نور على الدرب: مقومات صلة الرحم ودرجاتهم وحكم صلة الكفار منهم - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)
  • 3 years ago
نور على الدرب: مقومات صلة الرحم ودرجاتهم وحكم صلة الكفار منهم - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال: من ألمانيا رسالة بعث بها مستمع من هناك يقول: مسلم من ألمانيا، له سؤال يقول فيه: ما هي مقومات صلة الرحم؟ ومن هم الأشخاص الذين يجب علي أن أصلهم من حيث درجة القرابة، إذ أن الكثيرين من أقاربي أشخاص لا يؤمنون، أو أنهم لا يصلون ولا يصومون ولا يعطون الزكاة، إلا أنهم مسلمون بالاسم وليس بالفعل، فهل علي أن أصلهم، أم تجب صلة الرحم للأقارب المسلمين الحقيقيين ، أجيبوني أثابكم الله؟

الجواب: صلة الرحم للمسلمين، وأقربهم الأبوان: الأم، والأب، والأجداد والجدات، ثم الأولاد ذكورهم وإناثهم وما نزلوا الأولاد وأولادهم، ثم الإخوة وأولادهم، ثم الأعمام والعمات والأخوال والخالات، ثم بنو العم وبنو العمات وبنو الخال وبنو الخالات، الأقرب فالأقرب، يقول النبي ﷺ لما سأله سائل قال: يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب خرجه مسلم في صحيحه ، وفي اللفظ الآخر قال: يا رسول الله! من أحق الناس بحسنن الصحبة؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك ، ويقول النبي ﷺ: لا يدخل الجنة قاطع رحم، والله يقول في كتابه العظيم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ   ۝ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد: 22 -23] ، ويقول جل وعلا: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14] ، ويقول سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23] ، ويقول سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ.. [النساء:36] الآية.
فالمؤمن يصل قراباته، يجب عليه أن يصلهم حسب الطاقة، ولو بالكلام الطيب، ولو بالكلام الطيب، وبالمال إذا كانوا فقراء يواسيهم إذا قدر، وينفق عليهم إذا قدر، يجب عليه ذلك حسب طاقته، الأقرب فالأقرب، ولو من طريق الهاتف (تلفون)، ولو من طريق المكاتبة، ولو قطعوك تصلهم ولو قطعوك؛ لقول النبي ﷺ: ليس الواصل بالمكافي، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها رواه البخاري في الصحيح، هذا الواصل الكامل، الذي يصلهم وإن قطعوا.
أما الكفار لا تجب صلتهم، لكن إذا وصلتهم حسن؛ لأن الله قد يهديهم بأسبابك، إذا كان لك أخ كافر أو عم كافر أو ابن عم ووصلته أحسنت إليه، هذا من أسباب هدايته، أما الأبوان فتصلهم ولو كانا كافرين، الأبوان حقهما عظيم، تحسن إليهم وتصلهما وإن كانا كافرين، وتدعوهما إلى الخير، كما قال الله جل وعلا: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ [لقمان:14]، وقال في الكافرين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَاا مَعْرُوفًا [لقمان:15] فالوالدان لهما حق عظيم، ولو كانا كافرين بالصلة والإحسان إليهما والرفق بهما، لعل الله أن يهديهما بأسبابك.
أما غيرهم فأمرهم أسهل،...

https://binbaz.org.sa/fatwas/10335/%D9%85%D9%82%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%B5%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85-%D9%88%D8%AF%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%88%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%B5%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D9%86%D9%87%D9%85
Recommended