مجموعة ضركة تغني للسلام والحوار بين الدول والشعوب

  • 6 years ago
رضا فخار من الدارالبيضاء: تأسست المجموعة الغنائية المغربية "ضركة" سنة 2001، من طرف طلبة مدرسة الفنون الجميلة بمدينة الدار البيضاء، ومنذ ذلك الحين والمجموعة في سعي دؤوب لإثبات وجودها على الساحة الفنية المغربية، إذ بفضل أسلوبها وطرق حضورها على الخشبة نجحت في استقطاب جمهور واسع يحضنها ويتفاعل مع أغانيها التي تلتقي فيها العديد من الإيقاعات والألحان المستوحاة من موسيقى الريغي، وكناوة والعلاوي والروك والسكا والدوب والفان والجاز... كأنها المجال الذي تستأنس فيه كل إيقاعات العالم بانسجام.
تتكون مجموعة "ضركة" (والتي تعني الصبار) من عشرة شباب يتقنون لغات مختلفة ويستلهمون فنهم من مزيج تأثيرات الراهن الذي تجاوز الحدود المحلية، تغني بلهجة الدارجة المغربية وباللغتين الفرنسية والإنجليزية. فمنذ أول ظهور لها اختارت تحقيق الإحتفالية والإستعراضية وتوظيف مساحة الخشبة أو الشارع كفضاء لتعبيرات أخرى أكثر عمقا وتضفي أبعادا أخرى لنمطها الغنائي، فهي تستوحي مضامين أغانيها من الحياة اليومية للمجتمع المغربي ومن مظاهره واختلالاته وكذا من التجارب اليومية للشباب..
يلاحظ في مجموعة "ضركة" أنها قليلة الإنتاج فهي لم تصدر خلال مسارها الفني لحدود الآن سوى ألبومين، الأول بعد أربع سنوات من حضورها وأسمته "كازا كازا" والثاني خلال هذه السنة باسم "سطوب باركا" .
يعد ألبومها الأخير "سطوب باراكا" بمثابة صرخة شباب يستعجلون الحسم ويأملون في تجاوز العوائق الكابحة لكل تغيير متوخى، نفس جديد يحمله هذا الألبوم يستنفر الأسئلة ويضع اليد على مكامن الإختلالات التي تطال كل مظاهر الحياة العامة في المغرب. يتضمن هذا الألبوم 11 أغنية من بينها: "تشوميرة" "ناري على حالة"، "الكبالة" وكذا أغنية عن عبد الكريم الخطابي، قائد ثورة الريف ضد الإستعمار الإسباني، وللإشارة فبعض أغاني هذا الألبوم غنتها مع فرقة الراب المغربية "آش كاين"
هذا ويبقى "سطوب باركا" وفيا لرؤية ضركة الفنية المتمثلة في مزج الأجناس الإيقاعية من "ريكي" و"كناوة" و"راب"، أي المرجعيات الموسيقية المعتمدة على " البيت" المتقطع الذي تعد لب الموسيقى التي هاجرت من إفريقيا لتستوطن إيقاعات "الجاز"، "البلوز" والكومبيل في أميركا والريغي في جامايكا.
تعددت مشاركات مجموعة ضركة وتنوعت وأصبحت بفضل احتضانها من طرف جمهور كبير من شباب المغرب، حاضرة بقوة في العديد من المهرجانات التي تقام في أكثر من مدينة مغربية كشفشاون ومراكش والدار البيضاء وأكادير.. وساهمت في العديد من السهرات في عدة دول أوروبية كإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والسويد والسنغال.. وكانت دوما تمثل صورة شباب مشبع بقيم السلام والحوار بين الدول والشعوب.

Recommended