- yesterday
التفسير
Category
📚
LearningTranscript
00:00فصل وأما النوع الثاني من مستندي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان
00:21فإن التفاسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفا لا يكاد يوجد فيها شيء من هاتين الجهتين مثل تفسير عبد الرزاق وبكيع وعبد بن حميد وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم
00:42ومثل تفسير
00:45الإمام أحمد وإسحاق بن راهوية
00:49وبقي بن مخلد
00:52وأبي بكر بن المنذر
00:55وابن عيينة وسنيد
00:57وابن جرير
00:58وابن أبي حاتم
01:01وأبي سعيد الأشج
01:04وأبي عبد الله بن ماجه
01:07وابن مردوية
01:08أحدهما قوم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها
01:18والثاني قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقين بلغة العرب بكلامه
01:31من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به
01:39فالأولون راعوا المعنى الذي رأوه من غير نظر إلى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان
01:52والآخرون راعوا مجرد اللفظ
01:57وما يجوز أن يريد به عندهم العربي
02:03من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم به ولسياق الكلام
02:09ثم هؤلاء كثيرا ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة
02:20كما يغلط في ذلك الذين قبلهم
02:25كما أن الأولين كثيرا ما يغلطون في صحة المعنى الذي فسروا به القرآن
02:36كما يغلط في ذلك الآخرون
02:40وإن كان نظر الأولين إلى المعنى أسبق
02:45ونظر الآخرين إلى اللفظ أسبق
02:49والأولون صنفان
02:52تارة يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به
02:58وتارة يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به
03:05وفي كلا الأمرين قد يكون ما قصدوا نفيه أو إثباته من المعنى باطلا
03:14فيكون خطأهم في الدليل والمدلول
03:19وقد يكون حقا فيكون خطأهم في الدليل لا في المدلول
03:26وهذا كما أنه وقع في تفسير القرآن
03:32فإنه وقع أيضا في تفسير الحديث
03:38فالذين أخطأوا في الدليل والمدلول طوائف من أهل البدع
03:45اعتقدوا مذهبا يخالف الحق الذي عليه الأمة الوسط
03:52الذين لا يجتمعون على ضلاله
03:56كسل في الأمة وأئمتها
04:00وعمدوا إلى القرآن فتأولوه على آرائهم
04:07تارة يستدلون بآيات على مذهبهم
04:12ولا دلالة فيها
04:15وتارة يتأولون ما يخالف مذهبهم
04:20بما يحرفون
04:22به الكلمة عن مواضعه
04:26ومن هؤلاء
04:30فرق الخوارج والروافض والجهمية والمعتزلة والقدرية والمرجئة وغيرهم
04:38وهذا كالمعتزلة مثلا فإنهم من أعظم الناس كلاما وجدالا
04:47وقد صنفوا تفاسير على أصول مذهبهم
04:53مثل تفسير عبد الرحمن بن كيسان الأصم
04:59شيخ إبراهيم بن إسماعيل بن علية
05:04الذي كان يناظر الشافعي
05:08ومثل كتاب أبي علي الجبائي
05:13والتفسير الكبير للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني
05:20ولعلي بن عيسى الرماني
05:24والكشاف لأبي القاسم الزمخشري
05:29فهؤلاء وأمثالهم اعتقدوا مذاهب المعتزلة
05:38وأصول المعتزلة خمسة يسمونها هم التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وإنفاذ الوعيد
05:51والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
05:56توحيدهم هو توحيد الجهمية الذي مضمونه نفي الصفات
06:05وعن ذلك قالوا إن الله لا يرى
06:10وإن القرآن مخلوق
06:15وإنه ليس فوق العالم
06:19وإنه لا يقوم به علم
06:22ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا مشيئة
06:35ولا صفة من الصفات
06:39وأما عدلهم فمن مضمونه أن الله لم يشأ جميع الكائنات
06:51ولا خلقها كلها ولا هو قادر عليها كلها
06:59بل عندهم أن أفعال العباد لم يخلقها الله
07:06لا خيرها ولا شرها
07:10ولم يرد إلا ما أمر به شرعا
07:15وما سوى ذلك فإنه يكون بغير مشيئته
07:23وقد وافقهم على ذلك متأخر الشيعة
07:30كالمفيد وأبي جعفر الطوسي وأمثالهما
07:37ولأبي جعفر هذا تفسير على هذه الطريقة
07:43لكن يضم إلى ذلك قول الإمامية الإثني عشرية
07:49فإن المعتزلة ليس فيهم من يقول بذلك
07:55ولا من ينكر خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
08:01ومن أصول المعتزلة مع الخوارج إنفاذ الوعيد في الآخرة
08:08وأن الله لا يقبل في أهل الكبائر شفاعة
08:15ولا يخرج أحدا منهم من النار
08:20ولا ريب أنه قد رد عليهم طوائف من المرجعة الكرامية
08:28والكلابية وأتباعهم
08:32فأحسنوا تارة وأساءوا أخرى
08:37حتى صاروا في طرفين قيض
08:42والمقصد أن مثل هؤلاء
08:46اعتقدوا رأيا ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه
08:53وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان
08:59ولا من أئمة المسلمين لا في رأيهم ولا في تفسيرهم
09:05وما من تفسير من تفاسيرهم الباطلة
09:10إلا وبطلانه يظهر من وجوه كثيرة
09:16وذلك من جهتين تارة من العلم بفساد قولهم
09:23وتارة من العلم بفساد ما فسروا به القرآن
09:28إما دليلا على قولهم أو جوابا عن المعارض لهم
09:35ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحا
09:42ويدس البدع في كلامه وأكثر الناس لا يعلمون
09:48كصاحب الكشاف ونحوه حتى إنه يروج على خلق كثير
09:56ممن لا يعتقد الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما شاء الله
10:03وقد رأيت من العلماء المفسرين وغيرهم
10:09ممن يذكر في كتابه وكلامه من تفسيرهم
10:14ما يوافق أصولهم التي يعلم أو يعتقد فسادها
10:20ولا يحتدي لذلك
10:22ثم إنه بسبب تطرف هؤلاء وضلالهم
10:29دخلت الرافضة الإمامية
10:33ثم الفلاسفة ثم القرامطة وغيرهم
10:38فيما هو أبلغ من ذلك
10:41وتفاقم الأمر في الفلاسفة والقرامطة الرافضة
10:46فإنهم فسروا القرآن بأنواع لا يقضي العالم منها عجبة
10:52فتفسر الرافضة تبت يد أبي لهب
10:58هما أبو بكر وعمر
11:01ولئن أشركت ليحبطن عملك
11:04أي بين أبي بكر وعلي في الخلافة
11:09وإن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة
11:14هي عائشة
11:16فقاتلوا أئمة الكفر
11:20طلحة والزبير
11:23ومرج البحرين
11:26علي وفاطمة
11:28واللؤلؤ والمرجان
11:31الحسن والحسين
11:32الحسن والحسين
11:33وكل شيء أحصيناه في إمام مبين
11:41في علي بن أبي طالب
11:44وعم يتساءلون
11:49عن النبأ العظيم
11:52علي بن أبي طالب
11:56وإنما وليكم الله ورسوله
12:01والذين آمنوا
12:04الذين يقيمون الصلاة
12:08ويؤتون الزكاة
12:10وهم راكعون
12:12هو علي
12:13ويذكرون الحديث الموضوع
12:17بإجماع أهل العلم
12:20وهو تصدقه بخاتمه في الصلاة
12:25وكذلك قوله تعالى
12:29أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
12:37نزلت في علي لما أصيب بحمزة
12:43ومما يقارب هذا من بعض الوجوه
12:47ما يذكره كثير من المفسرين
12:50في مثل قوله تعالى
12:52الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار
13:00إن الصابرين رسول الله والصادقين أبو بكر والقانتين عمر والمنفقين عثمان
13:08والمستغفرين علي
13:12وفي مثل قوله تعالى
13:15محمد رسول الله والذين معه أبو بكر أشداء على الكفار عمر رحماء بينهم عثمان تراهم ركعا سجدا علي
13:35وأعجب من ذلك قول بعضهم والتين أبو بكر والزيتون عمر وطور سينين عثمان
13:49وهذا البلد الأمين علي
13:53وأمثال هذه الخرافات التي تتضمن تارة تفسير اللفظ بما لا يدل عليه بحال
14:03فإن هذه الألفظ لا تدل على هؤلاء الأشخاص
14:12وقوله تعالى
14:14والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا
14:30كل ذلك نعت للذين معه
14:34وهي التي تسميها النحات خبرا بعد خبر
14:38والمقصد هنا أنها كلها صفات لموصوف واحد
14:45وهم الذين معه
14:47ولا يجوز أن يكون كل منهما مرادا به شخص واحد
14:54وتتضمن تارة جعل اللفظ المطلق العام منحصرا في شخص واحد
15:02كقوله إن قوله
15:06إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
15:13أريد بها علي وحده
15:16وقول بعضهم إن قوله
15:19والذي جاء بالصدق وصدق به
15:24أريد بها أبو بكر وحده
15:27وقوله لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل
15:36أريد بها أبو بكر وحده ونحو ذلك
15:41وتفسير بن عطية وأمثاله أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري
15:52ولو ذكر كلام السلف الموجود في التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل
16:02فإنه كثيرا ما ينقل من تفسير محمد بن جرير الطبري
16:09وهو من أجل التفاسير وأعظمها قدرا
16:14ثم إنه يدع ما نقله بن جرير عن السلف لا يحكيه بحال
16:22ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين
16:27وإنما يعني بهم طائفة من أهل الكلام
16:32الذين قرروا أصولهم بطرق من جنس ما قررت
16:37به المعتزلة أصولهم
16:40وإن كانوا أقرب إلى السنة من المعتزلة
16:45لكن ينبغي أن يعطى كل ذي حق حقه
16:50ويعرف أن هذا من جملة التفسير على المذهب
16:56فإن الصحابة والتابعين والأئمة إذا كان لهم في تفسير الآية قول
17:04وجاء قوم فسروا الآية بقول آخر لأجل مذهب اعتقدوه
17:12وذلك المذهب ليس من مذاهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان
17:19صار مشاركا للمعتزلة وغيرهم من أهل البدع في مثل هذا
17:27وفي الجملة من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك
17:35كان مخطئا في ذلك بل مبتدعا وإن كان مجتهدا مغفورا له خطأه
17:43فالمقصود بيان طرق العلم وأدلته وطرق الصواب
17:49ونحن نعلم أن القرآن قرأه الصحابة والتابعون وتابعوهم
17:56وأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه
18:01كما أنهم أعلموا بالحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم
18:11فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم
18:17فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعا
18:21ومعلوم أن كل من خالف قولهم له شبهة يذكرها
18:29إما عقلية وإما سمعية
18:34والمقصود هنا التنبيه على مثار الاختلاف في التفسير
18:40وأن من أعظم أسبابه البدع الباطلة التي دعت أهلها
18:46إلى أن حرفوا الكلمة عن مواضعه
18:51وفسروا كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
18:57بغير ما أريد به
19:00وتأولوه على غير تأويله
19:02فمن أصول العلم بذلك أن يعلم الإنسان القول الذي خالفوه
19:10وأنه الحق
19:11وأن يعرف أن تفسير السلف يخالف تفسيرهم
19:17وأن يعرف أن تفسيرهم محدث مبتدع
19:23ثم أن يعرف بالطرق المفصلة فساد تفسيرهم
19:30بما نصبه الله من الأدلة على بيان الحق
19:34وكذلك وقع من الذين صنفوا في شرح الحديث وتفسيره من المتأخرين
19:42من جنس ما وقع بما صنفوه من شرح القرآن وتفسيره
19:48وأما الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول
19:53فمثل كثير من الصوفية والوعاض والفقهاء
19:58وغيرهم
19:59يفسرون القرآن بمعاني وتلك صحيحة
20:04لكن القرآن لا يدل عليها
20:08مثل كثير مما ذكره أبو عبد الرحمن السلمي
20:14في حقائق التفسير
20:17وإن كان فيما ذكروه ما هو معاني باطلة
20:23فإن ذلك يدخل في القسم الأول
20:26وهو الخطأ في الدليل والمدلول الجميعا
20:31حيث يكون المعنى الذي قصدوه فاسدا
20:36ترجمة نانسي قنقر
Recommended
9:03
|
Up next
11:22
5:50
6:26
10:50
0:32
0:32
0:45
0:32
0:32
0:32
0:45
0:45
0:32
0:32
0:32
0:32
0:45
0:22
0:33
0:32
0:22
0:32
0:32