بعد مهمة استمرت ثمانية أيام وصل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى الأرض الخميس بواسطة مركبة "سويوز إم إس-12" Soyuz-MS 15، ليكون المنصوري بذلك أول مواطن من دولة عربية يقيم في محطة الفضاء الدولية.
وحط المنصوري في سهوب كازاخستان عند الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش، كما كان مقررا، في مركبة "سويوز" برفقة الأمريكي نيك هايغ والروسي أليكسي أوفتشينين.

وكان هزاع المنصوري قد انطلق إلى محطة الفضاء الدولية، الأربعاء الماضي في 25 من شهر سبتمبر أيلول 2019، ليكون بذلك أول رائد فضاء عربي يزور المحطة، وذلك على متن المركبة الفضائية الروسية Soyuz-MS 15 انطلقت من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان.
وقضى المنصوري 8 أيام في محطة الفضاء الدولية، التي تعد المشروع العلمي والتكنولوجي الأكثر تطورا والأعلى تكلفة على الإطلاق، في تاريخ استكشاف الفضاء.
ويعد هذا الطيار المقاتل السابق هو تاسع رائد فضاء مسلم وثالث عربي بعد السعودي سلطان بن سلمان آل سعود (1985) والسوري محمد فارس (1987).
وشكلت مهمة هزاع المنصوري برغم قصرها، مصدر فخر في الإمارات العربية المتحدة التي دخلت قبل فترة القطاع الفضائي. وقد أعلنت قبل فترة قصيرة نيتها إرسال مسبار إلى المريخ بحلول العام 2021.
وخلال مهمته، بث الرائد الإماراتي عبر "تويتر" صورا ملتقطة من الفضاء عن الإمارات ومكة المكرمة. وخلال دردشة مع تلامذة إماراتيين، قال إن أولى أولياته بعد العودة إلى الأرض هي الاتصال بوالدته.

وتزامنًا مع انطلاق رحلته تساءل البعض عن كيفية قضائه حياته اليومية باعتباره مسلما ممارسا للشعائر الدينية في "المحطة الفضائية الدولية"، فأصدرت "دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري" التابعة لحكومة دبي، كتيبًا بعنوان "تقدير مواقيت الصلاة والصيام لرواد محطة الفضاء الدولي" أعدّه حمد محمد صالح، وهو عضو إدارة البحوث الاسلامية.
وأشار الكتيب إلى أن "العبادة لا تسقط عن المسلم عند انتفاء العلامات"، وفيما خص تحديد القبلة نصح الكتيّب الرواد المسلمين "بتحري جهة القبلة عند مرور مركبتهم بموازة الكعبة أو الجزيرة العربية، وإن تعذر عليهم ذلك، يمكنهم أن يتوجهوا صوب كوكب الأرض، ويقع فيهم عندها حكم صلاة شدة الخوف التي يسقط فيها التوجه للقبلة".
وبالنسبة لـ الوضوء قال: "يمكن استخدام المناشف المبللة، ويمكن التزود بحفنة من التراب أو قطعة حجر للتيمم، وإن تعذّر ذلك، يمكن الاستناد إلى هيكل المركبة الذي يعدّ من جنس الأرض".