مقدمة النشرة المسائية 13-04-2021

  • 3 years ago
مَن كان له مثلَنا زعماء .. فلن يَحتاجَ الى عدوٍّ يهزِمُه في ثرواتِه بحرًا وبرًا . فالعدوّ" منّا وفينا".. يُرَسِّمُ علينا ويُقنعُنا بأنّ كلَّ نضالاتِه تجري تحتَ سقفِ الدستور. هو المرسومُ الجوّالُ الذي حوّله السياسيون الى كرةِ قدم ..وهم الحَكمُ. حربٌ بالصِّباغِ الُأرجوانيّ اندلعت على توقيعِ الوزراء.. فحَملَها وزيرُ الأشغالِ مرتدةً الى مجلسِ الوزراءِ قبل أن يتشاطرَ نجمُ الملاعبِ حسان دياب بتمريرِها مِن دونِ توقيعٍ إلى المرمى الرئاسي .. وهناك أعادَها رئيسُ الجُمهوريةِ الى حكومةِ تصريفِ الأعمال طالباً انعقادَ مجلسِ الوزراءِ لاتخاذِ القرارِ بالإجماع وعلى هذا العرْضِ غيرِ المسؤول يتّضحُ مدى المصالحِ السياسيةِ الخالصة، وكلٌّ يَلعبُ على مستقبلِه لتحصيلِ النِفطِ الرئاسيّ والسياسيِّ من جهةٍ أو لتجنّب العقوباتِ الاميركيةِ من الجهةِ المقابلة. وعلى مرمى ساعاتٍ من زيارةِ المسؤولِ الأميركيّ ديفيد هيل لبيروت كان مرسومُ الحدودِ البحريةِ معَ العدوِّ الإسرائيليّ يتطايرُ أوراقاً سياسيةً متعدّدةَ الأهدافِ والاتجاهات. وكل ٌ" اشتغل ضميره " الوطنيّ ومشى بينَ مندرجاتِ الدستور. فدستورية الرباعيّ حسان دياب سعد الحريري نبيه بري وسليمان فرنجية قضَت باتفاقٍ محكمٍ على عدمِ إمرارِ المرسوم ..وبعد ضغطِ الرأيِ العامّ ظهر وزيرُ الاشغال موقعًا لكنّه أرفق الإمضاءَ بحتميةِ انعقادِ مجلسِ الوزراء .. رُميَ المرسومُ في ركنِ وِزارةِ الدفاع فوقعتْه الوزيرةُ زينة عكر من دونِ تردد.. قبل أن يَنصُبَ الرئيسُ دياب الفخَّ لرئيسِ الجُمهورية ويُرسِلَ المرسومَ محالاً لا موقعاً ...وهناك تحرّر الرئيس ميشال عون منَ التوقيعِ مستندًا الى الدّستور وأعادَ الكُرةَ عرَضية ًالى مجلسِ الوزراءِ الذي لن نراهُ مجتمعاً في أيِّ ظرفٍ كان. وبخريطةٍ أكثرَ توضيحًا : عون أراد تفعيلَ حكومةِ دياب ضرباً للحريري.. دياب صار في نادي رؤساءِ الحكوماتِ السابقين ولن يُغضِبَ رُكناً منهم .. فرنجية ضربَ مرشحينَ للرئاسةِ بمرسومٍ واحد وهما قائدُ الجيش جوزاف عون ورئيسُ التيارِ جبران باسيل .. وهو كان صريحًا عندما قال إنّ قائدَ الجيشَ وراءِ استهدافِنا لأنّه يريدُ أن يَعملَ رئيسَ جُمهوريةٍ على طريقةِ البعض اللي "انخرب بيتو". وضربةُ عون العسكري لم تزعجْ عون السياسيَّ الذي لن يَضيرَهُ اخمادُ النتيراتِ الرئاسيةِ لقائدِ الجيش .. وهذهِ الحصيلةُ توّجها رئيسُ الجمهوريةِ في إقامتِه عرضَ " ستربتيز " لديفيد هايل احتفاءً بوصولِه على متنِ زورق الترسيم فاهلاً وسهلاً بالأميركيّ .. والمرسومُ لن يوقّع ..واللهُ والدستورُ معَنا .. هذه عينة عن من يحكم لبنان .. وكل ٌ يبيع تبعا لقسيمة شراء سياسية ..و"كلفنا خاطركن " بالنِفط والغازِ وربما الأرض. وتلك العيّنةُ التي أحرقت البلادَ في الحرب .. تساومُ عليه في زمنٍ اعتقدناهُ سلماً .. الميليشاتُ التي بدأت رصاصَها في مثلِ هذا اليوم .. في الثالثَ عَشَرَ من نَيسانَ عامَ خمسةٍ وسبعين .. تَحكُمُ برصاصٍ كاتمٍ للصوت .. فتكتمُ تشكيلَ حكومات .. تفعّلُ أخرى .. تَقصِفُ على بعضِها من فوقِ السطوحِ السياسية وتتبادلُ الرّشَقات .. تقنّصُ المارةَ من المبادرين والوسطاء .. وتأخذُ اللبنانيينَ رهائن وتُبقي على اخرين في عِداد المفقودين. لا تلوي السلطةُ على حكومةٍ ولا على إصدارِ مرسومٍ لحِفظِ حقِّ ?