إطلاق تلسكوب جيمس ويب أعقد مهمة فضائية في التاريخ

  • 2 years ago
أطلقت وكالة "ناسا" بنجاح الصاروخ "أريان 5" السبت عند الساعة 12.20 بتوقيت غرينيتش من مركز الفضاء في غويانا الفرنسية حاملًا إلى الفضاء التلسكوب "جيمس ويب"، وهو أعقد مهمة فضائية على الإطلاق ومن شأنه إحداث ثورة في مجال مراقبة الكون. وسيبلغ مدار "جيمس ويب" خلال شهر على بُعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، لسبر أغوار الكون بتقنيات هي الأعلى دقّة على الإطلاق. وبعد 27 دقيقة من الإطلاق انفصل التلسكوب "جيمس ويب" عن الصاروخ "أريان 5"، إيذانا بوضع التلسكوب في مساره نحو المدار على بعد 1.5 مليون كيلومتر. وقد أُرجئ إطلاق "جيمس ويب" ثلاث مرات، كان آخرها الثلاثاء وكان سبب التأجيل سوء الأحوال الجوية في مدينة كورو والهدف من المراقبة الفضائية هذه الأكثر دقّة في التاريخ هي معرفة: "من أين نأتي؟" و"هل نحن لوحدنا في هذا الكون؟". وهو سيتيح التعمّق في فهم كيفية تشكّل النجوم والمجرّات ومراقبة الكواكب خارج المنظومة الشمسية التي ما انفكّ العلماء يكتشفون المزيد منها، على أمل العثور على كواكب أخرى مواتية للحياة. ويتميز "جيمس ويب" أيضًا بتقنيته للمراقبة، فهو يسبر موجات غير مرئية للعين المجرّدة من أشعة تحت حمراء متوسطة المدى وقريبة، وهو شعاع يصدر عن كلّ جسم فلكي أو نجم أو إنسان أو زهرة. والشرط الأساسي لحسن سير عمليات المراقبة في التلسكوب هو انخفاض الحرارة المحيطة به لدرجة لا تؤثّر على تتبّع الضوء. وسيوضع التلسكوب في مكانه المحدد إثر رحلة تمتد شهراً لمسافة 1.5 مليون كيلومتر من الأرض. وسيحظى بحماية من الإشعاع الشمسي بفضل درع حرارية مكونة من خمسة أشرعة مرنة تبدد الحرارة وتخفض درجتها (وهي 80 درجة مئوية) إلى 233 درجة مئوية دون الصفر عند جهة التلسكوب. وقد اتخذت وكالة "ناسا" تدابير مشددة لتفادي أي أضرار قد تلحق بالتلسكوب الذي كلّف تطويره ما يقرب من عشرة مليارات دولار على مدى سنوات طويلة. وشدّد مسؤولون من "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية في مركز كورو الفضائي في غويانا الفرنسية على أهمية "التعاون الوطيد في مجال الفضاء لتحقيق إنجازات كبيرة"، ولا بدّ من الانتظار أسابيع عدّة لمعرفة إن كان التلسكوب قابلاً للتشغيل، ومن المزمع وضعه في الخدمة في يونيو (حزيران).

Recommended