سورة الحاقة

  • last month
من الآية 1 إلى الآية 8: ﴿ الْحَاقَّةُ ﴾ يعني: القيامة الواقعة حقًّا، والتي يتحقق فيها الوعد والوعيد،﴿ مَا الْحَاقَّةُ ﴾؟ يعني: ما هي القيامة الواقعة حقًّا في صفتها وحالها؟ ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ﴾؟ يعني: وأيّ شيء عَرَّفك - أيها الرسول - حقيقة القيامة، وصَوَّر لك شدتها وصعوبتها؟



♦ ثم ذَكَرَ سبحانه بعض أحوال الذين كَذَّبوا بالقيامة، وما ترَتّب على تكذيبهم مِن عذابٍ وهَلاك، فقال:﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ ﴾ (وهم قوم صالح) ﴿ وَعَادٌ ﴾ (وهم قوم هود)، فهؤلاء قد كذّبوا ﴿ بِالْقَارِعَةِ ﴾ (وهي القيامة التي تَقرَع القلوب - أي تَطرِقها وتجعلها تنبض بقوة - من شدة الرعب)،﴿ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ﴾ يعني أهلَكَهم اللهُ بالصيحة العظيمة التي جاوَزَت الحد في شدتها،﴿ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴾ يعني أهلَكَهم اللهُ بريحٍ قوية، شديدة البرودة، عالية الصوت، وقد﴿ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ﴾: أي سلَّطها اللهُ عليهم سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيامٍ متتابعة لا تنقطع، ﴿ فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى ﴾: أي فترى قوم عاد في تلك الليالي والأيام مَوتى ﴿ كَأَنَّهُمْ ﴾ - لطُول أجسامهم - ﴿ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴾ أي كنَخلٍ مُنقلِع من جذوره، ساقط على الأرض، ليس في جوفه شيء (أو: مقطوع الرأس)، ﴿ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ﴾؟! يعني فهل ترى لهؤلاء القوم مِن نفسٍ باقية دونَ هلاك؟!





Recommended