الصورة هي ذاكرتنا الدائمة عبر التاريخ، وفي تاريخ الإمارات، لا تُذكر الصورة دون ذكر اسم أول مصورة إماراتية، شيخة السويدي. الوالدة شيخة، الفنانة بالفطرة، عشقت الكاميرا وهي ابنة 16 عاماً، وصورت مختلف وجوه الماضي وأحداث دبي. تعود الحكاية إلى عام 1936، مع ولادة شيخة السويدي في فريج المرر في دبي. في عمر التاسعة، توفي والد شيخة فانتقلت مع أسرتها للعيش في كنف "محمد شريف" وهو وكيل الشيخ سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه. كان محمد شريف خير راعٍ لها، وكان داعمها الأول في تنمية موهبتها في التصوير.

في الخمسينيات، بدأت حكاية شيخة السويدي مع الكاميرا. إذ كانت ابنه الـ16 عاماً تتردد على "جراي ماكنزي"، وهو المكتب المسؤول عن حركة البضائع من وإلى دبي، لاستلام وإيصال البرقيات لمحمد شريف. في أحد الأيام، خلال تواجدها عند المكتب، لاحظت وجود ورقة عليها "وجه وأنف" بحسب قول شيخة السويدي. فسألت أحد موظفي المكتب، واسمه "جيتاه"، عن هذه الورقة وكيف طُبع عليها هذا الشكل. أخبرها جيتاه أن هذه "صورة" يتم التقاطها عن طريق الكاميرا، وشرح لها آلية عمل الكاميرا. كان هذا الموقف لحظة إلهامٍ لم تفارق شيخة السويدي بعد ذلك. فعشقت الكاميرا وتعلّمت التصوير والتحميض، وصوّرت عدداً من وجوه أهل دبي وأحداثها الهامة.

في عام 2014، تم تكريم شيخة السويدي ضمن مبادرة "أوائل الإمارات" التي أطلقها محمد بن راشد، وحازت على لقب أول مصوّرة إماراتية.

دبي بوست التقت بشيخة السويدي في منزلها، وخلال تبادل الأحاديث التاريخية معها، عبّرت شيخة السويدي عن رغبتها في زيارة إكسبو 2020 دبي وتصوير زواره. فانطلقنا معها إلى إكسبو 2020 دبي، في فعالية أحيَت في قلبها أجمل لحظاتها مع الكاميرا. لتوثّق أجمل ما في إكسبو، وهو بسمات زواره. شاهد القصة الكاملة وتعرف على "أم المصورين"، شيخة السويدي.