00:01النهاردة هنفتح سوى أرشيف الصحافة المصرية الأديمة
00:08معنا مقتطفات من كتاب مهم
00:10هوامش على دفتر أحوال مصر
00:12للدكتور محمد فتحي عبد العيل
00:14آه الكتاب ده فعلا كنز
00:16بيجمع قصص وحكاية من صحف مصر زمان
00:19وهنستخدم بقى المقتطفات دي
00:21يعني عشان نشوف الصحافة دي كانت عاملة ازاي
00:24بالضط ازاي كانت مراية للمجتمع وقتها
00:27بتنقل لنا الحياة اليومية
00:29مشاكلها وقضاياها
00:30وحتى الحاجات الطريفة اللي كانت بتحصل
00:32تمام هدفنا ناخد لمحات سريعة كده
00:35ومثيرة للاهتمام عن مصر اللي فاتت
00:37يلا بينا نشوف إيه اللي معنا
00:39نبدأ بإيه
00:39ممكن نبدأ بحاجة جنائية كانت شغلة الناس قوي
00:43قضية اتهام بالقتل بالزرنيخ
00:45اللي لفت نظري طريقة عرض الصحافة لها
00:48تقصد التركيز على المرافعة نفسها؟
00:50أيوة والتفاصيل بتاعت المرافعة والأسئلة
00:53اللي فضلت مفتوحة عن الأدلة
00:54نوع السم كان إيه بالزبط
00:56الجرعة كانت قد إيه
00:58تحس إنها كانت قضية رأي عام فعلا
01:00وده بيوريني قد إيه؟
01:02يعني التفاصيل الجنائية دي كانت بتشد القراءة زمان
01:05ويمكن كمان ده بيعكس إن الطب الشرعي والتحقيقات
01:08كانوا لسه في مراحل تطور
01:09صح
01:10ومش بس الأضايا اللي زي دي
01:11كان فيه كمان جرائم بتكشف مشاكل اجتماعية عميقة قوي
01:15زي مثلا جريمة الضرب الأحمر البشعة
01:18اللي ذكرها الكتاب
01:19آه دي اللي هي بتاعة الأخ اللي قدت الأخوه
01:22أيوة هي
01:22والخناءة كانت على إيه؟
01:24إدمان مخدرات وخلاف على ورث بسيط جدا وقتها
01:28حوالي تسعين جنيه
01:29تسعين جنيه؟
01:30تخيالي
01:31تفاصيل زي دي بتوجع القلب
01:33وبتورينا جانب كان مظلم في المجتمع
01:35وللأسف ممكن نلاقي صادة لي لغاية دلوقتي
01:38زي الخلافات الأسرية بسبب الإدمان أو الفلوس
01:41فعلا للأسف
01:43طيب ننتقل من الجرائم للحوادث
01:46والإهمال
01:47الصحفة برضو رصدت حاجات كتير من دي
01:50حدثة كوبري أصر النيل مثلا
01:52آه الحدثة دي كانت مأساوية
01:54عربيتين خبطوا في بعض وقت موكب المدير
01:57والناس اندفعت بسبب الزحام
01:59والنتيجة كانت كارثة
02:0054 قتيل وعدد كبير جدا من المصابين
02:03والمفرقة العجيبة إن الأنقذ الموكف بشكل جزئي كان تصرف واحد بس عامل سكة حديد
02:09إزاي؟
02:10شاف الكرشة بتحصل قدامه فقصر حاجز خشبي عشان الناس تلاقي مكان تهرب منه
02:15يعني لولا شجعته دي كانت الأعداد ممكن تكون أكبر بكتير
02:18يا الله
02:20ده بيوضح أحمية الدور الإنساني حتى في عز الأزمات أو لما تكون الإمكانيات ضعيفة
02:26بالضبط
02:26وقصة تانية برضو بتورينا محدودية الإمكانيات دي
02:30وقتها كانت حدثة غرق الرقصة عزيزة سامي في النيل
02:34إيه اللي حصل فيها؟
02:35الغريب والمحزن في نفس الوقت إنه حسب ما الصحف كتبت
02:38القاهرة كلها بكل سكانها ونيلها ده ما كانش فيها غير غواص واحد بس
02:44معقول
02:44غواص واحد؟
02:45ومش بس كده ده كان راجل فوق الخمسين وبيشتغل نص دوام كمان
02:50تخيالي الموقف العربية غرقت بالليل وفضلت في المية لغاية تاني يوم الظهر
02:55على ما بدوا يحاولوا يطلعوها
02:57يا نهر أبيض غواص واحد نص دوام للقاهرة؟
03:01ده شيء صادم صواحة وبيدينا فكرة عن مستوى جاهزية بعض الخدمات وقتها
03:06فعلا والصحافة بقى ما كانتش مجرد بتنقل الأخبار دي وتسكت
03:10لأ كانت كمان بتحاول تشارك وتقترح حلول
03:13زي ايه مثلا؟
03:14لمشكلة زي الزحمة الرهيبة في الترام وظاهرة الشعبطة دي
03:18الناس اللي بتتعلق في الترام من برا
03:20كان فيه اقتراحة طريفة قوي
03:21ها؟ وليلنا؟
03:23يعني مثلا اقترف ميعملوا سلم متحرك بالكهرباء
03:26عشان الأطفال يخافوا منه ومايتش علقوش
03:29أو يعملوا شبك بين العربيات زي أوروبا
03:32كده أفكار فيها خيال فعلا
03:34بس الحل اللي الشركة لجأتله في الآخر كان مختلف خالص صح؟
03:39أغرب كتير بصراحة
03:40الشركة تفقت مع الحكومة تدفع لهم 8000 جنيه في السنة
03:44مقابل ايه؟
03:45مقابل ان الحكومة تخصص عساكر بوليس مخصوص عشان يقبضوا على المتشعبطين
03:50حل أمني بحت
03:51بالزبط
03:53بدل ما يشوفوا أصل المشكلة نقص المواصلات والزحمة والفقر يمكن
03:58لجأوا لحل أمني
04:00وده نمط بنشوفه بيتكرر ساعات في التعامل مع المشاكل المعقدة
04:04فعلا طيب بعيد بقى عن الحوادث والمشاكل دي كان فيه كمان مساحة في الصحافة للوصايا والنصايح الرسمية زي وصية الملك فؤاد لطلب المصريين اللي بدرسوا في ألمانيا سنة 1929
04:17آه قال لهم يجب أن نكون سفراء صالحين لمصر
04:21كلام جميل عن تمثيل الوطن طبعا
04:24أكيد
04:24لكن الكتاب بيلمح لمفارقة زريفة وهي أنه في فترات بعد كده كتير من الشباب بقوا بيفكروا في الهجرة وأحيانا حتى التنازل عن الجنسية
04:32ده بيوضح قد إيه الأولويات والأحلام بتتغير مع تغير الظروف ومع الأجيال المختلفة
04:40تماما
04:40ومن أغرب وأطرف الحاجات اللي الصحف سجلتها زمان واللي بتدل على خف الدم المصريين برضو
04:47قصص الناس اللي طلعت تدعي إنها وريثة توت عن خاامون بعد اكتشاف مجبرته
04:52آه دي حكايات كوميدية جدا
04:54واحد مصري من الوسطى اسمه إثناسيوس بقطر
04:58بعد جوابات رسمية بيطالب فيها بقرس جده توت عن خاامون
05:02يا راجل
05:03ومش بس كده
05:04واحد إنجليزي كمان اسمه ستوارت قال أنا الوريث الشرعي
05:08وحتى كان فيه سيدة أجنبية ادعت إنها زوجته
05:11بس عن طريق تناصخ الأرواح بقى
05:13تناصخ أرواح كمان؟
05:14لا الموضوع كان واخد أبعاد كبيرة
05:16طبعا حدث زي اكتشاف المكبرة ده حرك خيال الناس كلها
05:20وفتح الباب لأطمع البعض وخف الدم البعض الآخر
05:23والواحد لما يقرأ في أرشيف الصحافة القديم ده
05:26بيحس كأنه فعلا بيبص في مراية بتعكس تفاصيل دقيقة جدا عن حياة ناس عاشت قبلنا
05:32مشاكلهم أفرحهم طريقة تفكيرهم كانت إزاي؟
05:36دي بشكل أعمق وأوضح
05:37وده بيخلي الواحد يفكر في سؤال مهم كده في الآخر
05:42يا طرى لو حد بعد مئة سنة من دلوقتي
05:45بص في صحافة النهاردة بنفس الطريقة دي
05:49هيشوف إيه؟
05:51إيه الصورة اللي هتترسم عن مجتمعنا وقضيانا واهتماماتنا دلوقتي؟
05:55سؤال مهم فعلا
05:56هل هنلاقي نفس الاهتمامات أو نفس أنواع المشاكل بتتقرر بس بأشكال مختلفة؟
