مقدمة النشرة المسائية - سر وعين لبنان ترعاك

  • 3 years ago
"بنارَك احتَميت" بفجرِ الجرود فخرِ العزيمةِ المُرقّطة بخَبطةِ القدَمِ التي هَدَرت معَ أولِ خيطِ شمسٍ لاحَ عندَ رؤوسِ الجبالِ والتلال عند الفجر كان الأمرُ لك وعند الضفة الأخرى من الفجر صدق وعد جديد "وإن عدتم عدنا". على توقيتِك ضَبَطَ زمنُ النصرِ عقاربَه فسِرْ وعينُ لبنانَ تَرعاك سِرْ إلى هناك حيث قامتُك كقامةِ الوعْرِ المُنتصبة وحيثُ يُختَزَنُ لك الجُردُ الصاعق وحيثُ ستُطِلُّ مِن العالي "وعينك علينا وعلى أراضينا تترجع إخوتنا وأهالينا" سِر "وجبينك عالي ما بينطال" فواثقُ الخطوةِ يَمشي جيشاً على دربِ معركةٍ مشغولةٍ بالقلوب. لبنان كل لبنان يمشي اليوم إليك إلى هناك حيث فجرُ استعادةِ الأرضِ في آبَ حَصّادِ الانتصارات. لبنانُ كلُّ لبنانَ التحمَ اليومَ معك بجناحيهِ السياسيِّ والأمنيِّ مِن جهةٍ والشعبيِّ مِن الجهةِ الأخرى فأشرفَ على خَطوِك مَن تخرّجَ رئيساً مِن مدرستِك وجنباً إلى جنْبٍ سارَ معك مَن تخرّجَ لواءً مِن صفِّك يخوضُ على جبهةِ الإنسانيةِ معركةَ معرفةِ المَصير، مَصيرِ جنودٍ أَسَرَهُمُ الإرهابُ في مثلِ هذه الأيام معركةً لا سلاحَ فيها إلا دعاءُ العودةِ إلى أحضانِ الأحبة. بدءاً من اليوم ما بعدَ التاسعَ عَشَرَ مِن آبَ لن يكونَ كما قبلَه ومسيرةُ التحريرِ في يومِها الأولِ أَعادت ثلاثينَ كيلومتراً إلى خريطةِ الوطنِ مِن أصلِ مئةٍ وعِشرينَ احتلَها داعش على مَدى أربعِ سنينَ عِجافٍ غابَ عنها القرارُ السياسيُّ في إعلانِ الحربِ على الإرهاب ومِن بينِ سطورِ الخلافِ تغلغلَ في عُقرِ ديارِنا بعدما احتلَّ جرودَنا وحدودَنا اليومَ زاد شرفُك مَرتبةً مِن رُتبةِ الضمانةِ الوطنيةِ التي وحّدتِ القرارَ السياسيَّ على كلمةٍ سواء واليومَ ارتَفَعت ضريبةُ تضحيتِك في المواجهةِ المباشَرةِ بعدَ السيطرةِ الناريةِ إلى عشَرةِ جرحى مِن بينِها حالةٌ حَرِجة ونحن الذين نتتبع آثار مجدك لا نملك إلا التمني بأن تضع المعركة أوزارها على أقل الخسائر الممكنة "واللهُ الحامي" أما في صفوف الإرهابيين فعِشرينَ قتيلاً سجل عداد اليوم الأول ومعهم الذين استَسلموا والذين ألقَوا السلاحَ وفرُّوا مَذعورين يُمناك التي تقاتلُ فيها لاقتها يُسرى رجالِ اللهِ ومعهم جنودُ الجيشِ السوريّ في ميدانِ ما وراءَ الحدود حيث ضيّقوا الخِناقَ على الدواعش، وقلّصوا خطَّ التماسِ معهم، واستعادوا سبعةً وثمانينَ كيلومتراً من المِساحةِ التي احتلها التنظيمُ في جرود القلمون الغربي وكانت الغنيمةُ خمسينَ إرهابياً سلّموا أنفسَهم وعائلاتِهم والمعركةُ مستمرةٌ ضِدَّ تنظيمٍ بات أوهنَ مِن أن يُتابِعَ المعركة. بين "فجر الجرود" "وإن عُدتُم عُدنا" يسطّرُ التاريخُ ملحمةً بطوليةً جديدةً ويفتحُ صفحةً لنصرٍ مؤكّد فزمنُ الهزائمِ ولّى وجاءَ عصرُ الانتصارات.

Recommended