مقدمة النشرة المسائية 07-07-2017 - ما عرف منها عظيم وما خفي كان أعظم
  • 3 years ago
استعادتِ القارةُ العَجوزُ صباها وعلى مَسرحِها الألمانيّ اجتمعَ اللاعبونَ الكبار. في قِمةِ العِشرين حضَرت كلُّ الأزَماتِ الدَّولية وكرقصةِ التانغو التي لا تكتملُ إلا بشريكَينِ حَضَرَ قُطبا العالَمِ وجهاً لوجهٍ للمرةِ الأولى وبعدَ النظرةِ والسلام كان اللقاءُ بتدبيرٍ مِن العراب هنري كيسنجر قِمةُ بوتين ترامب انطلقَت قبل أن تلتئمَ قِمةُ العِشرين فما بين الرجلينِ حُزمةُ قضايا ومِلفاتٍ ساخنةٍ تَنوءُ تَحتَها أوروبا والشرقُ الأوسط وصولاً إلى الشرقِ الأقصى وكبسةِ الزرِّ النوويةِ . أيٌّ مِن الزعيمين لن يقدمَ هدايا مجانيةً الى الآخر وعلى قاعدةِ ما لقيصر لقيصر وما لله لله سيتقاسمُ المعسكرانِ الروسيُّ والأميركيُّ الحِصصَ في الأمنِ والاقتصادِ وأسواقِ الطاقةِ وعلى رأسِها الغاز قبل أن يَفتحا روزنامةَ الأزَماتِ في الشرقِ الأوسط ويُرسّما حدود مناطق مصالحِهما الآمنة مِن دونِ أن يُغفِلَ الأميركيُّ مصلحةَ حليفِه الإسرائيليّ وأمنَهعلى أن يضمنَ الدُّبُّ الروسيُّ موطيءَ وجودٍ في البرِّ السوري
بوتين قالَ قبيلَ اللقاء علينا ألا نفقِدَ أعصابَنا وترامب غرّد على تويتر قائلاً سنجعلُ أميركا عظيمةً مِن جديد
وإلى ما تقدّم فإنّ اللعِبَ على المصالحِ هو سيدُ الموقف وليس بين قِمةٍ وضحاها تُلتمَسُ أهِلّةُ النتائجِ وتَضَعُ المِلفاتُ أوزارَها . قِمةُ العِشرين تبدأُ أعمالَها غداً مسبوقةً بعشراتِ الآلافِ ممّن تظاهروا تنديداً تحت شعار " أهلاً بكم إلى الجحيم" وإلى أن يعودَ كلٌّ إلى غايتِه قرارٌ برُتبةِ فارس في زمنِ الرِّدةِ العربيِّ والإسلاميأَدرَجَت بموجِبِه منظمةُ اليونسكو البلدةَ القديمةَ في الخليل والحَرَمَ الابراهيميَّ على قائمةِ التراثِ العالميّ وهو ما وصفتْه سلطاتُ الاحتلالِ بوصمةِ العار انتَصَرت المُنظمةُ الدّوليةُ لفلَسطين الأرض بتثبيتِ الخليل وحرَمِها جُزءاً لا يتجزّأُ مِن تراثِ فِلَسطين حُفرَ تاريخُها في آلافِ أعوامٍ مَضت وتبوّأت رابعَ أقدسِ مدينةٍ إسلاميةٍ بعدَ القدسِ ومكةَ والمدينةِ المنورة. الجنديُّ المجهولُ الذي قاد معركةَ الخليل كان جاداً وثابتاً في وطنيتِه وعروبتِه وهو الخارجُ من رحِمِ بيروتَ المدينة ذاتَ انتخاباتٍ أوصلتْه إلى سُدةِ نِقابةِ المهندسين
وإذا كان جاد ثابت مهندسُ الاقتراحِ وحاملُه والمدافعُ عنه نقيبَ إنجازِ الخليل ومواجهةِ المحاصصةِ والفساد فإنّ مهندساً برُتبةِ وزير لم يَدخُلْ ناديَ الفاسدين ولم يُسمِّهم أقدَمَ في عَرضٍ تلفزيونيٍّ ناجحٍ على خطوةٍ غيرِ مسبوقةٍ بتقديمِ صكٍّ موقّعٍ لرفعِ السريةِ عن حساباتِه وهي خطوةٌ تفتحُ نافذةَ أملٍ ولو صغيرةً في الجدارِ العازلِ الذي فرضَه المسؤولونَ حول حساباتِهم وممتلكاتِهم ما عُرفَ منها عظيم وما خفِيَ كانَ أَعظم.
Recommended