علاقة تجارية غير غرامية
  • 3 years ago
قبلَ أن يَصِلَ المتظاهرون إلى ساحة الشهداء كانوا قد تلقَّوا نبأَ ضحيةٍ سقطت كشهيدة بعدَ صراعٍ طويل معَ أمراضِ المحاكم الدينية رحلت نادين جوني في حادثِ سير، وهي التي اختَبرت حوادثَ أشدَ قَسوةً عندما انتُزعت منها أمومتُها وصارت محاربةً في الصفوف الأولى للمدافعين عن حقّ الحضانة ماتت نادين عاشتِ المحاكمُ الجعفرية، والتي لن تَدهسَها أيٌ من قوانينِ الرحمة بالأمهات غابت "إم كرم" وأُمُّ المعاركِ النَسوية في سبيلِ حقٍ تَنتزعهُ المحاكم وتُجيّره حصراً لآباءٍ بصَخْرِ القلوب ولمّا كان خبرُ نادين جوني يتصدّرُ المشهد، فقد ارتَقى إلى سُلّمِ الحزن ومعَه أو من دونِه خفّت حركةُ الحَراك صوبَ ساحةِ اعتصام الأحد والذي بدأ بتوافُدِ العشرات وانتهى بتجمعاتٍ تنقّلت بين مَصرف لبنان والرينغ وبعضِ المفاصل الرئيسة في العاصمة أما الصورةُ الأكثرُ حِداداً على الواقع المعيشي فجاءت عبْرَ سيدةٍ أقدمت على محاولةِ إحراق نفسِها لأنها لا تستطيعُ تأمينَ قِسطٍ لأولادها في مدارسَ يُفترضُ أنها للمحرومين وعندَ فقدانِ عناصرِ التشويق في التظاهرة بَحثَ عددٌ قليلٌ من المتظاهرين عن محرّكٍ لرفعِ علامة النصر فعَثروا على النائبة بولا يعقوبيان في حالةِ تظاهرٍ ظاهرة غيرّ أنّ النائبة المعارِضة احتوتِ الإشكالَ وانسحبت ضماناً لاستمرارِ الحَراك على مطالبه وعدمِ تحويرِه. وما كانَ هادئاً في بيروت نهاراً اتَخذ شكلاً أقربَ إلى الهجوم ليلاً في طرابلس حيث وصلتْ تظاهرةٌ ناقمة إلى منزلِ الرئيس نجيب ميقاتي في الميناء ورَدّدت هُتافاتٍ تدعوه الى استثمارِ ملايينِه في المدينة. وبُلغةِ الملايين لكنْ بالتحوير والتحويل المالي، تَكشِفُ الجديد في نشرتِها اليوم عن وجهٍ آخرَ لقضيةِ العارضة الجنوب أفريقية ومسارِ الخمسةَ عَشَرَ مليوناً وكسور قضيةٌ تداولَها الرأيُ العام على مدى أيام، وذلك اعتماداً على ما نُشِرَ في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مَنح اللبنانيون الصحيفةَ الأميركية كلَ الثقة بضمانةِ الاسم لكنَ أحداً لم يَبحث عن خلفياتِ دفعِ رجلٍ سياسي لعارضةِ أزياء هذا المبلغ الخيالي لقاءَ علاقةٍ غرامية ويتّضحُ من مسارِ التدقيقِ المالي والكشوفات التي أعدّتها الجديد أنّ والدَ العارضة الحسناء كان قبيحاً وأنَ له سِجلاً في النصب والتهرُّبِ الضريبي وقد وُجّهت إليه تُهمٌ جنائية وسنكتشفُ أنّ الأموالَ التي تمّ تحويلُها كانت لأهدافٍ تجارية، لا لأسبابٍ عاطفية لن يعنيَ ذلك أنّ رئيسَ حكومتنا يَحيا بعِفّة وينأى بنفسِه عن المُغريات لكنَ ستةَ عَشَرَ مليوناً هو رقْمٌ قادرٌ وحدَه على إسقاطِ التهمة وللقِصّة تتمة خلال النشرة.
Recommended