يظن القاتل أن الموت يطيعه ويظن الناجي أنه عصى الموت في الحالين يوهمنا القتال، أننا القادرون وأن الموت هو العاجز بينما الحق، أننا في كل حروبنا، نقبل يد الموت لأننا نعجز عن كسرها
نلبس الزي المرقط الأكدر، وما تيسر من سلاح مضك مبك، ونلتصق بظهر الموت التصاقاً تماما كما يفعل سمك الرمورة المسمى قملة القرش
ولكي نحسن الالتصاق
طورنا زعانف ماصة كالرقع
وألفنا لها الأسماء والأعلام والأناشيد
والمقاعد في الأمم المتحدة
وأسميناها جمهوريات وممالك
وزخرفنا هذا التشوه الخَلقي
فالوهم يحتاج الى الزخرف
بل لا شيء في الدنيا يحتاج الى الزخرف كالوهم
انظر مثلاً إلى قبور الفراعين والمعابد المشيدة على أسماء القياصرة والى النياشين التي لا يفهمها أحد على صدر رئيس الجمهورية لم يحارب إلا الباعة الجائلين والشباب في الميادين نزخرف الوهم، ونغني له ونعيش على الموت
إن صورة البحارين المعتوهين
إذ يتقاتلون على قبعة القبطان ذات الريش والسفينة تغرق،
مكررة في الأدب والأمثال
لكن المصور لو وسع البؤرة
لتبين أن البحارين يرونها تغرق
ويدرون أن لا حيلة لهم فيها
فيتسلون بإغراقها
ليشعروا ببعض القوة
وبعض المعنى
وكما تتوهم قملة القرش أنها القرش نفسه تتوهم الدولة أنها القدر، و أن لها صلاحيه وأن الموت الذي تلتصق به وتعيش على ظهره موت مجيد بل هو الحياة ذاتها بل خير من الحياة هو الخلود لا أقل
الحرب والدولة والمجد المزخرف الذي يلفهما اختراع أناس لم يقدروا على الموت فتطفلوا عليه وركبوا على ظهره وظنوا أنهم يملكونه