أرامكو، الشركة التريليونية، عملاق النفط السعودي الذي تصدر عناوين الأخبار بعد إعلان المملكة نيتها لطرحها للاكتتاب العام في سبيلها للبحث عن مصادر أخرى لسد عجز الموازنة الناتج عن تراجع أسعار النفط.طرح أرامكو للاكتتاب العام بقيمة سوقية متوقعة قد تصل لـ 2 تريليون دولار، دارت حوله العديد من الإحصائيات المثيرة، فعلى سبيل المثال وإن صدقت التوقعات، فأن أرامكو ستزيد عن ضعف القيمة السوقية لـ Apple، الشركة الأكبر في العالم والأموال المتبقية كافية لشراء جوجل أو فيس بوك.ولكن، ماذا لو لم تصدق التوقعات؟بالنسبة لأحد بيوت الخبرة المختصة بتقييم شركات النفط، فأن توقعات السعودية بالنسبة لأرامكو هي مبالغ فيها، فحساب المملكة لقيمة الشركة جاء بناءاً على الاحتياطات من النفط دون الأخذ في الاعتبار  منهجية الشركة في استثمار اموالها والفوائض لديها وايضاً تجاهل حقيقة أن السعودية تقع في محور المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط.وأنه بنفس طريقة التقييم، فأن ايكسون موبيل ستصبح الشركة الأقيم في العالم وأن روزنيفت الروسية ستصبح قيمتها السوقية 272 مليار دولار بدلاً من 64 مليار دولار وبناءاً عليه فأن قيمة أرامكو قد تصل لـ 400 مليار دولار فقط.وايضاً تقييم الشركة لم يضع في الاعتبار مستقبل النفط كالمصدر الرئيسي للطاقة على كوكب الأرض، فصعود السيارات الكهربائية وزيادة الاستثمار في الطاقة الشمية والمصادر الأخرى المتجددة للطاقة قد يزيد الضغوط على منتجي النفط بالعالم.السعودية أعلنت عن نيتها بيع 5% فقط من أرامكو، ولكن تلك النسبة هل تساوي 100 مليار دولار أم مجرد 20 مليار؟ سؤال إجابته ستكون العنوان الأهم للأخبار فور طرح أرامكو للاكتتاب العام.