مواقف بكركي التاريخية .. من البطريرك الحويك وصولا إلى البطريرك الراعي
  • 3 years ago
لعب البطاركة المسيحيون، وتحديدا الموارنة منهم أدوارا أساسية في السياسة اللبنانية وكانوا رأس حربة في أكثر من محطة كان البطريرك الياس الحويك أولهم حيث لعب دورا أساسيا في عدم ضم لبنان إلى سوريا فكان على رأس الوفد اللبناني الذي شارك في مؤتمر فرساي المخصص لتقسيم الأراضي الواقعة تحت سيطرة السلطنة العثمانية عام 1919، وكان إلى جانب الجنرال هنري غورو بعد عام لدى إعلان دولة لبنان الكبير.
خلف البطريرك أنطوان عريضة البطريرك إلياس حويك عام 1933 وكان من الموقعين الرئيسيين على عريضة المطالبة بجمهورية لبنانية مستقلة على الرغم من تحفظ قيادات مسيحية كثيرة على فكرة الخروج من تحت عباءة الانتداب الفرنسي وفي عهد عريضة نال لبنان استقلاله ورعى اتفاق الميثاق الوطني بين بشارة الخوري ورياض الصلح الذي وزع الرئاسات الثلاث بين الطوائف بالشكل المتعارف عليه.
عام 1955 وصل بولس المعوشي الى سدة البطريركية المارونية فخاض مواجهات سياسية حادة مع الرئيس كميل شمعون المعارض لسياسة الرئيس المصري جمال عبد الناصر والمتخوف من امتداد الوحدة بين دمشق والقاهرة الى بيروت فيما كان المعوشي مؤيدا علنيا وشرسا لمواقف عبد الناصر وهو ما دفع بأنصار شمعون إلى إطلاق لقب البطريرك محمد المعوشي عليه، ولاحقا وبعد وصول اللواء فؤاد شهاب إلى سدة الرئاسة عام 1960 تجدد الصدام بين رأس الكنيسة ورأس الجمهورية سريعا حيث كان البطرك يرى في الحكم الجديد خطرا على الديمقراطية فيما كان رئيس الجمهورية يرى أن بكركي باتت تتدخل في الشأن السياسي أكثر بكثير مما يجب وقد عارض المعوشي بشدة اتفاقية القاهرة عام 1969 لما فيه من بنود كان يراها تنتقص من السيادة اللبنانية وتهينها.
قبل اندلاع الحرب الاهلية عام 1975 بأشهر قليلة رحل المعوشي وخلفه البطريرك أنطوان خريش الذي وعلى عكس من سبقوه ومن سيلونه لاحقا وجد صعوبة في لعب اي دور سياسي حقيقي، خصوصا أن تسارع الاحداث كان دائما يسبقه وبقيت الحال كذلك حتى انتخاب البطريرك مار نصرالله بطرس صفير عام ستة وثمانين كان صفير من المؤيدين لاتفاق الطائف على الرغم من معارضة قائد الجيش ورئيس الحكومة العسكرية آنذاك العماد ميشال عون ما أدى الى تعرضه للاعتداء من قبل محتجين توجهوا الى بكركي للاعتراض على مواقفه
البطريرك صفير كان أيضا معارضا شرسا للوجود السوري في لبنان حتى إنه رفض طيلة فترة توليه منصبه زيارة سوريا على الرغم من وجود أبرشية مارونية تابعة لسلطته الكنسية.
واليوم يبدو أن بكركي مقبلة على التقدم لخوض غمار معركة سياسية جديدة اسمها حياد لبنان
Recommended