نور على الدرب: أسباب النهي عن اتخاذ القبور مساجد - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

  • 3 years ago
نور على الدرب: أسباب النهي عن اتخاذ القبور مساجد - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال: يسأل سماحتكم عن المساجد التي فيها قبور؟

الجواب: المساجد التي فيها القبور لا يصلى فيها؛ لقول النبي ﷺ: لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، ولقوله عليه الصلاة والسلام: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإنيي أنهاكم عن ذلك هكذا يقول عليه الصلاة والسلام نهاهم عن اتخاذها مساجد ويذم الماضين الذين فعلوا هذا الأمر، يقول عليه الصلاة والسلام: ألا وإن من كان قبلكم -يعني: من الناس من اليهود والنصارى وغيرهم- كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهمم مساجد -يعني: يصلون عندها يصلون حولها- ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك.
فالنهي عنها من وجوه ثلاثة:
- من جهة ذم الماضين على فعلها.
- ومن جهة قوله: لا تتخذوا.
- ومن جهة قوله: فإني أنهاكم عن ذلك.
ثلاث، الثلاث جهات كلها محل نهي، تحذير، فلا يجوز للمسلمين أن يبنوا على القبور قبة ولا مسجد، ولا يصلوا عند القبر، لا فرض ولا نفل إلا صلاة الجنازة، إذا مات وحضروا في القبر وصلى عليه بعض الناس لا بأس، أو صلوا عليه عند القبر لا بأس، أو صلى عليه من لم يحضر صلى على القبر لا بأس، قبل مضي شهر أو عند مضي شهر لا بأس، يعني: يصلي عليه إلى أن يمضي شهر وما حوله.
فالحاصل أن الصلاة في المقبرة لا تجوز، والبناء على القبور لا يجوز لا مسجد ولا غيره، وما وقع في بعض الأمصار وبعض الدول من البناء على القبور كله غلط كله خطأ، والواجب على الحكام المسلمين أن يزيلوا ذلك، أن يزيلوا البناء على القبور، وأن يمنعوا الناس من دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم، هذا هو الشرك، كونه يأتي الميت ويقول: يا سيدي اشف مريضي أو انصرني أو اقض حاجتي أو أخبرني عما مضى عن كذا وكذا، هذا من الشرك الأكبر؛ لأنه لا يعلم الغيب إلا الله، الأموات ما يعلمون الغيب، ولا يقضون الحاجات، مرتهنون بأعمالهم، فالذي يسألهم قضاء الحاجة، شفاء المريض، النصر على الأعداء، قد أتى منكراً عظيماً وشركاً أكبر، الله يقول: فَلا لا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] ، ويقول سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ [فاطر:13] القطمير: اللفافة التي على النواة، إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:14] سماه: شرك، وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر:14] سبحانه وتعالى.
فأخبرنا سبحانه أن الأموات لا يسمعون دعاءنا، وهكذا الأصنام والأشجار والأحجار، ولَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا [فاطر:14] على سبيل الفرض (لو سمعوا ما استجابوا) ما عندهم قدرة، (ويوم القيامة يكفرون) بهذا الأمر ينكرونه ويتبرءون منه، ويقول سبحانه: وَمَنْ يَدْعُُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117] سماهم: كفرة، ويقول :...

https://binbaz.org.sa/fatwas/10333/%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D9%8A-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AC%D8%AF

Recommended