نور على الدرب: أصحاب الكهف، وأصحاب الصخرة - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

  • 4 years ago
نور على الدرب: أصحاب الكهف، وأصحاب الصخرة - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال:
هذا سؤال من المستمعة فاطمة رمضان إبراهيم، من بور سودان، تقول: 
ما هو القول الصحيح في عدد أهل الكهف، وهل هم أصحاب الصخرة، أم أنهم غيرهم، فإن كان كذلك فمن هم إذن أصحاب الصخرة؟ وما هي قصتهم؟

الجواب:
أهل الكهف بيَّنهم الله في كتابه العظيم، والأقرب كما قال جماعةٌ من أهل العلم أنهم سبعة وثامنهم كلبهم هذا هو الأقرب والأظهر، وهم أناسٌ مؤمنون فتيةٌ آمنوا بربهم وزادهم الله هدىً وفارقوا قومهم من أجل الشرك والكفر، ثم توفاهم بعد ذلك بعدما ناموا المدة الطويلة، توفاهم الله بعد ذلك على دينهم الحق، هؤلاء هم أهل الكهف كما بينهم الله في كتابه، فتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدىً، وناموا النومة الطويلة بإذن الله، ثم ماتوا بعد ذلك وبنى عليهم بعض أهل الغلبة هناك منهم من الأمراء والرؤساء مسجداً، وقد أخـطأوا في ذلك وغلطوا، القبور لا يبنى عليها، الرسول ﷺ نهى عن ذلك وقال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وحذر من البناء على القبور وتجصيصها، واتخاذ المساجد عليها، كل هذا نهى عنه النبي ﷺ ولعن من فعله.
فلا يجوز للمسلمين أن يبنوا على القبور مساجد ولا قباباً ولا غير ذلك، بل تكون القبور ضاحية، ضاحية للشمس والأمطار ليس عليها بناء لا قبة ولا مسجد ولا غير ذلك، هكذا كانت قبور المسلمين في عهد النبي ﷺ، وفي عهد الخلفاء الراشدين، حتى غيَّر الناس بعد ذلك وبنوا على القبور وهذا من الجهل والغلط، وقال النبي ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وقالت عائشة - رضي الله عنها-: "يحذروا ما صنعوا"، وقال النبي ﷺ لما أخبرته أم حبيبة وأم سلمة في أرض الحبشة لما كانتا في أرض الحبشة عن كنيسة فيها تصاوير قال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، ثم قال: أولئك شرار الخلق عند الله. فأخبر أنهم شرار الخلق بسبب بناؤهم على القبور واتخاذهم الصور عليها، نسأل الله السلامة.
وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه جندب في صحيح مسلم: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك، فنهى ﷺ عن اتخاذ القبور مساجد وحذر من هذا، وبين أنها من عمل من كان قبلنا عمل مذموم، فلا يجوز للمسلمين أن يتخذوا قباباً ولا مساجداً على قبور أمواتهم بل هذا منكر ومن وسائل الشرك.
المقدم: سؤالها عن أصحاب الصخرة؟
الشيخ: أما أصحاب الصخرة فهم أناسٌ خرجوا يتمشون فآواهم المبيت والمطر إلى غار في جبل، فلما دخلوا انحدرت عليهم صخرة وسدت عليهم باب الغار، فقالوا فيما بينهم: لا ينجيكم من هذا إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم التي فعلتوها لله، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، -الغبوق سقي اللبن، الحليب-، فناء به في طلب شيء ذات ليلة، فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه...

https://binbaz.org.sa/fatwas/28194/%D8%A7%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D9%81-%D9%88%D8%A7%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AE%D8%B1%D8%A9

Recommended