اتفرج | ورشة «شيخ الفخارين».. هناك يصمت اللسان وتعلو صوت الأقدام
  • 5 years ago
يحركون أقدامهم بشكل مستمر، رجال أصغرهم يبلغ من العمر أربعون عاما، مهنتهم تعتمد بشكل أساسي على تحريك الأقدام بشكل لا ينقطع، إلا في وقت الاستراحة التي تأتي بالصدفة على مدار اليوم، تفتح ورشة «شيخ الفخارين» أبوابها في التاسعة صباحا، ويأتي أبطالها - كما يسمونهم المحيطون بهم - من مناطق مختلفة، فمنهم من يأتي من «آخر الدنيا»، ومنهم من يسكن بجانب الورشة الموجودة بمنطقة مجمع الأديان في مصر القديمة، يبدءوا العمل بعد تناول كوب الشاي الخاص «باصطباحة» اليوم، ثم يستمعون إلى موسيقى العندليب، التي تشجعهم على العمل، متناسيين التعب الذي يصيبهم، ومع ذلك هم ينكرون أي علامات إجهاد تظهر عليهم من استمرارهم في العمل.. «إحنا اليوم اللي بنقعد فيه من الشغل بنتعب».
يقوم الحج ربيع، الذي يبلغ من العمر ستين عاما، بتصنيع ما يقرب من 100 منتج من الأواني الفخارية في اليوم، يظل جالسا على «الدولاب»، وهو الآلة التي تقوم بتشكيل الطين إلى منتجات مختلفة، كوب، مزهرية، براد، طبق، وغيرها من المنتجات، يحرك يديه بشكل تلقائي ودقيق جدا، حتى يخرج المنتج من تحت يديه كأنه لوحة فنية.. لوحة مليئة بالمنحنيات والتفاصيل التي يصنعها بكل سهولة.
الورشة أشبه بخلية النحل، كل منهم يعمل في صمت، ويدرك دوره بشكل دقيق، تدور مراحل إنتاج الفخار بمنتهى الصمت والهدوء الذي يسيطر على المكان، فلا يحتاج أحدهم لأن يلفت نظر الآخر إلى شيء، يفهمون بعضهم بمجرد الإشارات أو أبسط الكلمات، فلا يتبادلون الحديث إلا قي أوقات الاستراحة أثناء تناول وجبة الإفطار وغيرها من الوجبات.
فتمر مراحل صناعة الفخار في ورشة «شيخ الفخارين» دون صوت، فقط يسيطر صوت الأقدام التي تركل الخشبة التي توجد أسفل «الدولاب» لتحريكه، حتى يتمكنوا من تشكيل الطين.
▶https://www.facebook.com/itfarragofficial
▶https://plus.google.com/+Itfarrag
▶https://twitter.com/itfarrag
▶http://www.itfarrag.com
Recommended