قائلا
09:10أتدري الآن من أين يخرج هذا الجدول
09:14نعم يا شقيقي
09:16إنه يخرج من ثقب صغير
09:20وصل الإخوة الثلاثة أخيرا
09:23إلى قصر الملك
09:25فإذا الشجرة العظيمة قد ازدادت
09:28غصونا وأوراقا
09:30والفناء لا بركة فيه
09:32وعلى باب القصر لافتة كبيرة
09:35وعد الملك فيها أن يمنح يد الأميرة
09:39ونصف المملكة
09:41لأي نبيل أو فلاح
09:43يستطيع أن يحقق الأمرين الذين
09:46يرغب فيهم الملك
09:47وكان الملك قد سئم جميع المحاولات
09:51التي ذهبت سدا
09:53فأمر بأن توضع تحت اللافتة الكبيرة
09:56لافتة صغيرة
09:58كتب فيها بحروف حمر
10:01النص الآتي
10:03ليكن في علم الجمهور
10:06أن جلالة الملك الرحيم العطوف
10:09قد تفضل وأمر بقطع أذني
10:13من يخفق في تطعيم الشجرة
10:16وحفر البئر
10:18حتى يعرف كل إنسان قدر نفسه
10:21وذلك أول درس من دروس الحكمة
10:25قرأ أرشد هذه اللافتة
10:28فضحك طويلا
10:30وحدق إلى ذراعيه المفتولتين
10:33ثم أدار الفأس حول رأسه مرتين
10:37وأهوى بها على الشجرة اللعينة
10:40فقطع منها غصنا من غصونها الضخمة
10:44ولكن نبت محله على الأثر غصنان
10:48كل منهما أضخم من الغصن المقطوع
10:53فهجم حراس الملك على الفتى المسكين
10:57وقطعوا له أذنيه
10:59فقال أمجد لأخيه
11:02لست من المهارة في شيء يا شقيقي
11:05ثم أخذ الفأس
11:07ودار بها حول الشجرة
11:10ورأى عند جذعها
11:12غصنا منبثقا من الأرض
11:15فقطعه بضربة واحدة
11:18وعلى الفور خرج من الأرض
11:20غصنان هائلان ممتلئان بالأوراق
11:24فغضب الملك أشد الغضب وصاح
11:28اقبضوا على هذا الشقي
11:30واقطعوا أذنيه وبعض خديه
11:33ما دام لم ينتفع بدرس أخيه
11:37وهكذا كان
11:39فتقدم عندئذ قصير الذيل
11:42ليقوم بمحاولته
11:44فلما رآه الملك صاح قائلا
11:48اطردوا هذا المسخ
11:50أو اقطعوا أذنيه إن أبى
11:53فقال قصير الذيل
11:55عفوا يا مولاي
11:57إن الملك لا ينزل عن كلمته
12:00فمن حقك علي
12:02أن تقطع أذني إذا أنا لم أفلح
12:06فتنهد الملك وقال
12:08أقدم ولكن احذر
12:11إن أنت أخفقت
12:13أن أقطع أذنيك وأنفك معا
12:17فأخرج قصير الذيل
12:19الفأس المسحورة من كيسه
12:22وكانت في مثل طوله
12:24ووقفها في جهد وعناء
12:27ومقبضها إلى الأرض
12:29وقال يخاطبها
12:31اقطعي اقطعي
12:34وهبت الفأس تضرب وتقطع
12:37وتهوي على الشجرة يمينا وشمالا
12:39وتعلو إلى فوق
12:41وتهبط إلى تحت
12:43فلم تنقض دقائق
12:45إلا والشجرة
12:47بجذوعها وأغصانها
12:49وأوراقها
12:51قد انطرحت أرضا
12:54فاقترب قصير الذيل من الملك
12:57وقال
12:58لعل جلالة الملك مسرور
13:01من عمل خادمه الوفي
13:03فقال الملك
13:05نعم ولكن بقيت البئر
13:08وإلا فالويل لأذنيك
13:11ليتفضل مولايا
13:13ويعين الموقع الذي
13:15يريد أن تحفر فيه البئر
13:18فعين الملك المكان
13:20وأخذت الأميرة تطيل التحديق
13:23في كثير من القلق
13:25إلى هذا القزم الذي
13:27نكبتها به السماء
13:29ليكون زوجا لها
13:31وأخرج قصير الذيل
13:33من كيسه المعول المسحور
13:36ووضعه في المكان المطلوب
13:39وهتف به قائلا
13:41يا معولي يا معولي
13:44وعلى الفور أخذت شضايا الصوان
13:47تتطاير
13:48فما انقضت
13:49دقائق معدودات
13:51حتى حفر المعول بئرا
13:54يبلغ عمقها
13:55أكثر من مئة قدم
13:57فحيا قصير الذيل الملك
14:00وقال
14:01أيرى مولايا أن البئر
14:03على عمق مقبول
14:05فقال الملك
14:07نعم
14:08ولكن يعوزها الماء
14:11فقال قصير الذيل
14:13سمعا وطاعا
14:15يا مولاي
14:17وأسرع قصير الذيل
14:19وأخرج من الكيس
14:21قشرة الجوزة المغطاة بالعشب
14:24وغرسها في الأرض
14:25على مقربة من فوهة البئر
14:28وقال
14:29أخرج أيها الماء
14:32أخرج أيها الماء
14:34وفي الحال تفجرت الأرض بالماء
14:38وارتفع منه في الفضاء عمود عال
14:41تساقط بعد ذلك في مطر شديد
14:45وسيول جارفة ملأت البئر
14:48وفاضت منه على جداول حفروها
14:51على عجل هربا من الفيضان
14:55ومثل قصير الذيل بعد هذا
14:58بين يدي الملك
15:00وقال في خشوع وتواضع
15:02أتراني يا صاحب الجلالة
15:05قد قمت بجميع الشروط المطلوبة مني
15:09فقال الملك
15:11أجل يا قصير الذيل
15:13فأنا مدين لك بنصف مملكتي
15:16أما منحك يد الأميرة
15:19فتلك مسألة أخرى
15:21لست أنا وحدي صاحب الكلمات فيها
15:25وانصرف الملك إلى بعض شأنه
15:28وسارع قصير الذيل إلى شقيقيه
15:31وهو يقول
15:33أما كنت على حق
15:35في أن أدهش لكل أمر
15:37وأتبين أسبابه
15:39فقال أخوه
15:41أمجد في شماته
15:43لقد أسعفك الحظ
15:45والحظ أعمى
15:47لا يختار دائما أحق الناس به
15:50وقال له أخوه
15:52أرشد
15:53حسنا فعلت يا عزيزي
15:56وإني لشديد الفرح بنجاحك
15:59وإن فقدت أذني
16:01فقددت لو كان والدنا هنا
16:04وكان رجال القصر
16:06بأمر من الملك
16:08قد أعدوا لكل واحد من الإخوة الثلاثة
16:13غرفة جميلة
16:15فاستحبوهم إليها
16:17أما الملك
16:19فقد أوى إلى مخدعه
16:21ولكنه لم يغمض له جفن طول الليل
16:25وهو يفكر في طريقة
16:27تعفيه من تنفيذ وعده
16:29دون ملام
16:31قربا من أن يكون له صهر
16:34مثل ذلك القزم
16:36فالتردد بين الشرف والمصلحة
16:39أمر صعب على الرجال الأفاضل
16:43ولكن قل ما تردد فيه الرجال الأشرار
16:48ولما طال تفكير الملك
16:50واضطرابه على غير جدوى
16:53استدعى إليه شقيقي قصير الذيل
16:57ليتبين منهما ما يجهل من أخلاق
17:01أمامهما وشؤونه
17:03فأثنى أرشد على أخيه الصغير
17:06كل الثناء
17:08فما وقع ذلك المديح من قلب الملك
17:11موقعا حسنا
17:13ولكنه ارتاح لكلام أخيه
17:16أمجد حين سمعه يقول
17:19إن أخي قصير الذيل
17:21ليس إلا مغامرا من المغامرين
17:25ولا حرج على الملك
17:27إذا هو نكث معه عهده
17:29وإنك لتعلم يا مولايا
17:31أن في البلاد عملاقا
17:33يختطف البقر والثيران
17:36ويثير الذعر
17:38فقد بلغ من غرور أخي
17:40وعريض دعواه
17:42أن قال غير مرة
17:44لو شئت لجعلت من ذلك العملاق
17:47خادمي الأمين
17:49فقال الملك
17:51هذا ما سوف نراه
17:53ثم أشار على الشقيقين بالانصراف
17:58ونام بقية ليله
18:00وفي صباح اليوم التالي
18:02استدعى الملك قصير الذيل
18:05فجاءه وعلى فمه ابتسامة
18:08كابتسامة الصباح
18:10فقال له الملك في حضور جميع
18:13رجال البلاط
18:15يا صهري العزيز
18:17إن رجلا شجاعا مثلك
18:20لا تزف إليه أميرة من الأميرات
18:24دون أن يوفر لها منزلا
18:27يليق بها
18:29ففي هذه الغابات عملاق يقال
18:32إن طوله عشرون قدما
18:35وإنه يلتهم بقرة في غدائه
18:38فلو ألبسناه ملابس الخدم الزهية
18:42ووضعنا في كفه رمحا
18:45طوله خمس عشرة قدما
18:47لجعلنا منه بوابا جديرا بقصر الملك
18:52فابنتي ترجو منك أن تهدي لها
18:55هذه الهدية الصغيرة
18:58ولسوف تنظر بعد ذلك في أن تمنحك يدها
19:02فقال قصير الذيل
19:04ليس ذلك بالأمر السهل
19:07ولكنني سأحاول إكراما لها
19:10ونزل إلى المطبخ
19:12ووضع في كيسه الجلدي
19:14الفأس المسحورة
19:16ورغيف خبز
19:18وقطعة جبن
19:19وسكينا
19:21ثم رمى بالكيس فوق كتفه
19:23وسار في طريق الغابات
19:25وأخوه الأكبر يبكي إشفاقا عليه
19:29في حين كان أخوه الأوسط يضحك سرورا
19:34دخل قصير الذيل الغابة
19:36وأجال النظر يمينا وشمالا
19:39فلم يلمح للعملاق أثرا
19:42فأخذ يغني بأعلى صوته
19:45ويهيب بالعملاق أن يظهر له
19:48فهو محتاج إلى جسده أو روحه
19:53فدوت أرجاء الغابة بزعيق هائل
19:57صدر عن العملاق وهو يقول
20:00ها أنا ذا أيها المسكين
20:03انتظرني فسوف أجعل منك لقمة واحدة
20:08فقال قصير الذيل بصوته الرفيع الناعم
20:12لا تعجل يا صديقي فإني لمنتظرك
20:19ولما أقبل العملاق ولم يجد أثرا للمتحدي
20:23تملكته الدهشة
20:25وما هو إلا أن يخفض البصر
20:28حتى يرى قزما جالسا
20:31فوق شجرة مطروحة على الأرض
20:34وممسكا بين ركبتيه بكيس كبير من الجلد
20:38فقال له
20:40وشرر الغضب يتطاير من عينيه
20:43أأنت أيها الأحمق من أيقظني
20:47وأفسد علي منامي
20:50فقال أنا هو
20:52فقد جئت ألحقك بخدمتي
20:55فقال العملاق
20:57وكان من البلاهة على جانب كبير
21:00أما أنا فسوف أرميك إلى عش الغربان
21:05هذا الذي تراه فوقك
21:07جزاء اقتحامك غابتي
21:10فقال قصير الذيل
21:12متى كانت غابتك
21:15فإن زدت حرفا على ما تقول
21:18فسوف أحطمها في أقل من ربع ساعة
21:22فصاح العملاق
21:24ما أكثر الدعاءك
21:26أيها الصبي
21:28هيا نقذ وعيدك
21:31وكان قصير الذيل قد وضع الفأس على الأرض
21:35فقال لها
21:36اقطعي اقطعي
21:38ولم يكد ينطق بهاتين الكلمتين
21:42حتى ان دفعت الفأس تضرب وتقطع
21:46وتهوي على الشجر يمينا وشمالا
21:49وتعلو إلى فوق
21:51وتهبط إلى تحت
21:53والأغصان تنهمر على رأس العملاق
21:56إنه مار البرد في وقت العاصفة
22:00فقال العملاق
22:02وقد بدأ يشعر بالخوف
22:04كفا
22:05كفا
22:06لا تهدم غابتي
22:08فمن تكون يا هذا
22:10فقال
22:10أنا قصير الذيل
22:12الساحر العظيم
22:14وحسبي أن أقول كلمة واحدة
22:17حتى تضرب فأسي عنقك
22:20إنك لا تدري من أنا
22:22فقف مكانك ولا تتحرك
22:25فامتثل العملاق
22:27مدهوشا مما رأى
22:29وكان الجوع قد قرص بطن قصير الذيل
22:33ففتح كيسه الكبير
22:35وأخرج منه الخبز والجبن
22:38فسأله العملاق
22:40ولم يكن قد رأى جبنا قط
22:43ما هذا الشيء الأبيض
22:46فقال قصير الذيل
22:48إنه حجر
22:51وقضم قطعة من الجبن
22:54فقال له العملاق
22:56أتأكل الحجارة
22:58فقال
22:59إنها طعام اليومي
23:02ولهذا تراني ضئيل الجسم
23:05في حين أنك كبير ضخم
23:08لأنك تأكل البقرة
23:10ولكنني
23:12على ضآلة جسمي
23:14أقوى منك عشر مرات
23:16فهيا قدني إلى منزلك
23:19وبدى العملاق مغلوبا على أمره
23:22فمشى أمام قصير الذيل
23:24مشية كلب ضخم
23:26أمام طفل صغير
23:28وأدخله كونه الكبير
23:30فقال قصير الذيل للعملاق
23:34يجب أن يكون أحدنا السيد
23:36والآخر الخادم
23:38فإذا أنا لم أفعل ما تفعل
23:41كنت خادمك
23:43وإن أنت لم تفعل ما أفعل
23:45كنت خادمي
23:47فقال العملاق
23:49اتفقنا
23:50فليبدأ الرهان
23:52خذ هذين البرميلين
23:54الذين تراهما
23:56واذهب إلى العين
23:58وعد بهما مملؤين بالماء
24:00فأنا في حاجة
24:02إلى الماء لأطبخ به الطعام
24:05ونظر قصير الذيل
24:07إلى البرميلين
24:08فإذا ارتفاع كل منهما
24:11عشر أقدام
24:13وعرضه ستة أقدام
24:15ووزنه لا يقل
24:17عن ألف رطلة
24:19فها له منظرهما
24:21وبينما هو يطيل النظر
24:23إليهما
24:24سمع العملاق يقول
24:26هيا
24:27افعل ما أفعل
24:29واذهب إلى العين
24:30واتني بما طلبت من ماء
24:33فقال قصير الذيل
24:35خير من حمل الماء
24:37أن آتيك بالعين نفسها
24:39وأرميها في القدر
24:41ذلك أسرع وأفضل
24:44فصاح العملاق
24:46لا
24:47لا
24:48يكفيك أنك هدمت غابتي
24:51فاترك لي نبعي
24:53قم أشعل النار
24:55ريث ما آتيك بالماء
24:59وعندما وضعت القدر على النار
25:02رمى العملاق فيها
25:04بقرة بعد أن قطعها
25:06ثم أضاف إليها
25:08قنطارا من البقول والخضر
25:11ولما نضج الطعام
25:13قال
25:14هيا إلى المائدة
25:16فسوف نرى
25:17أتفعل ما أفعل
25:20وقبل أن يجلس قصير الذيل
25:22إلى المائدة
25:23أخفى كيسه الكبير
25:25تحت صداره
25:27فتدلى من عنقه إلى القدمين
25:30واندفع العملاق يأكل
25:33ويأكل في نهم
25:35وقصير الذيل يجاريه في النهم
25:38ولكنه كان يرمي اللحم
25:41والبقول في الكيس
25:43وكاد العملاق ينبعج
25:46من كثرة ما أكل
25:48فأخذ يفك من صداره
25:50زرا بعد زر
25:52وجاراه قصير الذيل
25:54في الإعراب عن امتلائه
25:56وقال
25:57أراني مضطرا أن أريح معدتي
26:01مما تحملي
26:03فأمسك بسكينه
26:05وقطع بها صداره وكيسه
26:07على طول معدته
26:09ثم قال للعملاق
26:11جاءت نوبتك فعمل ما عملت
26:14فقال العملاق
26:16إني أفضل أن أكون خادمك يا سيدي
26:20فأنا لا أهضم السلاحة
26:23وهكذا كان
26:25فانحن العملاق على يد قصير الذيل يقبلها
26:30دلالة على الطاع
26:32ثم رفع سيده الصغير
26:35وأجلسه على إحدى كتفيه
26:38ووضع على الأخرى كيسا كبيرا
26:41مملوءا ذهبا
26:43وسار في طريق القصر
26:46كان القصر في يوم عيد
26:49وما عاد أحد يفكر في قصير الذيل
26:51فقد اعتقد القوم أنه ذهب طعمة للعملاق
26:56وعلى حين فجأة
26:58سمع في القصر دوي شديد
27:01اهتزت له أركان القصر
27:04ذلك أن العملاق لما رأى
27:07باب القصر منخفضا جدا
27:10بحيث لا يسعه أن يدخل منه
27:14هدمه بضربة من قدمه
27:17فسارع القوم
27:19وعلى رأسهم الملك
27:21ليستوضحوا الأمر
27:23فحدث عن دهشتهم
27:25ولعجب عندما شاهدوا قصير الذيل جالسا
27:30في هدوء واطمئنان
27:32على كتف خادمه الفضيع
27:35وبعد قليل
27:37دخل قصير الذيل من شرفة الطبقة الأولى
27:40من القصر
27:42وركع عند قدمي خطيبته
27:45وقال
27:46لقد رغبت يا مولاتي في عبد يخدمك
27:50فإليك عبدين
27:52واضطرب الملك عند سماعه
27:55هذا الكلام المهذب
27:58وعجز عن أن يرد عليه
28:01فاقتاد ابنته الأميرة
28:03إلى زاوية من زوايا الغرفة
28:06وقال لها
28:08يا ابنتي
28:10لم يبقى في جعبتي
28:12سبب من الأسباب
28:14أستطيع معه
28:16أن أرفض طلب هذا الفتى الشجاع
28:19فضحي بنفسك في سبيل الدولة
28:22فالأميرات لا يتزوج
28:25وفق أهوائهن
28:27فانحنت الأميرة إجلالا لوالدها
28:31وقالت
28:32إن كل فتاة من أي طبقة كانت
28:36تود لو تتزوج وفق هواها
28:39فاسمح لي يا سيدي الوالد
28:42أن أدافع عن حقوقي
28:45بالطريقة التي أختارها
28:49ثم أضافت بصوت عال
28:52تخاطب قصير الذيل قائلة
28:55أيها الفتى الكريم
28:57إنك لشجاع سعيد الطالع
29:00ولكن هذا لا يكفي للظفر
29:02بإعجاب الفتيات
29:04وإني لأقترح عليك
29:06تجربة أخيرة
29:08لا أظنها تخيفك
29:09فلن يكون لك فيها من خصم سوايا
29:13فلنعقدها مباراة فكرية
29:16تنال بعدها يدي لو ربحت
29:19فانحنى قصير الذيل إجلالا للأميرة
29:23ونزل جميع رجال البلاط
29:26إلى قاعة العرش
29:28يتقدمهم الملك وابنته
29:31ولشد ما تملكهم الرعب
29:34عندما شاهدوا العملاق قد سبقهم إليها
29:38وبإشارة من سيده قصير الذيل
29:42مشى إليه ووقف في جانبه
29:45سعيدا فخورا بأن يطيعه
29:48فكانت القوة في خدمة العقل
29:51ولما استتبى المكان بالحاضرين
29:55قالت الأميرة
29:57لنبدأ المباراة
29:59أيها الفتى الشجاع
30:01ولتكن مغالاة في الكذب
30:04فمن يقول منا
30:06هذا كثير
30:08يكون المغلوب
30:11سمعا وطاعة يا أميرتي
30:14فقالت الأميرة
30:16إني على ثقة من أنه ليس لديك مزرعة
30:20أجمل من مزرعتنا
30:23فلو أن راعييني نفخ كل منهما
30:26في مزماره
30:28هذا في أدناها
30:30وذاك في أقصاها
30:32لما سمع الأول الثاني
30:35ولا سمع الثاني الأول
30:38فقال قصير الذيل
30:40ما هذا بشيء يذكر
30:43فإن حظيرة أبي هي من الاتساع
30:46بحيث لو دخلت عجلة
30:49بنت شهرين من أحد بابيها
30:52لخرجت من الباب الثاني
30:54بقرة حلوبا
30:56فقالت الأميرة
30:58هذا لا يدهشني
31:00ولكن ليس لديك ثور
31:03في ضخامة ثور عندنا
31:06فإنه ليستطيع رجلان
31:08أن يجلس كل منهما
31:10على قرن من قرنيه
31:13ويكون البعد بينهما
31:15عشرين قدما
31:17فقال قصير الذيل
31:19ما أهون ما تقولين
31:21إن لدى والدي ثورا عريض الوجه
31:25فلو جلس خادم على أحد قرنيه
31:29لم استطاع أن يلمح الخادم الجالس
31:33من قرني الثاني
31:36فقالت الأميرة
31:38هذا لا يدهشني
31:40ولكن ليس عندكم
31:42ما عندنا من لبن
31:44ففي كل يوم نملأ منه
31:46عشرين برميلا
31:48علو كل منها مئة قدم
31:51وفي كل أسبوع نصنع
31:53جبلا من الجبن
31:55يوازي هرم مصر الأكبر
31:57طولا وعرضا
31:59فقال القصير الذيل
32:00ما هذا بشيء يذكر
32:03ففي مصنع والدي
32:05يصنعون قوالب ضخمة من الجبن
32:09فاتفق يوما أن سقط في بعض القوالب حصان لنا
32:14فلم نعثر عليه إلا بعد رحله
32:17استمرت سبعة أيام
32:19غير أنه كان محطم الكليتين
32:22فاضطررت أن أستبدل بعموده الفقري
32:26شجرة ضخمة من شجر الصنوبر
32:29وما هي إلا برهة قصيرة
32:32حتى نبت من الشجرة غصن تعالى في الفضاء
32:36فتسلقت عليه يوما ووصلت إلى قرب السماء
32:41فرأيت هناك سيدة ترتدي
32:44رداء أبيض
32:46تغزل زبد البحر خيوطا جميلة
32:49فأردت أن آخذ شيئا منها
32:52فانقطع الخيط وسقطت في جحر جرذان
32:56فماذا رأيت فيه
32:58رأيت أباك وأمي يدير كل منهما مغزله
33:03ولما كان والدك لا يحسن الغزل
33:07صفعته والدتي صفعة اهتز لها شارباه
33:12فصاحت الأميرة في حنق وغضب
33:16هذا كثير
33:18فما أصاب والدي قط مثل هذا الهوان
33:22فصرخ العملاق وهو يقول لقصير الذيل
33:27لقد قالت يا سيدي
33:30هذا كثير
33:32فالأميرة لك
33:35فحمرت وجنة الأميرة وقالت
33:38مهلا يا هذا
33:40ثم اتفتت إلى قصير الذيل
33:43وقالت
33:45إن لدي لغزين
33:47فإن حزرتهما
33:49كنت لوالدي الإبنة الطيعة
33:52فقل لي
33:53ما الشيء الذي يسقط دائما
33:56ولا ينكسر
33:58فقال
33:59علمتني أمي هذا
34:02منذ زمن طويل
34:04إنه الشلال
34:06فقالت
34:07الأميرة بصوت مضطرب
34:09هذا صحيح
34:11ثم أردفت قائلة
34:13ما الذي يسلك كل يوم طريقا بعينه
34:16ولا يعود القهقر أبدا
34:19فقال قصير الذيل
34:21علمتني أمي هذا
34:24منذ زمن طويل
34:26إنه الشمس
34:28فاصفر وجه الأميرة غضبا
34:31وقالت
34:32هذا صحيح
34:34فإليك يدي أيها الفتى الذكي الشجاع
34:38فاندفع الملك يقول
34:41أيها الفتى الذكي الشجاع
34:44إني أرفعك إلى مرتبة الأمراء
34:47فهتف العملاق بصوت كأنه هزيم الرعد
34:52عاش الأمير قصير الذيل
34:54عاش سيدي ومولايا
34:57وتم زفاف الأميرة إلى قصير الذيل
35:01ولم يجد العملاق في التعبير عن فرحه
35:05خيرا من أن يحمل مركبة العروسين في الذهاب
35:09إلى مقر موثق العقود
35:12والعودة منه إلى القصر
35:14فابتهج الناس بذلك المنظر الغريب
35:18ابتهاجا شديدا
35:20ولا تسل عما تبع ذلك من حفل عظيم
35:25أولمت فيه الولائم
35:27وألقيت الخطب
35:29وأطلقت السهام النارية
35:31ونثرت باقات الورد والريحان
35:34في كل أنحاء القصر الواسع الرحيب
35:39وعلى الجملة
35:41كان الفرح يملأ جميع القلوب إلا قلبه
35:45أمجد
35:46فقد كان بعد قطع أذنيه
35:49أصم لا يسمع عبارات الثناء
35:52التي انهالت على شقيقه قصير الذيل
35:57وكأن معالم الأفراح
35:59قد أثارت غيرته وحقده
36:02فهرب إلى الغابات هائما على وجهه
36:05فافترسته الذئاب
36:07وتلك عاقبة جديرة بكل حاسد حقود
36:12واعتلى قصير الذيل العرش
36:15بعد موت الملك
36:17واستمر يحكم بلاده
36:19مدة اثنتين وخمسين سنة
36:22كان فيها مثال الحاكم
36:24النشيط
36:26العادل
36:27الطيب القلب
36:29الذي يؤثر خدمة الرعية على راحته
36:33ويرى في مسرة غيره
36:36منتهى سروره
36:38حتى سجل له التاريخ
36:41أكرم الصفحات
36:43القصة الثانية بعنوان
36:46الحطاب
36:48وابنة الملك
36:50في قديم الزمان
36:52وسالف العصر والأوان
36:54كان هناك ملك عظيم
36:57رزقه الله بثلاث بنات
36:59اعتنى بهن
37:01وقام على رعايتهن بنفسه
37:04وكان الملك دائما
37:06يحب أن يعرف مكانته في قلوبهن
37:09فكان عندما يأتي بشيء لهن
37:12يسألهن أن يصفن له حبهن
37:16فتقول لابنة الكبرى
37:18أطال الله بقائك يا أبي
37:21إن حبي لك يزيد كل يوم
37:24ولا يقدر بثمن
37:26وتقول الوسطى
37:28أدام الله بقائك
37:30وأمد لنا في عمرك
37:32إن مكانتك عندي
37:34لا يفصح عنها كلام
37:37لكن لابنة الصغرى
37:39ما كانت تقول شيئا من ذلك قط
37:42بل كانت تقول لأبيها
37:44هو من عند الله
37:46فكان أبوها يغضب بشدة
37:49ويظن أنها
37:51أقل حبا له من أختيها
37:53ووصل به الأمر
37:55أنه كان يعاقبها
37:57ويحرمها من عطاياه
37:59وكانت الأختان تفرحان بذلك
38:02وتصدان نفس أبيهما
38:04عن أختهما
38:06فيوزع عطاياه عليهما فقط
38:09وفي يوم غضب الملك من ابنته الصغرى
38:13غضبا شديدا
38:15فعزم على أن يزوجها
38:17لأول من يتقدم إليها
38:20حتى لو كان حطابا
38:23وبالفعل تقدم إليها
38:25أحد الحطابين
38:27فزوجها منه بدون عرس ولا احتفال
38:31في حين زوج ابنتيه الأخرين
38:34من وزيرين من وزرائه
38:37كما احتفل بزواجهما
38:40احتفالا كبيرا
38:42استمر سبعة أيام
38:45لا يأكل فيها أحد
38:47ولا يشرب إلا من قصر الملك
38:51عاشت الابنة الصغرى
38:53راضية بحياتها الجديدة
38:55مع الحطاب
38:57وكان مما يزيد غضب الملك
39:00أن ابنته هذه
39:02قد راضيت بحالها
39:04وتقبلت كل ذلك
39:06ولم تعارضه
39:08وكان كل من يرى حالها
39:11لا يصدق أنها بنت الملك
39:14إذ سكنت مع زوجها
39:16في حجرة مملوئة بالحطب
39:19تجاور أحد الأفران
39:22وتشاركه فراشه الخشن
39:25قانعة صابرة
39:27وكانت تجتهد لكي
39:29تسعد زوجها من غير ضيق ولا تذمر
39:33وكانت جاراتها حين يارين حالها
39:37ينصحناها بأن تصلح ما بينها
39:40وبين أبيها الملك
39:42حتى لا يحرمها من كرمه وماله
39:46فكانت ترد غير شاكية
39:49الحمد لله هو من عند الله
39:53مرت الأيام على الزوجة
39:55وإذا هي حامل
39:57فتسعد بذلك مثل كل الأمهات
40:01ويزيد زوجها من عمله وجهده
40:04ليأتي لها بما ينفعها من طعام
40:07يساعدها على تحمل مشاق الحمل
40:11ومرت الشهور حتى
40:13جاء أوان وضعها
40:15فهيأ لها زوجها فراشا بسيطا
40:19وخرج من عندها وانتظر
40:21وهي وحدها
40:23لا جارة ولا أخت تعينها
40:26وهنا ظهرت أربع نسوة
40:29دخلنا إليها
40:31يحملن أجمل الملابس للمولود ولها
40:34ثم غسلنا الطفل وعطرناه
40:37وألبسناه ملابسه الجميلة
40:40كما ألبسنا أمه
40:42شكرت الزوجة السيدات الكريمات
40:45فقالت إحدا هنا
40:48لا تشكرينا هو من عند الله
40:51ذهبت السيدات وهن سعيدات يضحكنا
40:56وسعد الحطاب بولده
40:58وسلامة زوجته
41:00عاشت الزوجة صابرة راضية
41:03تربي ولدها وترعاه
41:06حتى يأتي لهم الزوج في نهاية اليوم
41:10بطعام بسيط يسدان به جوعهما
41:14وتمر الأيام والشهور
41:17وتحمل الزوجة حملها الثاني
41:20وحمدت ربها
41:22ودعته أن يرزق زوجها
41:24ويبشر حملها ووضعها
41:27مرت أيام الحمل بخير وسلام
41:30حتى جاء يوم الوضع
41:33شقت أرض الحجرة عن النسوة الأربع
41:36ولما اقتربنا منها عرفت هن
41:40فألبسناها هي وصغيرتها
41:43أجمل الثياب
41:45وقمنا على رعايتها
41:47ولم يتركناها حتى أطعمناها
41:50كما تركنا عندها الكثير من أطائب الطعام
41:55وما إن ذهبت النسوة حتى ظهر مكانهن مارد
42:00اقترب المارد من الزوجة
42:03وقال
42:04أيتها الزوجة الطيبة الصابرة
42:07اطلبي ما تريدين
42:09تنالي ما تطلبين في التو
42:12والآن
42:13طلبت الزوجة أن يبنى لها قصر منيف
42:17مقابل لقصر والدها
42:20فقد اشتاقت لرؤيته
42:22كما طلبت لزوجها تجارة واسعة
42:26في أحد الأسواق الكبيرة
42:28وفي الحال تحقق لها ما أرادت
42:32ووجدت نفسها هي وأسرتها في قصر جميل
42:36أجمل بكثير من قصر أبيها الملك
42:40ويعلوه في العظمة والأبهة
42:43بنقوشه الرائعة
42:45وأعمدته المرمرية المرصعة
42:48بالنادر من الجواهر واللآلئ
42:52وفي يوم أطل الملك من شرفة قصره
42:56فرأى ذلك القصر العظيم
42:59الذي نهض تجاهه
43:01وأخبره الخدم أنه لكبير التجار
43:05إذ كان الحطاب ساعتها قد ذاع صيته
43:10وانتشر خبره في البلاد
43:13بأنه أمهر التجار
43:15وأكثرهم أمانة وصدقة
43:18حتى أحبه الناس
43:20كما أنك تجد عنده ما تسمع به
43:23وما لم تسمع من بضائع قيمة ونادرة
43:27فصار الناس يتوافدون عليه
43:29من كل حدب وصوب
43:31رغب الملك في التعرف إلى جاره التاجر
43:35فأرسل إليه يطلبه
43:37فزاره التاجر زوج ابنته
43:40فرآه الملك جارا مليح العشرة
43:43حلو الكلام
43:45وما هي إلا أيام حتى
43:48توطدت العلاقة بين الملك وصهره
43:52وهو لا يعرف أنه زوج ابنته الحطاب
43:56وفي يوم رأت الزوجة
43:58أنه قد آن الأوان
44:00ليعرف أبوها مكانها
44:03وما آل إليه حالها
44:05ويرا حفيديه
44:07فطلبت من زوجها
44:09أن يدعو أباها إلى القصر
44:12وأمرت الخدم
44:13أن يعد له وليمة كبيرة بها
44:17كثير من أطائب الطعام
44:20للملك وحاشيته
44:22ثم قامت بنفسها بإعداد نوع
44:25يحبه أبوها
44:27وكان لا يحبه إلا
44:30من صنع يديها
44:32ولما جلس الملك إلى المائدة
44:35انتبه إلى نوع الطعام
44:37الذي يحبه
44:39فأعجبه طعمه
44:41حتى أتى عليه كله
44:44عندئذ تذكر ابنته
44:46وشعر بحسرة وندم
44:49وذكرها بين الحاضرين
44:51بكل الخير
44:52وبأنه قد ظلمها
44:55وتخلى عنها
44:57ثم قال
44:58آه لو وجدتها
45:01سمع الزوج ولم يتكلم
45:05وهنا جاء الحفيدان
45:07ليسلما على الملك
45:09فأعجب الملك بجمالهما الباهر
45:13ثم قال للبنت
45:15بعدما قبلها
45:17من أين لك كل هذا الجمال والبهاء
45:21فقالت الصبية
45:23هو من عند الله
45:25شعر الملك بحنين شديد
45:28إلى ابنته
45:29حينما سمع هذه العبارة
45:32ثم اتفت الملك متعجبا
45:35وسأل التاجر
45:37من أنت بحق الله
45:39وهنا ظهرت ابنته أمامه
45:42فأسرع أبوها إليها
45:44فاتحا ذراعيه معتذرا
45:47عما بدر منه نحوها
45:49وصار يقبلها
45:51ويضم حفيديه إلى صدره
45:54وقال لها
45:56كنت أشعر أنني سوف أجدك يوما
46:00وأعلن الملك ذلك الخبر السعيد في البلاد
46:05انتهت القصة
46:07أرجو أن تكون القصة قد نالت إعجابكم

Recommended