نور على الدرب: أسباب تفرق الامة - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)
  • 3 years ago
نور على الدرب: أسباب تفرق الامة - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال:
سؤاله الآخر يقول: ما معنى قوله تعالى: أن اتبعْ ملة إبْراهيم حنيفا وما كان من الْمشْركين [النحل:123]، وما هي الأسباب التي فرقت المسلمين إلى عدة مذاهب؟

الجواب:
الله - جل وعلا - يأمر نبيه ﷺ أن يتبع ملة إبراهيم في إخلاصه لله وتوحيده ، وتعظيم أمره ونهيه ، والإعراض عن المشركين ومعاداتهم ، وبغضهم في الله  وهكذا الأمة مأمورة بذلك ، كلها مأمورة بأن تعبد الله وحده: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [(92) سورة الأنبياء]. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [(5) سورة الفاتحة]. وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [(5) سورة البينة]. وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [(23) سورة الإسراء].
إلى أمثال هذه الآيات.. فالله  خلق الخلق ليُعبد وحده لا شريك له ، وأمرهم بذلك وأرسل الرسل - عليهم الصلاة والسلام - لدعوة الناس إلى توحيد الله والإخلاص له ، فالواجب على جميع أهل الأرض من الجن والإنس وعرب وعجم ، وأغنياء وفقراء ، وذكور ٍوإناث ، عليهم جميعاً أن يعبدوا الله وحده ، ويخصوه بدعائهم وخوفهم ورجائهم وصلاتهم وصومهم وصدقاتهم ، وسائر عباداتهم، فهم .....  : إياك نعبد وإياك نستعين ولا يجوز لهم أن يعبدوا معه إلهاً آخر ، لا ملكاً مقرباً ، ولا نبياً مرسلا.
ولا يجوز لهم أن يعبدوا أصحاب القبور ، ويستغيثون بهم ، أو يطلبون منهم المدد أو ينذرون لهم ، أو يذبحون لهم، ولا أن يعبدوا الأصنام والأشجار والأحجار والكواكب ، لا ، هذا كله باطل، وكله شرك بالله  ، الواجب على جميع الثقلين أن يعبدوا الله وحده ، فيخصوه سبحانه بجميع العبادات من خوفٍ ورجاء وصوم وصلاة ، وصدقة وذبح ونذر وغير ذلك.
وعلى الأمة جميعاً أن تتفقه في هذا ، وأن تعنى بهذا الأمر ، ومن أهم الأمور العناية بالقرآن العظيم ، فإنه كتاب الله فيه الهدى والنور ، وهو يوضح هذا الأمر ، ويبين أن العبادة حق الله وحده، فعلى جميع المسلمين أن يعنوا بكتاب الله وأن يتدبروه ويتعقلوه ، وهكذا سنة الرسول ﷺ ، جاء في البيان هذا الأمر ، وأن العبادة حق الله وحده ، فعلى أهل الإسلام أن يعظموا الله ويعبدوه وحده دون كل ما سواه ، وأن يبلغوا الناس ذلك ، وعلى علمائهم بالأخص أن يبلغوا الجهلة ما خفي عليهم ، ويعلموهم ويرشدوهم حتى يستقيموا على دين الله ، وحتى يعبدوا الله وحده ، وعليهم أيضاً أن يبلغوا الناس الآخرين بالطرق الممكنة والرسائل الممكنة توحيد الله كما بلغت الرسل -عليهم الصلاة والسلام-.
أما الاختلاف بين أهل الأرض فله أسباب كثيرة ، والاختلاف الضار ما يتعلق بالأصول ، أما المسائل الفقهية الخلاف بين الناس فيها ، فهذا أمر واقع ، والنبي ﷺ بيّن ما ..... هذا ، وأن الواجب والاجتهاد وتحري الحق ورد ما تنازع فيه الناس إلى الله والرسول ، كما قال سبحانه : فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ [(59) سورة النساء]. وقال عليه الصلاة والسلام : إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وان حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر.
فمسائل الفروع يقع فيها خلاف ، واشتباه الأمر ، وعلى المسلمين...

https://binbaz.org.sa/fatwas/28068/%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9
Recommended