06:52وما دار بخلد إبراهيم في تلك اللحظة أن أثمن ما عاد به من مصر هي تلك الجارية التي وهبها الملك لزوجه سارة
07:05تلك الجارية السمراء الجميلة هاجر المصرية التي أراد الله أن يربط بينه وبينها الأسباب ليتم نوره وتتم إرادته العليا ومشيئته جل وعلا
07:25في كلامه عن الرسل والأنبياء لم يغفل القرآن الكريم الحديث عن كثيرات من زوجاتهم وتنوع الحديث بين متح وثناء وبشرى بالنعيم الدائم في جانب وقطح وذنب وتهديد ووعيد بالعذاب في جانب آخر
07:49تبعا للدور الذي أدته كل منهم تجاه زوجها النبي ورسالته
07:58الكثيرات كنا وفيات لأزواجهن مؤمنات برسالتهم متمسكات بعبادة الله الواحد ولكن هناك من انحازت للشيطان ضد زوجها ورسالته وانضمت لأعدائه وشاركت في الإساءة إليه والسخرية منه
08:21ونكمل اليوم حديثنا عن السيدة سارة هذه المرأة الصديقة الصادقة التي آثرت جاريتها على نفسها وأعطتها لزوجها ووهبتها له وقالت له إني أراها وضيئة فخذها لعل الله أن يرزقك منها ولدا
08:48سار سيدنا إبراهيم على رأس القافلة خارجا من مصر في طريقه إلى فلسطين كان إبراهيم قانتا لله حنيفا شاكرا لأنعم الله
09:04حطت القافلة رحالها وقام إبراهيم للصلاة ووقف تاجر ترقب وتتعجب إنهم يصلون في الخلاء لا معبد ولا مذبح ولا كهان ولا إطلاق بخور
09:23إلا أنها أحست إحساسا عميقا أن الأسباب قد اتصلت بينهم وبين السماء وتعجبت هاجر أي إله هذا الذي يعبدون ويقفون بين يديها كذا خاشعين
09:43ودخلت هاجر على سارة وهي تصلي في خيمتها قالت هاجر من هذا الإله الذي تعبدينه أنت وقومك سيدتي سارة
09:56تقول سارة إنه الله الذي لا إله إلا هو خالق السماء والأرض الله الذي خلقنا من العدم الله الذي يحيي ويميت
10:11تقول هاجر أتعبدون إلها لا ترونه
10:16تقول سارة إن كنا لا نراه فهو يرانا إنه معنا في كل وقت وفي كل مكان يعلم سرنا ونجوانا فالله بكل شيء عليم
10:33تقول هاجر أيرعى وحده هذا الكون الواسع العريض
10:39تقول سارة ما هذا الكون في ملك الله
10:45إلا كضرة رمال في صحراء شاسعة
10:55ما بالهاجر تقف هكذا وحدها ساهمة شاردة
11:01مؤكد أنها تنعى حالها فبعد أن كانت أميرة يشار لها بالبنان تأمر وتنهي
11:09صارت أسيرة ثم انتهى الحال بها إلى جارية عند امرأة غريبة
11:13لا أظن فإنها لم تكن كذلك من قبل
11:18أتذكرين حين كانت معنا في قصر الملك ومع بقية الجوار كانت تكثر من الحديث معنا
11:26إننا منذ خرجنا من مصر لا تكلم أحدا سوى سيدتها سارة
11:43دخلت القافلة بيت المقدس وعلى رأسها إبراهيم الذي سجد على ظهر بعيره شكرا لله على ما أولاه من نعم
12:00ونظر الكنعانيون إلى القافلة والدهشة تملأ عيونهم
12:06لا أكاد أصدق عيني أليس هذا إبراهيم الذي على رأس القافلة
12:13بلى هو بعينه يا أخي
12:16كيف هذا لقد فزعنا إلى ملك مصر لينقذنا من ذلك الشيخ الذي جاء يدعو إلى دين غير دين أبائنا
12:26فإذا بملك مصر يحتفي به بل ويعطيه العبيدة والإماء والأغنام والإبل
12:35إن لإبراهيم اليوم ملك عظيم
12:56وجاء اليوم الذي فارق فيه نبي الله لوت عمه إبراهيم عليهم السلام
13:15فقد طلق الأمر الإلهي بالذهاب إلى أهل سدوم الذين كانوا يعملون الفواحش ليدعوهم إلى الصراط المستقيم وعبادة الله الواحد