نور على الدرب: حكم القنوت في صلاة الفجر - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

  • 3 years ago
نور على الدرب: حكم القنوت في صلاة الفجر - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال: وهذه رسالة وردت إلينا من السائل (ن-ع) من حمص من سورية، الأخ السائل في رسالته سؤال طويل في الحقيقة مقتضاه الاستفسار عن سبب الاختلاف بين كثير من المفتين فيما يعرف بالقنوت في صلاة الصبح، والسائل يذكر أنه قرأ في كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين ﷺ للشيخ محمد الخضري بأن مشركي مكة منعوا بعضاً من المسلمين عن الهجرة وحبسوهم وعذبوهم منهم: الوليد بن الوليد ، وعياش بن ربيعة ، فكان النبي ﷺ يدعو لهم في صلاته، وهذا أصل القنوت، وقد حصل في أوقات مختلفة، فكان في وتر العشاء وفي صلاة الصبح بعد الركوع وقبله، وروى الصحابة كل منهم ما رآه، وهذا سبب اختلاف الأئمة ، هكذا قرأ في كتاب سيرة سيد المرسلين، ثم ينقل بعد ذلك بأن هناك كلاماً لبعض أهل العلم في جواز ذلك وفي منعه، فيسأل عن الحكم الصحيح، وعن سبب هذا الاختلاف؟

الجواب: القنوت نوعان: نوع يسمى القنوت في النوازل، وهذا مشروع ومندوب وفعله النبي ﷺ، فإنه قنت على رعل وذكوان لما قتلوا القراء، وكذلك قنت على أهل مكة ولعن الحارث بن هشام ، وسهيل بن عمرو ، وصفوان بن أمية ، فأنزل الله: لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ [آل عمران:128].
فهو يقنت في النوازل عليه الصلاة والسلام يدعو على المشركين الذين قاتلوه، أو قتلوا بعض أصحابه، أو آذوا المسلمين، فالقنوت في النوازل مشروع لإظهار غضب المسلمين على أعدائهم، ولسؤال الله  الانتقام منهم، مما فعلوا بالمسلمين، هذا هو القنوت في النوازل، وهذا مؤقت، يقنت النبي ﷺ شهراً، أو أقل أو أكثر ثم يترك فهو قنوت مؤقت لأسباب حادثة، هذا مشروع إلى اليوم ولا حرج فيه، كأن يقنت اليوم في الدعاء على السوفيت؛ لأنهم ظلموا الأفغانيين، وتعدوا عليهم فيقنت للدعاء عليهم، وفي الدعاء للمجاهدين الأفغان بالنصر؛ لأنهم مجاهدون في سبيل الله  فيدعى لهم بالنصر ولعدوهم بالخذلان والقضاء عليه، وكأن يدعى على اليهود لتعديهم وظلمهم لأهل فلسطين، يدعى عليهم بأن الله يخذلهم، ويسلط عليهم ويبطل كيدهم، وينصر المسلمين عليهم، هذا يسمى القنوت في النوازل، وهذا لا يدوم، تارة وتارة، كما فعله النبي ﷺ وفعله الصحابة.
أما النوع الثاني: فهو قنوت في الصبح خاصة، هذا اختاره بعض أهل العلم، وقالوا: يقنت في الصبح دائماً، بالدعاء للمسلمين، والدعاء على الكافرين، سواء قرأ فيه: اللهم اهدنا فيمن هديت، أو دعا بدعوات أخرى، واحتجوا على هذا بحديث جاء عن أنس رضي الله عنه: على النبي ﷺ: أنه كان يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا يعني: ما زال يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا، واحتج بهذا جماعة من أهل العلم كالشافعية وجماعة على شرعية القنوت في الصبح دائماً، وقال آخرون من أهل العلم: لا، لا يشرع دائماً إنما هذا في النوازل، وأما حديث أنس فهو ضعيف، ولو صح فالمراد به: إنه ما زال يطول في الفجر حتى فارق الدنيا، كان يطيل صلاة الفجر، وإطالة القيام والقراءة يسمى قنوت، وقد استدلوا على النهي عن القنوت في الصبح دائماً، استدلوا عليه بما رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد جيد عن سعد بن طارق الأشجعي قال: قلت لأبي: يا أبتِ! إنك صليت خلف رسول الله ﷺ، وخلف أبي...

https://binbaz.org.sa/fatwas/7605/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D9%88%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AC%D8%B1

Recommended