خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي: جواز سفر جديد، سلاح ضد المجهول

  • 8 years ago
*أثار تصويت البريطانيين على مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي في حزيران الماضي مخاوف جدية بين مواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا ، كذلك بين بعض البريطانيين المقيمين في دول الإتحاد الأوربي.
يتساءل الكثيرون حول الوضع في المستقبل وهل من المرجح أن يتم إخلاؤهم في الأشهر المقبلة عندما تتقدم المفاوضات بين لندن وبروكسل، لدرجة أن الكثير منهم بدأوا يحاولون الحصول على جنسية ثانية *

كنغ ستريت، حي مزدحم في لندن، العديد من البولنديين يعيشون فيه.
في محل بِقَالَة هولندي، تُباع المنتوجات الطازجة المستوردة من بولندا.
بعد الإستفتاء حول مغادرة المملكة المتحدة للإتحاد الأوربي، متطرفون بريطانيون دخلوا إليه وشتموا اصحابه وطلبوا منهم مغادرة البلاد.
منذ ذلك الحين، الشرطة تراقب محل بِقَالَة ايزابيلا لحمايتها.
بالنسبة لها، مغادرة الاتحاد الأوربي يُترجم إلى زيادة الأسعار، فالمنتوجات المستوردة أصبحت أكثر تكلفة بعد تراجع قيمة الجنيه الاسترليني بعد التصويت، لكن المؤلم هو تغير أجواء الحياة اليومية.

إيزابيلا بلوشوك، صاحبة محل البِقَالَة، تقول:“حالياً، وجودي هنا غير مرحب به. نشعر ان البريطانيين لا يرغبون بنا. إنه وضع غريب، من جهة أخرى، الجميع خائف . في احدى المرات، زبائن يمكن أن نقول انهم برجوازيون، قالوا لنا:” لا نريد أوربا، نريد مغادرة الاتحاد الأوربي، لأننا لا نريد المهاجرين هنا وغير ذلك من الأقاويل . لكن بعد دقائق، قالوا،
عاملة النظافة في بيتي بولندية، بولنديون يرعون أطفالنا. فقلت لهم: “: إذا كنتم لا ترغبون بنا هنا، من سيقوم لكم بكل هذه الأشياء؟ قلتها بنية حسنة. “

منذ الاستفتاء على مغادرة الاتحاد الأوربي، تضاعفت جرائم الكراهية المناهضة للبولنديين. في أجواء كهذه، إيزابيلا لا ترغب بالحصول على جواز سفر بريطاني.
وإذا ساءت الأمور فانها ستنقل أعمالها إلى بلد أوربي أخر أو إلى بولندا.

مراسل يوروينوز، هانز فون دير بريلي:” لم أتناول أفضل من هذه المخللات المستوردة من بولندا. هناك 800 ألف بولندي في المملكة المتحدة، أتساءل ماذا سيفعلون؟”

حين انضمت بولندا للاتحاد الأوروبي، الحكومة البريطانية لم تفرض فترة انتقالية على حرية تنقل العمال المهاجرين. النتيجة كانت: بين الأعوام 2004-2015، عدد البولنديين في بريطانيا تضاعف
ثمان مرات.في لويشم، حي متعدد الثقافات في جنوب شرق لندن. هنا، التقينا بمونيكا نافرود، بولندية تعمل في مكتب، وتعيش في لندن منذ أحد عشر عاماً.
الآن بدأت تخشى أن يُطلب منها مغادرة بريطانيا. وتريد الحصول على جواز سفر بريطاني في أقرب وقت ممكن. لهذا السبب تستعد لاختبارات الثقافة العامة من خلال الكتيب الرسمي “الحياة في المملكة المتحدة”.

مونيكا اندا نافرود، تقول:“الوضع بعد مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوربي، يقلقني بعض الشيء، لأننا نجهل ما سيحدث ... هل سيسمح لي بالبقاء؟ لدي قرض عقاري. هل سأرغم على بيع شقتي وترحيلي إلى بولندا؟ لا أعرف. “

جواز السفر البريطاني هو هاجس العديد من البولنديين، لأنه هو الذي يسمح لهم بالبقاء في بريطانيا مهما حدث.
الخطوات للحصول عليه مملة. مثلاً، كان على مونيكا أن تبرهن أنها خلال السنوات الخمس الماضية، لم تغادر الحدود البريطانية لفترة طويلة.

مونيكا اندا نافرود، تقول:“توجب علي أن أكتب تواريخ كل أيام العطلات التي ذهبت فيها إلى إسبانيا، وإيطاليا، أو إلى أي مكان آخر. لم أزودهم بالتواريخ وعدد الأشهر فقط بل بالتواريخ بالتحديد، بداية العطلة ونهايتها. تُوجب عليَ أن أجد كل ما عندي من وثائق تبين الدخل العام، كشوف

Recommended