مصر: مركز آخر للهجرة غير الشرعية

  • 10 years ago
مع مرور الأيام أصبحت مصر إحدى مراكز تهريب المهاجرين غير الشرعيين بإتجاه أوربا. الآلاف ينطلقون من شواطئ مدينة الإسكندرية واضعين مصيرهم في أيدي مهربين لعبور البحر الأبيض المتوسط​​.
إنهم يفرون الحرب في سوريا والعراق ودارفور، على أمل الوصول إلى أوربا. وفقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فقد تضاعف عدد المهاجرين الذين وصلوا أوربا عام ألفين وأربعة عشر، ولكن ما مصير أولئك الذين لا ينجحون في العبور إلى الضفة الأخرى. يورونيوز إلتقت ببعضهم في مركز الإحتجاز في الإسكندرية. من بين هؤلاء أميرة خليل التي تمّ القبض عليها منذ أسبوعين في عرض البحر من طرف السلطات المصرية رفقة أبنائها الأربعة.

“ لم تقدم لي أية هيئة يد المساعدة في دارفور، لا توجد هيئة تقف إلى جانبك هناك، أخذت أطفالي وجئت إلى هنا، وقدمت وثائقي إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هنا في مصر، ذهبت إلى مكاتبهم عدة مرات، ولكني لم أحصل على أية مساعدة، ولم تصلني حتى أخبار عن زوجي المفقود في دارفور“، قالت أميرة.

نغم رزق الله جاءت من بغداد حيث تركت زوجا مريضا. وبرفقة ولدين حاولت نغم عبور المتوسط.

“تحملت هذا العذاب وقررت الذهاب في هذه الرحلة وركوب البحر والمجازفة بحياتي وحياة أطفالي في سبيل التتخلص من حياة الفقر والحرب في العراق والحصول على علاج لإبني وزوجي، إلا أنّ جميع آمالي تبخرت“، قالت نغم رزق الله.

في العاشر من سبتمبر-أيلول شهد المتوسط مأساة أليمة راح ضحيتها أكثر من خمسمائة مهاجر غير شرعي قبالة سواحل مالطا. القلة من الناجين أكدوا أنّ المهربين أغرقوا المركب عمدا لأنّ المهاجرين رفضوا الإنتقال إلى مركب أقل حجماً.

ولاء البرقاوي فرت مع ولديها من سوريا بإتجاه مصر منذ عام. زوجها محمد البواب سافر من دمياط على أمل الوصول إلى أوربا وإحضار عائلته فور إستقراره. ولاء البرقاوي أكدت ليورونيوز:
“إتصلت بالمهرب، قال لي إن زوجي قد مات، أصبت بإنهيار عصبي، حاولت التأكد مما حدث ولماذا حصل ذلك ثم تذكرت أنه كان هناك خلاف بين المهربين حول هذا القارب لأنّ زوجي تعرض منذ لبعض المواقف، وفهمت انّ زوجي كان ضحية إنتقام بين المهربين”.

السلطات المصرية على دراية بوجود شبكات وعصابات لتهريب المهاجرين غير الشرعيين. تجارة تدر الكثير من الأموال حيث يدفع كلّ مهاجر بين ألفين وستمائة يورو وثلاثة آلاف وعشرين ألف يورو. رشا المصري تقول:

“ بقينا في البحر لمدة أسبوع، عانينا كثيرا، عشنا أياما سوداء وسط البحر، لمدة سبعة أيام، في كل مرة يقول المهربون سننطلق غدا، ويواصلون في وضع المزيد من المهاجرين في القارب إلى أن إكتظ وتعطل في نهاية المطاف ولم يتمكن من التحرك، ثم جاءت سفينة حربية مصرية وأخذتنا وأحضرتنا إلى هنا”.

يورونيوز تمكنت من الإتصال بإحدى المهربات في الإسكندرية، الأمر يتعلق بسيدة يمتلك أقرباؤها عددا من قوارب الصيد وعن سير عمليات التهريب قالت:

“المهربون يسافرون إلى بلد آخر ويشترون قاربا هناك بحجة العمل في مجال الصيد وينظمون ما نطلق على تسميته بعملية المغادرة من هذا البلد إلى بلد آخر، وأثناء ذلك، يوقفون القارب بمكان معين في البحر، ويبدأون بملئه بالمهاجرين الذين يبحرون بطريقة غير شرعية في هذه الرحلة. هناك بعض الأماكن التي لا يوجد فيها حرس سواحل، وبالتالي يأتي المهربون بقوارب صغيرة إلى تلك، وينقلون المهاجرين بإتجاه قارب كبير وسط البحر“، قال ؛دى الناشطات في مجال التهريب.

“غادروا بلدانهم بعدما فقدوا الأمل في حياة طبيعية، وصوبوا ​​أنظارهم نحو شواطئ أوربا الموعودة، ولكن الرياح في معظم الأحيان تجري عكس ما تشتهيه سفنهم، لينتهي بهم المطاف إما غرقى أو مفقودين أو مقيدين كما هي أحلامهم“، يقول مراسل يورونيوز.

Recommended