نور على الدرب: حكم إقامة الموالد والاحتفال بها - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

  • 3 years ago
نور على الدرب: حكم إقامة الموالد والاحتفال بها - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال: نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة المستمع: أنور محمد عيد من الجمهورية العربية السورية، الأخ أنور عرضنا بعض أسئلته في حلقة مضت وله في هذه الحلقة سؤال واحد يقول فيه: اعتاد كثير من الناس عندنا أن يعملوا للميت بعد ثلاثة أيام من موته مولداً نبوياً ويذبحون الذبائح يقدمونها للناس، هل هذا العمل سنة، أم أنه لا يجوز ولا يستفيد منه الميت، أجيبونا مأجورين جزاكم الله خيرا؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فعمل الإنسان مولداً لأبيه أو أخيه أو غيرهما بعد ثلاثة أيام أو بعد أربعين يوماً أو بعد أسبوع أو بعد سنة كل ذلك بدعة لا أصل له في الشرع المطهر.
فالاحتفال بالموالد مما أحدثه الناس في الإسلام، وكان أول من أحدث ذلك فيما ذكره جماعة من المؤرخين الفاطميين الذين ملكوا المغرب ومصر مدةً طويلة في القرن الخامس والسادس في القرن الرابع والخامس، ثم حدث بعد ذلك من آخرين من الناس، فعملوا موالد للنبي صلى الله عليه وسلم وللحسن و للحسين ولـفاطمة ولـعلي رضي الله عنهم ولآخرين وكل ذلك من البدع. فالواجب على أهل الإسلام أن يسيروا على نهج نبيهم ﷺ وعلى نهج أصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان من التابعين وأتباعهم في القرون المفضلة، وألا يعملوا مولداً لا للنبي ﷺ ولا لآبائهم وأمهاتهم ولا لغير ذلك من الناس، قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: لَقَدْ كَانََ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21]، فلنا في الرسول ﷺ أسوة حسنة لم يعمل مولداً لنفسه ولم يعمله خلفاؤه الراشدون لهم ولا لنبيهم ﷺ، ولم يعمله الصحابة لا للنبي ﷺ ولا للخلفاء الراشدين ولا لغيرهم، ولم يعمله التابعون ولا أتباع التابعين في القرون المفضلة، فالواجب تركه لأنه بدعة، وقد قال الله سبحانه: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُُ [الشورى:21] يذمهم بهذا سبحانه، وقال لنبيه ﷺ: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ[الجاثية:18] وقال النبي ﷺ في الحديث الصحيح في خطبة الجمعة: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة خرجه الإمام مسلم في صحيحه، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ أنه قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وخرجه مسلم في صحيحه فقال: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد، فالواجب على أهل الإسلام الحذر من هذه البدع ومنها: الاحتفال بالموالد سواء كان في اليوم الأول أو الثالث أو العاشر أو غير ذلك، وهكذا الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، وهكذا الاحتفال بالموالد الأخرى كمولد علي أو فاطمة أو الحسن أو الحسين أو الشاذلي أو الشيخ عبد القادر الجيلاني أو ابن عربي أو غير هذا كلها بدعة.
وممن نبه على هذا جماعة من أهل العلم كـالشاطبي وشيخ الإسلام ابن تيمية وآخرين من أهل العلم نبهوا على هذه...

https://binbaz.org.sa/fatwas/10476/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D9%87%D8%A7

Recommended