اتفرج| «قشتمر» عرين نجيب محفوظ يتحول إلى مقلب للقمامة بعد هجره

  • 5 years ago
قشتمر هي رواية للأديب نجيب محفوظ، تحكي قصة رجال خمسة جمعت بينهم الصداقة منذ عهد الطفولة عاشوا حياتهم كلّها في العباسية في مصر تجمع الشلّة خمس نماذج مختلفة من الشخصيات، أولهم كاتبنا الروائي نجيب محفوظ، والثاني هو صادق صفوان شاب متدين خلوق ومهذب، أما الثالث هو حمادة الحلواني شاب من أسرة غنية متقلب المزاج ويحب القراءة، ورابعهم طاهر عبيد الأرملاوي ابن لأسرةٍ موسرةٍ أيضاً وكان شاعراً ناجحاً وذو ملامح شعبية، أمّا إسماعيل قدري فقد كان خامسهم وهو شاباً مجتهداً في دراسته لكن الفقر وموت أبيه يقسرانه على دراسة الآداب رغم رغبته في دراسة.
كان هؤلاء الخمسة يتخذون من مقهى قشتمر مكانا مفضلا للقائهم كل يوم حتى وقع معظمهم فريسة للمرض، لكنهم يصمدون، ويواصلون الانتظام على جلسات قشتمر، وبعد مرور سبعين عاما على صداقتهم، والتي هي في حقيقة الأمر سبعين عاما من عمر مصر، قررو أن يحتفلون بذلك ولكنهم لم يستقرو علي مكان لإقامة إحتفالهم.
و ظل أصدقاء محفوظ في الرواية يتناقشون اين يحتفلون وقال بعضهم اقتراحات لبعض الأماكن حتى اقترح اسماعيل قدرى وقال "بل فى قشتمر فنحن و صداقتنا و قشتمر كل لا يتجزأ".
ويقول محفوظ وافقنا على ذلك دون تردد و أضاف المكان على الحفل بساطة تناسب اعمارنا و صحتنا فاكتفينا بشراء تورتة و اعددنا الشاى و اخذ كل منا قطعة و فرقنا الباقى بين اصحاب المقهى و الجرسونات و ماسحى الاحذية.
والآن نتسأل عن حي العباسية كما تسائل محفوظ في روايته عن العباسية القديمة هل بقى منها شىء ؟ اين الحقول و الحدائق ؟ اين النخلة و مجلسها و غابة التين الشوكى ؟ اين البيوت ذوات الحدائق الخلفية ؟ اين السرايات و القلاع و الهوانم ؟ هل نرى اليوم الا غابات من الاسمنت و مظاهرات من المركبات المجنونة ؟ ..... هل نسمع الا الضجيج و الضوضاء ؟ هل تحدق بنا الا اكوام القمامة؟! تعد قشتتمر في تلك الآونة ملتقى الأدباء و نخبة المجتمع و تجمعات حتى الصباح للعب الشطرنج و الطاولة اثناء الاستمتاع بأغاني أم كلثوم في ظل هدوء وجمال حي العباسية في ذلك الوقت، أما الآن فقد استحوذت القمامة و جلوس الحيوانات علي هذا الحرم الأدبي، فلن يتبقى منه إلا الفتة من جدرانه تحت مسمي يافتة بأسم كازينو قشتمر و بعض اللوحات لأشهر الأدباء الذين كانوا يجلسون به، و شجرة لتصبح هى الشىء الوحيد الحى فى هذا المكان لتحزن على أصحابها. عم جلال يعمل ترزي ملابس وهو أحد أصحاب المحال التجارية المجاورة للمقهى "تجاوز من العمر الثمانين عام" يروي لنا ذكرياته هذا المكان التاريخي متأثراً بعد غلق قشتمر "لم أعد أجلس على مقهى غيرها الآن، فأنا أترحم عليها كما أترحم على أصدقائي، فذكرياتي قد ماتت بعد موت المقهى و ليس بعد موت أصدقائى، و كل شئ قد تغير للأسوء".
وأضاف عماد محمود، تاجر أخشاب مجاور للمقهى "لا يعتبر هذا المقهى بالنسبة إلي سكان حي باب الشعرية كأي مقهى حيث أنهم يعتزون و يفتخرون بوجوده بمنطقتهم و يتمنون فتحها من جديد".
من جانب أخر أكد أستاذ مجدى مجاهد أحد ورثة أصحاب المقهى الأصليين بأنه سيتم إعادة فتحها من جديد قريبا، وأنه سيعود كما كان عليه قديما منارة لتجمع الأدباء والمثقفين في سابق عهده ولا يوجد نية بتغير شىء به بل سيتم وضع مكتبة بداخل المقهى لأهم روادها الكاتب نجيب محفوظ.
▶http://www.itfarrag.com/
▶https://www.facebook.com/itfarragofficial
▶https://twitter.com

Recommended