جدل إثر طلب أول طيارة أفغانية اللجوء في الولايات المتحدة

  • 7 years ago
جدل وطني في أفغانستان حول انعدام الأمن وحقوق النساء وهجرة الشباب بعد تردد أنباء عن طلب أول سيدة طيارة أفغانية اللجوء في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان مقررا أن تعود نيلوفار رحماني، البالغة من العمر خمسة وعشرين عاما، إلى بلادها الأسبوع الماضي بعد دورة تدريبية من خمسة عشر شهرا مع القوات الجوية الأميركية. ولكن عشية رحيلها، اعلنت أنها لا تريد العودة خشية على سلامتها، وهو ما أثار موجة من الانتقادات بتهمة “الخيانة” في افغانستان وتعاطفا من بعض الناشطين.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد ردمانيش الاثنين لفرانس برس ان “ما قالته في الولايات المتحدة غير مسؤول وغير منتظر منها. كان ينبغي ان تكون قدوة لغيرها من شباب افغانستان. لقد خانت بلادها. هذا معيب”.

نيلوفار رحماني أصبحت رمزا للأمل لملايين الافغانيات عندما سلطت الصحف عليها الضوء كأول امرأة طيارة أفغانية منذ حكم طالبان وظهرت مرتدية بزة الطيران العسكرية وحذاء القتال ونظارات الطيارين. ومنحتها وزارة الخارجية الأميركية السنة الماضية وسام الشجاعة للنساء. ولكن مع الشهرة جاءت التهديدات بالقتل من المتمردين كما انها عانت من ازدراء زملائها الذكور في بلد محافظ حيث لا يزال كثيرون يعتقدون أنّ مكان المرأة هو المنزل.

محاميتها كيمبرلي موتلي أكدت أنّ قرارها بطلب اللجوء في الولايات المتحدة “كان صعبا وحطم قلبها“، مضيفة أنّ “نيلوفر تلقت وعائلتها تهديدات عديمة الرحمة أكدت للأسف أنّ سلامتها مهددة فعلا إذا عادت إلى افغانستان وأنّ تهمة الخيانة الحقيقية لبلادها يجب أن توجه إلى أولئك الذين يهددون حياتها وحياة عائلتها وأولئك الذين يواصلون اضطهاد النساء”.

ولكن بعض الانتقادات الحادة لها جاءت من نساء. اذ كتبت المصورة الصحافية مريم خاموش على فيسبوك “عزيزتي نيلوفار، هل تعتقدين ان مشكلاتك هي أكبر من مشكلات ملايين النساء الافغانيات؟ أتمنى أحيانا لو أني كنت نيلوفار فاحلق في السماء وأقصف أعداء شعبي. ولكنك يا نيلوفار، أنت من انطلق ليلمس السماء من رماد أرضنا، جلبت العار لرايتنا”. من جهة أخرى اغضبت تصريحات نيلوفار لوسائل الإعلام قوات حلف شمال الأطلسي بقولها ان الوضع الامني في افغانستان “يزداد سوءا“، وقال الحلف إن “قوات الأمن الافغانية حققت تقدما حاسما، وآداؤها في ألفين وستة عشر كان أفضل من ألفين وخمسة عشر، ونتوقع أن يكون الآداء في ألفين وسبعة عشر أفضل من ألفين وستة عشر”. ولكن هذا الشعور لا يجد صدى لدى شباب افغانستان الذي يواصل مغادرة البلاد مع استمرار النزاع وارتفاع أعداد الضحايا.

Recommended